الأحد

تحذيرات العلامة الحجوري المتكررة للدعاة وطلاب العلم من العسكرة

 

تحذيرات

العلامة الحجوري المتكررة

 للدعاة وطلاب العلم

من العسكرة

 

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوِرَي

 

قرأها وأذن بنشرها

شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري

حفظه الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

يقول الله تعالى: {فاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 43، 44].

ويقول تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى، يَقُولُونَ: طَلَّقَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، أَفَأَنْزِلُ، فَأُخْبِرَهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ، قَالَ: «نَعَمْ، إِنْ شِئْتَ» ، فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حَتَّى تَحَسَّرَ الْغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ، وَحَتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلْتُ، فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بِالْجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّمَا كُنْتَ فِي الْغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، قَالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ» ، فَقُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي، لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الْأَمْرَ وَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ" اهـ  رواه مسلم (1479).

قال الإمام  البغوي رحمه الله تعالى في "تفسيره" (1/ 667): "وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ، أَيْ: ذَوِي الرَّأْيِ مِنَ الصَّحَابَةِ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ، أَيْ: يَسْتَخْرِجُونَهُ وَهُمُ الْعُلَمَاءُ، أَيْ: عَلِمُوا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَمَ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُفْشَى، وَالِاسْتِنْبَاطُ: الِاسْتِخْرَاجُ، يُقَالُ: اسْتَنْبَطَ الْمَاءَ إِذَا اسْتَخْرَجَهُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: يَسْتَنْبِطُونَهُ أَيْ: يَحْرِصُونَ عَلَيْهِ وَيَسْأَلُونَ عَنْهُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: يَتْبَعُونَهُ، يُرِيدُ الَّذِينَ سَمِعُوا تِلْكَ الْأَخْبَارَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ولو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى ذَوِي الرَّأْيِ وَالْعِلْمِ، لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ، أَيْ: يُحِبُّونَ أَنْ يَعْلَمُوهُ عَلَى حقيقته كما هو، وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ، كُلُّكُمْ، إِلَّا قَلِيلًا" اهـ

أقول: إن المكر والتربص بالدعوة السلفية، ورجالها، وحملتها؛ متواصل من أعداء الدعوة السلفية، وهم يحاولون دائما وأبدًا صرف وإبعاد طلاب العلم، والدعاة، والمشايخ، وعوام المسلمين عن الخير، وعن أهله، وصرفهم إلى الدينا، وشهواتها، وملذاتها، ومناصبها، وصرفهم عن الخير الحقيقي الذي به نفع الأمة الإسلامية، وصلاحها، وقوتها، وسلامتها.

ومن هذه الطرق، والوسائل، التي يكرون بها على حملة السنة، مشايخ ودعاة وطلاب علم؛ استقطابهم وإدخالهم إلى سلك العسكرة، وإغرائهم بها، وبرتبها، ومناصبها، وأموالها.

وقد تفطن شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه، إلى هذا المكر الكُبار، وهذا التربص المتواصل، وهذه المؤامرة الكبيرة، وقام لله تعالى بما يجب عليه من النصح، والتوجيه، والتحذير، لأبنائه، وإخوانه، وطلابه، بما ينفعهم الله به في الدنيا، والآخرة، وقد أحببت أن أجمع كلام شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في هذه الرسالة، ليزداد نفع ذلك، ويسهل الوصول إلى كلامه، ونصحه، وتوجيهه.

قال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله جوابا عن سؤال: "عن حال المشايخ، وطلاب العلم، في دماج وبعدها":

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله:

أما بعد:

فحال الدعاة إلى الله، وطلاب العلم السلفيين حفظهم الله في دماج وبعد ها؛ يطلبون العلم، ويدعون إلى الله عز وجل، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: "من المحبرة الى المقبرة".

وكفى بذلك شرفا، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب» فهذا شأنهم، وكما قيل:

وللحروب أقوام بها عرفوا     وللدفاتر حساب وكتاب

وإنما لما بغى عليهم الرافضة، دافعوا عن أنفسهم؛ ودفع الله عز وجل عنهم؛ وقد أبان سبحانه سنته في دفاعه عن المؤمنين فقال تعالى: ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾.

وأيضا هم مظلومون؛ وكانوا ولا زالوا، يدعون الله عز وجل على من ظلمهم؛ ودعوة المظلوم مستجابة، كما في الحديث المتفق عليه: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».

فالفضل في دحر الرافضة: لله عز وجل وحده، هو الذي دفع عنهم، وليس ذلك عن خبرة في حرب، ولا مكنة وقوة، ولا عظم شجاعة وبطولة.

ولما صان المولى سبحانه أعراضهم، عادوا إلى مهنتهم، وهي طلب العلم في مساجد قراهم، يعلمون الناس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويدعونهم إلى الخير، فهذا هو حالهم، إلا من غره الشيطان بفتنة دنيا، أو مناصب فيخلف الله فيه بخير" اهـ. وهو على هذا الرابط

https://m.sh-yahia.net/show_art_95.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: لما بلغه عن بعض الطلاب الدخول في العسكرة، قال ما يلي:

"الدخول في العسكرة فتح باب الضياع لطلاب العلم"

"الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله:

أمّا بعد: في سائر الدول، أحدهم ربما يطلع الشيب في رأسه، وهو في العسكرة لم يصل رتبة لواء، وهؤلاء أمثال ياسر المعبري، ورداد الهاشمي، صاروا ألوية في أسابيع؛ ما هو إلا بهرج على حساب دينهم، وأي طالب يصير إلى الضياع، ومحاولة تضيع غيره؛ فكبروا عليه أربعا، واحذروه، وحذروا من فتنته يا أهل السنة. 

 وقال شيخنا العلامة مقبل رحمه الله: "ماذا حقق الفنادمة من الدعاة إلى الله عز وجل للإسلام، أي شيء حققوه؟

يتسلق على ظهور المساكين الدعاة إلى الله، وإذا أصبح فندما تركهم".

وقال أيضا رحمه الله: "أول ما يباشرونه بحلق اللحية، والتصوير، وتنفيذ القوانين الوضعية، حسب النظام، وحسب القانون، وحسب التعليمات، الذي أنصح به كل مسلم أن يبتعد عن الجيش وعن الشرطة".

وقال شيخنا مقبل الوادعي طيب الله ثراه وأكرم مثواه: "ما ينصر الإسلام إلا من أخلص لله عز وجل، ودعا إلى كتاب الله و __ إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم __ وأقبل على العلم النافع، وإياك إياك أن يلبس على المفتونون بالكراسي، الذين يزعمون أنهم من الدعاة إلى الله" اهـ من هذا الرابط

https://sh-yahia.net/show_art_87.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله:"

بسم الله الرحمن الرحيم

"إجابة مختصرة عن سؤال حول دخول طالب العلم في سلك العسكرة"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.

أما بعد:

فإن دخول طالب العلم في العسكرة، يتضمن مخالفات تقتضي بعده عن ذلك أشد البعد:

أولاً: إنَّ رتبة طالب العلم، والداعي إلى الله تعالى، أرفع من رتبة العسكرة، مهما علت؛ لأدلة في فضل طالب العلم، ومنها حديث: «وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب.

ثانيًا: أن الأمة بحاجة إلى تأهيل طلاب علم شرعي، ودعاة صادقين إلى الله تعالى، أكثر من حاجتهم إلى عساكر مقاتلين، ذلك لأن المزارع، والصانع، وغيرهما من سائر المسلمين، بحاجة إلى العلم، وتوعية صحيحة؛ ولو حصل لهم ذلك، لأدوا الغرض في تجنب الباطل والتصدي له.

ولو ذهب عسكري واحد، لجاء غيره أعداد، لذلك قد تجد في البلد الواحد ألوف العساكر، ولا تجد فيه عالما مبرزا.

وأيضا: فإن أهل الباطل تروج فتنتهم في حال غياب الدعوة إلى الله، أو ضعفها؛ فالعالم والداعي إلى الله، يتصدى لها قبل رواجها.

ثالثًا: أن العسكرة في حق طالب العلم، والداعي إلى الله تعالى، تعتبر من الحور بعد الكور، وقد استعاذ منه النبي ﷺ، كما في حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله ﷺ إذا سافر يتعوَّذ من وعثاء السَّفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم». أخرجه مسلم (1343).

فطالب العلم، إن كانت عنده حصيلة علمية، فهي معرضة للضياع، لانشغاله بالعسكرة، وقد قال الله تعالى: ﴿مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ [الأحزاب:4].

وأيضا: العسكري معرض لجلساء غير مَن كان يجالسهم من قبل، فقد كان في طلبه للعلم يجالس الصالحين من السلفيين، وفي العسكرة أصناف شتى، من ذوي الأفكار الذين يبلبلون فكره، وقد يسلبون عليه استقامته، ويقذفون فيه الوهن عن الصلاح، والاعناق في الخير.

رابعًا: أن الطالب قد يدخل العسكرة لطلب الرزق، وقد علمتم أن العسكرة راتبها محدود، فالذي يحصل عليه العسكري عندنا في اليمن لا يكفيه للإيجار، والماء، والكهرباء، وقد يكون عنده أولاد، وأسرة، فكيف إذا كان يأكل تلك الشجرة الخبيثة، شجرة القات، راتبه ما يكفيه حق القات، فهو يستعين على تتميم بعض حاجاته ببعض الوسائل، إما بالرشوة، والنصب، والاحتيال، والاختلاس، أو التنازل في دينه، بوسائل مختلفة، لتغطية احتياجاته، وفي هذه الحال يكون كما قيل:

                       نرقع دنيانا بتمزيق ديننا**** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

أما طالب العلم: فإنه متحلّ بالقناعة، والله تعالى مكرم له، ورزقه أبرك من رزق غيره، وإن قلّ، وعند الترمذي، بإسناد صحيح، عن أَنَسِ بن مَالِكٍ، قال كان أَخَوَانِ على عَهْدِ النبي ﷺ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النبي ﷺ وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ، فشكى الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إلى النبي ﷺ، فقال: «لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ".

خامسًا: أنَّ العسكرة من شروطها، لباس لم يلبسه رسول الله ﷺ، وأصحابه، وأنظمة تعرف منها، وتنكر، ناهيك عن أداء اليمين الدستورية عندنا في اليمن، وما فيها من المخالفة.

سادسًا: أن من لم يُلزم ببعض المخالفات من حلق اللحية، وغيرها حالا، فقد يُلزم به مآلا، أو يمنع عنه ما تعوده من الراتب، فيلجأ إلى التنازل، لقصد استمرار الراتب.

سابعًا: أنه يخشى على مَن ترك طلب العلم، والدعوة إلى الله تعالى، وذهب إلى العسكرة، لقصد دنيا، أو منصب؛ أن يدخل تحت عموم قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف:175 - 176]. 

وقال شيخنا العلامة مقبل رحمه الله: "ماذا حقق الفنادمة من الدعاة إلى الله عز وجل للإسلام، أي شيء حققوه؟

يتسلق على ظهور المساكين الدعاة إلى الله، وإذا أصبح فندما تركهم.

 وقال أيضا رحمه الله: "أول ما يباشرونه بحلق اللحية والتصوير وتنفيذ القوانين الوضعية، حسب النظام، وحسب القانون، وحسب التعليمات، الذي أنصح به كل مسلم أن يبتعد عن الجيش وعن الشرطة".

 وقال شيخنا مقبل الوادعي طيب الله ثراه وأكرم مثواه: "ما ينصر الإسلام إلا من أخلص لله عز وجل، ودعا إلى كتاب الله و __ إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم __ وأقبل على العلم النافع، وإياك إياك أن يلبس على المفتونون بالكراسي، الذين يزعمون أنهم من الدعاة إلى الله" كتبه أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري، بتاريخ: (6/ 5  / 1438 هجرية ) اهـ. من هذا الرابط

https://sh-yahia.net/show_art_86.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: جوابا عن سؤال عن "التسجيل في العسكرة لطالب العلم"، هذا نصه: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورجمة الله وبركاته

 شيخنا حفظكم الله عندنا سؤال وهو:

أنَّ بعض إخواننا السلفيين لما فتح تسجيل المعسكرات، والقادة، وأنشأت الألوية، بعضهم دخل في هذا التسجيل، سجل اسمه، ويستلم له راتبا، ونصحوا ونصحناهم، فإذا ببعضهم يقول: الدولة قد أذنت بهذا، أنها تسجل معسكرات، وهم جالسون في بيوتهم إلى وقت الحاجة، وهذا بإذن من ولي الأمر، وهذا من مال ولي الأمر، ثم أنهم إنْ طلبونا في يوم من الأيام، أننا نذهب نترقم ونتعسكر، ونحضر، ونلتزم، بالمخالفات، التي يريدونها سنترك.

 وهذا فعلا استدراج من الشيطان لهم، لكن يقولون، لما نصحنا بعضهم يقولون: " هذا المال الذي نستلمه ليس بحرام، هذا من ولي الأمر، إذا طالبونا بالعسكرة تركنا ".

فما هو توجيه الشيخ في هذا بارك الله فيك؛ فإننا وجدنا من بعض إخواننا، الاعتراض على هذا، أو عدم المبالاة.

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فهذا التسجيل الذي ذكرته، وأشرت إليه، بأنه استدراج من الشيطان، ينطبق عليه ذلك؛ لاسيما أنه بداية عسكرة، وإذا أدخلوا أنفسهم في العسكرة سواء كان حاليا، أو مآليا، أو مجرد ترقيم؛ فأنهم مصير ذلك، إلى أنهم عساكر، وأنهم يأخذون هذه الأموال مقابل عسكرة، مقابل ما يتمرنون عليه فيما بعد، ويجرون غيرهم إليه، ويكون مدعاة إلى أن ينهمر الصالحون طلاب العلم فيه، ويدخلون في أشياء لم يكونوا سلكوها من قبل.

فدعوتهم معروفة، أنها مع العلم والدعوة، وبعيدة عن العسكرة، وعن السياسات الدنيوية، والانفلات الذي ضرره على الدعوة محقق، وأنه مصير ضياع لطلاب العلم، ضياع لعلومهم وأوقاتهم، واستقامتهم، من أجل دنيا زائلة، قال الله تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ﴾ [النحل: 96]، ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى﴾ [الضحى: 4].

فهذه الاستدراجات، والاسترسالات، في أمور عواقبها قد عرفنا بعضها، ورأينا سبل ووسائل التفلت فيها.

كان ينبغي لهم أن يتحفظوا عن هذا، وأن يزهدوا أكثر من ذلك، وأنصح، وأكرر، وينصح إخواننا حفظهم الله بالحذر من ذلك، من باب قول الله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:3].

وليعلم الطالب، والداعي إلى الله، أنه في خير عظيم، لا يجوز له التغافل عنه، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا بما يطلب"، فمن كان يسمع نصحنا، وتوجيهنا، من إخواننا طلاب العلم؛ هذا هو التوجيه الذي نرى أنه ينفعهم إن شاء الله، وينفع المجتمع.

فالمجتمع بحاجة إلى دعاة إلى الله، فنحن نبحث للواحد، نسد به فراغا في مسجد مهم، بل في بلد ينفع الله به فيه، ما نجد لقلة الدعاة إلى الله، ولكثرة الانهمار في الدنيا، وقلة المقبلين على العلم النافع، وعلى التفقه في دين الله.

وإن كانت توجد سطحيات بين طلاب العلم أنهم كثير، لكن عند المحاققة ما تجد متمكنا، رابضًا للعلم مجتهدا، ينفع خطابة، وكتابة، ودعوة، ونفعا، يؤثر في المجتمع، ويجعل الله فيه بركة، إلا القليل بالنسبة لاحتياج الأمة.

هذا الذي نتواصى به، ونسأل الله التوفيق لما يحبه الله ويرضاه، وأن يحفظ الجميع من فتنة الدنيا وغيرها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال».

وبخصوص المال المسؤول عنه: فإن رضيتم بالعسكرة فقد سبق الجواب.

وإن كان على ما ذكرتم، فأخذ المال بما ذكر في السؤال يتضمن احتيالا، وعدم وفاء بالوعد، وكذبًا، فيأخذ الواحد المال على أنه عسكري، ثم بعد ذلك يقول: "لا يتعسكر"، فمن استطاع أن ينفلت منهم بغير أن يدفع ما قد أخذه، والله أعلم هل يتمكن أم لا، فإنه بذلك، أخذ المال على غير كسب شرعي واضح، فيما يليق بمقام السلفي، من الصدق الذي قد دلت الأدلة على فضله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "و لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الصدق طمأنينة والكذب ريبة".

والناس واثقون بأهل السنة، لصدقهم، وأمانتهم، فهذا يخلخل الثقة فيهم، وما كان يخلخل الثقة في المؤمن، وجب عليه اجتنابه، والله الموفق.

كتبه: أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري 1440/5/19 هجرية" اهـ. من هذا الرابط

https://sh-yahia.net/show_art_100.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: "وهكذا الذي يكون طالب علم، واعطاه الله من الخير، رجل يحب السنة، ويحب الخير، ثم ما تجده إلا ويذهب لك من أجل وظيفة عسكرية، بدلا من أن يكون داعيا إلى الله عز وجل، الشيخ فلان، يرجع الفندم فلان!، ويفوته خير كثير، ويجالس أناسًا كثير، ما هب ودب، ويتحكم فيه كثير، ويُسير بالدنيا، وإذا بسطت عليه الدنيا، وأعطي منها، الانفكاك منها صعب، انفكاكه منها صعب، هكذا بلوى الذي يدخل في فكر، أو يدخل في عمل انفكاكه عنه صعب..." اهـ من "أسئلة من شباب وادي منوب بمديرية القطن بحضرموت الوادي والصحراء، السؤال السابع"

https://sh-yahia.net/show_sound_12122.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: "أما ما يتعلق بجانب العسكرة، فأنا انصح إخواني طلاب العلم، أن لا ينشغلوا بها، فإن فيها بعض المخالفات التي تجعل طالب العلم يبتعد عن ذلك، وأولئك نسأل الله أن يهديهم وأن يوفقهم، لكن بالنسبة لطالب العلم يحصل عنده ضياع للوقت، يحصل عنده تفريط في سنن، يحصل عنده مخالطة لأناس كثيرين، ربما يفتن في دينه وغير ذلك من الأشياء التي ننصحه بالبعد عنها، والله الموفق اهـ "ليلة الجمعة 11 شوال 1440 هجرية نقله الأخ ثابت الحضرمي"

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: "الله المستعان، عددٌ ممن كانوا طلاب علم _ هداهم الله_ تاجروا برجال السنة أو المحبين لها؛ وهو أَنْ يقوم ذلك الطالب بعد تلقيبه بالقائد الفلاني!!!

  بتجميع أعداد هائلة منهم، ثم يصير أمره إما أن: يستمر هو وإياهم في السياسة، أو ينسحب إن استطاع، ويسلم من جمعهم ثقة منهم بأهل السنة، أو قصدا منهم لنصرتها؛ فيسلمهم ذهبًا في طبق إلى العسكرة، أو الحزبية، أو الدخول في السياسات المهلكة، وربما ذهب فرِحا بما كسبه من مال، وأنه قد صار ثريًا بعد فقر.

وما علم أَنْ ذلك مقابل ما سيسأله الله عز وجل عنه يوم القيامة، من غش الواثقين بأهل السنة، وإلقائهم إلى الضياع بثمن بخس.

فأرى أن ما تحصلوه من مال على ذلك ليس بحلال، والسلامة من ذلك كله عافية.

فجزى الله إخواننا السلفيين المقبلين على شأنهم من العلم، والتعليم، والدعوة إلى الله خيرا على ما يقومون به من نفع للإسلام والمسلمين. اهـ نقله "ثابت الحضرمي الخميس 19 من شهر ذي الحجة 1439هجرية"

https://alilmia.com/show_art26899.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: "ولهذا قلنا لإخواننا الذين يعني ربما شغلوا بالدنيا أو غير ذلك؛ قلنا: من دعاكم إلى العسكرة، اعتبروه خائنا للدعوة السلفية، من دعاكم إلى العسكرة، يريد يجمع له مجموعة، ويكون قائدًا عليهم، ويجمع له فلوس يتعيش، أنا ما أريد هذا، من قبل أقول أنا ما أريد هذا، أريد دعوة، أنا مع الدعوة، {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، تنفرد سالفتي أهون من أن أبيع ديني، فيا معشر الأغبياء اتقوا الله في الدعوة...." اهـ من النصيحة الواضحة للزائغين سلفيي الرافضة الرقيقة (28...)

https://sh-yahia.net/show_sound_12986.html

وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله: "وإنه والله لا أبرك للمسلم من مجالس العلم، ومجالس الذكر، نراها ونلاحظها ونشعر بقلوبنا فيها وبقلوبنا في غيرها، القلوب فيها أحسن، وألين، وأقرب إلى باريها، في حالة الصلوات، والجماعة، والجمعة، والدروس والعلم، أحسن وأبرك وأنفع، والقلوب في حالة الانشغال بالدنيا أقسى وأبعد، وهي إلى الباطل أقرب، وسرعان ما تستمال، ولا أسوأ على الداعي إلى الله، وعلى طالب العلم من الميل إلى الدنيا، "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على الشرف والمال لدينه"، لا أسوء عليه من الميل إلى السياسات وإلى العسكرة، والله يا إخوان إطاحة أيما إطاحة به، وإضاعة أي ما إضاعة له، وانتكاسة، وحور بعد كور، وإلقاء بالنفس إلى الضياع جهارا نهارا، وكفران نعمة، العلم نعمة، ومجالس العلم نعمة، وكفران هذه النعمة الميل إلى السياسات، {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61]، فحافظوا على أنفسكم أيها السلفيون، حافظوا على ثباتكم، واستمساككم بالصبر على طاعة الله، للبقاء في طلب العلم، بالحذر من الميل إلى السياسات، والميل إلى المسؤوليات، التي هي مسئوليات دنيوية، شرف، بالحذر من الميل إلى العسكرة، ومن داعي إلى الله إلى عسكري، هذا ضرر بالغ لمسناه، لمسناه ورأيناه، أشد من ضرر الجمعيات علينا وعلى الدعوة، جمعيات بطشت كثيرا للفقر الموجود في اليمن، جمعية التراث، جمعية البر، جمعية جمعية، جمعية الحكمة، جمعية الإحسان، بطشت كثير من الناس، لكن البطشة الأكبر هي بالعسكرة، والضرر هو الضرر والضياع هو الضياع، فعاقبة تلك دنيا، وانشغال وراحوا من أهل السنة، وصاروا أضدادا لهم، وعاقبة هذه أيضا ضياع ودنيا، وصاروا ضائعين لا ينفعون أنفسهم، ولا غيرهم، إلا بمأكل ومشرب، البهائم تأكل وتشرب، ليس هذا مهمة صاحب الهمة العالية، الكفار يأكلون ويشربون، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}[الأنعام:12].

مهمة ذي الهمة العالية أن يحرص على نفع نفسه والمسلمين، بما هو أبرك وأنفع، ولهذا كان حرص الشيطان، ودفع الشيطان على طالب العلم، أكثر من غيره لضياعه، والله لو أرادوا مليون عسكري من الشارع، لحصلوا، لكن ما يريدون إلا طلاب العلم، وبعده، وضيعوه، نسأل الله الثبات، وجزى الله خيرا من ثبت أهل السنة على السنة، وثبت طلاب العلم على العلم، ونحى عنهم الضياع، بقدر مستطاعه، بحاله ومقاله، خير الناس من طال عمره وحسن عمله". اهـ من "الدرس الرابع: من مُسَند عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ _ رَضِيَ الله عَنْهُ من الصحيح المسند"

https://sh-yahia.net/show_sound_12887.html

وقال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله جوابا عن سؤال من الزائرين يطلبون فيه نصيحة من الشيخ حفظه الله:

أولا: حياهم الله، حيا الله ضيوفنا من حيس، ومن غيرها مرحبا بالجميع، شكر الله زيارتهم.

ثانيا: النصيحة أن لا نفتر عن العلم، والله هذه نصيحة لي أنا، أول ما أنصح بها نفسي، ولإخواني أن لا نفتر عن العلم، فإن الفتور عن العلم، والضعف عن العلم، والانشغال عن العلم، انشغال عن شيء عظيم لا يعوض، إذا أردت أن تعوضه من دنيا، تعوضه من جانب آخر ما تستطيع، حتى لو أردت أن تعوضه بعبادة، وتتفرغ عن العلم للعبادة، ما تستطيع تعويض ذلك الخير، "ليس مثل العلم شيء لمن صلحت نيته"، نفعه يتعدى، تنتفع أنت وغيرك، فإذا أراد الله بي وبك خيرا، فقهنا في الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

لا تملوا من كثرة التواصي، والتناصح بالجد في العلم والعمل به، لا نمل من هذا ، في حين نرى أن التواصي بالعلم، والجد فيه، والعمل به قل أهله، وصار التواصي بالدنيا، والمناصب، والوجاهات، والأبهات هو السائد، فصار هذا من سد الخلل، وصار هذا من رأب الزلل، وصار هذا من الأمور المهمة، التي يغفل عنها الناس كثيرا في كل زمان ومكان، هذا أمر مهم، "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، ما تزكو الأخلاق، ولا تصفو العقائد، عقائد الناس، ولا تقوم مكارم أخلاقهم، ولا والله دنياهم، ولا أخراهم؛ إلا أن يفقهوا دين الله، حتى الدنيا إذا قامت، تقوم مشوشة، على تعاملات بطالة، سيئة ما ترضي الله، {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا الله يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 100].

إياي وإياك وإيانا أن نصرف عن العلم إلى شيء آخر، رحمة الله على الشيخ، أنا أكرر لإخواني جميعا، أقول لهم كلما جلست أكثر من مجلس أقول لهم: كيف لو كان الشيخ رحمة الله عليه، يعني خرج لك من الجامعة الإسلامية، ومما قد تيسر له من العلم، ثم وظفوه من رتبة إلى رتبة إلى رتبة، ولا ندري إلا واللواء الركن مقبل بن هادي الوادعي، هل بالله عليكم سيحصل هذا الخير، هل سيعرفه أحد؟ الدنيا مليئة بالأركان، ومليئة بالألوية، والله ما عرفهم بعض جيرانهم، ربما بعض الساكنين ما يدري لواء، ولا ما هو لواء، ما يدري ما هو عليه، وربما مات على حال يرثى لها، لكن انظروا العلم، انظروا فضل العلم، هذا فيما عايشناه نحن من شيخنا رحمه الله وأمثال هذا العالم، وانظروا طريقة السلف رضوان الله عليهم، ابن المبارك وهارون الرشيد، هارون الرشيد رجل صالح، من أصلح ملوك الدولة العباسية، كما يذكرون، لكن بجانب ابن المبارك ماذا يكون؟

فيا إخوان العلم العلم، العلم العلم، وحقا أنها قد تحصل عند الإنسان شيء من الضعف المادي، يحصل عندنا، وعند غيرنا شيء من الضعف المادي، لو لم يصبر عليه، ربما زلق إلى شيء يفوت عليه ما هو أنفع له، وهو يحسب في ذلك أنه سيتراجع، ويجهز أموره، وكذا، لكن بعض الأشياء يصعب كذلك تداركها، العمر يذهب والوقت يذهب، "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"، غبن شديد، "منهومان لا يشبعان: منهوم في العلم لا يشبع، ومنهوم في الدنيا لا يشبع"، فإما أن تكون نهمتك للعلم، وقدك فوق العلم، حتى يفتح الله، وإما أن تكون نهمتك للدنيا، وتريد العلم مع ذلك، وتريد الأبهات، ما تجتمع لك، ما يجتمع علم ودنيا، فاصبر على العلم، ومع ما يسر الله لك من سداد الحال، ولا تصرف عنه، تحمد عقبة ذلك.

هذا وكذلك أيضا حفظ الله الجميع، وجد مع أسباب الفقر المدقع في البلاد اليمنية، والحاجة الماسة، وجد أن كثير من المحبين الصالحين، أنه ربما ذهب يتعسكر، يذهب يتعسكر من أجل يحصل مصروف، من أجل كذا، يا أخي اصبر، هذه العسكرة ما أنت بآت منها إلى مستقبل صحيح، هذه هي هدم المستقبل، وليست تأسيس المستقبل، تأسيس المستقبل أن تصبر، وأن يحصل لك سداد الحال، وتعود إلى العلم الذي أنت هُيئت له.

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له**** فاربع بنفسك أن ترعى مع الهمل

يا أخي اصبر، والله هذا طريق الرفعة، {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]

يا أخي اصبر، هذه طريق الثبات على الحق، والدنيا طريق الانزلاق والانفتان، "ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على الشرف"، بالله عليكم ما قد سمعتم أن بعض الناس يفرح إذا قيل اللواء؟.

والله يفرح، ويكيف، وربما قلب البرنيطة هكذا، نعم بعد ما يقولون له لواء، يعني يفرح بها، بدل ما كان يقول الشيخ، الداعي إلى الله هكذا، يفرح أن يقول له اللواء وإلا الركن، هذا هو الحرص على الشرف، الذي هو شرف فالت، شرف يراه ما هو بذاك، الشرف العظيم شرف العلم، شرف الدين، شرف الاستقامة، نعم، هذا هو الذي يفسد الدين، حرص المرء على الشرف، والمال لدينه، ويجري جري، ويتوسط بهذا إلى هذا، وغير ذلك، فما يصلح في مثل هذا أن يكون مثلا في المناصب.

الشاهد بارك الله فيكم، أهل السنة في خير، العلم، والمراكز، والدعوة هذا خير لا يبغي الصالح به بديلا، والحق يا إخوان أننا نتخوف -وأنا أقولها بصراحة، أقولها رافع الرأس حفاظا على ديني، ودين طلابي، واستقامتي، واستقامة طلابي، والخير الذي هيأه الله، نحن اؤتمنا على دعوة-، أن العسكرة أخاف أن تضرب في الدعوة السلفية، أشد من ضرب جمعية إحياء التراث، والحكمة، والإحسان، من ضرب الجمعيات، أن تضرب في الدعوة السلفية أشد، لماذا؟

لأنها هذه دنيا، وهذه دنيا، كلها صرف، ما أدري إلا وكذا مشغول عنها، وتدريبات، وأوقات، وجلسات، وتهيأت، ونُقلة من مكان إلى مكان، والله ربما بعض الأوقات، تأتي تسمع له جزء عم ما عاد يحفظه، هذا الذي كان يحفظ القرآن، وتأتي بعد ذلك، بعد أن كان خطيبا على المنبر، وإذا به ما عاد بقي من استقامته إلا ما يسر الله، وقد لاحظنا هذا، الإنسان الذي عنده كنز مادي، كنز مال، يبقى في غاية الحرص على الحفاظ على هذا الكنز، أعظم كنز تتحصل عليه العلم، وكنز لا تخاف عليه لصا، كما قال الألبيري رحمه الله، وهو أنك تحافظ على هذا الحصيلة وتصونها،  تصبر عليها.

 قال الجرجاني:

يَقُولُونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا **** رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا

أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُو هَانَ عِنْدَهُمْ **** وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا ([1])

وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا**** بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا

إذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى ****وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا

وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي **** لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْت لَكِنْ لِأُخْدَمَا

أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً **** إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ****وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا

وَلَكِنْ أَذَلُّوهُ فَهَانُوا وَدَنَّسُوا**** مُحَيَّاهُ بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا

إلى آخر تلك الأبيات الجيدة

فالصبر طيب، على ما هو حاصل، ربما تنتابك شيء من القلة، تنتابك شيء من التعب، وكذا، لكن في عواقب

والصبر مثل اسمه مر مذاقته*****لكن عواقبه أحلى من العسل.

 الصبر واجب لإجماع المسلمين، في ثلاثة أمور:

على أقدار الله المؤلمة، من فقر أو غيره.

على طاعة الله وإقامة طاعة الله.

عن معصية الله، الصبر عن معصية الله، واجب بإجماع المسلمين هذه الثلاثة كلها، نعم بارك الله فيكم، هذه وصية لي ولإخواني". اهـ

https://sh-yahia.net/show_sound_13109.html

وقال شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله جوابًا عن سؤال: بعض الإخوة حين يسمع العلماء يحذرون من العسكرة، يقولون بأنهم يخذلون عن جهاد الرافضة، فما حكم هذا القول؟

 الجواب: أمر عدوان الرافضة على المسلمين، وبغي الرافضة على المسلمين، أمر خطير، ولما حصل منهم العدوان على دماج، هذا شيء بلغت شهرته الدنيا، قام الناس بدفع ذلك، وقاموا بالفتوى، ولم يخالف أحد من أهل العلم في ذلك الوقت فيما أعلم، أن ذلك ما هو جهاد في سبيل الله، ما نعلم أحدا خالف في ذلك، بل كل أهل العلم حثوا، ورغبوا، ومن لم يحث، ولا يرغب، ما استطاع أن ينكر، مثلا أن يقول: أن هذا ما هو في سبيل الله، فلا شك في ذلك، بقي أن أمر الجهاد ما أحد ينكره، كيف تنكر شيء في كتاب؟

 كتاب الله دل عليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِالله وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: 10 - 12] الآيات.

والشاهد من ذلك: أنه كتاب الله مليء بذلك،  سنة رسوله مليئة بذلك، شعيرة من شعائر الدين، بضوابطها الشرعية، ولها ضوابطها، ولها أدلتها، ولها فتوى أهل العلم فيها، ليست عبارة عن عشوائية، لكل من أراد أن يأخذ مسألة، يكمن تحتها لمقاضاة ما يريد، هذا عمل كالصلاة، الصلاة يفتي فيها أهل العلم، وبينها أهل العلم، والصيام يبينه أهل العلم، والحج يفتي فيه أهل العلم، ويبينه أهل العلم، والزكاة، وشعائر الإسلام، والعقيدة الصحيحة من ضدها، بين ذلك أهل العلم، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] ، وهذا مثل ذلك، لا يفرد هذا عن هذا، كلها دين، كلها عائدة إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا حصل خلافه في شيء رد إلى ذلك: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله} [الشورى: 10]، {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59]، فلا شك في ذلك.

أما ما يتعلق بالعسكرة، فشيء، والجهاد في سبيل الله شيء آخر، العسكرة حاصلة من قبل ومن بعد، لماذا ما كانوا يسمون العسكرة من قبل جهادا، ما في إلا الآن، يعني طبعوا لها طابع الجهاد؟، من قبل موجودة، من زمن قديم، والناس يتعسكرون، الذي يريد يتعسكر من الناس، ذهب يتعسكر، ونحن ندعو له بالهداية، نوجهه ننصحه بأمور، سائر الناس ينصحونه، احذر كذا، ابتعد عن هذه المخالفة، ابتعد عن كذا، أمور كثيرة من المخالفات فيها، فالعسكرة أمور دنيا، يريد يتعيش، يريد يتعيش يتوظف، حتى هو يقول: يريد يتوظف، وهي من قبل على هذا الحال، ومن بعد على هذا الحال، لهذا نحن نرى أن الداعي إلى الله، يربع بنفسه، عن أن يُشغل عن العلم بالدنيا، وأن هذا قد يفسد عليه دينه، لحديث كعب بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ»

فإن حرص على المصروف، على ما فيها من مخالفات كما تعرفون، حرص على الدنيا، فهو معرض لذلك، وإن حرص على الشرف، والألقاب، والأبهات، وما إلى ذلك من الأشياء التي يحرصون عليها، أيضا هو هذا مصدره.

يا أخي، والله أن العلم لا يعدله شيء لمن صلحت نيته، كذا قال الإمام أحمد وغيره، {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [المجادلة:11].

هذا الذي نريده لنا ولك، وأن الدعوة إلى الله لا يعدلها شيء لمن صلحت نيته، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].

وأن طلب العلم لا يعدله شيء لمن صلحت نيته، «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لطالب العلم رِضًا بما يطلب"

وإن هداية واحد من الناس على يديك، خير لك من حمر النعم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَأنْ يهديَ الله بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ"، "وأن الدال على الخير له مثل أجر فاعله"، "مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ إلى يوم القيامة، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا".

وقد يهدي الله على يديك أمة، وأنت تدعو إلى الله، إن علم الله صدقك، وصلاح نيتك، وتجردك لمرضاته، قد يُهدى على يديك أناس كثير، هذا لا تتحصل عليه في أمور دنيا زائلة فانية، ولا في أبهات، ولا  في كذلك مناصب، ولا غير ذلك، هذا {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة: 61]، كان بنو إسرائيل طعامهم المن، والسلوى، والعسل، والنعمة، قالوا : يريدون بصل، { فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61]، يعني هل يقارن مجالس العلم مثل هذه المجالس، بمجالس يعني التدريبات، والأبهات، وها ها ها، جري في الشوارع من أجل مثل التدريبات، وغير ذلك.

يا إخوان، نحن قد صار عندنا تمييز بين الضار والنافع، والعلم والجهل، والغي والرشد، صار عندنا تمييز، أأطلب العلم مدة ثم أتخرج عسكري؟ يعني هذا هو التخرج؟، الناس يتخرجون، مثلا من الدور دعاة، بل يتخرجون علماء، إن أراد أن يؤلف، يكون تأليفه تقرأ كأن بين يديك زبرجد، وإن أراد أن يتكلم، تكلم بكلام منضبط ينفع المسلمين، وأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا، هل الآن أمة بحاجة إلى ضباط؟ يعني الآن إلى ألوية، إلى عقداء إلى كذا؟ لا.

والله تجد البلد فيه من هذه الأصناف مليء، وما تجد فيه عالما واحدا، ما أريد أسمي بعض البلدان، كثير، تجد فيه مثلا من هذه الأصناف كثير، اللواء، العقيد، آل آل ..الخ، لكن قد لا تجد فيه عالما واحدا سلفيا، بل ربما والله داعي مستقيم سلفي، نحن يا إخوان عندنا فقر إلى العلم، نحن نطلب العلم افتقاراً، ما نطلبه للمزيد، ازديادا فقط مثلا، وفقط من باب الكماليات لا، نحن نطلب العلم افتقاراً، لما نريد أن نرفع به الجهل عن أنفسنا، نشعر بالجهل في أنفسنا إلى أن نموت، ونطلبه افتقاراً لما نرى من الجهل في مجتمعاتنا، بقدر المستطاع ندف من الجهل ما استطعنا، من الجهل عن أنفسنا وغيرنا، هذا طلب، يعني نطلبه، يعني احتياجاً ملحاً، أمر ضروري، طلب علم الشريعة ليس بالكمالي، أمر ضروري، كيف أصلي، كيف أصوم، كيف أحج، كيف أعبد الله؟ العقائد الفاسدة نخرت في المسلمين، الأفكار هدمت عقائد المسلمين، أفكار غير مثلا ما حصل من العقائد القديمة، أفكار علمانية، أفكار ديمقراطية، أفكار ليبرالية،  أفكار يعني بشتى وسائلها، الناس يحتاجون إلى من يدعوهم إلى الله، ويعلمهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم بالأشواق لمثل هذا، إذا تركت أنا، وأنت، وفلان، وزيد وعبيد، وكلنا نريد دنيا، ونريد كذا، ونحب العلم، نحب السنة، ولكننا نريد هذا، شغلنا، يحصل انشغال، وهم الذين يوظفونك ما سيتركونك، حتى وإن قال أفرغك، يفرغك مدة ويسحبك مدة، ويردك مدة، ويسحبك مدة، يعني متى أرادك، أنت عبارة عن موظف تحرك تحرك، قم قم، اقعد اقعد، بعض الناس، حصل على إخوانهم هجوم من الرافضة، فتحرك بغير الأذن، هو شيء ما نريد نسمي صاحب هذا، تحرك يريد يعين إخوانه بغير إذن، فتواصل معه بعض الناس، قال وينك ؟ قال : أنا في مكان وإخواننا حصل لهم، هو قائد، إخواننا حصل لهم قال له: ارجع ارجع، ورجعوه كاسف البال من جانب إخوانه ما يمدهم، ما يعينهم، نعم، موظف مسير.

هذا هو بارك الله فيكم، هذه عسكرة ،عسكرة، وإذا دعا ولي أمر المسلمين إلى شعيرة من الدين، أفتى علماء المسلمين بشعيرة من الدين ما إلى ذلك، هذا لها حكمها، هذا من حينها تناقش المسائل، والذي يقول فيها خلاف الصواب يرد عليه، كما أن الذي يقول في خلاف الصواب في الصلاة في الزكاة، في الحج، في سائر الدين: يقال له: أخطأت، أما أن يلبس، أمور الدنيا تلبس بشعائر الجهاد، وشعائر وما إلى ذلك، هذا من إلباس الحق بالباطل، قولوا عسكرة جزاكم الله خيرًا، أدعوا الناس للعسكرة، ولو أرادوا مليون، مليونين من الناس، الناس فقراء سيتعسكرون، الذين هم يريدون يتعيشون، طالب العلم ينصح، يقال له يا بني، هذا والله الخير لك، الدال على الخير كفاعله، " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا".

والشاهد من ذلك لنا بهم أسوة، أن ندل على الخير، وأن نحذر من الشر، "خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ»، والواجب على الداعي إلى الله، أن يكون قواماً بالقسط كما أمر الله عز وجل، ما هو من أجل أن يعطى أو ما يعطى، أو أن هذا قال به فلان أو غير فلان، هذا القسط، هذا والله الذي نراه، القسط للطالب، لطالب العلم، هذا القسط له، والنفع له،{كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[النساء:135].

حتى إنا قلنا لبعض الناس، قلنا يا قوم -مجتمعنا وإخواننا وبعض إخواننا هنا في اليمن وما إلى ذلك- قلنا يا قوم، والله إنكم إذا حصل في بعض الغابات نقص، من غزلان، وإلا طيور كذا وإلا كذا، يقولون، لا، لا، هذه محمية، هذه الغابة محمية، ليش محمية؟

قالوا هذا الصيد كمل انتهى، ما عاد بقي إلا القليل نحافظ عليه، هذا الصيد، هذا الغزلان، هذا نحافظ عليه، غابة وإلا حتى في لجج من البحار، يحمونها، لأن هذا الصيد قل في البحر أو في البر، وأنتم الآن ما تلاحظون قلة العلماء؟

هذا معناه أنه عدم شعور بالمسؤولية، والله عدم شعور بالمسؤولية، أن لا يلاحظ قلة أهل العلم الناصحين الصادقين، بل ربما حوربوا، ويستبدل غيرهم من بعض الخونة، كما قال "قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قَالَ سُرَيْجٌ: وَيَنْظُرُ فِيهَا لِلرُّوَيْبِضَةِ" الحديث

هؤلاء الصالحون، دعاة إلى الله عز وجل مأمونون الغائلة، وأيضا لا يسألون الناس أموالهم، لا يسألون الناس مناصبهم، لا ينافسون الناس على ذلك، فمن الفلاح للبلاد وللعباد وللمجتمع، أن يستفيد من هذا الصنف ومن دعوته، والخير الحاصل معه، والبركة التي بين يديه، من علم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يشكر له جهده، بعد شكر الله سبحانه وتعالى، على تسكينه للمجتمع، فما ثارت فتنة، ولا ثارت نقمة، على البلاد إلا وتجد السلفي يحذر منها، لله، ما أحد يدفع له من أجل ذلك درهماً ولا ديناراً، ولا يبحث عنها، ولكن يتدين بذلك، ويرى أن إقامة الدين، وإقامة الأدلة، عبادة، {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]، حذروا من جميع المنكرات التي وقع فيها الناس، وبعد أن وقعوا فيها وقع الفأس في الرأس، ندموا، عضوا أيادي الندم، وبعد ذلك ما أخذوا عبرة.

ولكن الحمد لله، الشاهد من ذلك هذا خير، هذا خير يحافظ عليه، ونوصي إخواننا بالازدياد منه، ونحن ولله الحمد نرى هذا، نرى على أنه

فإن يبست ثم المراعي وأجدبت*****فروض العلا والعلم والدين أخضر

أنها ما زال روض العلم والدين أخضر، ونرى أن الله سبحانه وتعالى يحمي دينه بمن شاء من خلقه، والله ذهبنا أو بقينا، ذهب غيرنا أو بقي هو دينه، وأن الله يهيئ له من أراد أن يقيمه، فهو له حافظ، وهو أغير عليه منا، وأن الله أقبل بقلوب الصالحين على الدعوة السلفية، على هذا الخير، وأن الناس محبون لها،  ويقبلون على العلم والمراكز، يدعون الله عز وجل، نسأل الله التوفيق، حتى أنا لا أشك أن كثيرا من إخواني الذين ابتلوا بالفقر، ودخلوا في بعض الأشياء هذه من المحبين للسنة، من المنافحين عنها، من الذابين عنها، لا شك، كيف هذا ما ينكر، لكن يا أخي هذا باب مزلة، هذا سيضعضعك، سيضعفك، ستجالس غير هؤلاء، هذا نحن نراه خطر عليك، الآن إن لم تره أنت، غيرك يراه ضررا عليك، لعواقبه التي قد أشير إلى بعضها، والله الموفق، وهذا من باب قول الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]

هذا هو التقوى، العلم تقوى أو ما هو تقوى؟ هل في تقوى أفضل من العلم لله عز وجل؟ يا أخي الذي يدلك على العلم نصحك، الذي يدلك على العلم دلك على شيء عظيم، الذي يدلك على الهدى على العلم والاستقامة، ومجالسة أهل الخير، دلك على شيء عظيم، أنت أو غيرك، والله ما يعارض مثل هذه الدلالة إلا من سفه نفسه، أن يقول: لا، الدلالة على العلم هذه مش وقتها، وإنما نحن كذا، كيف مش وقتها؟، إلى أن أموت، ألسنا متعبدين لله عز وجل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]، كيف نعبده؟، إلا بالعلم، «مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَالله يُعْطِي"، «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ» " اهــ([2])

https://sh-yahia.net/show_sound_13120.html

 

وأختم بكلام جميل لشيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

قال شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:  « فنحن نقول لكم، ونقول لهم: لا نريد من أحدٍ أن ينتخبنا ، نحن إن شاء الله ننتخب من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما كان العلماء ينتخبون، ولا نريد ملكاً ولا رئاسة، وقد قلنا غير مرّة: لو دعانا رئيس الدولة وقال: تفضلوا للرئاسة، لقلنا: عياذا بالله، وما نراك ناصحا لنا، نحن لا نريد الرئاسة، ولا نريد الوزارة، ولا نريد أن ندعو الناس إلى أن يتّبعونا، ولا نريد أن نؤسّس حزبا، لكن نريد أن ندعو إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم» اهـ  « قمع المعاند»( ص ٨٣)

 وقال رحمه الله: «الدعوة إلى الله أرفع من الكراسي، وأرفع من المناصب، وأرفع من حطام الدنيا». اهـ من «رحلات دعوية للشيخ مقبل» (ص ١٢٠)

وقال رحمه الله: «فأنا لو دعيت إلى وزارة التربية، أو إلى وزارة الأوقاف، بل إلى رئاسة الجمهورية، لرفضت هذا، فلا تساوي كلها عندي بصلة» اهـ «غارة الاشرطة» (ص ١٢٢)

و قال  رحمه الله: «فيعلم الله لو دعينا لرئاسة الجمهورية، ولملك اليمن، وغير اليمن، أو لثروات الدنيا، لما أجبنا، فقد أحببنا العلم، فالحمد لله الذي حبّب العلم إلينا: { يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} فقد مات أبو جعفر المنصوري، ومات الرشيد، ومات المأمون، ومات المعتصم، ومات القاهر، ومات المستعصم من الخلفاء العباسيين، وسواء أكانوا محسنين أم مسيئين فما بقي لهم منزلة مثل شعبة بن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطّان، والإمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام أحمد، والإمام أبو داود، فهؤلاء يُذكرون بمحبةٍ وإجلالٍ وتقدير» .اهـ من« غارة الاشرطة»( ٢/ ٤١٣)

وقال رحمه الله: «دعوتنا وعقيدتنا أحبّ إلينا من أنفسنا، وأموالنا وأبنائنا، فلسنا مستعدين أن نبيعها بالذهب والورق، نقول هذا حتى لا يطمع في الدعوة طامع، ويظن أنه يستطيع أن يستميلنا بالدرهم والدينار، على أن ذوي السياسة يعلمون عنا هذا، من أجل هذا فهم آيسون من أن يطمعونا بمناصب أو بمال» اهـ من «ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي للمؤلف رحمه الله» (ص 182)

وقال رحمه الله: «العلم شأنه رفيع، وهو أرفع من الملك والرئاسة» اهـ من (المصارعة ص ٦٠).

وفي لقاء مع شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- في جريدة - الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد: 11503

السائل: الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم؟

أجاب الشيخ مقبل: أعلم ذلك، وقد اتصل بي بعض الأخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن، فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغرب مضيق عليهم بسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين أو غيرهم، والله المستعان.

السائل: ألم تقدم نصيحة إلى أسامة بن لادن؟

أجاب الشيخ: لقد أرسلت نصائح لكن الله أعلم إن كانت وصلت أم لا، وقد جاءنا منهم أخوة يعرضون مساعدتهم لنا وإعانتهم حتى ندعو إلى الله، وبعد ذلك فوجئنا بهم يرسلون مالا ويطلبون منا توزيعه على رؤساء القبائل لشراء مدافع ورشاشات، ولكنني رفضت عرضهم، وطلبت منهم ألا يأتوا إلى منزلي ثانية، وأوضحت لهم أن عملنا هو دعوي فقط ولن نسمح لطلبتنا بغير ذلك" اهـ

وقال شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: "وبحمد الله قد تبرأنا مما يفعله أسامة من قبل منذ ست سنوات أو نحو ذلك، منذ أن أراد أن يقيم فتنة في اليمن تبرأنا مما كان يفعل، رجلٌ دموي يا إخوان، ما له لا يرجع إلى أرض الحرمين يطلب علماً، وما له أيضاً لا يخرج إلى حضرموت يبني المساجد، ويزوج طلبة العلم، ويفتح المدارس، يفتح خيراً في بلده، ولكن تبغي مدفع ورشاش فهو مستعد أن يعطيك نقوداً، تبغي ترميم مسجد ما عندنا ترميم مسجد، تبغي بناء مسجد أيضاً كذلك ما عندنا بناء مسجد.

رجل دموي إنني أذكره بقول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حرماً " رواه البخاري من حديث ابن عمر.

وبقول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " يأتي المقتول تشخب أوداجه دماً، فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ وبعدها يؤخذ إلى النار".

وإنني أنصح من يتبع أسامة بن لادن أن يتخلى عنه، ولو أعطاك ملئ هذا المسجد ذهباً، إياك إياك أن تفتنك الدنيا.

جاء له لطمة في السودان لطمة صرعته إلى الأرض، مكر به السودانيون، وفتح المشاريع، وبعد أن فتح المشاريع طرد إلى باكستان، ثم بعد ذلك من هذه البلد إلى هذه البلد، فنحن ننصحه أن يتوب إلى الله، وأن يرجع إلى الله، وحذاري حذاري أن يتسبب في إذاء المسلمين، كفانا ما حدث في قضية الحرم، وكفانا ما حدث في حماة، وكفانا ما حدث أيضاً من جماعة الجهاد في مصر، كلما هدأت الحكومات قام مدبرٌ من المدبرين من جماعة الجهاد فقتل جندي أو ضابط وتأتي الحكومة وتزج بنحو خمسة وعشرين ألفاً من المسلمين الأبرياء.

كيف لا يقال بالبراءة منه من رجلٍ آذى المسلمين في بيوتهم، وأخافهم في بيوتهم اهـ.

https://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=3101

والحمد لله رب العالمين

كتبه أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري

23/شعبان/1444هجرية

حمل الرسالة بصيغة بي دي اف

من هنـــــــا



([1]) قال الشيخ يحيى حفظه الله (بعد إكرام الله عز وجل)

 

([2]) وهنا أشكر الأخ العزيز أبا عبد الله زياد المليكي حفظه الله الذي ساعدني في تفريغ بعض المقاطع الصوتية جزاه الله خيرًا.



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى