الاثنين

التوضيــحات الســـلفــية بــحال دولـة الأتراك العثمانية

­­

التوضيــحات الســـلفــية

 بــحال

دولـة الأتراك العثمانية

 كتبه 

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَرِي

 بسم الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فإن التلبيس، وتقليب الحقائق، وكتمان الحق والصدق، هو شأن أهل الباطل بأصنافهم وأشكالهم في كل زمان، وقد حذر الله تعالى من هذه الصفات الذميمة.

قال الله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42].

وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71].

وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146].

وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].

وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» رواه الحاكم في «مستدركه#وغيره، وهو في «الصحيح المسند# للإمام الوادعي رحمه الله.

 أقول: ومن التلبيس الذي نراه، ونشاهده هذه الأيام، وخاصة من فرقة الإخوان المسلمين؛ لهو تمجيد الدولة العثمانية والأتراك، ومحاولة تصور أنها دولة عظيمة دولة توحيد وسنة!!، متجاهلين معتقداتهم وأعمالهم الشركية والكفرية والبدعية والفسوق والمعاصي والجرائم التي كانوا عليها، والتي نشروها في بلاد الإسلام التي سيطروا عليها، وحاربوا الموحدين، وقامت حروب من أجل هذه المعتقدات الشركية والكفرية والبدعية، وقتلوا عددا من علماء التوحيد والسنة.

 ومتجاهلين أيضا ما أذاقه العثمانيون والأتراك للبلاد العربية والإسلامية من الويلات والمحن والقتل والقتال، واستعباد أهلها، وسلب ونهب خيراتها، وما كانت تملكه من ثروات وخيرات، وأرسالها إلى اسطنبول كما هو مدون عليهم.

وهذا التلبيس وقلب الحقائق أخذه الإخوان عن مفكريهم ومنظريهم وقادتهم الذين تراهم وتسمعهم في كل مكان، وهم يثنون ويمجدون ويدافعون عن دولة الأتراك العثمانية:

قال محمد قطب: $لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات فقد صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين# اهـ من كتابه $واقعنا المعاصر# (ص 155).

وقال يوسف القرضاوي في كلمته في مؤتمر $شكرا تركيا# الذي عقد في اسطنبول الجمعة (22/2/2016): $نجتمع اليوم أنا وإخواني لنشكر تركيا.. ومن قدم للناس خدمةً أو نعمةً يجب أن يُشكر.. وتركيا من واجبها أن تُشكر ومن حقنا أن نُقدم لها الشكر، ولذلك جئنا في هذا اليوم لنقول لتركيا: شكرا تركيا، تركيا البلد العظيم الذي قدم للإسلام طوال تاريخه، خدمات لا تنتهي، ربما يظن الناس أن خدمات تركيا كانت لمدت إقامتها الخلافة الإسلامية على البلاد الإسلامية، هذه بلا شك هي من المدد المهمة التي دافعت فيها تركيا عن بلاد المسلمين ولكن خدمات تركيا كانت قبل ......

وأضاف أن: الأتراك خدموا الإسلام خدمات طويلة، ونحن لا ننسى للأتراك هذه الخدمات، الخدمات الثقافية التي قدموها في المدارس الإسلامية التي قامت في بغداد وفي نيسابور... والتي حفظت للإسلام تراثه وقد كانت هناك مؤامرات كنت تريد القضاء على الإسلام لولا أن هيئا الله تركيا، العنصر التركي العظيم! الذي هيأ للإسلام أدوارًا وقام الأتراك بدورهم بالدفاع عن الإسلام...ولا يسعنا إلا بتقديم الشكر لتركيا القديمة، والوسيطة، والجديدة.

قام الأتراك العظام بالدفاع عن الإسلام، وقام الأتراك؛ أتراك اليوم بالدفاع عن الإسلام! ... ومن الذي ينكر وقوف ذلك السلطان العظيم.. رجب طيب أردوغان... سلطان المسلمين! سلطان الأمة! الذي يدافع عن أمة الإسلام، بكل قوة باسم الإسلام، وباسم القرآن باسم السُّنة باسم العقيدة باسم الشريعة باسم الأخلاق، وباسم الأحكام والشرائع والعقائد والأخلاق الإسلامية كلها.... # اهـ. بتصرف.

وقال عبد المجيد الزنداني في وثيقة منشورة بتأريخ (4/7/1437هـ): «شاء الله أن تكون تركيا العثمانية، هي الحاملة لراية الخلافة في الأرض، تذود عن حياض المسلمين، وتحمدي الدين، والأمة، وما نجح أعداء المسلمين، في استعمار بلاد المسلمين إلا بعد أن تآمروا على دولة الخلافة في تركيا، في حرب عالمية كبرى.

وتتعرض بلاد المسلمين اليوم لجولة جديدة من الهجمة الاستعمارية، فإذا بتركيا اليوم تبادر مع إخوانهم في التحالف العسكري الإسلامي، لاستعادة دورها العظيم في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، فشكرًا تركيا وفارسها المغوار.

وشكرًا تركيا على ما تقوم به من جهود عسكرية وسياسية واقتصادي وأمنية متميزة للرقي بأمتنا الإسلامية.....

وشكرا تركيا لعودتك المباركة إلى أحضان أمتك الإسلامية المشتاقة إليك وإلى دورك المبهر في ارتياد أفاق التقدم والحضارة، فمرحبا بفارسنا المغوار، والعود أحمد، شكرا تركيا وجزاك الله خيرا عن الإسلام والمسلمين» اهــ.

وقال الإخواني علي الصلابي: $ وقد شارك بعض المؤرخين السلفيين في المشرق العربي في الهجوم على الدولة العثمانية مدفوعين إلى ذلك بالرصيد العدائي الذي خلّفه دور الخلافة العثمانية ضد الدعوة السلفية في عديد من مراحلها بسبب مؤامرات الدول الغربية الاستعمارية التي دفعت السلاطين العثمانيين للصدام بالقوة الإسلامية في نجد قلب الدعوة السلفية، وكذلك لمساندة الخلافة للاتجاه الصوفي، فضلًا عن أن دولة الخلافة في سنواتها الأخيرة سيطر عليها دعاة الطورانية التركية الذين ابتعدوا بها عن الالتزام بالمنهج الإسلامي الذي تميزت به الدولة العثمانية لفترات طويلة، وشجع كافة المسلمين للارتباط بها وتأييدها والوقوف معها# اهـ من $الدولة العثمانية عوامل النهوض، وأسباب السقوط#(ص18)

وقال محمد الصلابي $إن الدولة العثمانية في بداية أمرها كانت تسير على شرع الله في كل صغيرة وكبيرة، ملتزمة بمنهج أهل السنة في مسيرتها الدعوية والجهادية، آخذة بشروط التمكين وأسبابه كما جاءت في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، أما في أواخر عهدها فقد انحرفت عن شروط التمكين، وابتعدت عن أسبابه المادية والمعنوية. اهـ. من $الدولة العثمانية عوامل النهوض، وأسباب السقوط# (496).

وقد ألف الصلابي الإخواني كتابا بعنوان $الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط# مجد فيه الدولة العثمانية والأتراك بشدة، وتناقض فيها تناقضات كثيرة، ولعب بالأحداث ولم يتعرض لحقيقة الجرائم العثمانية في بلاد الإسلام.

وقال عبد العزيز الشناوي مادحًا: $وقد كان من مظاهر الاتجاه الديني في سياسة الدولة تشجيع التصوف بين العثمانيين وقد تركت الدولة مشايخ الطرق الصوفية يمارسون سلطات واسعة على المريدين والأتباع، وانتشرت هذه الطرق أولاً انتشاراً واسعاً في (آسيا الوسطى) ثم انتقلت إلى معظم أقاليم الدولة.. وقد مدت الدولة يد العون المالي إلى بعض الطرق الصوفية.. وكان من أهم الطرق الصوفية (النقشبندية)و(المولوية)و(البكتاشية)و(الرفاعية)..# اهـ من كتابه $الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها$(1/59)

وفي $الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة#(ص348): $ البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا كما أنها أقرب التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني ... وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيون ذاتهم# اهـ.

وبعد هذه التقدمة أقول:

إن أحسن ما نعرف به حقيقة دولة الأتراك العثمانية؛ لهو بيان وكلام علمائنا، علماء السنة، علماء التوحيد، سواء الذين عاصروا تلك الدولة، أو من جاء بعدها، وعلم ما عملته هذا الدولة؛ التي لا تستحق كل هذا الهيلمان، وهذا التبجيل الذي نسمعه، ونشاهده من فرقة الإخوان المسلمين، ومن بعض جهال عوام المسلمين، الذين لا يعرفون حقيقة الأمر.

قال الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله في $رسالته إلى سليمان باشا#: كما في $ الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 293): $.... فشعائر الكفر بالله، والشرك به، هي الظاهرة عندكم، مثل بناء القباب على القبور، وإيقاد السرج عليها، وتعليق الستور عليها، وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله، واتخاذها عيدا، وسؤال أصحابها قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، هذا مع تضييع فرائض الله التي أمر الله بإقامتها، من الصلوات الخمس، وغيرها، فمن أراد الصلاة صلى وحده، ومن تركها لم ينكر عليه، وكذلك الزكاة ; وهذا أمر، قد شاع، وذاع، وملأ الأسماع، في كثير من بلاد الشام، والعراق، ومصر، وغير ذلك من البلدان...

إلى أن قال كما في (1/ 303): $وهذا مما يبطل قولكم: إنكم على الفطرة الإسلامية، والاعتقادات الصحيحة، ويبين أن أكثركم قد فارق ذلك، ونبذه وراء ظهره، وصار دينه الشرك بالله، ودعاء الأموات، والاستغاثة بهم، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والتمسك بالبدع المحدثات..  

 إلى أن قال كما في (1/ 304): $وحالكم، وحال أئمتكم، وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك. وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، عام اثنين وعشرين، رسالة لسلطانكم: سليم، أرسلها ابن عمه، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به، ويدعوه، ويسأله النصر على الأعداء، من النصارى وغيرهم; وفيها من الذل، والخضوع، والعبادة، والخشوع، ما يشهد بكذبكم. وأولها: من عبيدك السلطان سليم، وبعد: يا رسول الله، قد نالنا الضر، ونزل بنا من المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عباد الصلبان على عباد الرحمن، نسألك النصر عليهم، والعون عليهم، وأن تكسرهم عنا، وذكر كلاما كثيرا، هذا معناه وحاصله. فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم، فما سأله المشركون من آلهتهم، العزى، واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد، أخلصوا لخالق البريات.

فإذا كان هذا حال خاصتكم، فما الظن بفعل عامتكم، وقد رأينا من جنس كلام سلطانكم، كتبًا كثيرة، في الحجرة، للعامة والخاصة، فيها من سؤال الحاجات، وتفريج الكربات، ما لا نقدر على ضبطه...

إلى أن قال كما في $الدرر السنية# (1/312): $فإن كنتم صادقين في دعواكم أنكم على ملة الإسلام، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاهدموا تلك الأوثان كلها، وسووها بالأرض، وتوبوا إلى الله، من جميع الشرك والبدع، وحققوا قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

ومن صرف من أنواع العبادة شيئا لغير الله، من الأحياء والأموات، فانهوه عن ذلك، وعرفوه أن هذا مناقض لدين الإسلام، ومشابهة لدين عباد الأصنام؛ فإن لم ينته عن ذلك، إلا بالمقاتلة، وجب قتاله، حتى يجعل الدين كله لله; وقوموا على رعاياكم بالتزام شعائر الإسلام وأركانه، من إقام الصلاة جماعة في المساجد؛ فإن تخلف أحد، فأدبوه...#اهــ.

وقال الإمام سعود بن عبد العزيز كما في $الدرر السنية في الأجوبة النجدية# (9/ 286-287): $وما ذكرت من افتخارك أنك وزير بغداد، فنعوذ بالله من هذه الوزارة، بل تحملت وزرك، وأوزار من اتبعك، كما قال تعالى {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [سورة النحل آية: 25].

وإنما افتخر بمثل ذلك أخوك فرعون، بقوله: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} [سورة الزخرف آية: 51] إلى قوله: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} [سورة هود آية: 99].

فلما ولاك الله رعيتك، فما بالك لم تتولها بخير؟ بل توليتها بشر; فعلت بهم من الظلم، وسفك الدماء والعدوان، ما لا يوصف، ولا يفعله من يؤمن بالله واليوم الآخر، وخنت في أمانتك التي استأمنك عليها سيدك سليمان باشا، الذي اشتراك من حر ماله، وجمعك أنت رابع أربعة، حين حضرته الوفاة، يوصيكم على عياله، وأخذ عليكم العهد والميثاق، وخنت بالعهد، وذبحت الثلاثة، ونفيت عيال سيدك من مملكتهم، وتوليت أموالهم.

والعجب كل العجب من رعيتك، الذين يزعمون أنهم أهل ذكاء وفطنة، يرضون أنهم يولون عليهم رجلا، أصله نصراني على غير ملتهم، وفرعه مملوك، وهذا أعظم ما دلنا على ذهابهم إن شاء الله، وتدمير أمرهم بحول الله وقوته# اهـ.

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالته إلى حمد بن عتيق كما في $الدرر السنية في الأجوبة النجدية# (8/ 391-394): $وبعد ذلك: أتانا النبأ الفادح الجليل، والخطب الموجع العظيم، الذي طمس أعلام الإسلام؛ ورفع الشرك بالله وعبادة الأصنام، في تلك البلاد، التي كانت بالإسلام ظاهرة، ولأعداء الملة قاهرة، وذلك بوصول عساكر الأتراك، واستيلائهم علي الأحساء والقطيف، يقدمهم طاغيتهم «داود بن جرجيس» داعيا إلى الشرك بالله، وعبادة إبليس.

فانقادت لهم تلك البلاد، وأنزلوا العساكر بالحصون والقلاع، ودخلوها بغير قتال ولا نزاع، فطاف بهم إخوانهم من المنافقين، وظهر الشرك برب العالمين، شاعت مسبة أهل التوحيد والدين، وفشا اللواط والمسكر، والخبث المبين؛ ولم ينتطح في ذلك شاتان، لما أوحاه وزينه الشيطان، من أن القوم: أنصار لعبد الله بن فيصل؛ فقبل هذه الحيلة، من آثر الحياة الدنيا وزينتها، على الإيمان بالله ورسله، وكف النفس عن هلاكها، وشقاوتها....

إذا عرفت هذا، عرفت شيئا من جناية الفتن، وأن منها قلع قواعد الإسلام، ومحو أثره بالكلية، وعرفت حينئذ أن هذه الفتنة، من أعظم ما طرق أهل نجد في الإسلام، وأنها شبيهة بأول فتنة وقعت فيه، فالله الله في الجد والاجتهاد، وبذل الوسع والطاقة في جهاد أعداء الله، وأعداء رسله، قال تعالي: + وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه_ [آل عمران 187]، إلى أمثال ذلك في القرآن، يعرفها الخبير بهذا الشأن# اهـ.

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن كما في $ الدرر السنية # (8/ 319) في رسالته الإخوان: عثمان بن مرشد، ومحمد بن علي، وإبراهيم بن راشد، وإبراهيم بن مرشد: حيث قال في (8/ 322): $..... وزبدته: معرفة الله تعالى بما تعرف به إلى عباده، من صفات كماله ونعوت جلاله، وبديع أفعاله، وإحاطة علمه وشمول قدرته، وكمال عزته وعميم رحمته.

وبمعرفة ذلك، يهتدي العبد إلى محبته وتعظيمه، وإسلام الوجه له، وإنابة القلب إليه، وإفراده بالقصد والطلب، وسائر العبادات، كالخشية والرجاء، والاستعانة والاستغاثة، والتوكل والتقوى، ويرضى به رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً رسولاً، ويذوق من طعم الإيمان، ما يوجب له كمال حب الله وحب رسوله، وكمال الحب بجلاله، ويعرف الوسائل إلى هذا المطلوب الأكبر، والمقصود الأعظم، ويهتم بها غاية الاهتمام، ويطلبها منتهى الطلب. ويعرف ما يضاد هذا الأصل ويناقضه، من تعطيل وكفر وشرك، ويعرف وسائلها وذرائعها الموصلة إليها، المفضية إلى اقتحامها وارتكابها؛ فيهتم بتحصيل وسائل التوحيد، ويهتم بالتباعد عن وسائل الكفر، والتعطيل والتنديد، كما يستفاد من قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة آية: 5].

فمن عرف هذا الأصل الأصيل، عرف ضرر الفتن الواقعة في هذه الأزمان، بالعساكر التركية، وعرف أنها تعود على هذا الأصل الأصيل بالهدّ والهدم، والمحو بالكلية، وتقتضي ظهور الشرك والتعطيل، ورفع أعلامه الكفرية، وأن مرتبتها من الكفر، وفساد البلاد والعباد، فوق ما يتوهمه المتوهمون، ويظنه الظانون....

إلى أن قال كما في $ (8/ 324): $قلت: فليتأمل من نصح نفسه، ما يجري من هؤلاء العساكر عند سماع الأذان، من المعارضة بالطبل والبوق والمزمار، واستبدالهم به، عما اشتمل عليه الأذان، من توحيد الله وتعظيمه، وتكبير الملك القهار.. # اهــ.

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالته إلى حمد بن عتيق، كما في $الدرر السنية في الأجوبة النجدية# (8/ 382): $وبعد، أوصيك بتقوى الله تعالى، والصدق في معاملته، ونصر دينه، والتوكل عليه في ذلك. وأكثر الناس استنكروا الإنكار على من والى العسكر المشركين، وركن إليهم، وراح إلى بلادهم، وشهد كفرياتهم، ومبارزتهم لرب العالمين بالقبائح، والكفريات المتعددة...

إلى أن قال: ولا تذخر حض أهل الأفلاج، وحثهم على جهاد هذه الطائفة الكافرة.

وأهل نجد كادهم الشيطان، وبلغ مبلغاً عظيماً، وصل بهم إلى عدم الوحشة من أكفر خلق الله، وأضلهم عن سواء السبيل، الذين جمعوا بين الشرك في الإلهية، والشرك في الربوبية، وتعطيل صفات الله، ومعهم جملة من عساكر الإنقليز، المعطلة لنفس وجود البارئ، القائلين بالطبائع والعلل، وقدم العالم، وأبديته...# اهـ.

وسئل العلامة عبد الله بن عبد اللطيف، عمن لم يكفر الدولة ومن جرهم على المسلمين، واختار ولايتهم وأنه يلزمهم الجهاد معه; والآخر لا يرى ذلك كله، بل الدولة ومن جرهم بغاة، ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة، وأن ما يغنم من الأعراب حرام؟

فأجاب: من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله؛ فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به; ومن جرهم وأعانهم على المسلمين، بأي إعانة، فهي ردة صريحة.

ومن لم ير الجهاد مع أئمة المسلمين، سواء كانوا أبرارا أو فجارا، فهو لم يعرف العقائد الإسلامية، إذا استقام الجهاد مع ذوي الإسلام، فلا يبطله عدل عادل ولا جور جائر؛ والمتكلم في هذه المباحث، إما جاهل فيجب تعليمه، أو خبيث اعتقاد، فتجب منافرته ومباعدته# اهـ. من $الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (10/ 429).

وقال العلامة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ: $ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها # اهت من (علماء الدعوة) له (ص 56).

وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن، في رسالته إلى فيصل بن تركي كما في $الدرر السنية في الأجوبة النجدية# (14/ 90): $وهذه البلوى التي ابتلى الله بها أهل نجد، من فتنة خالد والعسكر (أي الترك) وقبله إبراهيم باشا; ميز الله بها أهل نجد، طيبهم وخبيثهم، وتفاوتت مراتبهم في الشر، والزيغ والفساد، وكثرت السفاهة والقسوة; ولا تخفى حالهم إلا على من لا بصيرة له...#اهــ

وقال العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله في قصيدة له:

وما قال في الأتراك من وصف كفرهم***فحق فهم من أكفر الناس في النحل

وأعداهم للمسلمين وشرهم**** ينوف ويربو في الضلال على المللْ

ومن يتول الكافرين فمثلهم*****ولا شك في تكفيره عند من عقلْ

ومن قد يواليهم ويركن نحوهم****فلا شك في تفسيقه وهو في وجلْ.

(ديوان ابن سحمان) (191).

وقال عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله وهو يتكلم عن مقتل الإمام سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب صاحب $كتاب تيسير العزيز الحميد#:$ وقد أكرمه الله تعالى بالشهادة سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين من الهجرة، وذلك عندما وشى به بعض المنافقين، إلي إبراهيم بن محمد علي باشا، عندما إ ستولى على مدينة الدرعية سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، فأحضره إبراهيم باشا، وتكلم عليه وأنبه تأنيا شديدا، وأحضر آلات اللهو والمنكر بين يديه إغاظة له، ثم أخرجه إلي المقبرة وأمر الجند أن يطلقوا عليه رصاص بنادقهم دفعة واحدة، فأطلقوه عليه فمزق جسمه وفاضت روحه إلي ربه تشكو الظلم، فنعوذ بالله من هذه الوحشية، والقسوة المجردة عن الإنسانية والرحمة.

ونسأل الله أن يتغمد ذلك الشيخ الصابر المجاهد بالرحمة والغفران، وأن يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وصلي الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم# اهـ. من $مشاهير علماء نجد وغيرهم# (ص: 30)

وقال عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله: $ولما استولي إبراهيم بن محمد علي باشا على مدينة الدرعية نقل المترجم الشيخ علي ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلي مصر مع من نقل من آل الشيخ وبقي بمصر إلي أن توفي بها# اهـ من $مشاهير علماء نجد وغيرهم# (ص: 51)

 وذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتاب $المقامات# (ص: 26): «وغدروا سليمان ابن عبد الله وآل سويلم وابن كثير عبد الله بسبب البغدادي الخبيث حداه عليهم، فاختار الله لهم، وبعد هذا شتت أهل البلد عنها، وقطع النخيل، وهدم المساكن إلا القليل# اهـ.

وقال العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين كما في «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (10/ 396): «مع أننا قد سمعنا، وبلغنا عن كثير من علماء الزمان، إنكار هذه البدعة الشركية، سمعنا في الحرمين واليمن، وبلغنا عن أناس في مصر والشام، إنكار هذه المحدثات، لكن همتهم تقصر عن إظهار ذلك، لأن عمارة هذه المشاهد الشركية، أكثرها من تحت أيدي ولاة الأمور، وأهل الدنيا، ووافقهم على ذلك، وزينه لهم بعض علماء السوء; وبسبب ذلك: استحكم الشر، وتزايد، والشر في زيادة، والخير في نقصان...

فما أصدق قول عبد الله بن المبارك، رحمه الله تعالى:

وهل أفسد الدين إلا الملوك**** وأحبار سوء ورهبانها

ومما يبين لك عدم الاغترار بالكثرة، أن أكثر هذه الأمصار التي ذكرت، مخالفون للصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام - خصوصا الإمام أحمد ومن وافقه - في صفات الرب تبارك وتعالى، يتأولون أكثر الصفات، بتحريف الكلم عن مواضعه» اهـ.

 وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في $البدر الطالع # (1/ 149): $وَقد كَانَ النَّاس حديثي عهد بجور الأتراك قد نهكتهم الْحَرْب الْوَاقِعَة بَينهم وَبينهمْ على طول أَيَّامهَا# اهــ

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في $البدر الطالع # (1/ 181): $ثمَّ هرب ثقبة (ابن رميثة أَمِير مَكَّة) من مصر وَتَبعهُ الْعَسْكَر فَلم يدركوه وَاسْتمرّ خَارج مَكَّة إلى موسم سنة 761 فهجم مَكَّة بعد توجه الْحَاج وَفعل بهَا أفعالاً قبيحة وَنهب خُيُول الأمراء الَّذين من جِهَة المصريين وَاسْتولى على ما في بُيُوتهم ووقع بَين الطَّائِفَتَيْنِ مقتلة عَظِيمَة في الْحرم حَتَّى انْكَسَرَ الأتراك فَقتل أَكْثَرهم وَبَاعُوا من أسر مِنْهُم بأبخس ثمن وَأسر أَمِير التّرْك فَأَجَارَتْهُ امْرَأَة من الْقَتْل فعذب بأنواع العذاب ثمَّ أطلقهُ ثقبة بشفاعة القاضي تقي الدَّين الحراري على شريطة أَن يخرج من مَكَّة فَخرج إلى البقيع فَلَحقُوا الركب المصري فسافروا مَعَهم واستقل بعد ذَلِك بِمَكَّة فأدركه الْمَوْت في أَوَاخِر رَمَضَان سنة 762 اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة # اهــ.

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في $البدر الطالع# (1/ 474) في ترجمة علي بن قَاسم السنحاني : $وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه بلغه أَن رجلاً من أهل صنعاء لَهُ ولدان أمردان جميلان وَأَن لَهما دكانين يقعدان فيهمَا ويصل إليهما أهل الْفساد من الأتراك فَيَقَع المعاصي والمغاني وَنَحْوهَا هُنَالك فَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة لرجل من أهل الصلاح هَل يمكنك أَن تَدعِي أَن الدكانين لَك وَأحكم لَك بذلك فَقَالَ لَيْسَ لي فيهمَا ملك فَقَالَ قد علمت ذَلِك وَلَكِن هَذَا مِمَّا يسوغه الشَّرْع فَفعل الرجل ذَلِك وَحكم لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ لَهُ من إنكار الْمُنْكَرَات قضايا مستحسنة# اهـ.

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله  في $البدر الطالع# (1/ 481): $وَكَانَ من بِصَنْعَاء من الأتراك يغزون إلى هَذَا الْمحل(شوكان) غَزْوَة بعد غَزْوَة ويخربون فِيهِ الْبيُوت ويعودون إلى صنعاء وغزوهم في بعض السنين فى يَوْم الْعِيد تركوهم حَتَّى اجْتَمعُوا في الْمَسْجِد لصَلَاة الْعِيد فَلم يشعروا إلا وجنود الأتراك قائمون على أبوابه فقاتلوهم فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وفر آخرون وَأسر الأتراك أكابرهم ودخلوا بهم صنعاء، وَقد أخبرني عمي الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة بعجائب وغرائب مِمَّا اتفق وَهُوَ يرْوى ذَلِك عَن جده عبد الله وَكَانَ مِمَّن قَاتل الاتراك وعمره مائَة وَعشْرين سنة وعمي الْحسن الْمَذْكُور عَاشَ زِيَادَة على تسعين سنة فأنا أروي قتال الأتراك بِوَاسِطَة وَاحِد بيني وَبَين من قَاتلهم وَبَين تَحْرِير هَذِه الأحرف وَبَين اخراج الأتراك من جميع الأقطار اليمنية زِيَادَة مائَة وَسبعين سنة وَهَذَا علو في الرِّوَايَة قل أَن يتَّفق مثله فان بَين كثير من أهل الْعَصْر وبن من حضر قتال الأتراك من سلفهم سَبْعَة أَبَا وَثَمَانِية وهذا عارض من القَوْل وَلكنه لَا يَخْلُو عَن فَائِدَة..# اهـ

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في $البدر الطالع# (1/ 515):

قَالَ الصفدي وهما مأخوذان من قولي

أترك هوى الأتراك إن رمت أن **** لَا تبتلي فيهم بهم وضير

وَلَا ترجّ الْجُود من وصلهم **** مَا ضَاقَتْ الأعين فيهم لخير# اهـ

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في $البدر الطالع # (2/ 47) في ترجمة الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن على ابْن مُحَمَّد بن الرشيد: $وَكَانَت الْيمن إِذْ ذَاك تشتعل من الدولة التركية اشتعالا لما جبلوا عَلَيْهِ من الْجور وَالْفساد الذي لَا تحتمله طباع أهل هَذِه الْبِلَاد دَعَا هَذَا الإِمَام النَّاس إِلَى مبايعته وَكَانَ ذَلِك في شهر محرم سنة 1006 سِتّ وَألف في جبل قارة بِالْقَافِ وَالرَّاء الْمُهْملَة فَلَمَّا ظَهرت دَعوته اشْتَدَّ طلب الأتراك لَهُ في كل مَكَان فَصَارَ يتنقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَالْحَاصِل أَنَّهَا جرت لَهُ خطوب وحروب وكروب قد اشْتَمَل عَلَيْهَا كتاب سيرته وَكَانَ تَارَة ينتصر فَيفتح بعض الْبِلَاد اليمنية وَتارَة تتكاثر عَلَيْهِ جيوش الأتراك فيخرجونه عَنْهَا فَيذْهب هُوَ وَجَمَاعَة من خلص أَصْحَابه الَّذين يَأْخُذُونَ عَنهُ الْعلم إِلَى فلاة من الأرض بِحَيْثُ تَنْقَطِع أخبارهم عَن النَّاس وَلَا يَدْرُونَ أَيْن هم فتمضي أَيَّام على ذَلِك فَلَا يشْعر الأتراك إلا وَهُوَ فِي الْبِلَاد اليمنية قد استولى على مَوَاضِع وَمَا زَالَ هَكَذَا مَعَ إقدام وشجاعة وصبر لَا يقدر عَلَيْهِ غَيره حَتَّى أنه كَانَ في بعض الْأَوْقَات قد لَا يجد هُوَ وَمن مَعَه مَا يَأْكُلُون عِنْد اختفائهم فَيَأْكُلُونَ من نَبَات الأَرْض وَقد يكابد من الشدائد مَا يظن كل اُحْدُ أَنه لَا يعود بعد ذَلِك إِلَى مناجزة الأتراك فبينما هم على يأس من رُجُوعه؛ إذ هُوَ قد وثب على بعض الأقطار وَكَانَ آخر الْأَمر أَنه وَقع الصُّلْح بَينه وَبَين الأتراك على أَن تثبت يَده على مَا قد استولى عَلَيْهِ من الْبِلَاد وَهُوَ غَالب الْجبَال وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله فَأخْرج الأتراك من جَمِيع الأقطار اليمنية أَوْلَاده وصفت لَهُم الديار اليمنية وَلم يبْق لَهُم فِيهَا مُنَازع وَصَارَت الدولة القاسمية في الديار اليمنية ثَابِتَة الأساس إِلَى عصرنا هَذَا وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين# اهــ

وقال الإمام ابن باز رحمه الله: $وكان في مكة لهم أمراء من الأشراف، ينتسبون إلى الدولة(العثمانية) ويُعدون من أمراء الدولة، ولكن كانوا قد ضيعوا الأمور هناك، وكان الشرك سائدًا في مكة بسبب القبور هناك(...) من دون الله، والقبور عليها القباب في المعلاه وكان الشرك ظاهرا في مكة، و ظاهرًا في المدينة حول قبر النبي عليه الصلاة والسلام، وفي البقيع حول قبور أهل البيت وغيرهم......والدولة قد وقع فيها من الشرك والفساد ما قد أشار إليه الشيخ محمد وعرفه الناس في التاريخ #اهــ من مقع صوتي $هل خرج محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية#.

كلام الإمام الألباني رحمه الله: كما في$ سلسلة الهدى والنور# رقم الشريط (176):

قال أحد الحاضرين: قلت يا شيخنا عن الوهابية ...

الشيخ الألباني: آه، والله ذكرتنا أنا كنت أريد أصلي، كلمة الوهابية هذه الحقيقة سياسية تركية، أفشتها في زمن

السائل: السلام عليكم

الشيخ: وعليكم السلام في زمن انحراف الأتراك عن الحكم بالإسلام في زمن كان ابن بلدنا في مصر ما اسمه؟ محمد علي باشا هذه ألباني الأصل ، فهو كان حاكمًا مصر في زمانه وكان بطبيعة الحال يعني يزعم أنه عائش تحت سلطنة الدولة العثمانية، فخرج في بلاد نجد رجل من أهل العلم اسمه محمد بن عبد الوهاب ليس عبد الوهاب ، محمد بن عبد الوهاب، وطاف البلاد الإسلامية يومئذ المعروفة بالعلم مثل مصر ومثل القاهرة والشام طاف البلاد وحصل ما حصل من العلم ، رجع لبلده التي كان اسمها $الدرعية# ، فطبيعة الحال لما الرجل تعلم ،وجد قومه في جاهلية جهلاء يعبدون القبور ، كما هو لا يزال الآن في كثير من البلاد الشامية بلدي والمصرية بلاد إخواننا هؤلاء بلا مؤاخذة ، البلاء عم وطم كل البلاد فالرجل بدأ أيش ؟

بدأ يعلم الناس ويحذرهم من الشركيات والوثنيات ودعوته أفادت وتقوت بسبب السلطان الملك سعود يومئذ الجد الأول، كان ربنا هداه واتبع هذا الشيخ، فاقترن السيف وايشت؟

 العلم مع بعض، هذان إذا اقترنا يفيدان كما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: $إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن# ونمت الحركة ونمت بسبب قوة السلطان وانتشرت الدعوة وبدأوا الجماعة يعني يشكلون جيشا إسلاميا لأول مرة، وبدأوا يدعون القرى التي حولها إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واستجاب من استجاب ووصلت دعوتهم للعراق، وهناك تعرف الشيعة وما أدراك ما الشيعة؟ وشركهم وضلالهم إلى آخره، وأهل السنة متأثرون بشيء من هذه الشركيات، جرت معارك طاحنة مع الأسف، من تحرك؟

محمد علي باشا من مصر من حركه؟

الأتراك لأن الأتراك كانت الخلافة في أيديهم، وكانوا حاكمين البلاد الإسلامية كلها، فلما رأوا حركة عربية، نشأت في جزيرة العرب، خافوا عاقبة أمرها، خافوا أنه هؤلاء يقضوا على الحكم العثماني أو التركي بالمعني الأصح، لذلك أوعزوا إلى محمد علي أنه يرسل جيشا لقتال هؤلاء النجديين ولا أقول الوهابيين لما سيأتي بيانه، وأرسل محمد علي باشا ابنه إبراهيم باشا بجيش عرمرم ضخم من مصر إلى البلاد النجدية وجرت الدماء هناك أنهارا، وبنهاية الأمر تغلبت القوة الغاشمة على الدعوة الصحيحة، وقتل من قتل، وكان من جملة وسائل الأتراك، كما هو اليوم تماما الدعاية تعرفوا لها تأثيرا ربما أكثر من السلاح؛ فبثوا دعاية ضد الجماعة هؤلاء، في العالم الإسلامي حتى العالم الإسلامي يكون مع الأتراك، ما يكون مع هذه الدعوة الحديثة الفتية، لأنها تدعوا إلى لا إله إلا الله محمدا رسول الله، فأذاعوا في المسلمين أنه هؤلاء لا مذهب لهم، مذهبهم خامسي، هؤلاء يقول الواحد منهم عصاتي أشرف من الرسول عليه الصلاة والسلام؛ كله كفر وزور وبهتان، تأثرت الجماعات المسلمة في كل بلاد الدنيا، ولذلك كان من تمام التأثر والخطأ فيه أنهم سموا هذه الجماعة بإيش؟

 بالوهابية هذا من حجج الله على عباده الذين يعقلون، وهابية نسبة لوهابي، وهابي إذا درسناها بالنسبة للغة العربية نسبة لإيش؟

 نسبة للوهاب من هو الوهاب؟

 هو الله تبارك وتعالى هذه نسبة تشرف، ما تحقر المنتسب إليها، لكن السياسة التركية الغاشمة خاصة أكثر من ينتمون تحت راية الأتراك هم الأعاجم، وما عندهم هذا الفقه باللغة العربية، وهابي وهابي.

 يعني أصبحت كلمة وهابي في ذاك الزمن، تساوي زنديق، مضى زمن طويل مع الأسف، والعالم الإسلامي مضلل، بهذه الكلمة إلى أن شاء الله تبارك وتعالى أنه الملك عبد العزيز دخل بطريقة مالنا فيها الآن دخل الرياض واستولى عليها، وأخرج أهل الرشيد منها إلى آخره، وبدأ يطبق الأحكام الشرعية، يعني إلى حد كبير جدا جدا، واستقر الأمن في البلاد النجدية التي كان فيها السرقة والنهب والقتل، وتبع ذلك البلاد الحجازية التي كانت كما نعلم جميعا من التاريخ التركي، ما يستطيع الحجاج أن يحجوا إلا ومعهم عسكر، عسكر من الأتراك يحفظهم من إيش؟

 من اللصوص وقطاع الطرق إلى آخره، أصبح الأمر في زمن عبد العزيز أي نعم، أصبح الحجاج يلاقون كل راحة، وكل يسر وأصبحت الأخبار تتناقل من لسان إلى لسان إلى كل بلاد الدنيا، أنه والله هؤلاء الجماعة نحن ما نرى منهم أنهم ما يؤمنوا بالرسول عليه السلام ما يؤمنوا بغير الله، ويقولون في حق الرسول كذا وكذا، وكما أيضا يحكون نكتة، قد تكون واقعة صحيحة وقد تكون تعبيرا عن هذا الواقع الذي كان الناس يتحدثون به، يخالفون واقع هؤلاء الجماعة زعمت هذه القصة أن اثنين دخلوا في نقاش حول هذا الموضوع، إنه هؤلاء الوهابيون ما يعتقدوا في الرسول عليه السلام، هكذا نقاش، وسرعان ما مرت سيارة السفير السعودي وعليه العلم علم يرفرف ومكتوب عليه إيش؟

 لا إله إلا الله محمد رسول الله، انظر يا رجل اتق الله تقول هؤلاء ما يؤمنون برسول الله علمهم في الدنيا كلها علم وحيد، لا تجد راية في العالم الإسلامي كله إن كان عربيا أو إن كان تركيا ما ترى راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله إلا راية هؤلاء الجماعة الذين تتهمونهم أنهم ما يؤمنون بمحمد رسول الله، وبعد ذلك هذا ما سمعتم الأذان في مكة، ما سمعتم الأذان في المدينة، الأذان الذي نؤذنه نحن وأحسن منه، أنهم ما يزيدون على الأذان النبوي، ونحن نزيد مقدمة ومؤخرة، لكن يقول أشهد لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلى آخره، كل ما مضى زمن كل ما تبين للناس، أن هذه تهمة فاجرة كاذبة لا حقيقة لها، سواء من الناحية الواقعية فهم جماعة مسلمون مذهبهم حنابلة أيضا من أجل خاطرك ليس مذهبهم كما نحن ندعوا إليه إلى الكتاب والسنة، إلا بعض الأفراد من المشايخ هناك يدعون إلى الكتاب والسنة كما ندعوا نحن تماما والحمد لله، وبعد ذلك بالإضافة إلى هذا فهم يصلون على الرسول عليه السلام، ولا بد منكم من الكثير يعني من حج لبيت الله الحرام، وزار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وسمع خطبهم و كلما ذكر الرسول يصلون عليه، فانكشف الغبار عن العالم الإسلامي بسبب كثرة ايش؟

اتصال المسلمين بالعالم الإسلامي بهذه البلاد فعرفوا أنهم كانوا يعيشون في مضللات نشأت هذه المضللات من ايش؟

 الدعاية التركية، لتحطيم الحركة الإسلامية الصحيحة التي نشأت من محمد بن عبد الوهاب، ودعمها الملك سعود يومئذ أو الأمير سعود لأنه لم يكن ملك يومئذ، فالآن من الخطأ الفاحش أن نسمي الجماعة هؤلاء وهابية لماذا؟

 لأنه في الأصل هذه كلمة منفرة، والحقيقة من الناحية العربية تشريف لهم، وهذه نسبة إلى الوهاب، وهو الله تبارك وتعالى، ولذلك قال أحد المشايخ لما كانوا يردون على المضللين لعامة المسلمين، الإمام الشافعي بزمانه أتهم تهمة تشبه اتهام هؤلاء، اتهم بأنه رافضي، من كثرة ما كان يلهج بإيش؟

بأهل بيت الرسول وحبه لهم، فقيل عنه رافضي، فكان أن قال: $ إن كان رفضا حب آل محمد! فليشهد الثقلان أني رافضي#.

قال قائل هؤلاء الذين ينبزون بلقب الوهابية:

" إن كان تابع أحمد متوهبا - يعني وهابي - * فأنا المقر بأنني وهابي ".

لأنه أنا ما أتبع إلا الرسول عليه السلام

" إن كان تابع أحمد متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي ".

أنا أنصح أخيرا كل مسلم يخشى الله ويتقيه، أنه يسحب من فكرته إنه في جماعة اسمهم وهابيون.

 الآن في جماعة اسمهم زيدية، فيه جماعة اسمهم شيعة، فيه جماعة اسمهم إباضية، كلهم ما ينكرون هذه النسب لأنها واقعة، لكن ما في جماعة على وجه الأرض يقولون نحن وهابية، لا إنما إما أن يقولوا نحن أهل السنة أهل الكتاب والسنة، وإما أحناف شوافعة مالكية حنابلة، والنجديون كشعب هو حنبلي المذهب، وعندنا في سوريا قرى كثيرة كلها تتعبد الله على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، منها مثلا قرية الضمير ورحيبة والنبق وو إلى آخره، الجهة الشرقية من ناحية دمشق حنابلة أكثرهم، ونحن كنا نجتمع بهم، وما نرى منهم انحراف إطلاقا، مذهب من هذه المذاهب الأربعة، فأنصح أنه ما أحد يتوهم أنه يوجد على وجه الأرض مذهب وهابي ...

اباضي زيدي ما ينكرون زيد في ملاحدة# اهــ

وقال العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: $الذي ننصح به أن تدرس سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والدولة العثمانية فيها خير وشر، ولعل شرها أكثر من خيرها في آخر أمرها، وإلا فما ذنب النجدين أن تذهب وتقاتلهم في بلدهم، وما ذنب اليمنين أن تذهب وتقاتلهم في يمنهم، وسقطت سبع جمهوريات في الخلافة العثمانية، سقطت في أيدي الشيوعيين أرمنية والقوقاز وتركستان ...، المهم سبع جهوريات سقطت، والمساكين يطاردون اليمنيين ويطاردون النجديين.

أما أنا فأخبركم أني لا أتأسف لما قيل في العثمانيين ولا أحزن لهذا ولكن الذي ننصح به أن تدرس سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبي بكر وعمر وعثمان.

إذا دُرست سيرة أبي بكر وعمر يا إخواننا أصحاب الباطل سيهتزون سيرى الناس عدالة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعدالة أبي بكر وعمر، مر الحجاج بن يوسف بقاصٍ وهو يقص ويذكر سيرة أبي بكر وعمر وكان آن ذاك الحجاج صغير مع أبيه فقال الحجاج: لو كان لي من الأمر شيئاً لقتلته، وكان الأب رجل صالح، قال: يا بني ما أراك إلا شقياً تقول لرجل صالح لو أن لك من الأمر شيء لقتلته؟، قال: إنه يذكر الناس بسيرة أبي بكر وعمر فإذا عرفوا سيرة أبي بكر وعمر كرهوا - ما أذكر عبدالملك أو سليمان عبد الملك - الخليفة في عصره، وهذا ذُكر في ترجمته في  $البداية والنهاية# .

فإذا عرف الناس عدالة الاسلام فهم هؤلاء سيذوبون وستذوب أمريكا، وتذوب غيرها، ونرجو الله سبحانه وتعالى ينكبها كما ينكب روسيا وقد فعل، فما نسمع إلا بالانفجارات، وما نسمع إلا بالأمراض التي ليس لها علاج كالإيدز، وما نسمع وما نسمع، لكن المسلمين هم الذين شوه جمال الإسلام، أعمال المسلمين الرديئة هي التي حالت بين أمريكا والإسلام، وحالت أيضا بين روسيا والإسلام، ما كانت روسيا تتجه الى العلمانية.

بعض الناس يظن أن الشيوعية انهارت مرة، انهارت اقتصاديا وإلا فما رجعت!

لا يقول القائل إنها ما بقيت شيوعية، العقيدة شيوعية نفسها، لكنهم عدلوا عن الاقتصاد وعن الاشتراكية التي يريد أصحابنا أن يُكَونوا حزباً اشتراكيا.

اللهم طهر يمننا يا أرحم الراحمين من الاشتراكيين والبعثيين والناصريين والماسونيين والعلمانيين، وإنا لله وإنا إليه راجعون # اهـ من شريط: «تحذير الدارس من فتنة المدارس».

وقال العلامة حماد الأنصاري - رحمه الله -: $لم يؤلف ويَنْشُر ويَطْبَع ضد الدعوة السلفية أحدٌ في الدنيا مثل تركيا ودولة الروافض في إيران.

فإنَّ العقيدة السلفية ما قلَّ انتشارها حتى حكم الأتراك وهم نقشبندية والنقشبندية أعداء للعقيدة السلفية# اهـ من $المجموع لابنه# (2/ 691).

وقال العلامة حماد الأنصاري رحمه الله: $حدثني سعد وكان في المدينة، أنَّ حرب الشريف مع الأتراك كانت سبباً في خروج الأنصار من المدينة وكان الأتراك يُخْرِجونَ الناسَ من المدينة بالقوة فيوزعونهم ما بين الشام ومصر وغيرهما.

والسبب أنهم أرادوا أن يجعلوا المدينة مدينة عسكرية #اهـ. من $المجموع في ترجمة (2/ 694)

وقال العلامة حمود التويجري رحمه الله في $إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة# (1/ 54): $قلت: وهذه الفتنة تنطبق على ما وقع بين أهل نجد وبين الأتراك والمصريين من الحروب العظيمة في القرن الثالث عشر من الهجرة، وقد كانت هذه الفتنة من أعظم الفتن التي وقعت في هذه الأمة، وقد وهى الإسلام بسببها وانطمست أعلامه، حتى رد الله الكرة لأهل نجد بعد ذلك، فعاد الإسلام عزيزا، ولله الحمد والمنة# اهـ.

وقال العلامة حمود التويجري (1/ 64): $وأما الفتنة التي تقبل من المغرب؛ فهي - والله أعلم - ما وقع من الأتراك والمصريين من محاربة أهل نجد في القرن الثالث عشر من الهجرة، وهي من أعظم الفتن وأنكاها لدين الإسلام# اهـ.

قلت: تقدم كلام الشيخ الألباني رحمه الله حول المصريين أنه كان بدوافع وأوامر من الدولة العثمانية والأتراك، وسيأتي أيضا في كلام الشيخ الفوزان حفظه الله.

وقال العلامة محمد أمام الجامي رحمه الله: «ثم إن عمر -رضي الله عنه- أيضا: أخفى قبر دانيال خشية أن يعبد، هذا من شدة حرصه عل التوحيد، وعمر -رضي الله عنه- هو الذي قطع شجرة الرضوان، تلك الشجرة لو لم تقطع وأراد الله أن تبقى إلى وقت متأخر؛ لعبدت الشجرة، والمكان الذي نبتت فيه الشجرة، لو تأخرت إلى وقت العثمانيين لبنيت هناك قبة، هؤلاء الذين وزعوا القباب في الدنيا، ولكن الله لطف بالمسلمين، وقطع عمر تلك الشجرة شجرة الرضوان، شجرة بيعة الرضوان، هكذا يحرص هؤلاء الأولياء على حماية التوحيد» اهـ من «شرح قرة عيون الموحدين» (الشريط 21) الدقيقة 42.

وقال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله : «وَرَجَعْنَا أَنَا وَصَاحِبِي وَتَحَدَّثْتُ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ الدَّعْوَةَ؟

 قَالَ: يَا فُلَان أَنْتَ مَا فَهِمْتَ مَنْهَجَ الْإِخْوَانِ!

 فِي مَنْهَجِ الْإِخْوَانِ لَا يُتَكَلّمُ الآنَ لَا فِي الْفُجُورِ وَلَا فِي الْفُسُوقِ وَلَا فِي الْخُمُورِ وَلَا فِي السُّطُورِ وَلَا فِي أَيِّ مَعْنًى، وَلَكِنْ نَسْعَى لِإِقَامَةِ خِلَافَةٍ عَامَّةٍ نُرِيدُ أَنْ نُقِيمَ دَوْلَةً إِسْلَامِيَّةً فَوْقَ كُلِّ أَرْضٍ وَتَحْتَ كُلِّ سَمَاءٍ، الْأَرْضُ كُلُّهَا لَهُمْ. بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الدَّوْلَةَ الْعَامَّةَ - الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ -.

 كَانُوا يَبْكُونَ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيّةِ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا مِنَ المَطَبَّاتِ وَاللهُ المُسْتَعَانُ

بعْدَ أَنْ نُقِيمَ الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ نَبْدَأُ فِي الْإِسْلَامِ: الْخَمْرُ حَرَامٌ وَالْفُجُورُ حَرَامٌ وَحَلْقُ اللِّحَى حَرَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ، أَمَّا الآنَ فَلَا.

قُلْتُ: هَكَذَا، قَالَ: هَكَذَا، قُلْتُ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ...». ا هـ من تَجَارُبِي مَعَ جَمَاعَةِ الإِخْوَانِ المُسْلِمِينَ من شريط: «المستقبل لهذا الدين».

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى قال في «حاشية عمدة التفسير» (2/256): «فتح القسطنطينية المبشّر به في الحديث سيكون في مستقبل قريب أو بعيد يعلمه الله عزَّ وجلَّ وهو الفتح الصحيح لها حين يعود المسلمون إلى دينهم الذي أعرضوا عنه، وأما فتح الترك الذي كان قبل عصرنا هذا؛ فإنه كان تمهيدًا للفتح الأعظم، ثم هي قد خرجت بعد ذلك من أيدي المسلمين، مُنْذُ أَعْلَنَتْ حكومَتُهم هناك أنها حكومة غير إسلامية وغير دينية، وعاهدت الكفار أعداء الإسلام، وحكمت أمتها بأحكام القوانين الوثنية الكافرة، وسيعود الفتح الإسلامي لها - إن شاء الله - كما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم» اهـ.

وقال العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله: «وضعت حاشية على كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وطبعتها و نشرتها و لكني استعملت في ذكر اسمه ما يسمى في مصطلح الحديث بتدليس الشيوخ.....و قد سميت الشيخ محمد بن عبد الوهاب محمد بن سليمان الدرعي فنسبته إلى جده ثم نسبته إلى الدرعية وذلك حق فهي بلدته ولكن لم يشتهر بذلك وزاد الأمر غموضا أن في المغرب كورة تسمى (درعة) والنسبة إليها درعي فنجحت فيما قصدته من ترويج الكتاب فقد طبعت ألف نسخة فبيعت في وقت قصير ولم يتفطن أحد لذلك حتى الشيخ أحمد بن الصديق مع سعة اطلاعه وعلو همته في البحث وكثرة ما في خزائنه من الكتب بقي في حيرة لأنه بحث في تاريخ المنسوبين إلى درعة فلم يجد أحدا منهم بذلك ولا أثر عنه هذا الكتاب فبعث إلي يسألني عن هذا المؤلف من هو فأخبرته بالحقيقة، ولما اطلع العالم الأجل مفتي المملكة العربية السعودية وشيخ شيوخها محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه على هذا العمل استحسنه كل الاستحسان. وإنما فعلت ذلك لأن المتأخرين من رجال الدولة العثمانية حرضوا شرار العلماء في جميع البلاد الإسلامية على تشويه سمعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذبوا عليه وأوهموا أتباعهم أنه جاء بدين جديد وأنه يتنقص جانب النبي الكريم ويكفر المسلمين إلى غير ذلك من الأكاذيب.....

 ولما طبع هذا الكتاب غضب عباد القبور وأصحاب الطرائق وخطب كثير من أئمة المساجد خطبة الجمعة ونبهوا المستمعين إلى ما في هذا الكتاب من لضلال بزعمهم، لأن توحيد الله عندهم أعظم الضلال ولكن لم يستمع لهم أحد...» اهـ من «الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة» (ص: 63)

وقال العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله في «أثر الدعوة الوهابية» (ص: 22): «وملوك العثمانيين إنما كانت خلافتهم الوهمية تعتمد على هذين الحرمين؛ وفخرهم إنما هو بحمايتهما وخدمتهما؛ وأعذب الألقاب في أسماعهم وأضخمها "سلطان البرين والبحرين، وخادم الحرمين الشريفين" ويعتقدون أن جمهور المسلمين لا يقر لهم بهذه السلطة الوهمية في الخلافة إلا بهذه الحماية والخدمة......

وما كانت هذه الخلافة العثمانية الضعيفة إلا نكبة على الإسلام والمسلمين؛ لأنها لم تكن في وقت من أوقاتها تعمل على تدعيم بناء الصرح الإسلامي، ولا على تقوية الوشيجة الإسلامية بين المسلمين، بل ما كانت تعمل إلا لإرضاء نعرات سلاطينها وزعمائها، وقضاء مآربهم من الرياسة أو الشهوات، وما كانت فتوحها لأجل نشر الإسلام وتعميم نوره في البلاد التي تفتحها، وإلا لبقي لذلك آثار خالدة كبقية آثار الفتوح الإٍسلامية الأخرى؛ وإنما كانت حروبها في أغلب الأحوال للملك والرياسة فقط، ولذلك فإننا نراها صمّت آذانها عن صراخ المسلمين بالأندلس الذين كانت تصبُّ على رءوسهم صواعق العذاب من المسيحية الظالمة، وما كان نصر الإسلام ودفع المسيحية عن محقه في الأندلس يكلف العثمانيين في ذلك الحين كبير مجهود، لأن دولتهم كانت في أوج قوتها وعزتها، وأنت إذا تتبعت أحداث العثمانيين وأعمالهم في الدولة الإسلامية لوجدته على ما ذكرت لك، إلا قليلا لا يذكر بجانب إساءاتهم إلى الإسلام...

وكانت عنايتهم بالدين منصرفة إلى زخرفة المساجد وتزويق المصاحف، وتجويد كتابة الدلائل والبردة ونحو ذلك، وكانت فئة أهل الطرق البكتاشية والمولوية والنقشبدنية والرفاعية وغيرها صاحبة السلطان التام النافذ على الملوك فمن دونهم، وحسبك بأبي الهدى الصيادي وسلطانه على السلطان عبد الحميد - دليلا على ذلك، وما تمكنت هذه الطائفة المدعية التصوف من دولة أو بلد أو جماعة إلا ألقت بها في مهاوي التهلكة السيحقة، وقضت على سلطان الإسلام والقرآن فيها بالفناء.

 وما ظنك بعقلية تعتقد أن سلطانها لا تشتد أواصره، ولا تقوى دعائمه إلا إذا كان شيخ الطريقة البكتاشية أو المولوية هو الذي يتفضل بالباس الملك الجديد والخليفة ما يزعمونه البردة في حفل حاشد من الجمهور والدهماء؟ أي عقلية هذه العقلية؟ وأي تأثير في نفوس الجمهور ينطبع لهذا الشيخ الذي لا يعرف من الدين إلا إتقان رقصة المولوية على الناى والمزمار؟ وأي خلافة هذه الخلافة التي تسمد سلطانها ونفوذها من أولئك المشايخ الذين هم أبعد الناس عن هداية القرآن، وسنن النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام!!

لقد خدع أولئك الشيوخُ ملوك آل عثمان شر خديعة، وغشوهم ِأعظم غش، إذ أوغروا صدورهم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشوهوا وجهها الجميل بما كذبوه عليها، وألصقوه بها من الفِرى والبهتان، حتى قامت هذه الدولة التي تدعي الخلافة الإسلامية تحارب الدعوة الإسلامية!!» اهــ.

وقال العلامة صالح اللحيدان حفظه الله: $الدولة العثمانية في ذلك الوقت كان يسميها الغرب الرجل المريض لأنها في شبابها، كان أول مؤسسيها ليسوا على الملة، ثم أسلم من أسلم، ثم صارت في مسماها العام دولة إسلامية، وجاهدت، ونشرت الإسلام في أوروبا، ومع ذلك سقطت الأندلس، وكان بإمكان الدولة العثمانية لو شاءت- لأن ذلك في أوج عزها- أن تدافع عن الأندلس ولكنها لم تفعل، لأنها والله أعلم كان الظاهر من حالها أنها دولة سلطان وتوسع بالملك، ولكن صاحبها انتشار الإسلام في أوروبا...

لأن الشرك الأكبر لا يستنكر في وقتها، والأضرحة تشيد على الأموات، ولا يقتل إنسان إن دعا بالشرك الأكبر أو يلزم.

فقامت الدعوة السلفية ونشأت الدعوة السعودية في أواخر المئة الثانية...إلى أن قامت قائمة الدولة التركية، واستعانت بمحمد علي باشا والي مصر، في المسمى أن تبع الدولة وهو يريد أن يكون امبراطورا، والغرب ضاق ذرعا بقيام الدولة السلفية، لأن الدعوة الصافية هي التي توشك أن تضايق الغرب...# اهـ من مقطع صوتي بعنوان $حقيقة الدولة العثمانية#

وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله: $الدولة العثمانية عندهم خرافات، وعندهم أضرحة، وعندهم تصوف، وبدع، فخشوا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تصلهم في بلادهم، لذلك حاربوا الدولة السعودية# اهــ من $الإجابات الفاصلة» (ص٣٩).

وقال العلامة الفوزان حفظه الله في «شرح رسالة الدلائل في حكم مولاة أهل الإشراك» (15 وما بعدها): «ولما استولت الدولة السعودية في عهده( سليمان) على الحرمين الشريفين، وقامت بتطهيرهما من مظاهر الشرك بهدم القباب التي كانت على القبور، غار القبوريون وألبوا الدولة التركية على السعوديين -دولة التوحد- لإعادة تلك المظاهر الوثنية، لا لأن السعوديين خرجوا عن طاعتهم، كما يشاع من قبل المغرضين وأصحاب الأهواء، فإن الدولة السعودية دولة مستقلة ليس للترك عليها سلطان من قبل كسائر نجد، وإنما غزا الترك بلاد نجد لإزالة التوحيد وإعادة القبورية، فكان غزوهم اعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة مخالفًا للشرع وللنظم الدولية، اضف إلى ذلك أن هذا الغزو الآثم يراد به اجتثاث عقيدة التوحيد ومناصرة القبورية، لكن والحمد لله لم يفلحوا، وبقيت عقيدة التوحيد، واندحرت القبورية إلى غير رجعة إن شاء الله في بلاد الحرمين، ولما غزت الجيوش المصرية بقيادة  إبراهيم باشا عن أمر الأتراك، وهجم إبراهيم باشا على الدرعية واستولى عليها، لم يستول عليها بالقوة ولكن بالخديعة، فإنه لما طال الحصار بينه وبين أهل الدرعية وهم صامدون؛ رأى الإمام عبد الله بن سعود مصالحته من أجل حقن دماء المسلمين على أن يسلم نفسه لإبراهيم باشا ليرسله إلى الترك، ففدى بنفسه رحمه الله حرمات المسلمين، وعاهده الخبيث على أن يكف القتال عن أهل الدرعية، وسلم الإمام نفسه بناء على العهد، فلما أسروه ورحلوه خان العهد وانقض على أهل الدرعية بالقتل والتدمير، فخان العهد الذي بينه وبين الإمام عبد الله بن سعود، فقتل الذراري، وسفك الدماء، وهدم البيوت على أهلها وخرب الدرعية.......وكان من جملة من قُتل وغُدر به هذا الإمام الشاب الشيخ سليمان بن عبد الله، أخرجه الخبيث من الدرعية وأرسله مع الجنود وقتلوه في المقبرة رحمه الله وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين سنة» اهـ.

 

 

وأختم بقول الإخواني علي الصلابي المتناقض حيث قال:

$إن أسباب سقوط الدولة العثمانية كثيرة، جامعها هو الابتعاد عن تحكيم شرع الله تعالى الذي جلب للأفراد والأمة تعاسة وضنكاً في الدنيا، وإن آثار الابتعاد عن شرع الله لتبدو على الحياة في وجهتها الدينية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية. وإن الفتن تظل تتوالى تترى على الناس حتى تمس جميع شؤون حياتهم؛ قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذاب أليم} (سورة النور: 63)» اهـ. من $الدولة العثمانية عوامل النهوض# (494).

وقال أيضا: $إن الدولة العثمانية في القرنين الأخيرين كانت غارقة في كثير من مظاهر الشرك، والبدع، والخرافات، وحدث انحراف في توحيد الألوهية انحرافاً رهيباً، وغشيها موج من الظلام، والجهل حجب عنها حقيقة الدين، وطمس فيها نور التوحيد، وعدل بها عن صراطه المستقيم» اهـ. من $الدولة العثمانية عوامل النهوض، وأسباب السقوط# (508).

أقول:

 تقدم كلام الصلابي في بداية الرسالة $إن الدولة العثمانية في بداية أمرها كانت تسير على شرع الله في كل صغيرة وكبيرة، ملتزمة بمنهج أهل السنة في مسيرتها الدعوية والجهادية#، وهذا غير صحيح، فلم تكن على عقيدة التوحيد والسنة، ولا على منهج أهل السنة، وإنما كانت قائمة على التصوف كما اعترف به محمد قطب وغيره، وما وصلت إليه مما ذكره الصلابي وغيره من مظاهر الشرك والخرافة، إنما هو حقيقة الأمر الذي سارت عليه الدولة العثمانية، وما محاربتها وهي في أوج قوتها واتساعها للتوحيد وأهل العقيدة السلفية أهل السنة والجماعة، ومحاولة القضاء عليها؛ إلا أكبر دليل واضح على نهج هذه الدولة وسيرها، وليس كما يدعي الصلابي أنها في آخر عهدها، وهذا من التناقض الصريح في كتاب الصلابي الذي أشرت إليه سابقا، ويكفينا كلام علماء السنة والتوحيد حول دولة  الأتراك العثمانية وعقيدتها ومنهجها وسيرها.

والله الموفق

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السٍّوري

كان الانتهاء منه ظهر الاثنين 8 من ذي القعدة 1441هجرية.

حمل المقال بصيغة بي دي اف

من هنا




نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى