علي الحذيفي متألم من طلاب الشيخ مقبل القدامى
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين
يقول الله
تعالى : {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ
وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71]
أما بعد:
فقد
أرسل إلي أحد المشايخ الأفاضل مقطعا صوتيًا للحزبي البرمكي علي الحذيفي خرج في
العاشر من شعبان 1441هجرية وطلب مني أن أرد عليه
فاستمعت
إليه فما رأيت ما يستحق الرد ، وإنما رأيت ثرثرة شأنها كشأن ثرثرة الحزبي البرمكي
علي الحذيفي التي علمها الجميع منه من بداية ثورتهم على الدعوة السلفية في دماج.
وفي
المقطع يثرثر أنه زميل الشيخ يحيى! ودرس هو والشيخ يحيى عند فلان وفلان!، سبحان الله
يكاد الرجل يضحك من ركبته!!.
كأن
دارستك مع الشيخ يحيى سوف تجعلك من العلماء أو الدعاة أو قرينا للشيخ يحيى!، فكم
من أناس درسوا مع الشيخ مقبل رحمه الله قديما ولا أثر لهم الآن في الوجود، وصار
الشيخ مقبل رحمه الله محدث اليمن، وصاروا
هم في مهب الريح وكأمس الدابر!
وأنت
على هذه الشاكلة لا علم ولا حلم ولا سلفية، وإنما عميل استلمت أموالا لتفكيك
السلفيين والدعوة السلفية، وقد علم الجميع أن حياتك تقفز من مكان إلى آخر، وعدم
الربوض والمكث في طلب العلم والرسوخ فيه، ملوي عام كما يقال.
فالعبرة
ليست بالدراسة مع فلان وفلان، العبرة بالثبات على الخير والاستمرار والازدياد من
العلم، فأين موقعك من الشيخ يحيى، وأين الثرى من الثريا!!.
وهو
في الحقيقة من طلاب شيخنا يحيى، وقد رأيناه يطلب العلم عند شيخنا يحيى قبل ثورتهم
في دماج، وسمعناه يثني على شيخنا كثيرا، لكن العقوق داء الحماقة والسفه.
وهو
متألم جدًا من محبة الناس عواما ودعاة وطلاب علم ومشايخ للشيخ يحيى، والآخذ
بتوجيهاته السديدة النافعة، وخاصة في النوازل والمدلهمات.
ومتألم
أيضا وبحرقة من طلاب الشيخ مقبل رحمه الله القدامى، ويعترف وبحرقة أن طلاب الشيخ
مقبل القدامى يؤيدون الشيخ يحيى، وسائرون مع الشيخ يحيى حفظه الله، ويقول لهم
لماذا يا طلاب الشيخ مقبل القدامى تقلدون الشيخ يحيى!!.
يا
مغفل كبار طلاب الشيخ مقبل رحمه الله
السلفيون الأثبات، رأوا أن الشيخ يحيى عالم جليل سائر على منهج الإمام
الوادعي رحمه الله السلفي بقوة، ونفع الله به وزاده الله من العلم النافع حتى فاق
الكثير والكثير من زملائه الثابتين السلفيين، وأصبح بحمد الله وفضله مرجعا
للسلفيين، ورأوا أنه ناصح أمين كما قال شيخه الإمام الوادعي وهم لا يقلدونه، وإنما
أخذوا بالحق والبرهان الذي أدلى به، وهذا ليس تقليدًا كما يعرفه صغار طلاب العلم،
وهم من أبعد الناس عن التقليد، لو كانوا مقلدة لكانوا أذنابا لك ولحزبك وعمالتك.
قال
العلامة ابن القيم رحمه الله :"
الْوَجْهُ الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: قَوْلُكُمْ إنَّ الله سُبْحَانَهُ أَمَرَ
بِطَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ وَهُمْ الْعُلَمَاءُ، وَطَاعَتُهُمْ تَقْلِيدُهُمْ
فِيمَا يُفْتُونَ بِهِ؛ فَجَوَابُهُ أَنَّ أُولِي الْأَمْرِ قَدْ قِيلَ: هُمْ
الْأُمَرَاءُ، وَقِيلَ: هُمْ الْعُلَمَاءُ، وَهُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ
أَحْمَدَ، وَالتَّحْقِيقُ، أَنَّ الْآيَةَ تَتَنَاوَلُ الطَّائِفَتَيْنِ،
وَطَاعَتُهُمْ مِنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ، لَكِنْ خَفِيَ عَلَى الْمُقَلِّدِينَ
أَنَّهُمْ إنَّمَا يُطَاعُونَ فِي طَاعَةِ الله إذَا أَمَرُوا بِأَمْرِ الله
وَرَسُولِهِ؛ فَكَانَ الْعُلَمَاءُ مُبَلِّغِينَ لِأَمْرِ الرَّسُولِ،
وَالْأُمَرَاءُ مُنَفِّذِينَ لَهُ، فَحِينَئِذٍ تَجِبُ طَاعَتُهُمْ تَبَعًا
لِطَاعَةِ الله وَرَسُولِهِ، فَأَيْنَ فِي الْآيَةِ تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ
عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِيثَارُ
التَّقْلِيدِ عَلَيْهَا؟ اهــ"
إعلام الموقعين " (2/
169)
ومن
ثرثرته أن الشيخ يحيى خالف ولي الأمر!، وهذا من الكذب والبهتان، وحقيقة الأمر أن
الشيخ يحيى هو عالم كبير جليل رأى أن الوضع في اليمن إلى الآن لا يستدعى إغلاق
المساجد فلم ينتشر الوباء ولا حالة واحدة إلى يومنا هذا.
وقد
جاء مدير الأوقاف في محافظة مأرب وفقه الله زيارة إلى شيخنا يحيى إلى مسجده في
الجوبة وتناقش مع شيخنا يحيى نقاشا طيبا وأبان له شيخنا الأمر، فوعده مدير الأوقاف
أن ينظر في الأمر.
وأيضا
قد كان بعض كبار العلماء في المملكة العربية السعودية حفظها الله قبل انتشار
الوباء فيها يفتي وينصح بعدم إغلاق المساجد، فلما انتشر الوباء أفتوا حفظهم الله
بإغلاق المساجد والحرمين.
وأضف
إلى ذلك أن مدراء الأوقاف في بعض المناطق المحررة يتواصل بهم إخواننا الدعاة وأئمة
المساجد فيذكرون أن الأمر فيه متسع
وزد
على ذلك أن كل محافظة لها بيان من الأوقاف فيها يختلف عن الأخر كما قد أبنت ذلك في
صفحتي في تويتر بالصور، ومن عدن نفسها خرج بيان ثم آخر مختلفان.
ومن
أين لك الكذب على وزير الأوقاف وفقه الله أنه يتكلم في الشيخ يحيى وطلابه هذه دعوى
خطيرة!، وحيث أن كثيرا من مساجد الإخوان المسلمين والصوفية وغيرهم لم تغلق ولم
نسمع ذما للوزير فيهم !!.
فلا
داعي لهذه التمثيلية المفضوحة يا حذيفي :اتصل بي فلان من كذا وفعل كذا، قد انطلى
الزمان على هذه التمثيليات
وأيضا
كما هو معلوم للجميع طاعة ولي الأمر بالمعروف، وأن الذي يقرر أن ما يأمر به ولي
الأمر طاعة أو معصية أو موافق للشرع أو مخالف هم العلماء الربانيون بالأدلة
والبراهين وليس أهل الأهواء والبدع أمثال الحذيفي
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله :"وَالتَّحْقِيقُ
أَنَّ الْأُمَرَاءَ إنَّمَا يُطَاعُونَ إذَا أَمَرُوا بِمُقْتَضَى الْعِلْمِ؛
فَطَاعَتُهُمْ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ؛ فَإِنَّ الطَّاعَةَ إنَّمَا تَكُونُ
فِي الْمَعْرُوفِ وَمَا أَوْجَبَهُ الْعِلْمُ، فَكَمَا أَنَّ طَاعَةَ الْعُلَمَاءِ
تَبَعٌ لِطَاعَةِ الرَّسُولِ فَطَاعَةُ الْأُمَرَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ
الْعُلَمَاءِ، وَلَمَّا كَانَ قِيَامُ الْإِسْلَامِ بِطَائِفَتَيْ الْعُلَمَاءِ
وَالْأُمَرَاءِ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُمْ تَبَعًا، كَانَ صَلَاحُ
الْعَالَمِ بِصَلَاحِ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ، وَفَسَادُهُ بِفَسَادِهِمَا"
اهــ "إعلام
الموقعين عن رب العالمين"
(1/ 8)
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "
وَقَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى {أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] . أَقْوَالًا تَجْمَعُ
الْعُلَمَاءَ وَالْأُمَرَاءَ؛ وَلِهَذَا نَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ
عَلَى دُخُولِ الصِّنْفَيْنِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، إذْ كُلٌّ مِنْهُمَا تَجِبُ
طَاعَتُهُ فِيمَا يَقُومُ بِهِ مِنْ طَاعَةِ الله، وَكَانَ نُوَّابُ رَسُولِ الله
- صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَيَاتِهِ كَعَلِيٍّ وَمُعَاذٍ وَأَبِي
مُوسَى وَعَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَأَمْثَالُهُمْ
يَجْمَعُونَ الصِّنْفَيْنِ. وَكَذَلِكَ
خُلَفَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ
وَنُوَّابِهِمْ اهــ "مجموع
الفتاوى" (18/
158)
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وَالْأُمَّةُ
إذَا تَنَازَعَتْ - فِي مَعْنَى آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ أَوْ حُكْمٍ خَبَرِيٍّ أَوْ
طَلَبِيٍّ - لَمْ يَكُنْ صِحَّةُ أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ وَفَسَادُ الْآخَرِ
ثَابِتًا بِمُجَرَّدِ حُكْمِ حَاكِمٍ، فَإِنَّهُ إنَّمَا يُنَفَّذُ حُكْمُهُ فِي
الْأُمُورِ الْمُعَيَّنَةِ دُونَ الْعَامَّةِ" اهــ" مجموع الفتاوى"
(3/ 238)
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "
وَوَلِيُّ الْأَمْرِ " إنْ عَرَفَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ
حَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْهُ وَأَمْكَنَهُ أَنْ يَعْلَمَ
مَا يَقُولُ هَذَا وَمَا يَقُولُ هَذَا حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ حَكَمَ بِهِ؛
وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ لَا هَذَا وَلَا هَذَا تَرَكَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَا
هُمْ عَلَيْهِ كُلٌّ يَعْبُدُ الله عَلَى حَسَبِ اجْتِهَادِهِ؛ وَلَيْسَ لَهُ
أَنْ يُلْزِمَ أَحَدًا بِقَبُولِ قَوْلِ غَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ حَاكِمًا"
اهــ" مجموع
الفتاوى" (35/
387)
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع
الفتاوى" (35/
383):" فَعُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْكِبَارُ لَوْ
قَالُوا بِمِثْلِ قَوْلِ الْحُكَّامِ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إلْزَامُ النَّاسِ
بِذَلِكَ إلَّا بِحُجَّةِ شَرْعِيَّةٍ لَا بِمُجَرَّدِ حُكْمِهِمْ".
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "لا بُدّ للأمة من ولي أمرٍ يُبيِّن لها الحق
وذلك هم العلماء، ولا بُدّ للأمة من ولي أمرٍ يُلزمها بتنفيذ شريعة الله ويسوسُها
بما تقتضيه المصلحة ".اهـ من خطبة جمعة" الحث على طاعة ولي الأمر في غير
معصية"
أخيرا:
اتضح
أن رواء هذه الزوبعة على مساجدنا وإخواننا في المحافظات هم البرامكة وأهل التحزب،
مع أن كثيرا من مساجدهم مازالت مفتوحة ويخطبون جمعا ويصلون جماعات!!، فماذا يدل
هذا!؟، يدل أنك كذاب أشر وأنك صاحب وجهين.
وأما
نحن إذا أرادت الدولة إغلاق مساجدنا فهذه المساجد أمامها ولن نخرج عليها أو نواجهها
أو نثور عليها معاذ الله فأهل السنة أبعد عن ذلك بفضل الله وقد علم القاصي والداني
ذلك.
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الثلاثاء 14من شعبان 1441هجرية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.