[ أصحاب الجمعيات وحزب الرشاد وأبو الحسن والعدني ومشايخ الإبانة
لا يمثلون الدعوة السلفية دعوة الإمام الوادعي رحمه الله]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين،
محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد راسلني عدد من إخواني السلفيين، بأن بعض الحزبيين المحاربين -من
قديم وحديث جهارا نهارا- للدعوة السلفية في اليمن وغير اليمن؛ يظهرون هذه الأيام بأنهم من أتباع الدعوة
السلفية، ومن مدرسة الإمام الوادعي رحمه الله، ومن السائرين على دعوته ومنهجه، ويُطلَبُون
ويذهبون هنا وهناك عند بعض المسؤولين وفقهم الله، و عند أصحاب الأموال والتجارات
وغيرهم، ويظهرون أنفسهم بأنهم أهل المنهج السلفي، ومن طلاب الإمام الوادعي رحمه الله،
ومن القائمين على الدعوة السلفية بعده رحمه الله .
فأقول:
أولا : جاء في كتاب الله العزيز، وفي
سنة نبيه المصطفى الأمين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ النهي عن التلبيس
والتغرير بالمسلمين، وكتمان الحق، وتزيف الحقائق، وادعاء حق الغير، والتلبس بما لم
يعطه الإنسان.
قال الله تعالى : {لِمَ تَلْبِسُونَ
الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل
عمران: 71].
قال الإمام الطبري رحمه الله في «تفسيره» (1/ 605):« يَعْنِي
بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَلْبِسُوا} [البقرة: 42] لَا تَخْلِطُوا، وَاللَّبْسُ: هُوَ
الْخَلْطُ، يُقَالُ مِنْهُ: لَبَّسْتُ عَلَيْهِمُ الْأَمْرَ أُلَبِّسُهُ لَبْسًا:
إِذَا خَلَطْتُهُ عَلَيْهِمْ» اهـ
وقال الله تعالى : {وَإِنَّ فَرِيقًا
مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146، 147]
وجاء في الصحيحين عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قالت، جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ
مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُتَشَبِّعُ
بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ».
ثانيا: أن الذي جدد الله به وأحيا به الدعوة السلفية في اليمن في هذا
الزمان هو شيخنا ووالدنا الإمام المجدد المحدث بقية السلف مقبل بن هادي الوادعي
رحمه الله، فلا تعرف الدعوة السلفية إلا به وبطلابه من بعده، وهم السائرون حقًا
على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، فلا تعرف الدعوة السلفية بالإخوان
المسلمين ولا بالحركيين ولا بالقطبيين ولا بالسروريين والتراثيين ولا بغيرهم من
أهل الأهواء والبدع.
والمعروف عند اليمنيين أن الدعوة السلفية في هذا الزمان لم تكُ منتشرة
قبل مجيئ الإمام الوادعي رحمه الله.
وقبل هذا كلام العلماء
السلفيين وثنائهم على شيخنا مقبل رحمه الله، وأنه نشر الدعوة السلفية في اليمن في
هذا الزمن معلوم، ومدون في تراجم الشيخ مقبل رحمه الله، ومبين أن الإمام الوادعي
إمام سنة سلفي على الجادة والصراط المستقيم ولا ندعي له العصمة، وقد كان السلف
يمتحون الناس بأئمة السلف وعلماء السنة .
قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله : «إذا رأيت الرجل
يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد , وعبد الرحمن بن مهدي , وأحمد بن محمد بن حنبل ,
وإسحاق بن راهويه - وذكر قوما آخرين - فإنه على السنة , ومن خالف هؤلاء فاعلم أنه
مبتدع» اهـ «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/ 74)
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس رحمه الله : «امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران , فإن أحبوه فهم أهل السنة ,
وإن أبغضوه فهم أهل بدعة , كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى» اهـ« شرح أصول اعتقاد أهل
السنة والجماعة» (1/ 74)
وقال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله:« إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة: فلا تشك أنّه
رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي: فلا تشك أنّه ناصبي، وإذا رأيت
الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنّه مرجئ».اهـ «طبقات الحنابلة»
( 1/200 ).
وقال الإمام نعيم بن حمّاد رحمه الله : «إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتّهمه في دينه، وإذا
رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتّهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في
إسحاق بن راهويه فاتّهمه في دينه». «تاريخ بغداد» (6/348ـ349)، و«تاريخ دمشق» (8/132)، و«تهذيب
الكمال» (2/380).
وقال الإمام البربهاري
رحمه الله:« إذا رأيت الرجل يحب أبا
هريرة، وأنس بن مالك، وأسيد بن حضير، فاعلم أنه صاحب سنة – إن شاء الله – » اهـ .
وقال: « وإذا رأيت الرجل
يحب أيوب، وابن عون، ويونس بن عبيد وعبدالله بن إدريس الأودي، والشعبي، ومالك بن
مِغْول، ويزيد بن زريع، ومالك بن معاذ، ووهب بن جرير، وحماد بن سلمة، وحماد بن
زيد، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وزائدة بن قدامة، فأعلم أنه صاحب سنة. وإذا رأيت
الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال، وأحمد بن نصر، وذكرهم بخير، وقال
بقولهم؛ فاعلم أنه صاحب سنة ». اهـ «شرح السنة» ( 143).
ثالثا: معروف أن الطالب والتلميذ إذا انحرف عن طريق شيخه السلفي لا ينسب
إليه، ولا إلى دعوته ومنهجه بعد انحرافه وزيغه، وقد جاءت الأدلة على ذلك فمنها:
ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم :«وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ
أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي،
فَيَقُولُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ
فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ ": {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة: 117]- إِلَى
قَوْلِهِ - {العَزِيزُ الحَكِيمُ} [البقرة: 129] »
قال الإمام النووي رحمه الله في «شرح مسلم »(15/ 64):« وَفِي بَعْضِ
النُّسَخِ أَصْحَابِي أَصْحَابِي مُكَبَّرًا مُكَرَّرًا قَالَ الْقَاضِي هَذَا
دَلِيلٌ لِصِحَّةِ تَأْوِيلِ مَنْ تَأَوَّلَ أَنَّهُمْ أَهْلُ الرِّدَّةِ
وَلِهَذَا قَالَ فِيهِمْ سُحْقًا سُحْقًا وَلَا يَقُولُ ذَلِكَ فِي مُذْنِبِي
الْأُمَّةِ بَلْ يَشْفَعُ لَهُمْ وَيَهْتَمُّ لِأَمْرِهِمْ قَالَ وَقِيلَ
هَؤُلَاءِ صِنْفَانِ أَحَدُهُمَا عُصَاةٌ مُرْتَدُّونَ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ لَا
عَنِ الْإِسْلَامِ وَهَؤُلَاءِ مُبَدِّلُونَ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ
بِالسَّيِّئَةِ وَالثَّانِي مُرْتَدُّونَ إِلَى الْكُفْرِ حَقِيقَةً نَاكِصُونَ
عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَاسْمُ التَّبْدِيلِ يَشْمَلُ الصِّنْفَيْنِ قَوْلُهُ صَلَّى
الله عليه وسلم (مابين لابتي حوضي) أي ناحيتيه والله أعلم» اهـ
وجاء في الصحيحين عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ،
مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ
عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ»
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي
عَيَّاشٍ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:
أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا:
" فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا
أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا
سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ».
وجاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا
تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو
بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَقَدْ
عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى الله
"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالله لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ
الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَالله لَوْ
مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
فَوَ الله، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ
أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ».
أقول: فهؤلاء غيروا وبدلوا
وانحرفوا عن سبيل رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فهم خارجون عن سبيله وطريقه صلى الله عليه وسلم، وأما من اتبع النبي صلى الله
عليه وسلم وسار بسيره ونهج نهجه فهم أتباعه، وهم مشمولون بحديث :
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله
عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،
وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا
فِي النَّارِ، إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ: الْجَمَاعَةُ» رواه ابن ماجه وغيره
وجاء عند الترمذي وغيره عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رضي الله
عنهما وفيه « قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟
قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» وحسنه الإمام الألباني رحمه الله
وكذلك لما انحرف واصل بن عطاء الغزال وأصحابه عن طريق شيخهم الحسن
البصري رحمه الله سموا بفرقة جديدة وهم المعتزلة والواصلية، و لم ينسبوا إلى شيخهم
الحسن البصري بعد ذلك مع أنهم تتلمذوا عليه زمنا.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله :« كَانَ النَّاسُ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ قَدْ اخْتَلَفُوا فِي
الْفَاسِقِ الْمِلِّي وَهُوَ أَوَّلُ اخْتِلَافٍ حَدَثَ فِي الْمِلَّةِ هَلْ هُوَ
كَافِرٌ أَوْ مُؤْمِنٌ؟ فَقَالَتْ الْخَوَارِجُ: إنَّهُ كَافِرٌ. وَقَالَتْ
الْجَمَاعَةُ: إنَّهُ مُؤْمِنٌ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: نَقُولُ هُوَ فَاسِقٌ لَا
مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ نُنَزِّلُهُ مَنْزِلَةً بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ،
وَخَلَّدُوهُ فِي النَّارِ وَاعْتَزَلُوا حَلَقَةَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ
وَأَصْحَابِهِ - رَحِمَهُ الله تَعَالَى - فَسُمُّوا مُعْتَزِلَةً» اهـ من «المجموع»(3/182)
وقال الإمام الذهبي رحمه الله في «سير أعلام النبلاء» (6/ 175): «طَرَدَهُ
الحَسَنُ عَنْ مَجْلِسِهِ لَمَّا قَالَ: الفَاسِقُ لاَ مُؤْمِنٌ وَلاَ كَافِرٌ
فَانضَمَّ إِلَيْهِ عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المُعْتَزِلَة قَالَ شَاعِرٌ:
وَجَعَلْتَ وَصْلِي الرَّاءَ لَمْ تَلْفِظْ بِهِ ... وَقَطَعْتَنِي
حَتَّى كَأَنَّكَ وَاصِلُ» اهــ
أقول: كذلك من كان من طلاب شيخنا الوادعي رحمه الله أو غيره من علماء
السنة ، ثم انحرف وزاغ وراء الأهواء لا ينسب إلى دعوتهم السلفية، فلا يقال: هؤلاء
طلاب الإمام الوادعي رحمه الله وحملة دعوته السلفية من بعده، فهذا من تقليب
الحقائق ومن التلبيس، وهو مخالف لما تقدم من الأدلة.
وبعد هذه التقدمة أقول:
هؤلاء الذين انحرفوا عن الدعوة السلفية دعوة الإمام الوادعي رحمه الله
ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول : من كان في زمن الإمام
الوادعي رحمه الله، واعتزل وحارب دعوته وداره
ومنهجه السلفي .
فهؤلاء مثل أصحاب الجمعيات: كجمعية الحكمة والإحسان وغيرها،
والمعروف بعضهم اليوم بحزب الرشاد، الذين يتظاهرون الآن بأنهم حملة الدعوة السلفية في اليمن دعوة الإمام
الوادعي رحمه الله.
فأقول:
1-هؤلاء في الحقيقة هم أتباع الإخوان المسلمين، وأتباع محمد سرور،
وأتباع القطبية، وهم المنافحون، والمدافعون عن السرورية، وعن القطبية، وعن الإخوان
المسلمين، و جمعية التراث الحزبية وغيرها.
قال شيخنا الوادعي رحمه الله في «تحفة المجيب » (ص: 199):« وأنا أعتبر هذه
أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن، فبعض أهل السنة في اليمن مثل عبد
المجيد الريمي، ومحمد البيضاني ومن اتبعهما أصبحوا من أتباع محمد سرور، ومثل محمد
المهدي وبعض المسئولين في جمعيه الحكمة اليمانية أصبحوا أتباعًا لجمعية إحياء
التراث، وأنا أظن أن هذه سياسة بينهم من أجل أن يأكلوا بالجانبين من الفم من هاهنا
ومن هاهنا، وقد قلت هذا من قبل بدليل اجتماعاتهم.
وهؤلاء اليمنيون الموجودون هاهنا أصبحوا حربًا على أهل السنة،
ويظاهرون الإخوان المسلمين، بل يؤازرونهم، بل يتمسح بهم الإخوان المسلمون ويستثيرونهم
على مشاغلة أهل السنة يظنون أننا سنشتغل بمحمد المهدي، فمن محمد المهدي سفيه من
السفهاء، وبحمد الله فقد أعطيناه قسطه في غير ما شريط، ونعرف من الذي يدفعه، إنّهم
الإخوان المفلسون، وعبد المجيد الزنداني، وعبد الرحمن عبد الخالق وأصحاب جمعية
إحياء التراث» اهـ
2-هؤلاء تنكروا للشيخ مقبل رحمه الله جدًا، ولدعوته السلفية في حياته،
وحذروا أشد التحذير منه ومن طلابه ومن داره ومن دعوته، حتى إن بعضهم كان
يقول:« قولوا للشيخ مقبل السفينة تمشي، فقولوا له يلحق بنا!!»، وبعضهم ألف بعض
الكتب في التحذير من الشيخ مقبل وتشويه سمعته ودعوته أمثال محمد البيضاني العامري
ومحمد المهدي، وهؤلاء الحزبيون تحزبوا وظهرت منهم طوام، وشاركوا في الأحزاب والديمقراطية
والثورات وعندهم أفكار منحرفة، وبعضهم أصبح داعشي يدافع عنهم، ويبايعهم على المنابر
كالريمي عبد المجيد.
3-هؤلاء الذين انحرفوا في زمن الشيخ مقبل رحمه الله وانعزلوا عن حلقته وداره و دعوته ؛
حذر منهم الإمام الوادعي رحمه الله وكلامه معلوم منشور في كتبه، وقد جمُع كلامه
أيضا في هؤلاء في كتاب «أعلام الأجيال بكلام الإمام الوادعي في الفرق والكتب والرجال» وهو على هذا الرابط: https://archive.org/details/tbcf7
وكلامه فيهم كثير جدا ومما قاله شيخنا الوادعي رحمه الله في «تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب» (ص: 311)
«وأما دعوة أصحاب الجمعيات الحزبيات الظاهرة، فقد كنا نقول بالأمس:
إنّها حزبيات مغلفة، والآن حزبيات ظاهرة، وسيقولون: تناقضتم، فلا علينا منهم» اهـ
وقال رحمه الله في « تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب» (ص:
117) جوابا عن السؤال101: هناك من يقول
إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟
الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلاً، فإن كان
جاهلاً فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد
هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط "التحذير من الحزبية"، والحمد لله
فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان..» اهــ
وقال رحمه الله : في« تحفة المجيب» (ص: 188):« وقد قلنا قبل إن أصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان مماسح
للإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون مماسح للحكومات، وهاتان الجمعيتان مدخل إلى
الإخوان المسلمين؛ لأن الشخص يذهب ويدخل مع أصحاب هذه الجمعيات مدة يسيرة ثم يراهم
لا علم ولا عمل أعني عمل حركي في مجال الدعوة ولست أعني أنّهم لا يصلون فيذهب إلى
الإخوان المسلمين وخصوصًا إذا كانت المادة أكثر مع الإخوان المسلمين، والأماني
بالرتب العسكرية، وإدارات المعاهد» اهـ.
وقال رحمه الله : في «تحفة
المجيب » (ص: 289):« وكذلك الجمعيات التي ما أقيمت إلا لأجل اختلاس أموال الناس والصد
عن السنة، وتهيئة أنفسهم لأن يكّونوا حزبًا، فلو عرفوا من أنفسهم أنّهم سيكونون
حزبًا لرأيتهم يدخلون في الانتخابات، وكل شيء جائز عندهم» اهـ.
وصدق شيخنا رحمه الله فقد هيئوا أنفسهم لإقامة الأحزاب، فهذا حزب الرشاد
بقيادة محمد موسى العامري وغيره، ومنهم من ذهب في حزب الإخوان المسلمين. ومنهم من
انخرط في أحزاب أخرى، وبعضهم دخل في الديمقراطية والمناصب السياسية، والوزارات
الحكومية.
وليعلم الجميع أنه لا توجد جمعية سلفية في اليمن، فهذه الجمعيات
المنتشرة في الساحة جمعيات حزبية متحزبة مدمقرطة سلفطية، قائمة على مبادئ وأنظمة
الأحزاب في اليمن، وعندهم بيعات، وسريات، وولاء وبراء ضيق، وانتخابات وديمقراطية، وأفكار
وتأصيلات وقواعد بدعية خلفية، لا تمت للدعوة السلفية بصلة، حذر منها أئمة الدعوة
السلفية قديما وحديثا.
القسم الثاني : من انحرف وانعزل عن دعوة الإمام الوادعي وعن داره ومنهجه السلفي،
ونصبوا العداء جدًا للدعوة السلفية في اليمن وهؤلاء أمثال:
1- أبي الحسن المصري وجمعية البر وشلتهم.
3-عبد الرحمن العدني وشلته، وما تفرع عنه وتشطر وانقسم؛ أمثال هاني
البريك وشلته.
3-مشايخ الإبانة وهم «محمد الوصابي ومحمد الإمام وعبد العزيز
البرعي والذماري والسالمي» وشلتهم.
4-الحدادية كصالح البكري وشلته.
وخلاصة حالهم وأفعالهم :
1- قاموا بحرب شديدة على الدعوة السلفية في اليمن وغير اليمن، وعلى
مراكز السنة وعلى رأسها دار الحديث
السلفية بدماج، وعلى خليفة الشيخ مقبل رحمه الله على كرسيه ودعوته، وهو الشيخ يحيى بن
علي الحجوري ، وقاموا كسابقيهم تماما، وساروا بسيرهم وأشد بتمزيق الدعوة، وشتات
أهلها وضياع طلابها، والتنفير عنها بشدة، وكتبوا كتابات في التنفير عن الدعوة
السلفية بشدة ووقاحة.
2- فاقوا القسم الأول في حرب الدعوة السلفية بشدة، وبعضهم قام بخذيلة
أهل السنة في حربهم ضد الرافضة، ووقفوا دفاعًا عن الرافضة بشدة أمثال محمد الإمام
ومن تعصب له وافتتن به، وبعضهم استطاع أن يوقع فتنة عظيمة بين العلماء لم يستطع
لها القسم الأول.
3-قد بين أهل السنة في دماج وغيرها، وعلى رأسهم شيخنا العلامة يحيى
بن علي الحجوري حفظه الله؛ انحراف هؤلاء المنحرفين المعتزلين للدعوة السلفية،
وبينوا بحمد الله انحرافهم وضلالهم وتأصيلاتهم ومخالفاتهم للدعوة السلفية دعوة
الشيخ مقبل رحمه الله بالأدلة والبراهين
والحجج، وكتبوا في ذلك الرسائل والكتب والمقالات التي تبين بجلاء حال هؤلاء
المنحرفين المعتزلين المعتدين على الدعوة السلفية دعوة الإمام مقبل بن هادي الوادي
وعلى داره وطلابه من بعده.
وقد يقول قائل: فمن الذي يمثل الدعوة السلفية دعوة الإمام مقبل بن هادي الوادعي في اليمن ؟
أقول: هذا سؤال وجيه والجواب عن ذلك:
الواقع، والحال، والدلائل والبراهين التي يعرفها الناس في اليمن
وغير اليمن وعلى أرض الواقع؛ أن القائم والممثل للدعوة السلفية دعوة الشيخ مقبل بن
هادي الوادعي رحمه الله هو الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله وإخوانه وطلابه في
أنحاء اليمن الميمون ويتضح هذا من خلال:
1-أنهم لم يغيروا، ولم يبدلوا، ولم ينحرفوا عن المسار السلفي
المعهود، ولم يخترعوا قواعد وتأصيلات وشبهات حزبية مبتدعة، ولم يدخلوا الأحزاب
والجمعيات الحزبية، ولم يشاركوا في الثورات والانقلابات والأهواء المضلة.
2-هم القائمون بالدعوة السلفية علمًا وتعليمًا ودعوةً في اليمن،
ومراكزهم ومساجدهم ودورهم السلفية منتشرة بحمد الله في ربوع البلاد شرقًا وغربًا
وشمالًا وجنوبًا وسهلًا وجبلًا.
فهم السواد الأعظم الذين لهم الصولة والجولة والنهضة العلمية، وهم المستمرون
سلمًا وحربًا في العلم والتعليم والدعوة والخير والتصدي للباطل، وإخراج الناس من
ظلمات الشرك والخرافة والبدع إلى نور التوحيد والسنة
وهم المحذرون حقا من الحزبية
والجمعيات المنحرفة، والتأصيلات والمخالفات والقواعد البدعية التي لم يعرفها سلف
الأمة
وهم الفاضحون للثوارت والانقلابات والديمقراطية والانتخابات والمظاهرات
والاعتصامات وغيرها من الفتن.
فما من فكر منحرف إلا وتجد
الشيخ يحيى وإخوانه وطلابه وإخوانهم أول المتصدين للباطل وأهله بفضل الله تعالى .
فهم المدافعون عن الدعوة
السلفية بحق وصدق، وابتلوا في ذلك، وقدموا لذلك دماء زكية وشهداء نحسبهم والله
حسبيهم دفاعا عن العقيدة والتوحيد والسنة، وحاربتهم دول الكفر، وسعت في إخراجهم من
دار الحديث بدماج لأنهم القائمون بالسلفية حقا وصدقا، ولأنهم الذين يشكلوا خطرا حقيقيا
على الكفر وأهله، ويعرف هذا عجائز ونساء أهل اليمن قبل رجالها.
وقد يقول قائل ما محل هؤلاء من الإعراب؟:
أقول: هؤلاء أصبحوا وراء الدنيا وشهواتها وشبهاتها وانماعوا في ذلك كما
ينماع الملح في الماء، فأين هي دعوتهم ومراكزهم السلفية الصافية النقية، وأين هي جهودهم
في خدمة الإسلام، وأين هو دفاعهم عن السلفية، وعن المنهج الحق الذي كان عليه
الإمام الوادعي رحمه الله، بل هم حرب على المنهج السلفي.
ولو سألت واحدًا منهم أين ثمرتكم،
وهات لي واحدا كما كان الإمام الوادعي
رحمه الله يحاجج به المتحزبين ويقول:« هاتوا لي واحدا تخرج على أيديكم
وتربى في حلقاتكم أصبح مرجعا للأمة يرجع إليه»؟.
وغاية ما عند القوم أنهم تتلمذوا على أيدي أهل السنة في دماج
وغيرها، ثم قلبوا ظهرا المجن ثم ضاعوا وتفلتوا.
وأما أنه تخرج على أيدهم طلاب أصبحت الأمة تنتفع بهم، فهذا لا تكاد
تجده وشبه معدوم ، وغاية من عندهم هو من انعزل وانحرف عن دعوة الإمام الوادعي رحمه
الله من قبل ومن بعد وهو في الحقيقة من ثمرة أهل السنة، ومع هذا فإين هؤلاء
المنعزلين عن دعوة الإمام الوادعي؟
اضمحلوا وأصبحوا كأمس الدابر لا علم ولا حلم،
إنما وراء الدنيا والشهوات والحزبيات والقواعد والتأصيلات المبتدعة كما تقد ذكره،
فأصبحوا كسراب بقيعة.
ولا نعني أنهم ما عند بعضهم مساجد ودروس ودعوة، لكن هذه الدعوة
والدروس والمساجد من أجال تكتيل الناس حولهم وجمع الأموال وأعراض دنيوية أخرى،
والإخوان المسلمون عندهم جامعات ومساجد ودعوة ودروس، لكن ليست دعوة سلفية، وليست جهود
علمية صحيحة للنهوض بالمجتمع من الشرور إلى الخير والتوحيد والسنة.
قال شيخنا الوادعي رحمه الله في «تحفة المجيب» (ص: 186):« خسروا وخابوا، فقد
كنا نعدهم للتأليف والتحقيق مثل: عبد المجيد الريمي، ومحمد البيضاني، ومحمد
المهدي، وعبد الله بن غالب، وعقيل المقطري، الذي جنّ ويحتاج إلى كيّة في رأسه،
لأنه زارني بعض العامة من إخواننا السلفيين فقال: والله ما عقيل جاهل ولكنها
الدنيا» اهـ.
وقال رحمه الله في «تحفة المجيب »(ص: 357):« وانظروا بارك الله فيكم إلى حالة (عبد المجيد الريمي) وإلى حالة
(محمد البيضاني) وإلى حالة (محمد المهدي) وإلى حالة (عقيل المقطري) فقد كانوا من
أبرز طلابنا وبعد ذلك أصبحوا مغلّقين على أنفسهم، يقولون: انتبهوا، وهذا جاسوس،
وإذا اجتمعنا فليأت كل واحد من شارع، والسيارات لا تبقى عند باب البيت الذي نحن
فيه، وهكذا، ضاعوا، والدنيا هي التي ضيعتهم، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم إذ يقول: ((فاتّقوا الدّنيا واتّقوا النّساء)) وأنا أعرف أنّها تأتيهم أموال
ضخمة من هاهنا ومن هناك، فلتكن عندنا مثل البعر فإنّها لو كانت كرامة لأكرم الله
بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولما كان يجوع ويربط الحجر على بطنه،
ولما كان أصحابه يخرّون على وجوههم ويغشى عليهم ويظن الظان أن بهم جنونًا وما بهم
من جنون» اهـ
وقال أيضا في «تحفة المجيب » (ص: 273):« فإن الحزبي لا يدعوك لوجه الله بل لأجل أن تصوت له. كما ننصحهم أن
يحذروا من أصحاب الجمعيات الشحاذين، الذين لا يأتون إلا من أجل جمع الأموال» اهـ.
أخيرا:
أنصح بعدم الاغترار بهؤلاء الحزبيين المفترين المتلبسين بالدعوة
السلفية دعوة الإمام مقبل بن هادي الوادعي
رحمه الله، وهم من أبعد الناس عنها، وعن
نهجها وطريقها وأهلها،
وكُلُّ يدعي وصلاً بليلى ... وليلى
لا تقرُّ لهم بِذَاكا
فهؤلاء متحزبه أهل بدع وضلال وانحرف، فلا يصلح تقديمهم للأمة بأنهم
رجال المنهج السلفي القائمين على الدعوة السلفية .
قال شيخنا مقبل رحمه الله تعالى في «تحفة المجيب » (ص: 353):« فمثل أولئك أصحاب الحزبيات وأصحاب الجمعيات المغلفة أنصح الأخوة
ألا يحضروا محاضراتهم، وألا يمكنوهم من المناقشة معهم، فقد جاء رجل إلى الإمام
مالك وقال: إني أريد أن أناظرك! قال الإمام مالك: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني، قال
الإمام مالك: فإن جاء رجل آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذًا يصير ديننا
عرضة للتنقل، اذهب إلى شاكّ مثلك فإني على ثبات من ديني.
فالمسألة مسألة مادة، فأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان أكثرهم
درسوا عندنا ويعرفون ما نحن عليه، فلماذا مالوا؟ إنّهم لم يستطيعوا أن يصبروا على
ما صبر عليه طلبة العلم هاهنا، ولا على ما صبر عليه الإخوة العدنيون.
بل يركضون ركضًا من تعز، واب، وصنعاء، إلى قطر، وإلى أرض الحرمين
يقولون: « أنا وكافل اليتيم كهاتين» ويقولون أيضًا: {وما تقدّموا لأنفسكم من خير
تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا }، ولكن الذي يهمهم هو الحصول على الدولارات»
اهـــ.
والحمد لله رب العالمين
كان الانتهاء منه ظهر السبت 16 من ربيع الثاني1438
هجرية
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.