الاثنين

[مروان الغفوري والتطاول على الأعلام]

مروان الغفوري والتطاول على الأعلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فقد قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ» ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» رواه ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وفي رواية عند أحمد قَالَ النبي صلى الله عليه وسلمالسَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ».

وما أكثر التافهين وأهل السفه في هذا الزمان لا كثرهم الله، وإن من أعظم السفه:« الطعن في دين الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حدود الله، وفي أحكام الله تعالى التي شرعها الله سبحانه وتعالى للعدل وإقامة الحقوق ودفع الشرور، وكذلك الطعن في أهل العلم الذين عرفت الأمة علمهم وفضلهم وجهادهم في نشر العلم والتعليم وإخراج الناس من الظلمات إلى النور»

ومن هؤلاء السفهاء المعروفين بالسفه والتطاول « مروان الغفوري » وقد سبق أن رددت عليه، انظر(http://alsuwari.blogspot.com/2016/09/blog-post_27.html)، ولكن الرجل لا يرعوي ولا ينتهي وهو حداثي عائش في أحضان الغربيين.

وقد نشر كلاما ظاهره أنه يغار على الناس، وهو في الحقيقة طعن في شريعة الله، وفي إقامة الحدود، وقتل من يستحق القتل، وإقامة الحدود على من أوجب الله إقامة الحد عليه

فقال هذا الأرعن في صفحته في الفس بينما كنت أكتب مقالتي الأسبوعية عن "النبي الرحيم"، عليه الصلاة والسلام
وبالموازاة أقرأ كتاب «الصارم المسلول على شاتم الرسول»، لشيخ الاسلام ابن تيمية، قلت سأجري عملية حسابية..
بحثت عن كلمتي "يقتل"، بضم الياء، و"قتل" في الكتاب، باستخدام خاصية   ctrl + F
عندما ظهرت النتيجة وضعت يدي على خدي، وشردت. ثم قمت وحضرت لنفسي قهوة تركية، وعدت وأكملت مقالي عن النبي الرحيم عليه أفضل الصلاة، وله كل الحب. ذلك الذي قال لأصحابه، كما عند الشيخين: «نزل نبي تحت شجرة فلدغته نملة، فأمر بإحراق بيت النمل، فأوحى إليه الله: فهلا نملة واحدة؟
عاتب الله نبياً لأجل بيت من النمل.
نتيجة بحثي كانت:
يقتل: 498 مرة
قتل: 2425
ربنا يسهل.
م. غ. ». اهـ

أقول يا أحمق :
لماذا لم تنظر في كتاب الله تعالى، وتنظر في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنظر في كتب الحديث ، وتعمل هذه الحسبة!!، وتعرف كم ذكر  الله تعالى ذلك، وكم ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك، وكم ذُكرت في أحاديث وآثار؟.
فليس من المعيب ولا المحظور أن يُذكر القتل والقتال، ويكرر ذلك؛ بل يجب لأن هذا من دين الله، ومن إقامة الحدود التي هي حياة للناس، وهو رادع وزاجر لأهل الشر والفتنة، الذين يتطاولون على أعراض الناس ودمائهم وأموالهم بغير حق.

فمن من أسباب الحياة الطيبة إقامة الحدود الشرعية، وقتل من يستحق القتل، وإقامة الحدود على من يستحقها، كما قال الله تعالى +وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» [البقرة: 179]

ويقول تعالى + وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ_ [البقرة: 193].

ويقول تعالى +وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ _ [الأنفال: 39، 40].

والمعيب أن يُذكر القتل والقتال في غير موضعه، وفي قتل من حرم الله قتله، واستباحة من حرم الله استباحة دمه وعرضه، فهذا هو المعيب، وشيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد العلماء عن هذا .

ويا غفوري يا أرعن: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ألف هذا الكتاب الذي تابعته أنت بعينك العوراء وحسبتك الخرقاء، للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرضه، وأن من سب رسول الله وشتمه حكمه القتل، كما هو مفصل في الكتاب، لكن لما كنت أعمى البصر والبصيرة، ولم تفهم ما هذا الكتاب الذي هو مرجع للأمة الإسلامية في هذا الباب، قمت تتطاول عليه، وتريد أن تظهر هذا الكتاب أنه حشاه قتل وقتال، وأكثر من ذكر لفظ القتل والقتال.

وهذا من التلبيس الذي هو من شأن اليهود الذين قال الله فيهم + يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ_  [آل عمران: 71].

ومن التلبيس يظهر الغفوري أنه في صدد كتابة مقال في« الرسول الرحيم»، فالرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم هو الذي ذكر القتل والقتال في كثير من أحاديثه ولا ينافي هذا الرحمة، لأن إقامة الحدود من الرحمة كما سبق ومن أخذ حقوق المظلومين من الظالمين.

وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ» رواه البخاري من حديث أبي مسعود رضي الله عنه.

وما استدل به الغفوري فهو من الأدلة عليه، فهو من أدلة القتل، فيُقتل المؤذي من النمل من أجل عدم الأذية للناس، وقد شرع الله قتل عدد من الحيوانات من أجل أذيتها في الحل والحرم.

كما جاء من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يَقْتُلُهُنَّ فِي الحَرَمِ: الغُرَابُ، وَالحِدَأَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالفَأْرَةُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ » متفق عليه.

فقد شرع الله قتلها حتى في حرم الله من أجل أذيتها للناس، فهذا فيه منافع للناس، وهذا من التناقض المفضوح عند هذا المفضوح وأمثاله.

قال الإمام النووي رحمه الله في «شرح مسلم» (14/ 239):« قَالَ الْعُلَمَاءُ وَهَذَا الْحَدِيثُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ شَرْعَ ذَلِكَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِيهِ جَوَازُ قَتْلِ النَّمْلِ وَجَوَازُ الْإِحْرَاقِ بِالنَّارِ وَلَمْ يَعْتِبْ عَلَيْهِ فِي أَصْلِ الْقَتْلِ وَالْإِحْرَاقِ بَلْ فِي الزِّيَادَةِ على نملة واحدة قوله تعالى فهلا نملة واحدة فَهَلَّا عَاقَبْتَ نَمْلَةً وَاحِدَةً هِيَ الَّتِي قَرَصَتْكَ لِأَنَّهَا الْجَانِيَةُ وَأَمَّا غَيْرُهَا فَلَيْسَ لَهَا جِنَايَةٌ وأما في شرعنا فلا يجوز الْإِحْرَاقُ بِالنَّارِ لِلْحَيَوَانِ» اهــ
والغفوري هذا الأيام بدأ يتطاول على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فأحببت أن أنبهه، وأنبه المغترين به أن هذا مسلك وعر وخطير جدا، التطاول على دين الله، وعلى أئمة الإسلام، فلحوم العلماء مسمومة

قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر رحمه الله في «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 29):
« وَاعْلَم يَا أخي وفقنَا الله وَإِيَّاك لمرضاته مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته إِن لُحُوم الْعلمَاء رَحْمَة الله عَلَيْهِم مَسْمُومَة وَعَادَة الله فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة لِأَن الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم والتنَاول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اخْتَارَهُ الله مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم والاقتداء بِمَا مدح الله بِهِ قَول المتبعين من الاسْتِغْفَار لمن سبقهمْ وصف كريم إِذْ قَالَ مثنيا عَلَيْهِم فِي كِتَابه وَهُوَ بمكارم الْأَخْلَاق وصدها عليم + وَالَّذين جاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم_ والارتكاب لنهي النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لاغتياب وَسَب الْأَمْوَات جسيم + فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ_ » اهـ
والحمد لله رب العالمين
كتبه: أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَري
صبيحة الاثنين 4 من ربيع الثاني 1438هجرية






نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى