نصيحة لمن يستغل منصبه لأذية أهل
السنة في اليمن
قال أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري غفر الله له
ولوالديه:
من الحماقة بمكان، ومن عدم التوفيق والسداد، ومن الفشل
الذريع، أن يستغل مسؤول أو وزير أو قائد أو موظف؛ سلطته، ونفوذه، ومكانته، لأذية
أهل السنة، والتضييق، والمؤامرة عليهم، ومحاولة تكميم أفواه أهل السنة عن قول
الحق، والتحذير من الباطل وأهله، فهذه خذيلة كبيرة، وحرب على الصالحين، وليس هذا
من مصلحة البلاد والعباد، ولا من النصيحة الصادقة، وهذا تقوية للشر والباطل في
البلاد.
فدعوة أهل السنة في اليمن دعوة رحمة، ودعوة
خير، وصلاح للراعي والرعية، وكم قد نفع الله بهذه الدعوة المباركة، وزالت بفضل
الله عن البلاد شرور كثيرة، واتضحت مؤامرات عظيمة على البلاد؛ بسبب بيان أهل السنة،
ونصائحهم، وتوجيهاتهم، وتحذيراتهم، وكم من صاحب باطل وشر، لم يعرف الناس حاله وشره؛
إلا بسبب بيان وتوضيح أهل السنة بفضل الله تعالى.
فأذية وحرب أهل السنة هو أذية وحرب للدين، فهم
حملة الدين، وهم المدافعون والمنافحون عنه، وهم الذين بذلوا حياتهم في سبيل نشر
الكتاب والسنة، وصلاح المجتمع اليمني، وتعليم أبنائه، وغرس الخير والهدى في نفوسهم.
وأذكركم بحديث «أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ
عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري.
ولا تخالفوا سير الدولة اليمنية في هذا، فهي -مشكورة- تحب دعوة أهل السنة، وتعرف مكانتها وقدرها ومنزلتها
وعظيم شأنها، ونصحها وتحذيرها من الشر وأهله، ووقوف هذه الدعوة المباركة مع البلاد
اليمنية حكامًا ومحكومين سلمًا وحربًا، وفي العسر واليسر، والمنشط والمكره، وتدعو
الشعب كله للوقوف مع ولي أمر البلاد، والحفاظ على الأمن والاستقرار، طاعة لله
تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وليس لهم أي مصلحة من ذلك غير رضا الله تعالى،
والدار الآخرة.
فلا تستغلوا مناصبكم لتنفيذ رغباتكم الحزبية، وتوجهاتكم
الفكرية، فهذا مما يجلب الشر للبلاد، وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ مَنْ
وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ،
وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»
وقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لما بَعَثَ
مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: (اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا
لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ). متفق عليه عن ابن عباس
رضي الله عنهما
وتذكروا من قبلكم ممن نصب العداء لهذه الدعوة المباركة، ذهبوا
أدراج الرياح، ولم ينالوا إلا الذم والسمعة السيئة، وبقيت هذه الدعوة المباركة
سائرة بفضل الله تعالى، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها، فهذه نصيحة لكم والله، ولا هو تهديد ولا وعيد، وإنما تذكير
وتنبيه، لعله ينفع.
والحمد لله رب العالمين
الجمعة 5 من جماد الآخر1446هجرية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.