الاثنين

[أصل الحكاية]

[أصل الحكاية]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وصلى الله وسلم على رسوله الأمين القائل: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ».


وبعد:

يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].

وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 174].

وقال تعالى: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].

قال الحافظ ابن جرير الطبري رحمه الله في «تفسيره» (11/ 394): «كذلك نفصِّل لك أعلامنا وأدلتنا في كل حقّ ينكره أهل الباطل من سائر أهل الملل غيرهم، فنبينها لك، حتى تبين حقه من باطله، وصحيحهُ من سقيمه» اهـ.

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» (3/ 235): «كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ أَيِ الَّتِي يَحْتَاجُ الْمُخَاطَبُونَ إِلَى بَيَانِهَا، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ أَيْ وَلِتَظْهَرَ طَرِيقُ المجرمين المخالفين للرسل، وقرئ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ أي ولتستبين يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا مُخَاطَبُ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ» اهـ.


أقول:

ببيان الحقيقة تتضح الأمور، وتزول الغشاوة عن أعين الجاهلين، وتتضح سبل الشياطين، وطريق الماكرين والمخالفين للحق المبين والصراط المستقيم، ويعرف المحق من المبطل، والخبيث من الطيب. {لِيَمِيزَ الله الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأنفال: 37]

وقال تعالى: {مَا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179].


وقد تواصل بي أحد الأفاضل، وقال: يا أخي كثير من السلفيين حديث عهد بالدعوة، ولا يعرفون كبير شيء مما مر عليها، وما هو سبب المؤامرة عليها، وربما تأثر ببعض المزوبعين الذين نسمعهم ونشاهدهم تبرز قرونهم بين حين والآخر، فلو يتم بيان ذلك باختصار عن أصل الحكاية:


وفي هذا المقال أحب أن أضع القارئ الكريم، والسلفي النبيل أمام أصل الحكاية، وأصل القضية، وأصل المؤامرة التي قامت على الدعوة السلفية من بعد موت شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله إلى يومنا هذا، وكثير من السلفيين حديث عهد بالدعوة، وبما جرى عليها، وبالمؤامرات عليها وعلى دعاتها ومراكزها، وبلا شك أن من لم يعرف الأمور سيصبح صيدًا وفريسة سهلة يمكن اصطيادها والتمكن منها بأسهل وسيلة، وبأدنى شبهة، وقد تعلمنا من الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه الحذر من الباطل بمعرفته.

فعن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي...» الحديث، متفق عليه.


وقولي من بعد موت شيخنا مقبل رحمه الله فيه أمورًا لابد من توضيحها:

أولا: كانت هناك مؤامرات على شيخنا مقبل رحمه الله كثيرة وشديدة وفظيعة، لكنها لم تكن أبدًا من مشايخ السنة، وعلماء السنة، وإنما كانت تلك المؤامرات من الإخوان المسلمين والسروريين وغيرهم ممن هم خارج الصف، وبعض طلابه الذين كانوا يُوجهون ويسيرون من خارج الصف ومن خارج الدعوة من الإخوان وأصحاب الجمعيات ومن غيرهم، وقد قال شيخنا يحيى حفظه الله: «كان أعداء الدعوة على شيخنا مقبل رحمه الله من الخارج، أما أنا فمن الداخل»، فقد قامت المؤامرات على الشيخ يحيى، وعلى الدعوة من أناس يعدون من مشايخ وعلماء سنة.!!

ثانيا: كان الشيخ مقبل الوادعي مهابًا جدًا، ويُضرب له ألف حساب كما يقال، فكلمته تدوي في العالم، وقد كان بعض العلماء يخالفونه في بعض القضايا، ولم يكن أحدٌ يتجرأ على الكلام في شيخنا مقبل رحمه الله ولا في دعوته، خاصة ممن تآمر على دعوة الشيخ مقبل بعد موته، وظهرت طعوناته بعد موت شيخنا مقبل يرحمه الله، أمام كبار العلماء فهم محبون جدًا للشيخ مقبل ودعوته أمثال ابن باز والعثيمين والألباني رحمهم الله، فقد كانوا من المناصرين للشيخ مقبل ودعوته، ويرونه إمامًا.

وذكر لنا شيخنا مقبل رحمه الله: «أن ربيعا اتصل به على إثر لقاء برجل قال لربيع لأقعن بينك وبين الشيخ مقبل، فاتصل ربيع وقال لشيخنا مقبل ذلك، فقال له شيخنا مقبل: «لا تقلق لو ينتطح جبلان لن يكون ذلك»، وياليت الربيع عمل بعمل الشيخ مقبل رحمه الله بعد موته في دعوته وطلابه؛ ولم يفتح أذناه للمحرشين والفاتنين ولم يعمل بها ما عمله.

وأيضا من خرج له كلام في القدح والطعن في شيخنا مقبل ودعوته لم يظهره ويصرح به إلا بعد موت الشيخ مقبل رحمه الله، لأنه لم يكن يتجرأ على فتح شفتيه بكلمة في حياة شيخنا مقبل رحمه الله، والتاريخ أمامكم شاهد بيننا.

وقد قال شيخنا يحيى حفظه الله: «ما كان أحدهم يتجرأ في الكلام في شيخنا مقبل رحمه الله أو في الدعوة، وأما أنا فاستضعفوني».!!.

ثالثا: قد ذكرت في كتابي «لطف الرحمن بالدعوة السلفية في بلاد الإيمان» شيئا من المؤامرات التي قامت على الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، وإنما التركيز هنا على أصل الحكاية في المؤامرة على دعوة الشيخ مقبل بعد موته، والغرض من تلك المؤامرات والحملات والحامل لها والدافع وراءها.


نعود إلى أصل الحكاية:

بعد هذه التقدمة المختصرة، الكل يعلم أن بعد موت شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله؛ أوصى بالدعوة والقيام عليها للشيخ يحيى في دماج، ويخلفه على كرسيه ودعوته.

ففرح بذلك السلفيون وطلاب العلم الأثبات الذين يعرفون دعوة الشيخ مقبل ومكانتها وقوتها، وأنها تحتاج إلى من يخلفه بقوة على كرسيه ودعوته، وقد شهد العقلاء بتوفيق الله تعالى للشيخ مقبل رحمه الله تعالى أن وضع الشيخ يحيى يخلفه على كرسيه ودعوته، وأن الشيخ يحيى جدير بذلك لعلمه وقوته بالحق والصدع به، وشدة محبته للدعوة السلفية وللشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، وأنه ناصح أمين.

في حين أن البعض داخل اليمن وخارج اليمن لم يعجبهم هذا أبدًا، ولم يرق لهم، ولم يناسب هواهم، ورأوا أن الشيخ يحيى مثل شيخه صعب المنال لمبتغاهم، والسيطرة عليه والتحكم فيه، وصعب أن يكون تحت الجناح وتحت التصرف.

فاضطر هؤلاء إلى إظهار الموافقة والرضى بوصية الشيخ مقبل رحمه الله، وأنه الأنسب والأفضل، وكان القصد من إظهار الموافقة عدة أمور منها:

1-محاولة السيطرة على الشيخ يحيى، وأن يكون بعدهم، وتحت رأيهم وهواهم، فالمحاولة وأنت قريب ومدحك مشهور، أسهل من المحاولة عن بعد، أو أنت في عداوة للشيخ فلن يقبل منك، وإنما سينفر ويبتعد عنك.

2-إن لم يستطيعوا السيطرة على الشيخ والمركز؛ فهناك الطلاب والمشايخ والدعاة والمدرسون؛ سيحاولون معهم بشتى الوسائل والطرق؛ حتى يسيطروا عليهم ويتمكنوا منهم، فإذا حصل لهم ذلك قلبوا الطلاب على الحجوري؛ فيضطر الحجوري أن يسايرهم، ويمشي في ركابهم وعلى هواهم وتحت جناحهم وسيطرتهم.


أبو الحسن المصري:

فبينما القوم من خارج البلاد يحاولوا ترتيب الخطط، ومحاولة السيطرة على الشيخ يحيى وطلابه والدعوة، تفاجئوا بأبي الحسن المصري قام بثورته الخبيثة على دماج، وعلى الطلاب والدعوة، وهو مجهز لها في الخفاء من قبل موت الشيخ مقبل رحمه الله، وخاصة والشيخ مقبل في خارج البلاد للعلاج، وإذا بأبي الحسن المصري قد هيأ السكنات في مأرب، واستقطب الكثير من الدعاة في اليمن، وصرخ بمقالته الشهيرة «ذهب زمن الخوف»!!- أي زمن الشيخ مقبل الوادعي-الذي كانت ترتعد منه فرائص أهل البدع والأهواء والجبناء.

وقام بالفتنة المعروفة المشهورة، وقام معه محمد الإمام والبرعي ومن إليهم؛ وظنوا أنهم سوف يسيطرون على دماج وعلى الدعوة السلفية وعلى طلاب العلم، وأيقنوا من ذلك تماما، وزين لهم الشيطان أعمالهم؛ فصدهم عن السبيل وما كانوا مهتدين.

وتفاجئوا بتصدي الشيخ يحيى وفقه الله لتلك الفتنة وبقوة وفضحها بفضل الله تعالى، ووقف معه الصادقون السلفيون الأثبات من كل مكان.

واضطر الذين يراقبون الوضع من خارج البلاد، ويتحينون الفرصة للسيطرة على الشيخ يحيى وعلى الدعوة وعلى دماج، اضطروا للوقوف مع الشيخ يحيى؛ لأن أبا الحسن المصري أراد أن يأخذ الدعوة السلفية من بين أيديهم، وهم يبذلون كل ما في وسعهم من بعد موت الشيخ مقبل بل ومن قبله، للسيطرة على الدعوة السلفية في اليمن، ووجدوا أن أبا الحسن عقبة كبيرة أمامهم للمشروع.

ورأوا أن الوقوف مع الشيخ يحيى الحجوري ومساعدته في التحذير من أبي الحسن المصري وفتنته، أن هذا الأمر يسهل عليهم السيطرة بعد ذلك على الشيخ يحيى والدعوة السلفية ودماج، لأن الحجوري سوف يطمئن ويركن إليهم ويسلم لهم زمام الأمور والدعوة السلفية في اليمن، وبهذا يسهل الأمر عليهم، ووقفوا بقوة في فتنة أبي الحسن؛ ودافعوا عن الشيخ يحيى وعن الدعوة، وحذروا من أبي الحسن المصري، وجلسوا بعد محمد الإمام وغيره حتى تراجعوا، وحذروهم إن لم يتراجعوا سوف يسقطونهم ويحذرون منهم، فرجعوا على مضض، وأيضا بعد أن حذر منهم أبو الحسن واتهمهم بالخيانة.

وبعد فتنة أبي العفن المصري وزوالها بفضل الله تعالى، رأينا الثناء الكبير على الشيخ يحيى من القوم بشدة وبقوة، وأن الحجوري مسك الدعوة السلفية بيد من حديد، والصواب مع الحجوري، وياليتنا ناصرنا الجحوري من بداية الأمر، وأغلب مصب هذه الثناءات والمدح خلفه تطمين الحجوري من أجل السيطرة عليه، وتكون الدعوة تحت الجناح وتحت السيطرة، فالسيطرة على الدعوة السلفية في اليمن أمر مهم ذو شأن كبير في العالم، فهي ثروة علمية هائلة، وأتباعها كثير جدًا.


والشيخ يحيى غير مبال بهذا الثناء الكبير، ويعرف الأمور على حقيقتها، ويعرف ما يريده القوم من هذا كله، وأن وراء الأكمة ما وراءها، فاستمر الشيخ يحيى في طريقه وفي دعوته، ويعاملهم معاملة الأخوة والسلفية، ومستمر في العلم والتعليم والدعوة، والدعوة في ازدياد وخير عظيم بفضل الله تعالى.

والقوم يرون أن الحجوري ليس حولهم مع كل ما عملوه، ويعرف طريقه، ويمشي كما مشى شيخه الإمام الوادعي رحمه الله، ولا أحد وصي على هذه الدعوة المباركة، ولا متحكم فيها، وبيننا وبين إخواننا ومشايخنا الكتاب والسنة والأخوة والسلفية والمحبة والتناصح والتزاور، ولا أحد يفرض رأيه علينا، ولا على دعوتنا، ولا على طلابنا، والتعاون مع الدعوة السلفية في اليمن مقبول ومرحب به.

فما أعجبهم هذا الأمر، ورأوا أن جهودهم ذهبت أدراج الرياح، وأن الحجوري لا فائدة منه، وأنه لابد من إيجاد بديل عنه؛ ولعلكم تذكروا تلك المقال: «اسحبوا الحجوري من على الكرسي ولكن البديل موجودًا!!!».


فتنة فالح الحربي رأس الحربة:

لما يئسوا من الشيخ يحيى، والسيطرة عليه وعلى الدعوة، بدأت الحرب الحقيقية، وظهروا على حقيقتهم، وبدأ فالح يحذر من الدعوة السلفية، ومن دماج، ومن الشيخ يحيى، ومن المشايخ، ويقول اليمن ما فيها علماء، إنما هم طلاب علم، وعندهم أخطاء ولا يعرفون المنهج السلفي، واستقطب بعض المفتونيين الحاقدين على الدعوة الذين تركوها أيام الشيخ مقبل وذهبوا بحجة طلب العلم عند الأكابر!!، وإذا هو في أحضان فالح الحربي أعني صالح البكري، وبدأ البكري يروج لفكر فالح الحربي وحربه على الدعوة السلفية، وبدأ ينطق بهذيان فالح، ويحذر من دماج، وينصح بالرحيل منها، ويقول لأن تبيع  البصل والثوم خير لك من أجل تجلس في دماج!!، وهم ساكتون جميعًا عن طعونات فالح الحربي وأتباعه في أهل السنة في اليمن.!!


فقام الشيخ يحيى لما كثر هذيان فالح الحربي وتعديه على الدعوة السلفية وطعنه فيها وفي خيرة أهلها الصادقين، رد عليه شيخنا ونصحه في رسالة بعنوان: «فالح الحربي مولع بالجزاف وقلة الإنصاف»، فاتصل ربيع وقال للشيخ يحيى: «فالح مدفع الدعوة السلفية»!!، مع أن المنتظر منه أن يزجر فالحا في كلامه السيء.

ولما حذر شيخنا من صالح البكري وفتنته اتصل ربيع بشيخنا يحيى وقال له زر زر الشيخ صالح البكري!!، وعاتبه في كلامه في البكري.

والشيخ يحيى حفظه الله غير مبال، وهمه الوحيد الحفاظ على الدعوة السلفية، ومراكز السنة في اليمن من فتنة هؤلاء وغيرهم، فالأعداء كثير والمتربصون كثير لا كثرهم الله ولا وفقهم.

وبعد ذلك انقلب السحر على الساحر، وقلب فالح وأذنابه ظهر المجن على الربيع، وانقلب فالح في نظر الربيع من مدفع الدعوة السلفية إلى أشر من الرافضة والخوارج كما في شرحه لعقيدة السلف للصابوني وراجع رسالتي «إشارات إلى ما عند ربيع من المجازفات».


وشُغل ربيع وأتباعه بفالح وفتنته فترة من الزمن، والشيخ يحيى بفضل الله تعالى مقبل على العلم والتعليم والدعوة وتربية طلاب العلم، وحصل خير عظيم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والقلوب مجتمعة، والمشايخ كل واحد في جانبه على دعوته ومركزه، والأمور طيبة جدًا.


فتنة عبد الرحمن العدني:

وبعد أن انتهى الربيع من فالح وأتباعه، ورأى أنه سيطر على الوضع، وأصبحت السيطرة له عند السلفيين بعد فتنة فالح الحربي الذي أتعبه كثيرا في العالم.

رجع يحوم حول الدعوة السلفية في اليمن فهي خارجة عن السيطرة، والحجوري مازال لم يخضع ولم يسر كما يريدونه، فرجع من جديد يحوم حول الدعوة السلفية، وهذه المرة أرادوا تكوين مركز جديد مضاد لدماج، ورجل مضاد للشيخ يحيى، ويسحب البساط والطلاب من عند الشيخ يحيى، ولكن لا بد أن يكون له سمعة طيبة عند السلفيين.

فتم استدعاء عبد الرحمن العدني إليهم عدة مرات، وحاولوا معه أن يقوم بالدور بعد أن فشل البكري، وقد صرح عبد الرحمن العدني بذلك أمام المشايخ في دماج؛ أنهم قالوا له: «الدور عليك بعد أن سقط البكري.!!

فقام عبد الرحمن العدني بالدور الذي أشاروا عليه خارج البلاد وداخلها، وقام بثورة في دماج تحت التسجيل لمركز الفيوش، وحاول استقطاب مجموعة من الطلاب في دماج وفي غير دماج، وقام الشيخ يحيى بنصحهم وتوجيههم كما سيأتي؛ بعد أن رأى فتنة دهماء قادمة تقودها أطراف من بعض المشايخ خارج البلاد، والغرض السيطرة على الدعوة السلفية، ولكنهم لم ينتفعوا من النصح وازدادوا عتوًا ونفورًا وتعصبًا وفجورًا في الخصومة، وقاموا بالتحذير من الشيخ يحيى ومن دماج، وحرشوا بين طلاب العلم، وتسببوا بضياع الكثير عن العلم والتعليم والدعوة.

وقامت شبكة الوحيين بإشراف الربيع بحرب الشيخ يحيى ودماج وكل من هو في صفه، وقد اعترف محمد الإمام أن شبكة الوحيين تحت إشراف ربيع وتحت نظره وتصرفه.

وقام بالدفع ببعض الكُتاب بأسماء مستعارة مثل البرمكي الذي هو عرفات البصيري، وكان الربيع يثني على كتاباته -وهو مجهول عند السلفيين لم يعرف بعد-، وينصح بها كما قاله لأبي همام وعبد الحكيم الريمي.

وأيضا كل من دخل وزاره من المشايخ والدعاة والطلاب اشتغلهم كلاما وتحذيرا وزجرا، وحاول استقطابهم، ويشد عليهم، ويعطيهم بعض الأموال تارة، ويدافع عن العدني وشلته، ويظهر أن المشايخ في الشمال ظلموا الدعوة في الجنوب، ويدافع بقوة عن مركز الفيوش.

وهو الذي استعجل المشايخ في سرعة بناء الفيوش، وكان الاتفاق بين الشيخ يحيى والمشايخ عدم بناء مركز الفيوش إلا بموافقة الجميع وعلى رأسهم الشيخ يحيى، لكن الربيع شد وحث المشايخ على بناء الفيوش بسرعة.

وأيضا استغل الربيع المشايخ (الوصابي والإمام والبرعي والسالمي والذماري) في الوقوف ضد الشيخ يحيى بقوة، وهو يعلم أن المشايخ من بعد موت الشيخ مقبل، وهم في نفوسهم من الشيخ يحيى، فهم يرون أقبال الناس بقوة على الشيخ يحيى وعلى دماج والصيت للشيخ يحيى، وأصبحت مرجعية الأمور بفضل الله للشيخ يحيى، وهم من البداية لم يكون يريدون الشيخ يحيى بدلا عن الشيخ مقبل، وكان يريدون غيره، وقد أدخلوا واحدًا على الشيخ مقبل قبل موته من أجل ألا يوصي بالدعوة وبكرسيه للشيخ يحيى فعنده شدة، فجاءت وصية الشيخ مقبل على غير ما يريدونه.

 ودافعهم الحسد، وقد بينت شيئًا من ذلك بالأدلة والبراهين في رسالة بعنوان (أوضح المقال في أسباب وصول المشايخ إلى هذا الحال).

فاستغل الربيع وغيره نقطة ضعف المشايخ هؤلاء في تثويرهم ضد الشيخ يحيى، وفي لقاء جمع بين الشيخ يحيى وبين المشايخ هؤلاء في منزل الربيع، قال ربيع للشيخ يحيى هؤلاء المشايخ كلهم ضدك!!، فعلم الشيخ يحيى أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمور مدبلجة مرتبة، وكان الشيخ يحيى فاهم ومدرك لما يُعمل ضده وضد الدعوة السلفية، فهو يرى استقطاب طلاب العلم وتثويرهم وقلبهم عليه والتحريش والكذب.

ويرى أيضا هجمات من عبيد الجابري وغيره بشدة، والطعن والتحذير من دماج، وخلق وادراع قضايا، والدفع بأناس هنا وهناك، ضد الشيخ يحيى.


فعرف الشيخ يحيى المؤامرة تمامًا فقام:

أولا: بنصح عبد الرحمن العدني ومن إليه كما تقدم برفق ولين وبيان في عدة رسائل، وفي الدروس، وينصح لهم ويبين لهم ضرر ما يفعلونه، وبأنهم مدفوعين لتفكيك الدعوة السلفية، والسيطرة عليها وعلى طلابها وخيرها وثمرتها، لكن دون جدوى، فالقوم في عتو ونفور والأموال تتدفق عليهم، والأراضي توزع لهم في الفيوش، فاضطر الشيخ يحيى للتحذير من العدني ومن إليه للحفاظ على الدعوة وعلى دماج، وتم طرده من دماج لتخف الفتنة في دماج.

ثانيا: قام الشيخ بالرد على عبيد الجابري ومن تطاول على الدعوة السلفية، برفق ولين وبيان ونصح سديد، لكن عبيدًا ومن معه لم يتركوا سبيل الظلم والعدوان؛ وازداد بغيه وعدوانه، ووصل إلى التحذير الصريح والنصح بالرحيل من دماج، وتبديع الشيخ يحيى والتلميح بكفره كما هو معلوم، فحذر الشيخ يحيى منه ومن عدوانه وظلمه وفجوره في الخصومة.

ثالثا: المشايخ (الوصابي والإمام والبرعي والصوملي والسالمي والذماري)، قام الشيخ يحيى باستدعائهم أكثر من مرة، وشرح القضية لهم، وبين الحال لهم وما يعمله العدني وأتباعه، وبين لهم أنها مؤامرة على الدعوة كلها وعلى المراكز، وليس على يحيى ودماج، وهم يؤيدونه في المجالس، وألزموا عبد الرحمن بترك ذلك والاعتذار.

فإذا خرجوا من عنده قلبوا له ظهر المجن، فقلوبهم مليئة بالحسد، واستغلوا قضية العدني لمحاولة تحجيم الشيخ يحيى وإرغامه بالسير معهم وخلفهم على ما يريدونه، وأنهم مشايخ الدعوة، وأنه لا ينبغي له أن يتصرف في شيء دون لرجوع إليهم ومشاورتهم، فكانت قضية العدني سببًا قويًا لتحقيق ما في نفوسهم، واستغلوا الربيع واستغلهم الربيع، واتحدوا في الوقوف ضد الشيخ يحيى وضد دماج.

فلما رأى الشيخ يحيى أن المشايخ عامل تأجيج للفتنة، وتشجيع للعدني وأتباعه، وأسباب لضياع طلاب العلم وقلبهم على الدعوة، ونشر الفوضى في السلفيين وفي الدعوة، وكثرت بياناتهم ضد الشيخ يحيى وضد دماج، قام الشيخ يحيى بعد ذلك ببيان حقيقة مواقف مشايخ اليمن وسعيهم في الفتنة وتأجيج نارهم والدافع لهم في ذلك، وأنهم لا يقدمون مصلحة الدعوة، وأنهم أصبحوا في يد غيرهم يحركهم كيف شاء.

وطلاب العلم في دماج وغيرها يناصرون شيخهم ويقفون إلى جانبه، وتخرج لهم الردود الشافية الكافية المفيدة المبينة للقضية بفضل الله تعالى، والفتنة تتضح يومًا بعد يوم، والناس يفهمون ويدركون حقيقة الفتنة ومن يقف وراءها ويغذيها ويشعلها نارها من الداخل ومن الخارج.

فجن جنون المشايخ من الردود والكتابات ووقوف طلاب العلم، ورأوا أن الناس يفهمون وتتضح لهم القضية وأنهم يُفضحُون، وأن الطلاب ينفرون عنهم، وخاصة بعد مواقفهم السلبية والمخذلة في قضية الرفضة والحرب في دماج وكتاف، وأنهم أصبحوا حجر عثرة في طريق الدعوة السلفية، وسلاح في يد أعداء الدعوة السلفية.

فقاموا بالتحذير من الشيخ يحيى، ومن طلاب العلم، ومن الردود والكتابات التي تبين حال الفتنة، ووصل الحال ببعضهم إلى تبديع الشيخ يحيى ووصفه بأقبح الأوصاف كما عمله الوصابي عامله الله بعدله.

والمهم بعد هذه الأحداث تجلت الأمور تماما بفضل الله تعالى، وفضح الله المشايخ خاصة بعد موقفهم من الرافضة ومن الجهاد في دماج وكتاف، وأيضا بعد صدور كتاب الإبانة الذي كان قاصمة الظهر لهم، والذي به عرف السلفيون منهج مشايخ الإبانة، وأنهم ليسوا على المنهج السلفي، وإنما هو على منهج السرورية والقطبية والعرعورية وأبي الحسن المصري وغيرهم، وفضحوا فضيحة كبرى، جعلت من يدفع بهم يتخلون عنهم، ويتركونهم لمصيرهم المشؤوم، بل وصل الحال إلى أن حذر منهم عبيد الجابري وربيع وأتباعهم.


وهنا نكتة:

الربيع ومن إليه يعرفون تذبذب مشايخ الإبانة من قبل ومن بعد، ولكن لما كانوا محتاجين لهم في الوقوف ضد الشيخ يحيى ودماج؛ تغاضوا عن أخطائهم وتأصيلاتهم، ومواقفهم من الرافضة، فلما فشل مشايخ الإبانة بالدور الموكل لهم، وأصبحوا لا فائدة منهم للقوم وفاحت روائح أفكارهم البدعية والخلفية، وعرف الربيع والجابري أن مشايخ الإبانة والعدني أصبحوا ثقلا عليهم، حذروا منهم وتخلوا عنهم.


الظهور الحقيقي:

بعد أن فشلت جميع المؤامرات المدروسة والمخطط لها في سراديب الظلام، وبعد أن فشل العدني وعبيد الجابري ومشايخ الإبانة وشبكة الوحيين، ظهر المدَبِر الحقيقي الذي قاد زمام الأمور في الخفاء، بعد أن مكث سنين طويلة؛ وهو يظهر نفسه في ثوب الناصح المصلح الحكيم.

ظهر الربيع وأظهر كل ما في نفسه مما كان يخفيه من سنيين، وبدأنا نسمع الذي كان يقال عنه في الخفاء وفي المجالس الخاصة، مما كان ينقله البرامكة عنه، أصبح ظاهرا عيانًا بيانًا، وخرجت ردوده على الشيخ يحيى ومقالاته التي تنضح بالطعونات، ووصل الحال به إلى اتهام شيخنا يحيى بسب وهضم والقسوة على عشرات الصحابة، وعدم تعظيم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، و وأن الحجوري وطلابه أشر من الحدادية، وعندهم غلو لا نظير له، وأنهم أشد من فالح الحربي الذي هو أشر وأخبث من الرافضة، وأنهم ملؤا الدنيا كراهية، وأن الحجوري لا نظير له ولا لأعماله الظالمة، وأنه يدعي محبة السنة والرسول!!،وأن الحجوري يعتبر هجوم الرافضة نعمة ، وأخرج كتابا سماه «الإصابة» يطعن فيه في شيخنا وفي علمه وسلفيته.


وبحمد الله فقد بين شيخنا يحيى حفظه الله كل ما عمله الربيع في عدد من الأشرطة والكتابات، ومنها «النصح الرفيع»، وكتاب «الإجابة»، وخرجت ردود لطلاب العلم في بيان موقف الربيع من الفتنة وتناقضاته فيها، وأعماله فيها، وأصبح الربيع عاجزا حيرانًا عن مواجهة تلك الردود العلمية والمبرهنة بالأدلة والبراهين والحجج القوية، وكل هذا بفضل الله تعالى {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62].


وأما الآن:

فقد ابتلى الله بعضهم ببعض، وأصبحوا يرد بعضهم على بعض، ويبدع بعضهم بعضا، ولعلكم تعرفون الفتنة الدهماء بين الربيع وأتباعه من جانب، وبين محمد بن هادي وأتباعه من جانب آخر، ودخل فيها فركوس وأتباعه، وصلت كل مكان، وكل دولة يتواجدون فيها وملئت الدول كراهية بينهم، وأصبحوا يصف بعضهم بعضا بأوصاف قبيحة، ووصلت القضايا بينهم إلى المحاكم نعوذ بالله من الفتن ومن الحور بعد الكور، ومن دعوة المظلوم.


أما مشايخ الإبانة: فقد أصبح حالهم لا يخفى على أحد من العقلاء، وأصبحوا حلفاء للحوثي، وإخوة للحوثي بتلك الوثيقة الكفرية البدعية، نسأل الله السلامة والعافية، وماتت دعوتهم، وما أصبح فيها وفي مراكزهم غير المتردية والنطيحة، وفيها إخوان مسلمون وسرورية وحسنيون، وخليط لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وأصبحوا من أهل الأهواء والبدع.


وأما العدني وأتباعه:

فقد أصبحوا شذر مذ، فريق مع الربيع، وفريق مع محمد بن هادي، وفريق مع مشايخ الإبانة، وفريق هاني، ودب فيهم الأهواء والاختلاف، وأصبحوا من أهل الأهواء والبدع.


وأما الشيخ يحيى وإخوانه وطلابه:

 فمع الذي حصل عليها من مدلهمات وكوارث وحروب ومؤامرات، وقتل وقتال من أعداء الإسلام، وتهجير من دار الحديث بدماج، إلا أن الله حافظ الدعوة السلفية وطلابها ومشايخها وأبناءها، وقد حصلت نهضة علمية كبيرة لا يعلمها إلا الله.

فقد انتشرت المراكز العلمية في ربوع اليمن، وانتشر الدعاة والمشايخ وطلاب العلم في كل مكان، ومساجدهم ومراكزهم عامرة بالعلم والتعليم والدعوة والتأليفات والكتب والمصنفات لا تقف بفضل الله تعالى، وحفظ الله الدعوة السلفية بحفظه تعالى، ورعاها برعايته سبحانه وتعالى، فله وحده الفضل والمنة.

والفضل في هذا بعد الله تعالى لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري وفقه الله تعالى الذي صبر وصابر ورابط، وثبت ثبات الجبال الرواسي في شدة العواصف والكوارث، وقاد سفينة النجاة بحنكة وبصيرة، مع الفقر وقلة ذات اليد وقلة الإمكانيات، وكثرة المؤامرات وكثرة محاولات تضييع طلاب العلم السلفيين، وجرهم ذات اليمن وذات الشمال وراء الدنيا تارة، ووراء السياسة والمناصب تارة، ووراء الشبهات والأهواء تارة أخرى.

وبحمد الله تعالى وفضله ومنه وكرمه فقد أصبحت الدعوة السلفية في اليمن محل أنظار الناس، وأصبح الناس والمجتمع يثقون بهذه الدعوة السلفية المباركة، وتنشرح صدورهم لها، لما يرونه من خيرها وثبات وصدق أهلها، ولأن السلفية هي دين الله الحق، والصراط المستقيم ودين الله القويم.


فأصل الحكاية:

ظهر جليا مما تقدم أن أصل القضية والحكاية هي محاولة السيطرة على الدعوة السلفية في اليمن وعلى دعاتها ومشايخها وعلمائها ومراكزها العلمية، وأن يكونوا تحت التوجيه والسيطرة والجناح، وتحت ما يملى عليهم من الأوامر والنواهي.

وليس أصل القضية مسألة نصح وتوجيهات سلفية، وأخطاء منهجية، ومعتقدات خلفية، وآراء تضر بالدعوة السلفية، لا، فلو كان القصد ذلك لرأينا التحذير من أصحاب الأخطاء الحقيقية، ومن مشايخ الإبانة ومن أفكارهم الخلفية من البداية، فأخطاءهم من زمن أبي الحسن إلى يومنا هذا، وأيضا فركوس الجزائري وأصحابه، فلم يتعرضوا لهم بكلمة واحدة، بل تمت الاستعانة بهم وتوريطهم في الفتنة، ثم الرمي بهم بأن عندهم أخطاء وأفكار.

وما تم أتهام به دعوتنا ومشائخنا وعلمائنا في اليمن من التهم والأقوال والأفكار والآراء والمعتقدات الباطلة، تم الرد عليها بأحسن بيان وأجمله وأتمه، وإزالة الغشاوة عنه بفضل الله تعالى، وأصبحوا حيارى في مواجهة تلك الردود والكتابات السلفية في الرد عليهم وبيان فتنتهم وادعاءاتهم.

وأيضا ما يذكرونه على شيخنا يحيى ودعوتنا من أخطاء وأفكار وغيرها؛ قد كانوا يسمعون بها من أبي الحسن ونعمان الوتر والبكري وغيرهم، ولم يكونوا يقبلون بها، ويكذبونها، ويردونها، فما لهم اليوم قبلوها وتنبوها، فلو كان الحجوري اتبع أهواءهم، ودخل تحت سيطرتهم، لكانت هذه الأخطاء في مهب الريح، ولكان الحجوري سلفيًا عندهم على الجادة ومسك الدعوة السلفية بيد من حديد كما كانوا يقولون من قبل، عندما كانوا يرجون ويظنون أن الحجوري سيكون تحت السيطرة.!!

وأيضا ما نشاهده الآن ونراه ونسمعه مما يحدث بين الصعافقة والبرامكة فما هناك شيء جديد، فحالهم هو حالهم، وفركوس هو فركوس، وما يتم تداوله بينهم واتهام كل واحد للأخر من أخطاء وأفكار تضر بالسلفية أغلبها وأكثرها وجلها موجودة من قبل، وقد حذر منها أهل السنة في اليمن قبل أكثر من عشر سنوات، وبينوها في ردود وكتب ومنشورات، وبينوا ما عند عبيد الجابري والبخاري والربيع ومحمد بن هادي وعرفات ومشايخ الجزائر، وهي منشورة في كل مكان.

ولكن أصل القضية من الذي يسيطر على الدعوة، والوضع والواقع، ومن تكون له السيادة والقيادة والرئاسة ولا مزيد على ذلك، والواقع والحال أكبر شاهد..


أيها السلفي:

لا يظن ظان أن المؤامرات قد انتهت وزالت، وأن أهلها قد غفلوا عنكم يا أهل السنة، لا، فما زالت أعينهم مفتوحة، وأنظارهم متطلعة للمكر بكم والفتك بدعوتك، وتشتيت طلابكم والتحريش بينكم، ومما ينبغي لفت النظر له عدة أمور:

أولا: الاهتمام بالعلم والتعليم والدعوة وتكريس الجهود العظيمة فيها بقوة.

ثانيا: معرفة المنهج السلفي معرفة تامة، والتضلع في معرفة السلفية وكتب السلف، ومعرفة أقوال السلف في سائر القضايا، وعدم التراخي في ذلك؛ فكثير ممن ضاع وانحرف بسبب عدم التمكن في السلفية، ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليه، وعدم الاطلاع على الردود والكتابات العلمية التي بينها أهل السنة لمعرفة مناهج وضلال أهل الأهواء والفتن.

ثالثا: القناعة بهذا الخير والوثوق به، وعدم الشك فيه، فهذا من أهم الأسباب التي ينبغي للسلفي أن يكون عليها، فالقناعة بالخير من أسباب الثبات عليه، ومعرفة أن الله لن يضيع هذا الخير، ولن يخذل أهله، وأنه تعالى ناصر دينه، والعاقبة للمتقين.

رابعًا: الوثوق بالعلماء السلفيين الناصحين الذي يعرفون الأمور تمام المعرفة ويدركون الأخطار والفتن والمدلهمات.

خامسا: البعد كل البعد أن المشككين الذين يزرعون الفتن، وينشرون الشبه في أوساط السلفيين، فمن رأيته يشكك في هذا الخير العظيم ابتعد عنه، وفر منه فرارك من المجذوم.

سادسا: مجالسة الثابتين على السلفية العارفين بها، ولا تغتر بتحذير أهل التميع، وأهل الغلو من لأهل الحق، فهذا من أسباب الانحراف والزيغ، وأخذ العبر بمن ذهب وانحرف وترك طريق السلفية كيف ضاع، وضاع خيره، وضاع علمه، وأصبح يكره الحق الذي كان عليه، ويحب الباطل الذي كان يكرهه ويحذر منه.

  قال حُذَيْفَةُ رضي الله عنه «إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ، وَتُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، فَانْظُرِ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ فَتَمَسَّكْ بِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكُ فِتْنَةٌ بَعْدُ» رواه نعيم بن حماد في «الفتن» (1/ 69)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (2/ 505).

سابعًا: السعي في إصلاح ذات البين بين السلفيين بحق وصدق وعدل، وعدم الميل إلى طرف دون طرف بغير حجة ولا برهان، ولا يكون الميل لأغراض ورغبات شخصية.

ثامنًا: سد الأبواب وأغلاقها بإحكام تام أمام المحرشين والمفاتنين والكذابين الذين يوغرون صدور أهل السنة، ومشايخ السنة بعضهم في بعض بغير حق ولا برهان.

تاسعًا: هذه الدعوة السلفية المباركة تحتاج إلى التضحية في سبيل نشرها، فالصادقون هم الذي يضحون بالغالي والنفيس من أجل نشر هذه الدعوة في كل مكان، فابذل وقتك ومالك في سبيل هذه الدعوة، ولا تبخل على نفسك في سبيل تحصيل الخير والاستمرار عليه.

عاشرا: عدم الدفاع عن أهل الفتن والشر ومناصرتهم، أو الدفع بهم في وجوه أهل الحق، وعدم تبرير باطلهم وشرهم وفتنتهم، أو رد ما قيل فيهم بالحجة والبرهان بحجج واهية، فهذا من أكبر أسباب توسع الفتن وضياع الطلاب في الفتن التي مرت على الدعوة السلفية، وإنما ينبغي الأخذ على أيديهم ونصحهم وزجرهم بأن يتركوا ما هم فيه من فتنة وشر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ» رواه البخاري.


فالمنهج السلفي لا يقوم على المحسوبية، والصداقة، والمجاملة، وتقديم المصالح والمنافع والأغراض الشخصية كما يعمله السياسيون، لا، المنهج السلفي قائم على تقديم الكتاب والسنة على كل شيء، وقائم على التجرد التام للحق، والصدع بالحق، وقائم قول الحق، والولاء والبراء، والأخوة الصادقة، والنصح الجميل، وعدم التعصب والتقليد الأعمى.

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري

كان الانتهاء منه ظهر السبت 13 من ذي القعدة 1441هجرية


حمل المقال 

بصيغة

بي دي اف




نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى