الأربعاء

[حقيقة معركة الوعي] «الوجه الآخر للعباهلة والأقيال"

 [حقيقة معركة الوعي]

«الوجه الآخر للعباهلة والأقيال#

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يقول الله تعالى : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 30، 31].

ويقول الحق جل ثناؤه: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].

وقال تعالى : {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10].

وقال تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلًا } [فاطر: 43].

أما بعد:

فقد ظهر لنا في الساحة اليمنية وغيرها  مجموعة من العرابدة،  والحداثيين، والعلمانيين، والفنانين، والمفسبكين ،والناشطين والناشطات، وخرجي الساحات والثورات، وبعض  من تأثر بهم ولم يعلم بحقيقة حالهم ومقاصدهم.

وهذه الشلة تدعي أنها دعاة الوعي! وفي معركة لمحاربة الجهل! وتوعية الشعب اليمني!، وسول لهم الشيطان أعمالهم، فصدهم عن السبيل وما كانوا مهتدين!.

وقد أزبدوا وأرعدوا خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات ، وفي كل مكان يستطيعون الوصول إليه، ويدعون المجتمع وخاصة الشباب للسير معهم والالتفاف حولهم.

مما دعاني إلى بيان حالهم ومقاصدهم وفتنتهم؛ ليحذرهم الشعب اليمني وغيره، فيكفي الشعب اليمني ما هو فيه من شر وفتنة، ومصائب، وكوارث، وتسلط الزنادقة الرافضة، وأهل الباطل  من الأحزاب  وغيرهم على البلاد اليمنية.

وهم في ظاهر أمرهم يدعون محاربة الفكر الإخواني وحزبه(الإصلاح) في اليمن، الذي أذاق اليمن الويلات والفتن والعياذ بالله.

وأقول:

قد عرف أهل اليمن فتنة الإخوان المسلمين جدًا، ولو سألت عجوزا في شرق اليمن أو غربها لشرحت لك ما عمله الإخوان المسلمون من شر وفتنة وثورة؛ أكلت الأخضر واليابس، وأغرقت البلاد في القتل والقتال، وتسلط الرافضة الحوثيين على البلاد والعياذ بالله تعالى.

وقد بين أهل السنة في اليمن وعلى رأسهم الإمام مقبل الوادعي رحمه الله من قبل عقود من الزمن شر هذه فرقة الإخوان المسلمين الخبيثة الفاسدة المفسدة أحسن بيان وأوضحوه بالأدلة والبراهين الساطعة، الظاهرة الجلية بفضل الله تعالى.

وقد اتخذ أصحاب معركة الوعي الكلام في الإخوان المسلمين ستارا ودرعًا للتحذير من الإسلام الصحيح، وبث الشبهات، والشكوك  حول دين الله تعالى؛  بل وصل الأمر ببعضهم إلى الطعن في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه.

ولو كانوا أصحاب وعي حقيقي لتكلموا على جميع الأفكار، والفرق  المنحرفة التي تنخر في دين الله وفي الشعب اليمني، وتفتك به، وبشبابه؛ من اشتراكيه وبعثية وعلمانية وناصرية وغير ذلك، بل بالعكس من ذلك؛ فكثير منهم يثنون على جميع الأفكار المنحرفة من اشتراكية وبعثية وناصرية وغيرهم، فهل هذه معركة وعي حقيقية؟!.

ولو كانوا حقيقة أصحاب وعي حقيقي لساروا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساروا على خطى أهل السنة الذين سلكوا الطريق الصحيح في توعية المجتمع اليمني وغيره، وقد نفع الله كثيرا بتوعية أهل السنة للمجتمع اليمني وغيره، لأنهم يوعون الناس من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحكمة ورفق ولين وبصيرة وخبرة ودراية بما ينفع المجتمع وما يضره، وكل ما هو واقع في المجتمع اليمني قد حذر منه أهل السنة ونصحوا المجتمع بالابتعاد عنه قبل أن ينتشر الشر والفتنة.

وقد صدرت من أصحاب معركة الوعي أمور كثير تدل على خبث ما ينطون عليه، وما يقصدونه من هذه الحملة والفتنة المسماة بمعركة الوعي زعموا!!.

وقد تقرر عند العقلاء من السابقين واللاحقين أن مثل هؤلاء لا يؤتمنون في رد بعضهم على بعض كما قال الإمام مروان بن محمد الطاطري  رحمه الله:« ثلاثة لا يؤتمنون: الصوفي والقصاص والمبتدع يرد على المبتدعة" اهـ من  "ترتيب المدارك" (1/ 420)

فكيف إذا انضاف إلى ذلك أن كثيرا من هؤلاء المدعين لمعركة الوعي هم من تربية الإخوان المسلمين في أصل الأمر، وهم الذين صعد عليهم الإخوان المسلمون في ثورتهم وفي ربيعهم العربي -باعتراف كثير من أصحاب فتنة الوعي-، وتمكنوا من كثير من الأمور بسبب معاونة كثير من هؤلاء أصحاب الوعي زعموا!!.

وقبل البدء بذلك أنبه أنهم قبل أيام ظهروا في صورة العباهلة والأقيال!!، وفضحهم الله، وتصدى لهم أهل السنة في  اليمن وغيره، والآن رجعوا بعنوان معركة الوعي!

وهاكم أمورا خطيرة جدًا لأصحاب معركة الوعي، نذكرها براءة للذمة ونصحا للمسلمين في اليمن وغيره.

أولا: الطعن في الله تعالى، وفي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الإسلام، وازدراء أحكام الإسلام وشرائعه، كما قد علم الجميع كتابات العربيد علي البخيتي وغيره وهو من أبرز خلية وعصابة جبهة الوعي.

ثانيا: الطعن في الصحابة ونصب العداء للصحابة وتشويه مواقفهم، وليس ببعيد عنكم وصف بعضهم للصحابة أنهم زنابيل، وأن معاوية خرج على أمير المؤمنين علي رضي الله عنهم أجمعين، بل بعضهم يطعن في أم المؤمنين عائشة زوج النبي الله صلى الله عليه وسلم وفي فاطمة بنت رسولنا صلى الله عليه وسلم، فما الفرق بينهم وبين الحوثيين الروافض!؟.

فمحبة الصحابة من سمات وعلامات المؤمنين وبغضهم من علامات المنافقين

فقد قال البَرَاءَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ الله، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ الله» متفق عليه

وعن أَنَس رضي الله عنه  عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ». متفق عليه

وربنا سبحانه وتعالى يقول قبل ذلك: +وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ _ [التوبة: 100]

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ "متفق عليه

ثالثا: نصب العداء لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل صدر من بعضهم تمجيد لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والذي فرح الخوارج بقتله حتى قال الخارجي الإرهابي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ فِي مَدْحِهِ لِابْنِ مُلْجِمٍ

يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا ... إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانًا

إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَحْسَبُهُ ... أَوْفَى الْبَرِّيَّةِ عِنْدَ الله مِيزَانًا..

وكم لهم من طعونات كثيرة في أهل البيت؛ بحجة أن الحوثيين يدعون الوصاية على أهل البيت، وأنهم يمثلون أهل البيت.

الحوثيون زنادقة مارقون، وليسوا أوصياء على أهل البيت، ولا يمثلون أهل البيت، وأهل البيت منهم الصالح التقي النقي، ومنهم الفاسد الخبيث في كل زمان.

وربنا سبحانه وتعالى يقول: + وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ _ [الأنعام: 164]

وقال تعالى: + إنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا_ [الأحزاب: 33].

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، قَالَ: «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ» رواه البخاري

فليس لكم مسوغ شرعي ولا عقلي في الطعن في أهل البيت عمومًا، وإنما يحذر من آل البيت المتأثرين بالرافض وغيره من الأفكار المنحرفة، أما الصالحون فمن البر برسول الله صلى الله عليه وسلم إكرام أهل بيته الصالحين الأتقياء، فبغض أهل بيت النبوة الصالحين من علامة المنافقين.

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: «أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ»

رابعا: كثير منهم يدعون أنهم يأخذون بالقرآن فقط، كما يدعي الحوثيون والقرآنيون قبلهم، وقد ثبت عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ، إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ» رواه أبو داود وغيره

وقبل ذلك يقول ربنا  عز وجل:+وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى _ [النجم: 3 - 7]

خامسًا: الطعن في الأحاديث النبوية، وفي كتب الحديث، وصحيح كتب السنة، وخاصة صحيح البخاري ومسلم؛ والتشكيك فيهما وفي غيرهما؛ بحجة أن عقولهم العفنة الخربانة؛ لا توافق تلك الأحاديث ولا تقبلها، من أين لكم عقول؟! وهي خريجة مراقص وساحات وكزنوهات...إلخ، ومن أين لكم علمٌ حتى تميزوا الصحيح من الضعيف والسليم من السقيم، تعجب والله من منصة المسارح والمراقص والكزنوهات والحانات والساحات إلى دعاة وعي!!، ويريدون تقييم الإسلام والمسلمين!!.

سادسًا: محاولة إبعاد الإسلام عن حكم الدول، فالإسلام عندهم لا يحكم الدول، وهذا التشويه السابق من أجل عزل الإسلام عن حكم الدول؛ فهو عندهم لا ينفع لحكم وقيادة الدول، وأن البديل لذلك العلمانية والديمقراطية والأنظمة الغربية والشرقية، ويدندنون أن الغرب والشرق لم يتطور إلا لما عزل رجال الدين عن الدولة، وانفكوا عنهم، فتطورت الدول عندهم لما عزل الدين عن الدولة، وهذا الفعل غير صحيح، لأن من يسمون أنفسهم رجال دين قد غيروا وبدلوا وحرفوا دينهم أصلا، وفاقد الشيء لا يعطيه، فدينهم قد حرفوه وغيروه وبدلوه؛ فأنى لهم قيادة الدول بدين محرف.

وقد قال ربنا سبحانه وتعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ الله بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ } [النساء: 46]

وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].

وقال تعالى:{وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ الله شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 41]

وقال ربنا سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]

أما دين الإسلام فهو الذي يحكم الخلق أجمعين، ويدير شؤونهم، ويجب على الناس جميعا السير عليه وهاكم بعض الأدلة:

قال تعالى: {لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]

وقال تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران: 85].

وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65].

وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36]

وقال تعالى: { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].

وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [المائدة: 48].

وقال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الجاثية: 18].

قال الله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة: 50]

وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60].

سابعًا: تمجيد الأقيال والعباهلة حتى من عجيب خبث فكرهم تمجيد الأسود العنسي مدعي النبوة، ووالله ما كنت أظن يمنيا سيدافع عن رجل كافر مدعي للنبوة وحارب الإسلام والمسلمين، وحصلت بينه وبين الصحابة معارك طاحنة، بسبب كفره وادعائه النبوة.

ثامنًا: السخرية الشديدة ببعض السنن ومظاهر الشريعة التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الفعل حذر الله تعالى منه أشد التحذير:

قال تعالى: +وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ _ [التوبة: 65 - 67].

قال شيخنا الوادعي رحمه الله في "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص: 108):

قوله تعالى:+وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ_ الآية 65.

وقال ابن أبي حاتم( ج4 ص63) حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزل القرآن قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: {أَبِالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} #اهـ

 وقال تعالى: + وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ_ [البقرة: 13].

تاسعًا: تمجيد الكافرين والثناء عليهم، وكثير منهم جالس في أحضان الكافرين، يترعرع بينهم، وقائم بالدور عن الكافرين الذين يحاربون الإسلام ليلا ونهارا، وقد جندوا كثير من أبناء المسلمين للتحذير والتشوية من الإسلام والمسلمين والقرآن والسنة أمثال هؤلاء!!.

قال تعالى في التحذير من تمجيد الكافرين+ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ_ [المجادلة: 22].

وقال تعالى: + يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ _ [المائدة: 51، 52]

وقال تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِالله رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ _ [الممتحنة: 1]

يا قوم لقد عجز الكفار أمام فيروس لا يرى، وأهانهم الله ودمرهم وشل دولهم، وكانت الأضرار الكثيرة والهائلة في بلدانهم، ووقفوا عاجزين حيارى، يتخبطون ليلا ونهارا، ويعلنون العجز وعدم الاستطاعة، وانهارت قواهم واقتصاداتهم وأصابهم الله بالرعب.

وانظروا كيف رحم الله المسلمين، فهذا الفيروس قليل الانتشار في بلدان المسلمين -بالنسبة لانتشاره بين الكافرين- مع قلة الامكانات والتجهيزات، والله إنها عبرة لمن يضخم الكافرين ويمجدهم وينفخ فيهم ليلا ونهارا، ويضخم حضاراتهم ودولهم.

وهذه الأمراض تكون رحمة على المؤمنين عذابا على الكافرين فعَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْنَا: أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ الله عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ الله رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ الله لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ» رواه البخاري

وأيضا قد ظهر للعالم في حادثة قتل المواطن الأمريكي الأسود وما نتج عنه من نهب وسرقة وفوضى عارمة ؛ ظهر للعالم هزالة وضعف تلك الحضارة التي يتغنى بها أصحاب جبهة الوعي وغيرهم.

فالكفار لا يراعون حقوق الإنسان حقيقة، وليس لها حرمات عندهم، بخلاف ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء لحفظ البشرية ورعاية حقوقها وتكريمها وتعظيمها بالإسلام الحنيف.

قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء: 70]

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

وقال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف: 157]

وقال تعالى: {الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257].

وفي صحيح البخاري أن سَلْمَانُ الفارسي رض الله عنه قال لأبي الدرداء: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنهَ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا » رواه مسلم

وجاء في الصحيحين عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ » .

وجاء عند أحمد وغيره عن جابر رضي الله عنه مرفوعا:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ  ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ "، قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: " فَإِنَّ الله قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ " ـ قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ، أَمْ لَا ـ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله، قَالَ: " لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ #.

أما الكفار فهم:

 كما قال ربنا سبحانه وتعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [الأنفال: 55].

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } [محمد: 12]

وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان: 44]

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } [البينة: 6].

وقال تعالى: { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]

وقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [الأعراف: 179].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [البقرة: 6، 7]

وهؤلاء الكفار لا يريدون الخير للمسلمين:

قال تعالى:{ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَالله يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) } [البقرة: 105]

وقال تعالى:{ :{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِي} [البقرة: 109]

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ الله مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (} [آل عمران: 149 - 151]

وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ الله الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [الأنفال: 36، 37].

وقال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32، 33]

وهنا سؤال مهم لهؤلاء:

لماذا قمتم بهذا الحملة أو المعركة؟

سيقولون: لأن الإخوان المسلمين يشوهون الدين، ويتدرعون به، ويتخذوه سلما ووسيله لتحقيق مآربهم وأغراضهم الخبيثة.

الجواب: نعم صحيح أن الإخوان المسلمين عملوا ذلك، وعرف الجميع ذلك عنهم وليس بأمر مخفي.

لكنكم أنتم قد  فقتموهم في كثير من الأمور، وطعنتم في الله ورسوله وشرعه وفي الصحابة وفي آل بيت النبوة الصالحين وفي السنة وفي كتب الحديث والسنة ، ومجدتم الأفكار الهدامة كما سبق.

فاتضح جلينا , وواضحا أنكم اتخذتم الإخوان ستارا ودرعا ووسيلة للنيل من الإسلام الصحيح وتشويهه ، وتشويه و تحقير أهله ويصدق عليكم قول القائل:

ومن يزل منكرا بأنكر****كغاسل الحيض ببول أغبر

ويصدق فيكم قبل ذلك:

قول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [البقرة: 44].

وقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3]

ولو كنتم حقيقة هذا غرضكم -أن الإخوان يشوهون الدين- لتكلمتم وحذرتم من كل من يطعن في الدين ويشوهه من أبنائه الذي يحملون أفكار الصوفية والباطنية  والديمقراطية والبعثية والاشتراكية والعلمانية والحداثة، ويريدون يقررونها أنها افضل من الإسلام الصحيح.

أخيرا:

اتضح فيما تقدم حقيقة هذه المعركة وأصحابه، وأنهم ينطون على شر عظيم، وفتنة كارثية كبيرة، وأن لهم مقصدًا من وراء هذه القضية، ويظهرون مالا يبطنون، ونسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم، ويفضحهم في الدنيا والآخرة ، وحفظ علينا ديننا وبلادنا من كل شر وفتنة

والحمد لله رب العالمين

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري

فجر الاثنين23 من شوال 1441هجرية


حمل المقال بصيغة بي دي اف


من هنا




نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى