ً▪طلب العلم إلى الممات لأنه عبادة ▪
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
قال الجصاص: قلت لأحمد بن حنبل: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: (حتى يموت).
وقال البغوي رحمه الله تعالى سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: "أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر" . اهـ
رواه الخطيب رحمه الله في "شرف أصحاب الحديث" (٦٨)
✍قال أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله تعالى
▪العلم عبادة عظيمة، بل ومن أفضل العبادات وأجلها وأنفعها، والعبادة تكون إلى الممات
كما قال ربنا سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} [سورة الحجر].
▪قال ابن القيم رحمه الله تعالى عن "اليقين" :
"وهو الموت بإجماع أهل العلم كلهم"اهـ من" المدارج"( 3 / 316)
▪فلا غرابة في حال هؤلاء العلماء أنهم يستمرون في العلم والتعليم إلى الممات، فالعلماء الربانيون هم أكثر الناس عبادة وخشية وتقوى لله تعالى قال ربنا سبحانه وتعالى
: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِه الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر/28].
▪قال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (4/729) : "إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر".اهـ
▪وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (17/21) :
" قوله تعالى : { إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ; فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر/9] " انتهى .
والحمد لله رب العالمين
١٤ من ذي الحجة ١٤٤٠هـ
https://telegram.me/alsuwari
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.