[البرعي صاحب غلو وشطط]
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله
رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيقول الله
تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58].
ويقول النبي
صلى الله عليه وسلم :« وَمَنْ
خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ الله حَتَّى
يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله
رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» رواه الإمام أبو داود من حديث
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وحسنه الإمام الألباني رحمه الله .
أقول:
إن أذية المؤمنين والكلام فيهم بباطل، واتهامهم زورا وبهتانا؛ من أعظم الأذية
والظلم، ويفوق ذلك اتهام وأذية الدعوة السلفية والتقول على أهلها وحملتها ودعاتها
وعلمائها السلفيين، فإن هذا من أعظم الأذية والظلم .
ومن هؤلاء
المؤذين الظالمين المتقولين على الدعوة السلفية
المدعو عبد العزيز البرعي هداه الله وأصلحه وألهمه رشده وصوابه، وقد كنت بينت في
عدة مقالات سابقة بعضًا من أذيته وتلبيساته وتقولاته وادعاءاته، بل وكذبه على
الدعوة السلفية في اليمن وعلى أهلها وحملتها.
وهذا الرجل
أصلحه الله يسكت فترة ثم يأتي بشطط جديد، فهو لا يقر ولا يفتر في هذه الفتنة، وله أساليب متنوعة في حرب الدعوة
السلفية، فتارة بالتحريش والتخبيب، وتارة بالكذب والتلبيس والتقول، وتارة بإفساد
الطلاب والدعاة وصرفهم عن العلم والتعليم والدعوة السلفية.
وهو قد شُغل عن
العلم والتعليم والدعوة الحقيقية، فلا تكاد تسمع له تأليفا ولا كتابات ولا علوم
نافعة، ومعه كتاب قراع الأسنة شغل الناس به مع ما فيه من مخالفات قد بينها
السلفيون.
والآن طبع
هذا الكتاب، وأضاف فيه البرعي أصلحه الله وهداه كلاما فيه أذية وطعن وظلم وتشويه و
عدوان على السلفيين ، ولي معه نقاش بإذن الله حول هذا
الكلام يضاف إلى ما قد كتبناه سابقا في بيان حاله وتلبيساته.
قال
البرعي هداه الله :« ومن الغالين الحجوريون، فإن
عندهم من التعصب والغلو في الحجوري شبه ما عند الأحناف».
أقول:
ما أسهل رمي التهم عندك يا برعي هداك الله ، أهكذا ترمي دعوة طويلة عريضة بالغلو؟!،
وهو من البدع والشرور، ولو نظرنا في حقيقة الأمر لرأيناك ومن معك من أكبر الغلاة
والمجازفين والعياذ بالله، تقيمون فتنة طويلة في الدعوة السلفية، وولاء وبراء، و ورحلات
وتحذيرات، واجتماعات، ولقاءات، وبيانات وتبديع وتفسيق، وتحذيرات من دماج، وتخذيل
لأهل السنة في اليمن وغيره وكتاب الإبانة ، وكل هذا من أجل التعصب والدفاع عن عبد الرحمن العدني الذي أنتم أنفسكم أدنتموه
وخطأتموه في اللقاء في دماج، أليس هذا هو عين الغلو؟!، أليس هذا هو عين التعصب
والمجازفة؟! ، تعادون دعوة ملأت الأفاق بفضل الله من أجل رجل عمل فتنة وتصعب له
شلة من الفرغ ، وقد أصبح بعض من كان يدافع عنه يطعن فيه ويحذر منه، وتمزق أتباعه،
وأنتم ما زلتم في غيابة جب التعصب والغلو له ولشلته؟!.{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى
الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46]
أما الشيخ
يحيى وطلابه حفظهم الله فهم من أبعد الناس عن الغلو والتعصب ومواقفهم معرفة مشهورة
في محاربة الغلو والغلاة والتعصب والتقليد للباطل، ولنا مقال بعنوان« براءة الشيخ
يحيى وطلابه من الحدادية والخوارج والقطبية
والتكفير» على موقعي.
وأما وصمك
ووصفك لأهل السنة بالحجوريين فهذه نسبة لا يرضاها الشيخ يحيى ولا أهل السنة، وأيضا
هذه طريقة أهل الأهواء في وصف أهل الحق، فتارة يصفونهم بالمشبهة وتارة بالمجسمة
وتارة بالوهابية وغير ذلك والمقصد من ذلك ذم أهل الحق وتشويه أهل الحق وقد كنت
تذكرت في مقالي:« براءة الشيخ يحيى ...» أقوالا في هذا الشأن منها:
قال
الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في "عقيدة السلف"( 1/138) :
" أنا
رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنهم اقتسموا القول فيه : فسماه بعضهم
ساحرًا ، وبعضهم كاهنًا ، وبعضهم شاعرًا ، وبعضهم مجنونًا ، وبعضهم مفتونًا ،
وبعضهم مفتريًا مختلفًا كذابًا ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من تلك
المعائب بعيدًا بريئًا ، ولم يكن إلاّ رسولاً مصطفى نبيًا ، قال الله عز وجل : ﴿
انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
سَبِيلاً ﴾ . [ الإسراء : 48 ] .
وكذلك
المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره ، ونقلة آثاره ، ورواة أحاديثه
، المقتدين بسنته ، فسماهم بعضهم حشوية ، وبعضهم مشبهة ، وبعضهم نابتة ، وبعضهم
ناصبة ، وبعضهم جبرية .
وأصحاب
الحديث عصامة من هذه المعائب برية ، نقية ، زكية ، تقية ، وليسوا إلاّ أهل السنة
المضية ، والسيرة المرضية ، والسبل السوية ، والحجج البالغة القوية ، قد وفقهم
الله - جل جلاله - لاتباع كتابه ، ووحيه وخطابه ، والاقتداء برسوله - صلى الله
عليه وسلم - في أخباره ، التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل ، وزجرهم
فيها عن المنكر منها ، وأعانهم على التمسك بسيرته ، والاهتداء بملازمة سنته ، وشرح
صدورهم لمحبته ، ومحبة أئمة شريعته ، وعلماء أمته .
) اهـ .
وقال رحمه الله أيضا في "شرح عقيدة
السلف" (ص: 1/136-137):« وعلامات البدع على أهلها
ظاهرة بادية ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم : شدة معاداتهم مجملة أخبار النبي - صلى
الله عليه وسلم - ، واحتقارهم لهم ، وتسميتهم إياهم حشوية ، وجهلة ، وظاهرية ،
ومشبهه . اعتقادا منهم في أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها بمعزل عن
العلم ، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس
صدورهم المظلمة ، وهو أجس قلوبهم الخالية عن الخير ، العاطلة ، وحججهم بل شبههم
الرافضة الباطلة { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى
أَبْصَارَهُمْ }،{ وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ الله
يَفْعَلُ مَا يَشَاء } .
... سمعت
الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا على الحسين بن علي الحافظ يقول ، سمعت
جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي يقول ، سمعت أحمد بن سنان القطان يقول : ( ليس في
الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث ، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من
قلبه ) .
........
سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله حمشاد العالم الزاهد يقول ، سمعت أبا
القاسم جعفر بن أحمد المقرئ الرازي يقول : قرئ على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي
وأنا أسمع : سمعت أبي يقول - عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس
الحنظلي - يقول : ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
وعلامة
الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار .
وعلامة
القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة
الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة
الرافضة : تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة .
قلت : وكل
ذلك عصبية ، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ؛ وهو أصحاب الحديث. اهـــ
وقال الإمام أحمد
رحمه الله كما في "طبقات
الحنابلة " (1/ 33) " :«وقد رأيت
لأهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك
عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والإزراء بهم عند السفهاء والجهال.
فأما
المرجئة فإنهم يسمون أهل السنة شكاكا وكذبت المرجئة بل هم بالشك أولى بالتكذيب
أشبه.
وأما
القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والإثبات مجبرة وكذبت القدرية بل هم أولى بالكذب
والخلاف ألغوا قدر الله عز وجل عن خلقه وقالوا ليس له بأهل تبارك وتعالى.
وأما
الجهمية فإنهم يسمون أهل السنة المشبهة وكذبت الجهمية أعداء الله بل هم أولى
بالتشبيه والتكذيب افتروا على الله عز وجل الكذب وقالوا الإفك والزور وكفروا
بقولهم.
وأما
الرافضة فإنهم يسمون أهل السنة الناصبة وكذبت الرافضة بل هم أولى بهذا لانتصابهم
لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب الشتم وقالوا فيهم بغير الحق ونسبوهم
إلى غير العدل كفارا وظلما وجرأة على الله عز وجل واستخفافا بحق الرسول صلى الله
عليه وسلم وهم أولى بالتعبير والانتقام منهم.
وأما
الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم
المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر.
وأما أصحاب
الرأي فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وحشوية وكذب أصحاب الرأي أعداء الله بل هم
النابتة والحشوية تركوا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي
وقاسوا الدين بالاستحسان وحكموا بخلاف الكتاب والسنة وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال
وطاب دنيا بالكذب والبهتان.
رحم الله
عبداً قال بالحق واتبع الأثر وتمسك بالسنة واقتدى بالصالحين وبالله التوفيق. اهـ
قال
البرعي أصلح الله حاله:« فهم لا يرون أحداً يُرجع إليه في
الدنيا - خاصةً في أمور الدعوة - سوى الحجوري».
أقول: هذا
والله من الافتراء والغلو والكذب والتقول بالباطل ومن مجازفات البرعي، والواقع
يكذبه ويرفض كلامه، فالشيخ يحيى وإخوانه وطلابه وأهل السنة يرون علماء السنة في كل
وقت وحين في هذا الزمان وقبله مرجعًا للناس، ويثنون عليهم، وينصحون بالرجوع لكبار
العلماء سواء من مات رحمهم الله أو مازال
حيا أمثال العلامة الفوزان واللحيدان والعباد وغيرهم حفظهم الله سواء في المملكة أو غيرها، ويستدلون بفتاويهم،
ولكن أهل السنة لا ينصحون بالرجوع إلىكم و أمثالكم المتعصبة للباطل، والساقطين في كثير
من الفتنة التي مرت على الدعوة، وكذلك من
أثار الفتنة في اليمن وفرق طلابها ودفع بكم إلى هذا الحال المزري، فهؤلاء لا ينصح أهل
السنة بالرجوع إليه، أما العلماء السلفيون
الأفاضل فهؤلاء مرجع الأمة الإسلامية، وثناء الشيخ يحيى وطلابه عليهم معلوم مزبور
مكتوب، ولقاءاتهم وزيارتهم بهم معلومة.
وهذا الكلام
لدليل كبير على الحسد في قلوبكم، فأنتم ترون أن السلفيين، بل والمجتمع اليمني قد
نبذكم وترككم، وأقبلوا على دعوة أهل السنة، وعلى علمائها في اليمن وعلى رأسهم الشيخ يحيى بن علي الحجوري، وأصبحوا
يصدرون بحمد الله عن توجيهاتهم وفتاويهم ونصائحهم السلفية المضبوطة المنضبة بالشرع،
من غير تقليد ولا تعصب، وإنما هو لأجل تمسكهم بالسنة وثباتهم عليها، وظهور علمهم
وحلمهم، وثباتهم في المواقف والمصائب والمحن .
ويا برعي
هذا الكلام كنا نسمعه من الإخوان وأصحاب الجمعيات والسروريين والقطبيين؛ أن أهل السنة
لا يرون إلا الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، فإياك أن تشابههم.
قال
البرعي المجازف هداه الله :« وبالحجوري يُقاس الناس؛ فمن دافع
عنه وأحبه فهو صاحب النهج القويم، و عكسه
عكسه، وبمجرد أن تختلف معهم، فأنت جاهل! مع أنك كنتَ قبلُ من المشايخ !وإذا
رجعت إليهم رجعت لك المشيخة والعلم» اهـ.
أقول:
هذا أيضا من المجازفات والكذب والغلو ،فأهل السنة عندهم الناس يقاسون بالحق واتباع
الحق، والسير بسير أهل الحق في كل زمان ومكان، فمن أحب السنة وأهلها، فهو السلفي
ومن أبغض السنة وأهلها وانحرف، فهو المنحرف البدعي كما يعرفه صغار أهل السنة.
والسلفيون
رأوا أن الشيخ الحجوري حفظه الله أدلي بحججه وبراهينه فيكم وفي العدني، وقال حقائق
وأدلة مثل الشمس في تعصبكم واتباعكم للباطل وحربكم للسنة وأهلها، فأخذوا بما أبانة
الشيخ الحجوري وإخوانه وطلابه من الحق لا مزيد على هذا البتة.
وقد أثبتت
الأيام بحمد الله جهلكم بالمنهج السلفية وبعدكم عنه؛ فمواقفكم أكبر دليل على هزلكم
العلمي، وكتاب الإبانة الذي هو خلاصة فكر الحزبيين، ومناهجهم وقواعدهم لدليل عظيم
على جهلكم بالنهج السلفي، ونحن وأنتم لم نختلف في بيع بطاط أو بصل أو ثوم أو ثياب
أو سيارات حتى يتهمكم السلفيين بالجهل، وإنما اختلفنا معكم من أجل منهج خلفي رديء؛
أردتم إدخاله في الدعوة السلفية، وتربية الشباب عليه، وأنه لابد أن يخلد هذا الفكر
إلى قيام الساعة!!.
ومعلوم في
دين الله تعالى، أن من تاب من الباطل ورجع إلى الحق وترك معاداة السنة وأهل السنة
أنه يكرم، وأما من حارب السنة وأهل السنة، فهذا يهان ويحذر منه بإجماع علماء الأمة ، ولو بلغ من
العلم ما بلغ، ولو كانت لحيته إلى سرته، فالعبرة بالحق والتمسك به والدفاع عنه.
ويا برعي أيضا
هذا الكلام كنا نسمعه من الإخوان وأصحاب الجمعيات والسروريين والقطبيين أن أهل السنة عندهم مقبل الوادعي به يُقاس الناس؛ فمن دافع عنه
وأحبه فهو صاحب النهج القويم ...فأصبحت نغمات الحزبيين على لسانك يا برعي
قال
البرعي أصلحه الله :« ليت شعري
أين ذهب علمك في أيام الاختلاف معهم؟، ولا يدعونك تعمل بما يقربك إلى الله؛ فأنت جاهل مقلد ما دمت مخالفا لهم! ولا يشفع لك أن تقول لهم : هذا ما يقربني إلى الله»
اهـ
أقول:
صحيح أين ذهب علمكم عندما قدمت لكتاب الإبانة الذي حوي أكثر من خمسة وأربعين قاعدة
من قواعد أهل البدع، أين ذهب علمك مع الوثيقة المشؤومة التي هي سبب عظيم للفتنة
وخراب العقائد والأخلاق السلفية، أين ذهب علمك وأنت تحذر من دماج وتخذل عن نصرتهم
وتقول أيش عرس، أين ذهب علمك وحلمك وأنت تقول للمدخلي الحجوري ليس لديه ردود على
الرافضة!!!.
وبعد هذه
الطوام والفواقر وغيرها تنتظر من السلفيين أن يدعوك ويتركوك تعمل بهذا الباطل وتدعو إليه، وتفسد
المجتمعات، وعقائد وأخلاق السلفيين هيهات هيهات يا برعي.
ومن خالف
السلفية، والمنهج السلفي فهو جاهل مقلد للباطل ولأهل الباطل، فتعملون فتنة عريضة
في الدعوة السلفية وتفتنون أهلها وتفرقون شبابها وتقعدون أصولا خلفية فيها من أجل
العدني، وتريدون بعد ذلك من السلفيين أن لا يتهموكم بالتقليد للباطل ولأهل الباطل،
ولمن دفع بكم في وجه الدعوة السلفية ثم تخلى عنكم وترككم وحذر منكم؟! .
ولا يشفع
للإنسان يا برعي إلا تمسكه بالمنهج السلفي وإظهار الخير، فيعان ويدفع به ويذب عنه
ويثنى عليه، أما من سك الباطل وتعصب له هذا لا يعان ولا يثنى عليه، بل ينصح ويوجه،
وإن عاند كحالكم يهجر ويترك، فالعبرة بما أظهره الإنسان من أقوال وأفعال، وأما
السرائر فأمرها إلى الله ولعلك قد نسيت:
قول أمير
المؤمنين عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه:
« إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ
الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا،
أَمِنَّاهُ، وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ الله
يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ،
وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ » رواه الإمام
البخاري.
وقولك :«ولا
يدعونك تعمل بما يقربك إلى الله» هذا تأصيل عجيب تريد من
الناس أن يسكتوا عنك وعن باطلك الذي أظهرته في أقوالك وأفعالك من أجل أن تقول ما يقربك إلى الله ، فمن أين لك
هذا التأصيل الجديد ،فأهل البدع والشر يقولون ويقررون الباطل ويقولون هذا يقربنا
إلى الله، عجيب يا برعي أصبحت جاهلا بالمنهج السلفي كثيرا.
قال
البرعي أصلح الله حاله: « فقد دخل
مشايخ أهل السنة في اليمن بين الحجوري وأصحابه من جهة ، والشيخ العدني - رحمه الله - مع بقية أهل السنة من جهة
أخرى ، وذهب المشايخ إلى دماج عدة مرات ،و أقيمت عدة اجتماعات في الحديدة وصنعاء
ومعبر وذمار ومفرق حبيش وغيرها، كما التقى
المشايخ بأعداد هائلة من الفريقين من مختلف البلدان، و سمعوا منهم كل ما يدور في الساحة الدعوية،
وبعد هذا كله لم يقبل الحجوري و أصحابه نصح المشايخ، ولم يدعوهم يعبرون عن أنفسهم بما يقربهم إلى الله
، بل كثفوا عليهم الردود النثرية، والنظمية،الرجالية، والنسائية، والولادية،
والعامية! » اهـ
أقول:
ما أسهل المغالطة يا برعي وتلفيق وقلب الحقائق
أصبحت هذه الأمور من فنك وعلمك!!.تصور أن القضية بين الحجوري وأصحابه من جهة ،
وبين العدني وبقية أهل السنة من جهة أخرى!!، تريد أن تجعل القضية قضية أن الحجوري
وطلابه خالفوا أهل السنة!!، وهذا والله كذب وافتراء وغلو .
وأما ذهابكم
هنا وهناك؛ فهذا قد أتعبكم واتعب غيركم، ولم تخرجوا منه بشيء سوى الفتنة وتوسيع
القضية، والسبب :
أولا:
أنتم متناقضون دائما ، تقولون القول في المجلس وتنقضونه بعد لحظات وفترة، وأنتم ممن
انتقد العدني وقررتموه في مجلس الشيخ يحيى بأنه مخطئ وعليه تقديم الاعتذار أمام
الناس والتراجع عن فتنته، وخرجتم بهذا الاتفاق مع شيخنا يحيى حفظه الله، وما هي
إلا ساعة تقريبا وإذا بالوصابي يقوم من على الكرسي وينقض الاتفاق الذي صار ويشرق
ويغرب، ومرة أخرى تتفقون مع الشيخ يحيى ويفحمكم بالحجة والبرهان وتصوبون كلامه، ثم
تخرجون إلى حاشد، وإذا بكم قد تغيرت مواقفكم بسبب أز بعضكم لبعض، وتقليد بعضكم
لبعض .
ثانيا:
أنتم الذين نفختم العدني، وضخمت قضيته، وعملتم الرحلات المكوكية، والجلسات والعزائم والولائم
العظيمة في هذه المدينة وتلك وهنا وهناك ، والأمر أسهل من هذا، ولا يستدعي هذا
الهيلمان ، وهو أن العدني يتوب إلى الله ويترك هذا الطريق المعوج كما اتفقتم مع
الشيخ يحيى حفظه الله في دار الحديث بدماج أول مرة.
ثالثا:
أنتم الذين تعصبتم للعدني بعد ذلك، وفتنتم طلاب العلم، وأخرجتموهم من دماج بسبب
كلامك وأزكم واغراءاتكم ومواقفكم السيئة، وأكبر ما يدل على تعصبكم أنكم ألفتم
وقدمتم لكتاب الإبانة، وظننتم أنه نصرة للعدني، وما أدركتم بجهلكم أنه دمار وضلال
وفتنة عريضة.
رابعا:
بعد مواقفكم السيئة والتحريضات المتتالية ضد دماج وضد الشيخ يحيى تدعون أن الحجوري
وأصحابه لم يقبلوا النصح، وهو قد ناقشكم نقاشا علميا وأفحمكم ورد باطلكم، وكذلك
طلاب العلم ناقشوا كلامكم كلمة كلمة وأخرجوا من كلامكم تأصيلات وقواعد المغراوي
والعرعور وأبي الحسن وأصحاب الجمعيات، وعرضوا كلامكم على منهج السلف، وعلى أقول
العلماء المتقدمين والمتأخرين ، ولم يفتر عليكم طالب واحد بكلمة واحدة وإنما مما
تتقولون وتنشرونه.
خامسا:
قولك :«ولم يدعوهم يعبرون عن أنفسهم بما
يقربهم إلى الله» تقدم التنبيه على هذا، فقد عبرتم عما
في نفوسكم بقواعد وتأصيلات أهل الباطل، وحرشتم في رحلاتكم واجتماعاتكم ولقاءاتكم وبياناتكم
التحريضية!!، فقد عبرتم وأفصحتم عن حالكم وعدوانكم وتعصبكم وتقليدكم بأحسن تعبير
وأفصحك كلمة.
قال
البرعي هداه الله :«مع أن
أتباع الحجوري الذين في المدن اليمنية هم السلفيون الثابتون! في نظرهم، وهم لم يمعنوا النظر في الفتنة الدائرة؛ وإنما
اقتنعوا بكلام الحجوري! فليت شعري من هو المقلد ؟ ومن المشجع على التقليد ؟».اهـ
أقول:
يقول الله تعالى : { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء:
123].
السلفي يا برعي والثابت هو المتمسك بالمنهج السلفي قولا وفعلا ،
هذا هو السلفي الثابت في شرق الأرض وغربها، أما إنسان قد عبر عن نفسه بكتاب الإبانة
والوثيقة الرافضية وفتنة في الدعوة السلفية وحرش بين أهلها، وطعن في حملتها وخذلها
في شدتها ، هذا سلفي يا برعي أي سلفية هذه!؟، هذه سلفية أبي الحسن والمغراوي
والعرعور وأصحاب الجمعيات بل أشد منها، فأي تقليد
بعد هذا وأي تعصب بعد هذا، أما الشيخ الحجوري فقد أبان للناس حججه وبراهينه
وأدلته وكذلك طلابه وإخوانه وأمعنوا في القضية وعاشوها عشر سنوات حتى اقتنعوا بها تماما، ورأوها رأي
العين بفضل الله تعالى ،ولم يقلدوا الشيخ الحجوري في حرف واحد، بل أخذوا بالحق
الذي أبانة، والذي ظهر ويظهر للناس صدق الشيخ يحيى وفراسته فيكم وفي أمثالكم.
قال البرعي أصلحه الله
:« لكن بحمد الله لم يبال أهل السنة بتلك الحملات الحجورية ؛ فإنهم في دائرة تضيق
عليهم شيئا فشيئا، وليس هناك حجوري جديد
ممن له شأن في الدعوة، وإنما يتراجع منهم
خلق كثير ممن شاء الله لهم الهداية» اهـ.
أقول:
كأن البرعي رأي هذا في المنام، أو جاءه شيطان في المنام، وصور له هذا التصور
المضحك، أفق يا برعي والتفت حولك في مدينة إب يمينا وشمالا وانظر موقعك من الإعراب،
وانظر من الذي الدائرة تضيق عليه شيئا فشيئا، ومن الذي الناس يتركونه ويتركون
أفكاره وقواعده وتأصيلاته.
أين طلابك
يا برعي وكم في مركزك من طلاب وانظر كم عند طلاب الشيخ يحيى حولك في مدينة إب ،
وما بالك بجميع المحافظات، والبرعي يصور الحال الذي هو فيه وحال أتباعه المتمزقين
المتفرقين شر مذر، وأما الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله فهو ما زال موقعه معلوم في
العلم والتعليم والتأليف والدعوة إلى السلفية، ومازال بحمد الله يقود الدعوة
السلفية في اليمن و يرعى طلاب العلم وينصحهم ويوجههم، ويهتم بهم سواء في اليمن أو
غير اليمن، ومراكز السنة مليئة بحمد الله تعالى في كل مكان، والمشكلة أن البرعي
أصبح قعيد المفرق .
وقولك :«وإنما يتراجع منهم خلق كثير ممن شاء الله
لهم الهداية» رمتني بدائها وانسلت تفرق البرامكة وأصحاب الفيوش
وطلابكم، وتدعون هذا في غيركم، ما أسهل الكذب والتلبيس عندك هذه الأيام عافاك الله
وشفاك، تفرق السلفيون من حولك يا برعي في
إب بعد أن كانت إب كلها بعدك تصدر عن قولك ونصحك، والآن أين هم أجب نفسك بنفسك؟!، ولم
يعد السلفيون يريدونك أو يريدون زيارتك ولا يحضرون لك، وأصبحت بين السواري، بل
وأصبحت لا تخرج دعوة لأنك تعرف من سيحضر لك .
قال
البرعي المجازف:« فهؤلاء سلفيون خالطة السلفية
بشاشة قلوبهم كانوا قد أحسنوا الظن بالحجوري،
فحين تبين لهم حاله رجعوا إلى دعوتهم ومشايخهم، و دورهم التي تربوا فيها» اهـ .
أقول:
ما شاء الله يا برعي !! خالطة قواعد وتأصيلات الإبانة والوثيقة بشاشة قلوبهم!!،
فأصبحوا في حبال الإبانة لا يعرفون السلفية، أمثال علي شعطان وهذه الشلة المعروفة
التي منذ أن خرجوا وفتنوا ؛ لم نعلم لهم تلك مؤلفات غير ما أخرجوها في دماج، فقد
ضاعوا وماعوا وأصبحوا من المنافحين عن قواعد المبتدعة وعن والوثيقة الرافضية، نسأل
الله السلامة، فأي بشاشة هذه ؟! فمثل
هؤلاء لا يفرح بهم يا برعي هؤلاء يبكى على ضياعهم.
ويا برعي ما
أشبه الليلة بالبارحة فقد كان الحزبيون يستدلون بمثل هذا؛ بذهاب من ذهب وانحراف من انحرف من
طلاب الشيخ مقبل رحمه الله، وأن طلابه يتركونه ويرجعون إليهم بسبب طعن الشيخ
مقبل في العلماء والشدة –زعموا-،
وما هي إلا الدنيا والأموال والكفالات والدنانير سبب لضياعهم عن العلم والسلفية
كشأن هؤلاء يا برعي تماما.
أخيرا:
مما تقدم تبين
للجميع كذب البرعي وشططه وتلبيساته ومجازفاته وغلوه وأنه ضعيف المراقبة لله تعالى في
مثل هذه الأقوال والأفعال السيئة، فأنصح البرعي بالتوبة إلى الله تعالى
والإقبال على العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعود إلى المنهج السلفية، و يتبرأ
إلى الله من كتاب الإبانة ومن مقدمته فيها ومن الوثيقة المعبرية، وأن يصلح ما أفسد، ويتحلل من الصالحين قبل أن يكونوا خصماءه يوم القيامة، يوم لا ينفع تلبيس ولا
مغالطة.
والحمد
لله رب العالمين
كتبه أبو
حمزة محمد بن حسن السوري
ضحى
الأحد 23 من صفر 1439 هجرية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.