الجمعة

[أعجز الناس وأبخل الناس]

[أعجز الناس وأبخل الناس]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله وخليله الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد:

فقد جاءت أدلة كثيرة في فضل الدعاء ومكانته وأهميته، وكذلك في فضل السلام والاهتمام به، وجاءت أدلة في ذم البخل وذم العجز، وقد مر بي هذا الحديث العظيم الذي يصف فيه النبي صلى الله عليه وسلم أعجز الناس وأبخل الناس.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إن أَبْخَلُ النَّاسِ الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلَامِ وَإِنَّ أعجز الناس من عجز بالدعاء».

رواه البخاري في «الأدب المفرد» (1042)، وأبو يعلى في «مسنده»)2/537) موقوفا ، ورواه مرفوعا الطبراني في «الدعاء»(1/39) و«الأوسط»(5/371) والبيهقي في «شعب الإيمان»(11/193)، وعبد الغني المقدسي في « كتاب الدعاء » (141 / 2)  وغيرهم ، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في  «الصحيحة» (2 / 152 ) برقم(601)، وقال في تحقيق « الأدب المفرد»(1/397): « صحيح الإسناد موقوفا وصح مرفوعا» اهـ.

قال المناوي رحمه الله في «فيض القدير» (1/ 556)"أعجز الناس" أي من أضعفهم رأيا وأعماهم بصيرة «من عجز عن الدعاء» أي الطلب من الله تعالى لاسيما عند الشدائد لتركه ما أمره الله به وتعرضه لغضبه بإهماله ما لا مشقة عليه فيه وفيه قيل:
لا تسألن بني آدم حاجة. . . وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله. . . وبني آدم حين يسأل يغضب
وفيه رد على من زعم أن الأولى عدم الدعاء «وأبخل الناس» أي أمنعهم للفضل وأشحهم بالبذل «من بخل بالسلام» على من لقيه من المؤمنين ممن يعرفهم وممن لا يعرفهم فإنه خفيف المؤنة عظيم المثوبة فلا يهمله إلا من بخل بالقربات وشح بالمثوبات وتهاون بمراسم الشريعة أطلق عليه اسم البخل لكونه منع ما أمر به الشارع من بذل السلام وجعله أبخل لكونه من بخل بالمال معذور في الجملة لأنه محبوب للنفوس عديل للروح بحسب الطبع والغريزة ففي بذله قهر للنفس وأما السلام فليس فيه بذل مال فمخالف الأمر في بذله لمن لقيه قد بخل بمجرد النطق فهو أبخل من كل بخيل» اهــ

وقال الصنعاني رحمه الله في « التنوير شرح الجامع الصغير» (2/ 463):« «أعجز الناس» العجز ترك ما يجب فعله بالتسويف وهو عام في أمور الدين والدنيا أفاده في النهاية  «من عجز عن الدعاء» لربه تعالى فإنه لا يتركه إلا أعجز الناس إذ لا مشقة فيه ولا كلفة وهو عبادة محبوبة لله تعالى وفيه رد على من زعم أن الأولى ترك الدعاء «وأبخل الناس» بخل ككرم وكفرح «من بخل بالسلام» لأنه بخل بأسهل الأقوال وما لا ضرر عليه فيه أصلاً وإنما كان الأول أعجز لأنه عجز عن أنفع الأشياء بأسهل الأعمال، والثاني: أبخل لأنه منع أخف الأشياء عليه » اهـ

أقول: هذا البخل وهذا العجز واقع فيه كثير من المسلمين إلا من رحمه الله تعالى، وترى بعض الناس لا يبخل ولا يعجز عن كثير من أمور الدنيا، لكن تراه عاجزا عن  الدعاء وبخيلا على نفسه بالسلام على الغير، فأرفع عن نفسك هاتين الخصلتين الذميمتين

كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري

ليلة الجمعة 29 من ذي الحجة 1437هجرية


نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى