الجمعة

[انزعاج أهل الأهواء من نصح العلامة الحجوري لأهل السنة]

 

[انزعاج أهل الأهواء من نصح العلامة الحجوري لأهل السنة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55].

ويقول تعالى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ الله لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42].

أما بعد:

فقد مَن الله سبحانه وتعالى على أهل السنة في اليمن بعالم ناصح أمين، كما وسمه بذلك شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، ألا وهو: شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.

وهو حفظه الله كان ولا يزال عند ثقة شيخه الوادعي رحمه الله، فقد مسك الدعوة، وحافظ عليها، ورعاها رعاية طيبة جيدة موفقة بفضل الله تعالى، مع كثرة الفتن، وكثرة المتآمرين، والأعداء، والمتربصين، والحاقدين، والحاسدين.

وشيخنا رعاه الله يبذل جهودًا كبيرة موفقة في النصح، وسد الخلل، وإصلاح ذات البين بين أهل السنة السلفيين، والسعي الحثيث الكبير في تأليف القلوب والمحبة وعدم الفرقة والتنابذ والتهاجر بين أهل السنة السلفيين الذين هم على منهج واحد وطريقة قوية على المنهج السلفي الصافي النقي.

والواقع أكبر شاهد على ذلك، فما من خلاف أو نزاع بين أهل السنة السلفيين في أي بلد من بلدان الله إلا ويسعى فيه شيخنا سعيا حثيثا في النصح، والتآلف، والتوافق، وعدم الهجر الغير شرعي وغير المبرر بين طلابه وإخوانه أهل السنة.

وكم من خلافات قد طويت وزالت وانتهت بفضل الله تعالى، ثم بجهود شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري، ورجع الإخوة إلى أخوتهم ومحبتهم، وزال ما بينهم من خلاف ونزاع غير مبرر وغير مبني على ما يستدعي ذلك، وأن أسباب هذا الخلاف يكمن غالبا في سوء فهم أو سوء نقل أو تحريش محرش أو خطأ منهم يعالج أو غير ذلك من الأسباب التي تفسد الأخوة السلفية.

وهذه الطريقة التي نرى عليها شيخنا الناصح الأمين هي طريق أسلافنا المتقدمين والمتأخرين، وكان شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله نموذجا كبيرا في هذا الباب، وربى طلابه على هذا الأمر المهم: النصيحة للسلفيين بالمحبة وعدم الاختلاف والتهاجر فيما بينهم والسعي في إنهاء الخلافات والنزاعات بين السلفيين بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف.

وأهل الأهواء والتحزب الذين كانوا مع أهل السنة ثم انحرفوا لما أن يسمعوا هذا ويرونه من شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله يجن جنونهم، ويصابون بحالة من الضيق والهستيريا، ويقومون بحملات تشويهية كاذبة بأن الحجوري يطبق القواعد التي كان ينتقدها عليهم، وها هو يدعو الآن إلى عدم التهاجر وتوسيع الخلاف والرفق واللين والنصح وعدم التحريش، ونقل الكلام هنا وهناك، وأن هذه الخلافات لا طائل تحتها، وأنها تضعف الصف السلفي، ويستغلها الأعداء، وأن هذه الخلافات ما هناك ما تمسكه منها على أخيك السلفي، أو أنه يمكن علاجها، ولماذا الحجوري لم يعاملنا من قبل مثل ما يعامل طلابه الآن؟.

والجواب عن هذا:

أولا: هذا من تلبيس وقلب الحقائق وربنا سبحانه وتعالى يقول محذرا: { لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران: 71].

ومن كتمان الحق وربنا سبحانه وتعالى يقول محذرا: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146، 147].

ثانيا: العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لما كنتم في صف أهل السنة قبل أن تنحرفوا وتتحزبوا وتخرجوا من دائرة أهل السنة بذل لكم مثل هذه الكلام كثيرا عندما بدأت علامات ودلائل التغيرات تظهر عليكم في أقوالكم وأفعالكم وتصرفاتكم، وسعى في النصيحة لكم سعيا حثيثا، وبذل جهودًا كبيرة يعلمها القاصي والداني في نصحكم وإصلاحكم والرفق بكم وتذكيركم سنوات، ولكنكم أبيتم ورفضتم ورميتم بتلك النصائح عرض الحائط، وركبتم رؤوسكم، وعاندتم، وتكبرتم، وأخذتكم العزة بالإثم، وسول لكم الشيطان أعمالكم، وصدكم عن الحق والصراط المستقيم، فلم تنتهوا وترعوا وتتعظوا.

ثالثا: بعد ذلك تركتم أهل السنة وتركتم المنهج السلفي، وأتيتم بقواعد وتأصيلات بدعية أخذتموها ممن سبقكم من أهل الأهواء، فأصبح لكم منهج مبتدع منحرف قائم وسائر على طريقة من سبقكم حذو القذة بالقذة، وبدأتم في حرب أهل السنة بطرق عجيبة خبيثة سيئة، فقدم لكم شيخنا النصائح الكثيرة أيضا وكرر عليكم، ولكن لا حياة لمن تنادي.

رابعا: بعد هذا كيف تريدون من العلامة الحجوري أن يعاملكم معاملة طلابه وإخوانه أهل السنة السلفيين الذين يحصل بينهم خلاف وهم أهل سنة صلحاء، وليسوا على منهجكم ولا على طريقتكم، ولا عندهم تأصيلات، ولا قواعد، ولا منهج مبتدع، ولا هم بعد أهل الأهواء والبدع، فهذا والله من المضحكات أن تريدوا من العلامة الحجوري أن يعامل طلابه السلفيين معاملة أهل الأهواء الذين أصبحتم منهم، فتريدون أن تتساوى المعاملة بينهم وبينكم وربنا سبحانه وتعالى يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [القلم: 35، 36].

ويقول تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا الله يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 100].

ويقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50].

ويقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد: 16]

خامسا: هذا الانزعاج الكبير منكم من نصائح العلامة الحجوري لطلابه وإخوانه أهل السنة؛ لأنه يهدم كذبكم، وتشويهاتكم المستمرة: أن الحجوري ليس عنده نصح ولا رفق ولا لين ولا حكمة ولا إصلاح ذات البين، وأن من أخطاء تكلم فيه الحجوري وأخرجه من أهل السنة فورا، وحذر منه وأمر بهجره وعمل له كرت أحمر!.

سادسا: أيضا هذا الانزعاج الكبير منكم من نصائح العلامة الحجوري لطلابه وإخوانه أهل السنة، لأنه يهدم خططكم ومؤامراتكم المستمرة في تفكيك صفوف أهل السنة، وتمزيق لحمتهم، وسحب طلاب أهل السنة إلى فخاخكم، ومصائدكم المستمرة التي لا تنتهي أبدًا لأنها أعمال شيطانية خبيثة.

سابعا: هذه النصائح والتوجيهات آلمتكم جدًا؛ لأنكم ترون أهل السنة في كل مكان يستمعون نصائح هذا العالم الكبير، وينفعهم الله بها، ويزول الخلاف الذي بينهم بفضل الله تعالى، بينما أنتم ترون دعوتكم شذر مذر، وتتمزق ليلا ونهارا في كل مكان، وليس هناك من يسعى بجد وصدق لسد هذه الخلافات المترامية الأطراف بينكم، والتي انتشرت بينكم كالنار في الهشيم، بينما هذه الدعوة المباركة سائرة مستمرة وضاربة بأطنابها في الشرق والغرب، وعليها أقبال كبير والفضل الله تعالى، وأنه مهما حدث من خلاف بين أهلها السلفيين لأنهم غير معصومين؛ إلا أنه يزول  ويعالج وتعود الأمور إلى نصابها، ويستمر الخير بفضل الله تعالى، ثم بجهود الناصحين.

ثامنا: النصيحة والدعوة إلى المحبة والألفة واللين والرفق والحكمة وإصلاح ذات البين، والتحذير من الفرقة والتحريش والهجر والغيبة والنميمة، هذه أمور حث عليها ديننا الإسلامي، وجاءت الأدلة الكثيرة في بيان ذلك، والدعوة إلى تحقيق ذلك بضوابط شرعية، قد بينها أهل السنة كثيرا.

وأهل السنة بحمد الله يضعونها في مواضعها، ويطبقونها تطبيقا شرعيا سليما كما جاءت به الأدلة على فهم سلف الأمة، بخلافكم أنتم فتضعونها في غير موضعها، وتطبقونها وتعملون بها وتدعون إليها بغير ضوابطها الشرعية على فهم أهل الأهواء والبدع.

فمن التلبيس والكذب تصوير أن من عمل بها بضوابطها الشرعية، أنه سائر على قواعد أهل البدع والأهواء وأصولهم التي قرروها في كتبهم ككتاب (الإبانة لمحمد) الإمام وكتاب أبي الحسن المصري (السراج الوهاج بصحيح المنهاج) وكتاب الحلبي (منهج السلف الصالح في ترجيح المصالح...) وغيرها من كتب أهل الأهواء التي لم تضبط هذه الأمور ضبطا شرعيا على منهج سلف الأمة، وإنما على تقريرات أهل البدع والأهواء المتقدمين والمتأخرين.

فنصح شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري لأهل السنة وطلابه بما تقدم وتحذيره مما تقدم هو وضع الأدلة في موضوعها على فهم سلف الأمة، وليس هو كما يدعيه المغفلون والملبسون أنه كصنيع أهل الأهواء في تطبيق هذه الأمور في غير مواضعها، أو أنه تناقض وتغيير وخالف سيره الأول مع أهل الأهواء فهذا غير صحيح البتة.

تاسعا: العلامة الحجوري مازال على ما هو عليه من قبل ولم يتغير ولم يتبدل بفضل الله تعالى، يبذل النصح لإخوانه برفق ولين وبالموعظة الحسنة، ويصبر عليهم كثيرا، فمن أبى النصيحة وعاند وتكبر ورفض الحق وأبى إلا أن يسير على نهج أهل الأهواء والبدع، يتعامل معه بما جاءت به الأدلة من التحذير والزجر وأقرب مثال لهذا:

قضية محمد بن حزام البعداني أصلحه الله فكم نصح له الشيخ يحيى والناصحون من المشايخ والدعاة وطلاب العلم، وكم رفقوا به وصبروا عليه كثيرا، فأبى وعاند وكابر، وغلب جانب أهل الأهواء على جانب إخوانه، وبدأ يقرر تقريرات أهل البدع والأهواء وينافح عنها، ويطعن في السلفيين، ويثني على المحاربين للدعوة السلفية الذين كان يذمهم من قبل ويحذر منهم، فقلب ظهر المجن، وأبى قبول نصح الناصحين، فما كان من الشيخ يحيى إلا أن حذر منه بعد صبر كبير، فهذا مثال قريب أن الشيخ يحيى سائر من قبل ومن بعد على نهج واحد يراعي فيه الأدلة الشرعية على فهم سلف الأمة، فلذلك نرى أن الله  وفق شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري دائما في كل الفتن والمدلهمات التي تمر بالدعوة السلفية، وأن نصائحه وتوجيهاته ينفع الله بها كثيرا، ويجمع الله بها قلوب السلفيين، وهو حفظه الله بشر يصيب ويخطئ ويعلم ويجهل وليس بمعصوم من الخطأ والزلل، لكننا نرى أن الله يوفقه ويسدده.

عاشرا وأخيرا: هذه الدندنة ليست بجديدة على أهل السنة من قبل أهل الأهواء والفتن، فنحن نسمعها من زمن شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله، فقد دندن بها السروريون والقطبيون، وأيضا سمعناها من الحسنيين والعرعوريين والحدادية كما نسمعها الآن من البرامكة، وأصحاب الإبانة وأمثالهم، فليست بجديدة، فكلهم يدندن بها للتشوية والتلبيس وقبل الحقائق، ولكن هيهات هيهات تذوب وتذهب أدراج الرياح، ويبقى الحق ظاهرا جليا والفضل لله وحده.

والحمد لله رب العالمين

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَرِي

الجمعة 25 من ربيع الأول 1444هجرية


حمل المقال بصيغة

بي دي اف


من هنــــــــــا



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى