الجمعة

[حقيقة الانهيار المنهجي عند البرعي وأصحاب الإبانة]

 

[حقيقة الانهيار المنهجي عند البرعي وأصحاب الإبانة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فقد حذر ربنا سبحانه وتعالى من كتمان الحق، وتلبيس الحق بالباطل، وتقليب الحقائق.

قال تعالى: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71].

وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ الله وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 140].

وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146، 147]

قال الحافظ بن كثير رحمه الله:(1/ 245): "يَقُولُ تَعَالَى نَاهِيًا لِلْيَهُودِ عَمَّا كَانُوا يَتَعَمَّدُونَهُ، مِنْ تَلْبِيسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ، وَتَمْوِيهِهِ بِهِ وَكِتْمَانِهِمُ الْحَقَّ وَإِظْهَارِهِمُ الْبَاطِلَ: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فَنَهَاهُمْ عَنِ الشَّيْئَيْنِ مَعًا، وَأَمَرَهُمْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَالتَّصْرِيحِ بِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} لَا تَخْلِطُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَالصِّدْقَ بِالْكَذِبِ.

وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} يَقُولُ: وَلَا تَخْلِطُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ، وَأَدُّوا النَّصِيحَةَ لِعِبَادِ الله مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَيُرْوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نَحْوُهُ" اهـ.

وقال تعالى: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ الله وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 48]

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (4 / 160): "يَقُولُ تَعَالَى مُحَرِّضًا لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأمُورَ} أَيْ: لَقَدْ أَعْمَلُوا فِكْرَهُمْ وَأَجَالُوا آرَاءَهُمْ فِي كَيْدِكَ وَكَيْدِ أَصْحَابِكَ وَخِذْلَانِ دِينِكَ وَإِخْمَالِهِ مُدَّةً طَوِيلَةً" اهـ

ويقول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} [الشورى: 30].

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (7 / 207): "وَقَوْلُهُ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} أَيْ: مَهْمَا أَصَابَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الْمَصَائِبِ فَإِنَّمَا هُوَ عَنْ سَيِّئَاتٍ تَقَدَّمَتْ لَكُمْ" اهـ

 وبعدما تقدم أقول:

فقد أرسل لي أحد الإخوة مقطعًا صوتيًا لعبد العزيز البرعي أصلحه الله؛ بعنوان: "نداء عاجل ذو أهمية إلى العلماء وطلاب العلم السلفيين، وفيه: نرى في أوساط أهل السنة نضوجا علميا وضعفا منهجيا".

فلفت نظري في العنوان المنشور قوله:" ضعفا منهجيا".

فقلت في نفسي أسمع ما هو هذه الضعف المنهجي الذي يريده البرعي، وأنا على يقين تام أن البرعي يقصد بهذا الضعف المنهجي شيئا على غير حقيقته، كعادته في التلبيس والروغان الذي قد تعودناه منه كثيرا، وأنه لن يتطرق إلى الحقيقة المرة التي يخفيها عن السلفيين في العالم: أنه هو ومشائخ الإبانة هم السبب الحقيقي في هذا الضعف والانهيار المنهجي المخيف الذي أصاب دعوتهم وفتك فيهم.

فلما سمعته؛ كان كما توقعت تماما، فرأيته على عادته في التلبيس واللف والدوران، ويريد من هذا المقطع الصوتي أن يصور للناس أن الضعف المنهجي سببه عدم الرجوع إليهم، ومسابقتهم، ومخالفتهم، وازدرائهم، وعدم احترامهم، والسير على هواهم وأفكارهم.

وأيضا عمم وصور للناس أن في أوساط أهل السنة ضعفًا منهجيًا، وعدم اهتمام بذلك، وإنما الاهتمام بالعلم، وأن الغيرة السلفية ضعيفة.

وأقول في الرد على البرعي أصلح الله حاله:

أولا: أهل السنة السلفيون -الذي البرعي وأصحاب الإبانة ليسوا منهم-؛ بحمد الله ليس عندهم ضعفٌ منهجيٌ، ولا يوجد في أوساطهم ضعف منهجي، وقد يوجد عند أفرادٍ، لكن الدعوة السلفية بحمد الله وبفضله قوية علميًا ومنهجيًا، وثباتا وصفاء وتميزا، وبعدًا عن الباطل وأهله قولا وعملا، وعلماء ومشايخ ودعاة وطلاب أهل السنة بحمد الله عندهم قوة منهجية طيبة، وصدعٌ بالحق، وتحذيرٌ من الباطل وأهله، وجهودهم بحمد الله لها آثارها الطيبة الملموسة والمشاهدة في المجتمع علما وعملا، وقولا وفعلا.

فأهل السنة هم الذين يهتمون بالمنهج السلفي علما وعملا وتطبيقا ودعوة إليه، وهم الذين وفقهم الله للتحذير من المناهج والأفكار والقواعد والتأصيلات الخلفية البدعية، وما من مخالفة منهجية تخالف المنهج السلفي إلا بحمد لله هم أول من يتصدى لها، ويحذرون منها، ويفندون الشبه والأقاويل والافتراءات والكذبات والقواعد والتأصيلات.

ثانيا: الضعف المنهجي بل الانهيار العلمي والمنهجي، هو فيكم أنتم، وفي أوساطكم، وبين دعاتكم، وطلابكم، ومراكزكم، وفي دعوتكم الحزبية الخلفية، فلا تلبس على الناس، وتصور أن الدعوة السلفية فيها ضعف منهجي، كلا.

ثالثا: أنتم من أكبر أسباب الضعف المنهجي، فمواقفكم وطريقتكم هي أكبر شاهد ودليل وبرهان على ذلك، من زمن شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله إلى يومنا هذا، فما حصلت نكبة وفتنة، وضاع بسببها كثير من الدعاة وطلاب العلم والمشايخ، وحصلت الزعزعة والبغضاء والشحناء والفرقة؛ إلا بسببكم وسبب ضعفكم المنهجي، وعدم سيركم بسير الدعوة السلفية، وسير علمائها المتقدمين والمتأخرين.

وتذكروا مواقفكم الخلفية مع الإخوان المسلمين ومع أصحاب الجمعيات وأبي الحسن المصري وجميع الفتن التي داهمت الدعوة السلفية، وسلم الله أهلها منها، ووقعتم أنتم في شباكها وتخبطتم وتلونتم وارتبكتم فيها مرارا وتكرارا، وراجعوا مواقفكم الأخيرة من الرافضة الحوثيين؛ تعرف تماما أين الضعف العلمي والمنهجي، ومن سببه ومن داعمه ومفتيه ومناصره والمدافع عنه.

رابعا: الضعف المنهجي ليس سببه عدم تقليدكم واتباعكم، وعدم احترامكم، وعدم السمع والطاعة العمياء لكم، لا:

وإنما الضعف العلمي والمنهجي المتوغل فيكم، والضارب فيكم إلى الأعماق؛ أسبابه تكمن فيما يلي:

1-عدم القناعة بالمنهج السلفي والسير عليه، وعدم معرفته معرفة صحيحة، تنقذكم بإذن الله هذه المعرفة من هذا الضعف والانهيار، ففاقد الشيء لا يعطيه.

2-عدم السير بسير العلماء السلفيين المتقدمين والمتأخرين، فلو أنكم سرتم بسيرهم لما وقعتم فيما وقعتم فيه من الفتن والأهواء، ولما تخبطتم، وتخبط دعاتكم وطلابكم وسقطوا في الفتن.

3-تمييع القضايا والتهوين من شرها وشر مفتعليها وروادها، بل ومناصرتهم والوقوف إلى جانبهم، والجدال عن أهل الباطل بشدة وأنتم ترون بيان وتوضيح أهل السنة المتكرر لتلك المخالفات المنهجية، فهذا جعل في أوساطكم وبين أتباعكم عدم مبالاة بالمنهج السلفي والسير عليه واتباعه.

4-عدم الاهتمام بتدريس كتب السلف التي تشرح المنهج السلفي وقواعده وتأصيلاته، وعدم الاهتمام بالردود السلفية العلمية، وتحذير أتباعكم من النظر والقراءة في كتب الردود، وتصوريها أنها كتب غيبة ونميمة وحرشة، وطعن في العلماء وتقسي القلوب، وتنفر عن العبادة، وتزرع الشحناء والبغضاء، فأصبح أتباعكم يخافون من الكتب والردود السلفية التي تهتم بذلك.

5-تقريركم للقواعد والتأصيلات البدعية الخلفية، ودفاعكم عن تلك القواعد وحث أتباعكم على أخذها واعتقادها وأنها المنهج السلفية، وما دونها غلو وتشدد، فقد جمعتم لأتباعكم في كتاب الإبانة وغيره من تفرق من نفايات أهل الأهواء من إخوان وقطبيين وسروريين وحسنيين ومغراويين وعرعوريين وغيرهم، وجعلتموه هو المنهج السلفي!!!، فكيف لا يكون في أوساطكم ضعفٌ وهزلٌ وانهيارٌ منهجيٌ، فهذا من المضحكات المبكيات!!!

6-حاربتم الدعوة السلفية وأهلها، ونصبتم لها العداء، ونفرتم من أهل السنة ومن العلماء والمشايخ والدعاة السلفيين، ووصفتموهم بأبشع الأوصاف، وجعلتموهم في نظر أتباعكم أهل غلو وتشدد، فكيف تريدون أتباعكم يهتمون بالمنهج السلفي، وهم يبغضون أهله!

7-خذلتم أهل السنة في أصعب المواقف، والعدو يسعى لإبادتهم واستئصالهم وقتلهم، ودافعتم عن الرافضة وجعلتموهم مسلمين معصومي الدم والمال والعرض، ووقعتم تلك الوثيقة الهدامة التي تهدم المنهج السلفي من أصله، فكيف لا تجدون بعد ذلك انهيارا منهجيا مروعا، وأتباعكم يرون الرافضة يُدافع عنهم بشدة وعن أئمتهم، ومن على المنابر، وفي خطب الجمعة، وفي الأعياد والمناسبات، وفي الجانب الأخر تطعنون في أهل السنة، وتكتبون فيهم، وتحذرون منهم، ومن دعوتهم، وتسعون ليلا ونهارا فيهم بالتحريش والفتنة والفرقة والتمزيق والبغضاء والشحناء، فأصبح عندكم الولاء والمحبة للرافضة، والبراء والبغض للسلفيين، فمن أين تأتي سلامة المنهج بعد هذا، هيهات هيهات.

8-تنصل البرعي ومن معه من أصحاب الإبانة من هذا الضعف المنهجي الرهيب، ورميه على أتباعهم، يعتبر من تقليب وتزييف الحقائق، وتكذيب للواقع المرير الذي يمرون به، فأنتم في الحقيقة أصل هذا الضعف وأساسه، وتحاولون رميه على أتباعكم الحمقى والمغفلين، فأنتم الذين لا تعرفون المنهج السلفي حقا، ولا تميزون بين الأخطاء والقواعد والتأصيلات الخلفية من غيرها، بل هي عندكم المنهج السلفي!!!، فكيف ترمون بعواهن ذلك على أتباعكم، الذين يرونكم تقررون ذلك الضعف المنهجي عليهم يوميا، وتصورونه لهم أنه الحق المبين والصراط المستقيم، وتدعون بأن تخلد تلك الأفكار الخلفية، فما وقع فيه أتباعكم ما هو إلا تحصيل حاصل.

وأذكرك يا برعي أنت وأصحاب الإبانة بعدم معرفتكم لأخطاء وتأصيلات أبي الحسن، وعندما عرضت عليكم أخطاء أبي الحسن المصري كيف تخبطتم كثيرا؟، وتذكر قولك: الذين ينتقدون أبا الحسن لا يستطيعون أن يدرسوا بعض كتبه، وقول محمد الإمام: أبو الحسن إمام إمام!!، كما تحاوله الآن في هذه الصوتية؛ أن الذين يتكلمون وينتقدون المشايخ لا يعرفون جهود المشايخ، وأن بعضهم كان لا يزال في صلب أبيه والمشايخ هؤلاء يدرسون ويعلمون...، ولم يحصل منكم حتى بعد رجوعكم بيان حقيقي لتأصيلات أبي الحسن المصري، وكل من سألكم عنه تحججتم بحجج واهية، مثل: أبو الحسن تكلم فينا وحذر منا، ولم نسمع لكم أبدا توضيحا جليا للقواعد والتأصيلات الخلفية عند أبي الحسن المصري، وأتحداكم أن تثبتوا خلاف ما أقول، بل قررتم  بعد ذلك ما عند أبي الحسن وغيره في كتاب الإبانة.

9-ذكر البرعي في هذه الصوتية وتعجب أن أحدهم سأله بعد هذا الزمن الطويل عن السرورية، فلم تتعجب يا برعي أن يسألك أحد أتباعك عن السرورية بعد هذا الزمن الطويل، ليس بغريب ذلك، لأنه لو كان يسمعكم ويقرأ لكم التحذيرات المتواصلة من هذا الفكر الخبيث وغيره من الأفكار الهدامة لما سألكم، فدروسكم ومحاضراتكم عبارة عن زهد ورقائق وما شابه ذلك، ولو كنتم كالإمام الوادعي رحمه الله الذي كان يوميا يُسمع طلابه في دروسه ومحاضراته التحذيرات المتواصلة من هذه الأفكار وغيرها، وأيضا في تأليفاته الكثيرة التي لا تخلو من التحذيرات المتواصلة من أهل الأهواء والبدع، لو كانت طريقتكم مثل طريقة الإمام الوادعي  رحمه الله لما سألك أحد طلابك وأتباعك عن ذلك، خاصة بعد هذا العمر الطويل؛ وقد تعب أهل السنة من التحذير من الفكر السروري، وطلابكم قد استقر في نفوسهم أن الكلام في هذه الأخطاء والمخالفات يقسي القلوب ويشغل عن الطاعة والعبادة ويفرق!

فنصيحتي للبرعي أن يهتم بنفسه أولًا، ويزيل عنها الضعف المنهجي، ويتعلم المنهج السلفي، ويذهب يطلب العلم عند العلماء السلفيين، ويأخذ المنهج السلفي  صافيا نقيا، وأن يهتم بقراءة كتب العلماء المتقدمين والمتأخرين؛ التي اعتنت بشرح المنهج السلفي، وتبيين قواعده وأصوله ويقرأ كتب الردود السلفية، ولو أن البرعي وأصحاب الإبانة  استفادوا في  حياة الشيخ مقبل رحمه الله من علمه وفقهه، وتعلموا المنهج السلفي منه عن قناعة واستفادوا من توجيهاته ونصائحه، وساروا على طريقته السلفية، لما وصل بهم الحال إلى هذا المستوى الهابط، لكن البرعي معروف أنه أكثر من الأخذ عن أبي الحسن، ولازمه كثيرا مع أن الشيخ مقبل رحمه الله كان موجودا، لكن البرعي آثر البقاء كثيرا عند أبي الحسن المصري، فلا غرابة أن يؤول به الحال إلى  حال شيخه أبي الحسن المصري، وهكذا غيره من أصحابه الإبانة كان همهم الزهد والرقائق والوعظ والخطب والمحاضرات، ولم يعرف لهم أنهم تتلمذوا كثيرا وفهموا المنهج السلفي حقا، فلذك كانوا يتخبطون في كل قضية وفتنة.

وعندما فكروا في التأليف في المنهج السلفي، وقواعده حلت الكارثة العظيمة وخرج كتاب الإبانة، وأقروه جميعا بمقدمات رنانة، فكان هذا الكتاب وصمة عار عليهم ودليلا ظاهرا بينا أنهم لم يفهوا المنهج السلفي البتة، وأنهم استفادوا في المنهج من أهل الأهواء، فقد حشروا هذا الكتاب بقواعد من سبقهم من أهل البدع والأهواء، فمن أين سوف تأتي سلامة المنهج فضلا عن قوته بعد هذا كله يا برعي.

وأخيرا:

من الحماقة بمكان يا برعي أن تطلب من أتباعكم، أن يردوا على أهل الباطل، ويبينوا ما هم فيه، وأتباعكم لا يعرفون المنهج السلفي حقا ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف تريد منهم أن يردوا على الإخوان والسروريين والقطبيين وغيرهم، وهم يعتنقون أفكارهم المدونة في كتاب الإبانة؛ فهذا من المضحكات!

وكأني بالبرعي أيضا يريد أن يسجل موقفا، فقبل أيام شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله يحث طلابه ومشايخ أهل السنة أن يهتموا بالردود العلمية السلفية على أهل الأهواء والزنادقة، لكن أين الثرى من الثريا، فالشيخ يحيى حفظه الله يحث أناسًا سلفيين يعرفون المنهج السلفي حقا، وعندهم قوة علمية ومنهجية، يحثهم على بيان حال أهل الباطل وصدق ربنا القائل في كتابه الكريم: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50].

ويقول تعالى: {وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]

وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر: 12].

وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

ونسأل الله أن يصلح حال البرعي وشلته، ويهديهم إلى المنهج السلفي، ويتوب عليهم، ويردهم إلى الحق ردا جميلا، فما ضروا والله إلا أنفسهم وأتباعهم، فقد أبعدوهم عن المنهج السلفي، وسوف ترون المزيد منهم بعد أيام في أحضان الإخوان المسلمين وغيرهم من أهل البدع، وسوف يحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة، نعوذ بالله من الخذلان.

والحمد لله رب العالمين

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السوري

الجمعة11 من ذي القعدة 1443 هجرية

حمل المقال

من هنا

بصيغة بي دي اف



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى