[كوكبة الإبانة فتكت
بالدعوة السلفية فاحذروا أفعالها]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين،
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مصطلح الكوكبة ذاع وانتشر كثيرا في فتنة أصحاب الإبانة، وكانوا
يطلقون على أنفسهم كوكبة العلماء!، واجتمع كوكبة العلماء!، وقرر كوكبة العلماء!،
وتناقش كوكبة العلماء! وأصدر كوكبة العلماء بيانا!
وقد فتكت هذه الكوكبة أو كما كان يسميها بعض إخواننا بالكبكبة
بالدعوة، وكانت لهم أفعال سيئة، ومن أفعالهم السيئة:
1-أنهم حصروا الدعوة في أنفسهم الخمسة أو
الستة، فلا قيام للدعوة إلا بهم، وإذا سقطوا سقطت الدعوة، وأنهم خطوط حمراء لا
يجوز تجاوزها. وأيضا:
2-جعلوا أنفسهم أوصياء على الدعوة السلفية، حتى قال الشيخ يحيى
فلان جاعل نفسه وصي علينا لا أحد وصي علينا، بيننا التناصح. وأيضا:
3-جعلوا ما قرروه كالإجماع، ويجب الانصياع له، وعدم الخروج عنه،
لأن الخروج عنه سبب الهلكة والضياع والفرقة. وأيضا:
4- جعلوا أنفسهم هم الذين
يتشاورون، ويجتمعون، ويتدارسون الخلافات بين السلفيين دون غيرهم من المشايخ والدعاة، وهم
الذين:
5-يصدرون القرارات والحكام والنصائح
والتوجيهات وهم الذين:
6-يجرحون ويعدلون، ولا يجوز التقدم عليهم، ولا يجوز لطلاب العلم
ولا الدعاة والمشايخ الكلام في الخلافيات ولا الكتابة ولا التأليف ولا الردود فيها،
ويجب أن ترفع إليهم وهم:
7-أعلم بالدعوة وما ينفعها وما يضرها، وأن
غيرهم من المشايخ والدعاة لا يعرفون مصلحة الدعوة مثلهم، ولو كانوا أعلم منهم،
فلذلك :
8-عملوا على تغييب المشايخ والدعاة عن حال
الدعوة، ولا يشاركونهم في أمور الدعوة، وقاموا بتكميم أفواه المشايخ والدعاة وطلاب
العلم في كل مكان، وهنجموا على السلفيين أنت اسكت، وأنت لا تتكلم، وأنت اعرف قدر
نفسك ولا تسابق العلماء، ووصل الحال بهم أنهم يلزمون بعض المشايخ بإسكات طلابهم
والضغط عليهم، وهم الذين:
9-جعلوا الولاء والبراء في ذواتهم لا في
المنهج السلفي، فلذلك من انتقدهم بحق وصدق؛ نصبوا له العداء، وقاموا بذمه وتشويهه
ورميه بالغلو والغلظة والشدة وغيرها، وهم الذين:
10-جعلوا انتقاد أخطائهم، ومخالفاتهم سبب
انهيار الدعوة، فمن انتقدهم في أخطائهم، هذا يسعى في الفرقة وضياع الدعوة السلفية،
وهم الذين:
11- دافعوا واستماتوا في الدفاع عن أخطاء بعضهم البعض،
والتهوين منها، وأنها لا تضرهم ولا تنزلهم من مكانتهم، فكان كان واحد منهم يدافع
عن أخطاء الأخر، وهي أخطاء كبيرة تضر صاحبها جدًا، وهم
الذين:
12- أدخلوا
التأصيلات والقواعد البدعة في الدعوة السلفية من أجل أن يحافظوا على مكانتهم
وقدرهم وسمعتهم، فلذلك أخرجوا كتاب الإبانة، الذي حوى تأصيلات من قبلهم كما قد
بينه أهل السنة، وهم الذين:
13-سعوا في التكتيل حول أنفسهم، وجندوا لهم
من يدافع عنهم بالباطل، ويحارب السلفيين في كل مكان، كل هذا من أجل ألا تسقط هذه
الكوكبة، التي في حقيقة الأمر سقطت بسبب بعدها الشديد عن المنهج السلفي، وتقديم
مكانتهم وسمعتهم على الدعوة السلفية، فبقيت الدعوة السلفية صافية نقية بفضل الله
تعالى، وهيأ الله لها الصادقين الناصحين الذين قاموا بها أحسن قيام بفضل الله
تعالى، وما كان لله يتم ويدوم، وهم الذين:
14-هضموا الدعاة والمشايخ حقوقهم، فمشايخ دماج مثلا الذين بعضهم
عنده من العلم والخير ما ليس عند مشايخ الإبانة؛ لم يكن مشايخ الإبانة يعتبرون بهم،
فلذلك هؤلاء المشايخ الأفاضل الذين هم في الساحة قائمون على الدعوة والمراكز الآن؛
كان مشايخ الإبانة يهضمونهم حقهم وقدرهم والخير الذي عندهم، في حين من كان معهم
ويطبل لهم يشدون به كثيرا، ولو كان قليل العلم والفقه جدًا. وهم
الذين:
15-ربطوا أنفسهم بعضهم ببعض، وتقوقعوا حول أنفسهم، فكان الواحد
منهم لا يستطيع أن يتكلم حتى يرجع للبقية ويأذنون له بالكلام، وصوروا لأنفسهم ولغيرهم،
أنهم إن سقط واحد منهم سقطوا جميعًا، وأن الدور سوف يأتي عليهم واحد بعد الآخر حتى
قيدوا أنفسهم بعضهم ببعض، وأصبحوا يمشون على الباطل سويا متعاضدين متناصرين، وهمهم
أنفسهم لا الدعوة السلفية.
فينبغي لكل عاقل أن يتعظ مما حصل لهؤلاء القوم، ولا يمشى على خطاهم
وأساليبهم، ويحذر من طريقتهم في التعامل مع الدعوة ومع السلفيين، وأين كانوا وأين
هم اليوم، وأنه لن ينفع الإنسان إلا الاستقامة الحقيقية على المنهج السلفي بدون
غلو ولا تميع، وإنما وسط خيار عدل.
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
قال الإمام البخاري رحمه الله تحت حديث (3339):"وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ
ذِكْرُهُ: +وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ_
وَالوَسَطُ العَدْلُ "
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله تعالى
الجمعة 13 ربيع الأول 1442 هجرية
حمل المقال
بصيغة
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.