لو قلنا هذا لرمونا بالحدادية والغلو

لو قلنا هذا لرمونا بالحدادية والغلو 

بسم الله الرحمن الرحيم 

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في "فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام" (٦ / ٧٢):" ولذلك نجد الطلبة ونحن منهم لما كنا طلبة عند الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله نقتدي حتى في أفعاله وحركاته حتى خطي كان طيباً قبل أن أبدأ الدراسة عليه فلما بدأت الدراسة عليه صرت أقلد كتابته كتابة رديئة فتركت خطي كل ذلك من محبتنا له، واتخاذه قدوة لنا اقتدينا حتى في الكتابة حتى في المشي وحتى في كل شيء، لأن الإنسان إذا لم يعتقد في معلمه هذا الاعتقاد فإنه لا ينتفع به إذا نصب نفسه جالسا عنده للتعلم يريد أن يجعل في نفسه شيئاً من المعارضة لما يقول أستاذه، فأنا أقول: لا ينتفع به، وإن انتفع به فهو قليل."اهـ 

قال أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله تعالى 

لما رأيت هذا الكلام الجميل من هذا الإمام رحمه الله تعالى، تبادر إلى ذهني البرامكة والصعافقة وحربهم الشديد لدعوتنا وعلمائنا 

وقلت في نفسي:

لو سمعوا منا مثل هذا الكلام في إمامنا مقبل الوادعي رحمه الله وعلمائنا أمثال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لرمونا بالحدادية والغلو  والتعصب وفساد المعتقد وخلل في التوحيد، فالقوم عندهم احترام علمائنا والثناء عليهم شعرا ونثرا وإظهار خيرهم ومحاسنهم والدفاع عنهم غلو وحدادية!!

وأما ماصدر من بعض الألفاظ والعبارات من بعض الشعراء وغيرهم قد نبه عليها علماؤنا ونصحوا فيها قائليها وحذفت وتراجع قائلوها وأعلنوا ذلك. 

بخلاف البرامكة والصعافقة فقد قالوا في مشائخهم غلوا نشر في كل مكان، ولم نسمع من مشائخهم النكير، وإعلان البراءة من تلك العبارات ومن تلك الأقوال.

والحمد لله رب العالمين
ليلة السبت ٢من جماد الأول ١٤٤١هـ