الأحد

[الرد على القرضاوي المهين في وصفه موزة قطر بأم المؤمنين]

[الرد على القرضاوي المهين في وصفه موزة قطر بأم المؤمنين]

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:

فلا يزال القرضاوي المهين أخزاه الله  يخرج بلاياه وشره على الأمة حينا بعد حين، ولا يبالي بعقول الناس، وكأن الناس عنده غنم رعاع، ومما صدر منها  ما ذكره على تويتر قائلا في وصف امرأة تدعى موزة والدة أمير قطر: «إن الشيخة موزة والدة أمير قطر أشرف وأكرم بنات العرب ويجوز وصفها بأم المؤمنين» اهـ

أقول إن لي مع هذا الكلام وقفات:

الوقفة الأولى: قوله:« أشرف وأكرم بنات العرب»
أقول: إن هذا الإطلاق «أشرف وأكرم» إطلاق غير صحيح وفي غير موضعه، وقد جاءت الأدلة تبين أفضل النساء وأكملهن على الإطلاق كما  جاء:

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ » متفق عليه.

وعن عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيِنَ رضي الله عنها ، قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ تَمْشِي، لاَ وَالله مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي الله وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ» متفق عليه.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خطَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ خُطُوطًا أَرْبَعَةً قَالَ:« (أَتَدْرُونَ مَا هَذَا)؟ قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون» رواه الإمام أحمد (1 / 293)، وابن حبان في «صحيحه»  برقم(6971) وغيرهما. انظر «الصحيحة» للألباني رحمه الله (4/13)

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ » أحمد (3 / 135) ورواه الترمذي(3878) وغيرهما وصححه الإمام الألباني رحمه الله

وعن عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: « أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا» ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا» متفق عليه.

الوقفة الثانية: قوله:« ويجوز وصفها بأم المؤمنين».
أقول: هذا الوصف مما خص الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أن زوجاته أمهات للمؤمنين.

قال الله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [الأحزاب: 6]

قال  الإمام الشَّافِعِي رحمه الله: وكان مما خص الله - عز وجل -، نبيه - صلى الله عليه وسلم - قوله: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} .اهـ من كتاب « تفسير الإمام الشافعي » (3/ 1214).

وقال الإمام الطبري رحمه الله في « تفسيره» (19/ 16):« وَقَوْلُهُ {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6] يَقُولُ: وَحُرْمَةُ أَزْوَاجِهِ حُرْمَةُ أُمَّهَاتِهِمْ عَلَيْهِمْ، فِي أَنَّهُنَّ يَحْرُمُ عَلَيْهِنَّ نِكَاحُهُنَّ مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ، كَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِمْ نِكَاحُ أُمَّهَاتِهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ» اهـ.

وقال الإمام ابن أبي حاتم في «تفسيره» (9/ 3115):«  عَنْ قَتَادَة رَضِيَ الله عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وأزواجه أمهاتهم يقول: أمهاتهم في الحرمة، لا يحل لمؤمن أن ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته إن طلق. ولا بعد موته هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه» اهـ

وقال الإمام القرطبي رحمه الله في « تفسيره» (14/ 123):« قوله تعالى: { وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) شَرَّفَ الله تَعَالَى أَزْوَاجَ نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ جَعَلَهُنَّ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ فِي وُجُوبِ التَّعْظِيمِ وَالْمَبَرَّةِ وَالْإِجْلَالِ وَحُرْمَةِ النِّكَاحِ عَلَى الرِّجَالِ، وَحَجْبِهِنَّ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُنَّ بِخِلَافِ الْأُمَّهَاتِ. وَقِيلَ: لَمَّا كَانَتْ شَفَقَتُهُنَّ عَلَيْهِمْ كَشَفَقَةِ الْأُمَّهَاتِ أُنْزِلْنَ مَنْزِلَةَ الْأُمَّهَاتِ» اهـ

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» (6/ 340):« وقال تعالى: {وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ}: أي في الحرمة والاحترام، والتوقير والإكرام وَالْإِعْظَامِ، وَلَكِنْ لَا تَجُوزُ الْخَلْوَةُ بِهِنَّ وَلَا يَنْتَشِرُ التَّحْرِيمُ إِلَى بَنَاتِهِنَّ وَأَخَوَاتِهِنَّ بِالْإِجْمَاعِ، وَإِنْ سَمَّى بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بَنَاتِهُنَّ أَخَوَاتِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا هو منصوص الشافعي رضي الله عنه فِي الْمُخْتَصَرِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ إِطْلَاقِ الْعِبَارَةِ لَا إِثْبَاتِ الْحُكْمِ» اهـ

وقال الإمام الشنقيطي رحمه الله في «أضواء البيان » (6/ 232):« قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أَيْ فِي الْحُرْمَةِ وَالِاحْتِرَامِ وَالتَّوْقِيرِ وَالْإِكْرَامِ وَالْإِعْظَامِ، وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ الْخَلْوَةُ بِهِنَّ، وَلَا يَنْتَشِرُ التَّحْرِيمُ إِلَى بَنَاتِهِنَّ وَأَخَوَاتِهِنَّ بِالْإِجْمَاعِ، اهـ. مَحَلُّ الْغَرَضِ مِنْهُ. وَمَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِكَوْنِ أَزْوَاجِهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ حُرْمَتُهُنَّ عَلَيْهِمْ، كَحُرْمَةِ الْأُمِّ، وَاحْتِرَامُهُمْ لَهُنَّ كَاحْتِرَامِ الْأُمِّ. . . إِلَخْ وَاضِحٌ لَا إِشْكَالَ فِيهِ. وَيَدُلُّ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}; لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَسْأَلُ أُمَّهُ الْحَقِيقِيَّةَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ}، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُنَّ رَضِيَ الله عَنْهُنَّ، لَمْ يَلِدْنَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ هُنَّ أُمَّهَاتُهُمْ...» اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في « الصارم المسلول » (ص: 423):« وأوجب على الأمة لأجله احترام أزواجه وجعلهن أمهات في التحريم والاحترام فقال سبحانه وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}» اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة »(4/ 368):« وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَالُ لَهَا: « أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ » عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، [وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ] (6) ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَمَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةَ، وَجُوَيْرِيَّةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْمُصْطَلِقِيَّةَ، وَصْفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ الْهَارُونِيَّةَ، - رَضِيَ الله عَنْهُنَّ -. وَقَدْ قَالَ الله تَعَالَى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [سُورَةُ الْأَحْزَابِ: 6] وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ لِلْأُمَّةِ عِلْمًا عَامًّا، وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَى غَيْرِهِ، وَعَلَى وُجُوبِ احْتِرَامِهِنَّ ; فَهُنَّ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحُرْمَةِ وَالتَّحْرِيمِ، وَلَسْنَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَحْرَمِيَّةِ، فَلَا يَجُوزُ لِغَيْرِ أَقَارِبِهِنَّ الْخَلْوَةَ بِهِنَّ، وَلَا السَّفَرَ بِهِنَّ، كَمَا يَخْلُو الرَّجُلُ وَيُسَافِرُ بِذَوَاتِ مَحَارِمِهِ» اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة » (5/ 238):« فَإِنَّ نِسَاءَهُ إِنَّمَا كُنَّ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ تَبَعًا لَهُ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَالْأَبِ لَمْ يَكُنْ نِسَاؤُهُ كَالْأُمَّهَاتِ» اهـ

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في« مدارج السالكين » (3/ 70):« سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر ذلك. ويفسره بأن الولادة نوعان. أحدهما: هذه المعروفة، والثانية: ولادة القلب والروح وخروجهما من مشيمة النفس، وظلمة الطبع.
قال: وهذه الولادة لما كانت بسبب الرسول كان كالأب للمؤمنين، وقد قرأ أبي بن كعب - رضي الله عنه « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم ».
قال: ومعنى هذه الآية والقراءة في قوله تعالى {وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] إذ ثبوت أمومة أزواجه لهم: فرع عن ثبوت أبوته.
قال: فالشيخ والمعلم والمؤدب أب الروح. والوالد أب الجسم» اهـ.

وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في «شرح الأربعين» (ص: 96):« كُنّيَتْ عائشة رضي الله عنها بأم المؤمنين لأنها إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وجميع أمهات المؤمنين تكنى بهذه الكنية، كما قال الله عزّ وجل: { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: الآية: 6] فكل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين» اهـ

وقال العلامة العباد حفظه الله في «شرح الأربعين النووية »:«ووصفه لها بأنها أم المؤمنين هذا الوصف ثابت لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، والله تعالى ذكر ذلك في كتابه فقال: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6]، وهن رضي الله عنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، ويكن معه في الجنة رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن.
ويطلق عليهن أمهات المؤمنين؛ لأنهن يحرمن على كل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهن زوجاته في الدنيا والآخرة رضي الله عنهن وأرضاهن» اهـ.

أقول : تقدم بيان أن هذا الوصف لا يقال إلا لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مما ميزهن الله به، وخصهن به وفضلهن به، فلا يقال لمن دوهن أمهات المؤمنين.

الوقفات الثالثة: إذا علم أن إطلاق أفضلية النساء وأكرمهن وأشرفهن قد جاءت الأدلة في تعيين ذلك، وكذلك الوصف بــ «أمهات المؤمنين»  أنه من خصائص زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقال لمن سواهن ولو كن صالحات تقيات بارات.
 فما بالك بمن يصف نساء -متبرجات، لا يلبسن الحجاب الشرعي، وإنما يظهرن سافرات الوجوه، يظهرن شعورهن وبعض مفاتنهن والعياذ بالله، ويظهرن في القنوات والمؤتمرات وغير ذلك-، بـــ «أكرم وأشرف بنات العرب»!!،« وأم للمؤمنين»!!  فأي أم هذه للمؤمنين يا قرضاوي ؟!.
هذا والله من اللعب بدين وبشرع الله تعالى ، ومن اللعب بالأحكام الشرعية، وفيه تغرير بالناس والمسلمين، ولعب على عقولهم وأفكارهم وأخلاقهم، وتشجيع للتبرج وإظهار أن التبرج لا يؤثر بالمرأة، وأنه من المسلمات عند الناس وأمر طبيعي، وكم وكم للقرضاوي من فتاوى شيطانية في تشجيع التبرج والسفور وغير ذلك.

والقرضاوي عجائبه وفضائحه وكوارثه لا تنتهي ، حسبنا الله ونعم الوكيل، وكل حين يظهر بطامة جديدة وكارثة جديدة ، فالرجل لا  يهدأ ولا يتوانى في حرب الإسلام والمسلمين والتغرير بالناس، نسأل الله أن يريح الإسلام والمسلمين  منه ومن شره عاجلا غير آجل.

أخيرًا:
هذه طريقة الإخوان المسلمين دائما وأبدًا؛ من كان معهم ويدعمهم ويؤيدهم رفعوه ووصفوه بأوصاف لا تليق إلا بالصحابة وأئمة وجهابذة الإسلام ، ولو كان من أفسق الناس وأشرهم أو من أجهل الناس، وهذا نهج يسيرون عليه من قبل ومن بعد، فهذا يضاف إلى  الأدلة على ذلك.

والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري

 ظهر الأحد 29 من شوال 1438هجرية


نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى