الفراكسة يعملون مؤامرة على الشيخ يوسف الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فمما سُطر في التاريخ عن أهل الأهواء و البدع, عندما يفشلون
عن مقارعة الحجج التي يُدينها بهم أهل الحق يلجؤون مباشرة إلى السلطان ويكذبون ويزورون
ويفترون.
ومن ذلك ما ذكره الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ
" ( 3 / 358... )
"لما قدم السلطان
ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا
عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام
عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغيرًا وجعلوه في المحراب
تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه
مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته إن بعث الآن السلطان يجده فعظم
ذلك على السلطان وبعث غلامًا ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم
ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري, فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان
قد اشتد غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر اللعبة؛ قال: لست
عن ذا أسألك؟ قال: فعم يسألني السلطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول:
إن الله على صورته، فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: سبحانك هذا بهتان عظيم، فوقع في
قلب السلطان أنهم كذبوا عليه, فأمر به فأخرج إلى داره مكرمًا، وقال لهم: اصدقوني, وهددهم
فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة, فأردنا أن نقطع شره
عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم. اهـــــ
أقول:
فهذا هو حال أهل البدع مع أهل الحق في كل مكان وزمان،
يتربصون بهم الدوائر، ويحاولون القضاء عليهم ويوشون بهم إلى السلطان لو تمكنوا من
ذلك.
وقد أرسل إلي أخي العزيز يوسف الجزائري بأن الفراكسة تجمعوا
عليه ووشوا به إلى الدولة الجزائرية وفقها الله
وقال الشيخ يوسف حفظه الله :
جاءني اليوم مبعوث من المحكمة بورقة استدعاء للمحكمة بعد
غد. فقد رفع علي أربعة فراكسة-ومعهم خمسون توقيع من أجل محاكمتي.
وعنوان الدعوى وما فيها من الاتهامات في الورقة:
السب العلني!!!
والتحريش عليهم!!
والفساد في الأرض!!
هذه النقاط الثلاث......... اهـــ
فهذه حجج الفراكسة ودعواهم الباطلة ، وليست هذه الطريقة
جديدة على أهل الأهواء، ولو كانوا أهل حق لجردوا أقلامهم وبينوا كما يبين أهل
الحق، أما الوشايات والتحريشات فقد عرفناها وعرفها الناس أنها من طرق أهل الأهواء
لصد الناس عن الحق وأهله.
وهنا سؤال يطرح نفسه.
لماذا هذه المؤامرة
الآن من الفراكسة بعد خروج كتاب أخينا يوسف في الرد على الشيخ ربيع؟!
فهذا التوقيت بالذات
فيه دلالات واشارات.
ونوصي أخانا يوسف بالصبر وكثرة التضرع لربه سبحانه و تعالى
أن يصرف عنه مكر هؤلاء الفراكسة وغيرهم
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
} [الأنفال: 30]
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الأحد 6من ربيع الأول 1436هجرية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.