أقسام البرامكة في اليمن
بسم الله
الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى: {إِنَّ
الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ
الله بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد:
11].
وبعد:
فقد
تواصل بي أحد الإخوة، يسأل عن علي الشرفي الملقب (بالحذيفي)، ويقول: إن الحذيفي
يتكلم، ويحذر ويطعن في أصحاب الإبانة، والفيوش، والباقين من البرامكة في عدن أمثال
(كنتوش، وناصر الزيدي، والجونة عباس، ومن إليهم).
وأقول:
أولا: علي الحذيفي -أصلحه الله- هو من رؤوس البرامكة المفسدين، وهو
من مؤسسي حزب البرامكة في اليمن، وهو ممن قام بالثورة على دار الحديث بدماج، وعلى
الشيخ يحيى الحجوري، والمشايخ والدعاة السلفيين بحق وصدق في اليمن، قام مع عرفات
البصيري (البرمكي)، ومحمد غالب العدني، وهاني بن بريك، وعبد الرؤوف العدني، مع عبد
الرحمن العدني، بتوجيهات خارجية، وهم الذين كانوا يُسيرون عبد الرحمن العدني
ويتحكمون فيه، وهم جسر التواصل بين البرامكة، وبين الداعمين، والموجهين،
والمبرمجين لهم، الذين افتعلوا الفتنة من الخارج، الذين ظهروا بعد ذلك، والذين
انقسموا الآن إلى صعافقة، ومصعفقة!، وكانوا يؤزون عبد الرحمن العدني، ويسيرونه، ويوجهونه،
ويشجعونه؛ ليقوم بثورته على دماج وأهلها، فالحذيفي له نصيب كبير من الفتنة،
والثورة على أهل السنة في اليمن، وطعوناته، وأفعاله معروفة، ومدونة عليه، ويحمل أوزار
هذه الفتنة أيضا كما يحملها الأخرون: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ
مَا يَزِرُونَ } [النحل: 25].
ثانيا: بعد أن أقاموا فتنتهم، وانفصلوا عن الدعوة السلفية، -تحسبهم
جميعا وقلوبهم شتى-، انقسموا بعد ذلك إلى أقسام:
=فقسمٌ مع أصحاب الإبانة، وعبد الرحمن العدني، بعد أن أراد هاني ومن
معه الانقلاب عليه، والسيطرة على الفيوش.
=وقسم مع هاني بن بريك، وهم القسم الأخر من البرامكة؛ ويشمل علي
الحذيفي، وناصر الزيدي، وكنتوش، وعباس جونة، وعبد الرؤوف العدني، وزكريا بن شعيب،
ومنير السعدي ومن إليهم، وبدأوا يحذرون من أصحاب معبر، ومن أصحاب الفيوش ومن معهم،
وبالعكس حذر منهم أصحاب الإبانة، وعبد الرحمن العدني، وأخرجوا منشورا في هاني بن
بريك ومن معه.
=ثم لما دخل هاني بن بريك في السياسة، وظهرت منه مقولات وأعمال سيئة،
انقسموا:
فعلي الحذيفي خرج بقسم من هذا القسم، وبدأ يتكلم
في هاني بن بريك، وفيمن دافع عنه، ووقف معه، أو سكت عنه، وهم القسم الأخر (صلاح
كنتوش، وناصر الزيدي، والجونة عباس، وزكريا العدني، وعبد الرؤوف العدني، ومنير
السعدي ومن معهم، ويحذرون من علي الحذيفي ومن معه.
وهؤلاء (قسم كنتوش) أيضا اختلفوا في هاني بن
بريك، فمنهم من يرى أنه ولي أمر، لأنه كان وزيرًا -وقتئذ-، ويجب السكوت عنه، وأنه
دخل في السياسة بعد أن شاور الدكتور!، ومنهم من قال: لابد يناصح ويزجر، ويتخذ منه
موقفا، ولا ترى لهم موقفًا واضحًا من هاني إلى اليوم غير الغمغة، والمجمجة، وكلام
هزيل، لحفظ ماء الوجه أمام أتباعهم.
=ومازالت هذه الأقسام مختلفة إلى الآن، وكل واحد يريد
أن يكون هو الرأس، وهو المرجع، وهو الكبير، وهو الذي يُحترم، وهو الذي يُسار على
نصحه، وتوجيهه، وأن الصواب معه، وهو الذي لابد أن يأتيه الدعم والأموال، وتكون
الإحالة عليه من الخارج!
=وقد حاول عبد الله البخاري صاحب المدينة (الذي طعن في الإمام
الوادعي؛ بأنه وطلابه على فكر الخوارج)، أن يصلح بينهم، وخرجت ورقة عليها أسماءهم،
ووافق الحذيفي في منشور آخر، لكن الوضع مازال على ما هو عليه في شقاق، وخلاف على
الرئاسة لحزب البرامكة، وهؤلاء هم الصعافقة التابعون للدكتور ربيع وعبيد والبخاري
وعرفات، يوالون من والوا، ويعادون من عادوا في كل مكان.
=وعلى الحذيفي مازال كما هو يحذر منهم، ويرى
أنه الأفضل والأصلح، وأن الطرف الأخر لا يصلح لقيادة الدعوة البرمكية.
وأما أصحاب الفيوش بعد مقتل عبد الرحمن العدني، انقسموا إلى أقسام:
=فقسم مع أصحاب الإبانة.
= وقسم مع المصعفقة التابعين لمحمد بن هادي ومن إليه.
=وقسم مع علي الحذيفي.
=وقسم مع كنتوش وأصحابه الصعافقة التابعين للدكتور ربيع.
=وقسم مع عبد الله مرعي -تاجر السلاحف- الذي يرى لنفسه منهجا جديدًا
لا مع ربيع، ولا مع أصحاب الإبانة، ولا مع أصحاب كنتوش، ولا مع علي الحذيفي، ولا
مع محمد بن هادي، منهج منفصل عنهم هو رأسه.
=وأما أصحاب الإبانة فلا يردون يد لامس، فمع الإخوان، ومع
السروريين، وأصحاب الجمعيات، ومع الحسنيين، ومع أقسام من البرامكة وخاصة المصعفقة،
وكما يعلم الجميع موقفهم، ودفاعهم عن الرافضة، فالقوم مخضرية معفنة.
وهذه الأقسام كانت في يوم ما يدًا واحدة، معتضدة، متكاتفة، مجتمعة،
متناصرة، وكان هدفهم جميعًا إسقاط أهل السنة في دماج، وخراب الدعوة السلفية في
اليمن، وإرادة العنت لها ولأهلها، وتمزيقها شذر مذر.
فعاقبهم
الله جميعا، وجعل كيدهم في نحورهم، وجعل الدائرة عليهم، وذهبوا شذر مذر، وجعل العداوة
والبغضاء بينهم، وحرب ضروس بينهم في أنحاء العالم، تسمى حرب الصعافقة والمصفقة،
ولله في خلقه شؤون، وله الحكمة البالغة، وصدق ربنا سبحانه وتعالى كما في الحديث
القدسي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ
بِالحَرْبِ" رواه البخاري (6502).
والبرامكة الآن في العالم بينهم حربٌ ضروسٌ، في كل دولة، في عقر دارهم،
وفي اليمن، وفي مصر، وفي ليبيا، وفي تونس، وفي الجزائر، وفي المغرب، وأفريقيا، وأوروبا،
وأمريكا، وآسيا:
قسم مع الصعافقة: وهم أتباع الدكتور ربيع.
وقسم مع المصعفقة: وهم أتباع الدكتور محمد بن هادي.
وبينهم
ردود، وكتابات، ومهاترات، وسباب، وشتام، وتبديع، وتفسيق، ورمي التهم العظيمة التي
تقشعر منها الأبدان، وما بقي إلا أن يكفر بعضهم بعضا، نسأل الله السلامة والعافية.
هذا
مختصر الجواب لهذه الأخ وغيره عن البرامكة وأقسامهم.
والحمد
لله رب العالمين
كتبه:
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الثلاثاء
3جماد الأخر1444هجرية
حمل المقال من هنا
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.