الاثنين

لا فرق بين جرح الرواة وجرح أهل الأهواء بالإجماع وهو باق في كل العصور


لا فرق بين جرح الرواة وجرح أهل الأهواء بالإجماع

وهو باق في كل العصور

بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال  سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه مسلم
وجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه، قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» متفق عليه
وعن  مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه ، قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» متفق عليه.
أما بعد:

فالحملات  التحذيرية من منهج الجرح والتعديل وأهله مستمرة  لا تنقطع، والتشويه قائم على قدم وساق، وكل ذلك خدمة لأهل الأهواء والبدع، ونفاحًا عنهم، وخوفًا من سقوطهم وفضحهم أمام الناس.

ومن تلك الحملات :
  التفريق بين جرح الرواة وجرح أهل الأهواء والبدع والمنحرفين والضالين، وأن الجرح والتعديل قد انتهى زمنه ووقته ورجاله، وأنه خاص بالرواة فقط، ومدون في الكتب وانتهى.
وهذا التأصيل والتقعيد مخالف للأدلة من القرآن والسنة ومنهج سلف الأمة والإجماع الذي انعقد على ذلك وسطره العلماء في كتبهم.
وهنا سأنقل لك أيها القارئ الكريم- بإذن الله تعالى - بعض النقولات المهمة التي تدل على أن لا فرق بين جرح الرواة وجرح أهل الأهواء وأنه مستمر في كل عصر ومصر.
 من ذلك:
قال النووي رحمه الله في $رياض الصالحين#(ص: 844):$ اعْلَمْ أنَّ الغِيبَةَ تُبَاحُ لِغَرَضٍ صَحيحٍ شَرْعِيٍّ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ إِلا بِهَا، وَهُوَ سِتَّةُ أسْبَابٍ: -وذكر منها
الرَّابعُ: تَحْذِيرُ المُسْلِمينَ مِنَ الشَّرِّ وَنَصِيحَتُهُمْ، وذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ:
مِنْهَا: جَرْحُ المَجْرُوحينَ مِنَ الرُّواةِ والشُّهُودِ وذلكَ جَائِزٌ بإجْمَاعِ المُسْلِمينَ، بَلْ وَاجِبٌ للْحَاجَةِ..
ومنها: إِذَا رأى مُتَفَقِّهاً يَتَرَدَّدُ إِلَى مُبْتَدِعٍ، أَوْ فَاسِقٍ يَأَخُذُ عَنْهُ العِلْمَ، وخَافَ أنْ يَتَضَرَّرَ المُتَفَقِّهُ بِذَلِكَ، فَعَلَيْهِ نَصِيحَتُهُ بِبَيانِ حَالِهِ، بِشَرْطِ أنْ يَقْصِدَ النَّصِيحَةَ، وَهَذا مِمَّا يُغلَطُ فِيهِ. وَقَدْ يَحمِلُ المُتَكَلِّمَ بِذلِكَ الحَسَدُ، وَيُلَبِّسُ الشَّيطانُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، ويُخَيْلُ إِلَيْهِ أنَّهُ نَصِيحَةٌ فَليُتَفَطَّنْ لِذلِكَ.
الخامِسُ: أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ، ومُصَادَرَةِ النَّاسِ، وأَخْذِ المَكْسِ، وجِبَايَةِ الأمْوَالِ ظُلْماً، وَتَوَلِّي الأمُورِ الباطِلَةِ، فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ العُيُوبِ، إِلا أنْ يكونَ لِجَوازِهِ سَبَبٌ آخَرُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ# اهـ.
قال الإمام أبو عيسى  الترمذي  رحمه الله :$ وقد عاب بعض من لا يفهم على أصحاب الحديث الكلام في الرجال: وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال: منهم: والحسن البصري و طاووس قد تكلما في معبد الجهني. وتكلم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب. وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور. وهكذا روي عن أيوب السختياني، وعبد الله بن عون وسليمان التيمي، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنسن والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أهل العلم، أنهم تكلموا في الرجال وضعفوا، فما حملهم على ذلك - عندنا والله أعلم - إلا النصيحة للمسلمين. لا نظن أنهم أرادوا الطعن على الناس، أو الغيبة، إنما أرادوا - عندنا - أن يبينوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا، لأن بعضهم - من الذين ضعفوا - كان صاحب بدعة وبعضهم كان متهما في الحديث، وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطأ، فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم، شفقة على الدين وتثبيتا، لأن الشهادة في الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال# اهـ. $علل الترمذي# (1/ 347)
قال ابن رجب رحمه الله في $شرح علل الترمذي# (1/ 348):$ مقصود الترمذي - رحمه الله - أن يبين أن الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله.
وقد ظن بعض من لا علم عنده أن ذلك من باب الغيبة، وليس كذلك، فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة، ولو كانت خاصة كالقدح في شهادة شاهد الزور، جائز بغير نزاع، فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أولى# اهـ.
 وقال الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله في $ أصول السنة# (ص: 293):$ وَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ اَلسُّنَّةِ يَعِيبُونَ أَهْلَ اَلْأَهْوَاءِ اَلْمُضِلَّةِ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَيُخَوِّفُونَ فِتْنَتَهُمْ وَيُخْبِرُونَ بِخَلَاقِهِمْ، وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ غِيبَةً لَهُمْ وَلَا طَعْنًا عَلَيْهِمْ# اهـ
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى $الفرق بين النصيحة والتعيير# (ص: 7-8):$ فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة# اهـ
 وقال الإمام أبو الوليد الباجي الأندلسي في $التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح# (1/ 282):$ وَإِنَّمَا يجوز للمجرح أَن يذكر المجرح بِمَا فِيهِ مِمَّا يرد حَدِيثه لما فِي ذَلِك من الذب عَن الحَدِيث وَكَذَلِكَ ذُو الْبِدْعَة يذكر ببدعته لِئَلَّا تغتر بِهِ النَّاس حفظا للشريعة وذبا عَنْهَا وَلَا يذكر غير ذَلِك من عيوبه لِأَنَّهُ من بَاب الْغَيْبَة قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ فِي صَاحب الْبِدْعَة يذكر ببدعته وَلَا يغتاب بِغَيْر ذَلِك يَعْنِي وَالله أعلم أَن يُورد مَا فِيهِ لَا على وَجه السب لَهُ أَو يُقَال فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ فَأَما أَن يذكر مَا فِيهِ مِمَّا يثلم دينه على وَجه التحذير مِنْهُ فَلَيْسَ من بَاب الْغَيْبَة وَالله أعلم# اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في $مجموع الفتاوى# (35/ 414):$ وَالدَّاعِي إلَى الْبِدْعَةِ مُسْتَحِقٌّ الْعُقُوبَةَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُقُوبَتُهُ تَكُونُ تَارَةً بِالْقَتْلِ، وَتَارَةً بِمَا دُونَهُ، كَمَا قَتَلَ السَّلَفُ جَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ، وَالْجَعْدَ بْنَ دِرْهَمٍ، وَغَيْلَانَ الْقَدَرِيَّ، وَغَيْرَهُمْ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ أَوْ لَا يُمْكِنُ عُقُوبَتُهُ فَلَا بُدَّ مِنْ بَيَانِ بِدْعَتِهِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْهَا، فَإِنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ الَّذِي أَمَرَ الله بِهِ وَرَسُولُهُ.
وَالْبِدْعَةُ الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَا اشْتَهَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كَبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ، وَالرَّوَافِضِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالْمُرْجِئَةِ# اهــ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  كما في $مجموع الفتاوى# (28/ 231):$ وَإِذَا كَانَ النُّصْحُ وَاجِبًا فِي الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ:
مِثْلَ نَقَلَةِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَغْلَطُونَ أَوْ يَكْذِبُونَ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت مَالِكًا وَالثَّوْرِيَّ وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ - أَظُنُّهُ - وَالْأَوْزَاعِي عَنْ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لَا يَحْفَظُ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا. فَقَالَ: إذَا سَكَتّ أَنْتَ وَسَكَتّ أَنَا فَمَتَى يُعْرَفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحُ مِنْ السَّقِيمِ.
وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ الله وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ الله لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً#. اهـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله  في $زاد المعاد #(3/ 503):$ جَوَازُ الطَّعْنِ فِي الرَّجُلِ بِمَا يَغْلِبُ عَلَى اجْتِهَادِ الطَّاعِنِ حَمِيَّةً أَوْ ذَبًّا عَنِ الله وَرَسُولِهِ، وَمِنْ هَذَا طَعْنُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِيمَنْ طَعَنُوا فِيهِ مِنَ الرُّوَاةِ، وَمِنْ هَذَا طَعْنُ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ فِي أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ لله لَا لِحُظُوظِهِمْ وَأَغْرَاضِهِمْ
وَمِنْهَا: جَوَازُ الرَّدِّ عَلَى الطَّاعِنِ إِذَا غَلَبَ عَلَى ظَنِّ الرَّادِّ أَنَّهُ وَهْمٌ وَغَلَطٌ، كَمَا قَالَ معاذ لِلَّذِي طَعَنَ فِي كعب: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَالله يَا رَسُولَ الله مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَلَمْ يُنْكِرْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا# اهـ
وقال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله جوابًا عن
سؤال: والذي يقول: إنه انتهى مع زمن الرواية؟.
الجواب: الذي يقول إنه انتهى يا إخوان هم يعلمون أنهم مجروحون ، من أجل هذا ما يريدون أن يتكلم أحد في الجرح والتعديل ، ألتقيت في أناس منهم عند مكتب التوجيه والإرشاد بعد خروج (المخرج من الفتنة) ويقولون : غيبة، المخرج من الفتنة غيبة، هو مدخل إلى الفتنة .
قلت لهم وقالوا لنا سنصطلح، سنصطلح قولوا لهم يسكتون وسنصطلح ما يقلقون ولا شيء، قالوا: (ايش قد لطمتنا وبعدها نصطلح!!) إذ لطمتنا وهو صحيح ما قلت نصطلح؟!، إلَّا أنهم قد لطموا ونخليها تبرد اللطمة أيامًا ثم نأتي لهم بلطمة أخرى ، الحرب خدعة.
فهم يخافون من الجرح والتعديل لأنهم يعرفون أنهم مجروحون.
وكذلك أيضًا التآليف يخافون منها، شيخ من مشايخ القبائل ممن يتعاطف مع الإخوان المسلمين قال لي : أحرقتهم يا أبا عبد الرحمن ، قلت : نصطلح وما مضى مضى، قال: لا بأس نصطلح وما مضى مضى، ولا تكتب ، قال: نحن سمحنا لك تتكلم، تكلم في شريط لا بأس لكن الكتابة هذه تقلقهم ، فلمَّا رأيتهم يقلقون عزمت على جمع الأشرطة في كتب وإخراجها والله المستعان # اهـ من شريط : ( سيرة الإمام الوادعي رحمه الله بصوته ) صفحات الشيخ أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله | لماذا أخترتم منهج الجرح والتعديل طريقاً ؟ | فتاوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
https://muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=158
وقال شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:$ أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: 10 - 13]
ويقول أيضاً : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) } [المسد: 1 - 5]
والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضاً ، وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقبطي قال لصاحبه : {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18)} [القصص: 18].
فهذا دليل على جواز التجريح .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لرجل :$ بئس أخو العشيرة " فلما دخل ألان له الكلام ، فسألته عائشة فقال : $ إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه # , أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة .ويقول أيضاً كما في ( الصحيح ) من حديث عائشة تقول له امرأة أبى سفيان : إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقرها على جرح أبي سفيان .
والنبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - يقول : "من سيدكم يا بنى سلمة ؟ " قالوا : الجد بن قيس ؛ على أنا نبخله ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " أي داء أدوأ من البخل ؟ سيدكم عمرو بن الجموح " .
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لمعاذ بن جبل : " أفتان أنت يا معاذ ؟ "، ويقول لأبى ذر : " إنك رجل فيك جاهلية " ، ويقول لبعض نسائه : " إنكن صواحب يوسف " .
وروى البخاري في (صحيحه ) أن النبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - قال : " ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا " وتفسير الليث بن سعد على أنهما منافقان لم يسلَّم له .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لحمل بن مالك بن النابغة ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فى امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقطت جنينها فقال : " فيه غرة عبد أو أمة " فقال حمل بن مالك بن النابغة : يا رسول الله ! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل ! فقال النبي - صلى الله عليه وعلى اله وسلم - : " إنما هذا من إخوان الكهان " من أجل سجعه .
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " ، ويقول فى الخوارج : " إنهم كلاب أهل النار " ، ويقول أيضاً : " إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" .
فالذي يزهِّد في الجرح والتعديل فهو يزهد في السنَّة ، فإن لم يكن هناك جرح وتعديل فإن كلام الداعي إلى الله العالم الفاضل مثل كلام على الطنطاوي ، أو مثل كلام محمود الصواف ، أو مثل كلام محمد الغزالي ، أو مثل كلام حسن الترابي ، أو مثل كلام الشعراوي ، أو مثل كلام الشيعة الرافضة ، أو مثل كلام الصوفي حسن السقاف .
فأنا أقول : لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل ، أو رجل في قلبه حقد ، أو رجل يعلم أنه مجروح ، فهو ينفر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح .
وأبى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلى كلمته وأن يظهر الحق ، فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياما فيسر الله لهم بمن يوقظهم ، فما كانوا يتكلمون فى الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخاري ومسلم ، ألا نجرح الآن من يقول : الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام ، أليس حقيقيا بأن يجرح ، وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة ! .
ألا تجرح الان من يسب علماء المسلمين ، فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا ؟!.
فلابد من الجمع بين هذا وذاك ، أما لو قرأنا سير الصحابة ، وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين ، هؤلاء يقولون : كيف لو سمعوا كلام الذهبي : رتن وما رتن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام .
أو سمعوا قول الإمام الشافعي : الرواية عن حرام بن عثمان حرام ، أو قول الشافعي أيضا : من روى عن البياضي بيض الله عيونه ، كيف لو سمعوا هذا الكلام ، يقولون : الإمام الشافعي هذا متشدد متزمت يطعن فى المسلمين وفى العلماء .
نحن نتحداكم أن تثبتوا أننا نطعن في العلماء ، طعنا في الديمقراطية والذين يقولون بالرأي والرأي الآخر ، وفى الذين يعترفون بقرارات الأمم المتحدة ، وبقرارات مجلس الأمن ، ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا ، وهذا حديث صحيح ، وهذا حديث ضعيف .
فنقول لهم : بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصوري رحمة الله تعالى إذ يقول :
قل لمن عاند الحديث وأضحى****عائبـــــا أهلــه ومــــن يدعيـــه
أبعلـــم تقول هـــذا أبـــن لــي****أم بجهــل فالجهـل خلق السفيـه
أيعـاب الذين هــم حفظوا الديـ ****ــن مـن التراهـــات والتمــويـــه
وإلــى قولهـم ومــا قـد رووه****راجــــــع كــل عــالــــم وفقيـــه

وأنا لا أريد من السنى أن يشغل وقته ، يجعل وقتا للجماعات ، ووقتا أكبر للتنفس والنزهة ، ووقتا للأكل والنوم ، بل
أريده أن يكون كما قيل :
فكــن رجلا رجلـه فـي الثــرى *****وهـامــة همـتــــه فــي الثـريـــا
وقد كتب إلىَّ بعض إخواني في الله وقالوا : لا تشغل نفسك بهذا ، فهم يظنون أنني أشغل نفسى بهذا الأمر ، فأنا لا أشغل نفسى بهذا الأمر بحمد الله ، فالكتابة في وقتها ، والتعليم في وقته ، والجرح والتعديل في وقته .
وكان ابن الجوزي يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهو موجود . وهكذا غير ابن الجوزي من العلماء المتقدمين قبله كانوا يتحدون معاصريهم أن يأتوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهم موجودون .
والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المفلسون يدرسون في المصطلح ، ولكن كما يقال : تسبيحة حارس ، فليست إلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم .
وعبد الله صعتر أخذ $شرح الطحاوية# يدرس فيه ! لقد ارتقيت مرتقا صعباً يا عبد الله صعتر فحضر أول ليلة جمع كبير , والليلة الثانية أقل ، والليلة الثالثة اقل ، وبعدها نحو سبعة ، وبعدها ثلاثة ، فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة ، وقالت إذاعة لندن ، وقالت صحيفة كذا فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون : نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا .
ولكن كما يقال : رجعت حليمة إلى عادتها القديمة ، لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدى رجعوا إلى الكذب والتلبيس .# اهـ من كتاب :$ فضائح ونصائح#( ص 111 117)
وقال العلامة العثيمين رحمه الله  جوابا عن
 سؤال :هل سنة الجرح والتعديل ماتت ؟
وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته ؟
 الجواب :" أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل ، الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد ، هو قائم .
الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي ، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة ،ويكون أيضا في الرواية ، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات: 6].
فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا، ما دام النوع الإنسان باقيًا ؛ فالْجَرح والتعديل باق .
لكن أنا أخشى أن يقول قائل : إن هذا الإنسان مجروح ، وليس بمجروح ، فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق .
ولهذا أقول إذا كان في شخص عيب ما ، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه . فلا بأس به ، لا بأس منْ بيانه ، ولكن الأحسن أن يقول بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول: كذا، لسببين
السبب الأول  أن يسلم من قضية التعيين .
والسبب الثاني  أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره.
إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به ، وهو يَدْعو إلى بدْعة أو إلى ضَلالة ، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى لا يَغترّ الناس به " . اهــ من شريط "إلى متى هذا الخلاف "
وقال العلامة  زيد بن محمد المدخلي رحمه الله جوابا عن
سؤال : ظهر في هذا الزمان من يقول إن علم الجرح والتعديل إنما وضع لفترة زمنية معينة ،وأما الآن فلسنا بحاجة إليه فما رأيكم في ذلك وفقكم الله ؟
الجواب : " قبل الإجابة على هذا السؤال أُحبُّ أن أذكر أمورًا ينبغي لطلاب العلم ورثة الأنبياء الاطلاع عليها وفهمها حق الفهم :
الأمر الأول : ما أثر عن السلف فيما يتعلق بأهمية الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة التي امتازت بخصائص جليلة عن الأمم السابقة لا تخفى على ذوي الفقه في الدين ، فقد قال محمد بن سيرين " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . "
وقال أيضًا " : لَمْ يكونوا يبالون بالإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم . "
قلت : وفي هاتين الجملتين شرف عظيم لأهل السنة ، وقدح صريح لأهل البدع ، فهنيئاً لأهل الحديث في كل زمان ومكان ، ذلكم الثناء العاطر والتزكية الصادرة لهم من ذويها ، وأسفاً بالغاً على أهل البدع من المسلمين الذين انعكست عليهم الأمور بسبب سوء تصرفهم الذي تجلى في إحيائهم وانتصار لَها ، والسعي في إماتة السنن وبغض أهلها .
الأمر الثاني : أن الجرح والتعديل في كل عصر من العصور له رجاله من أجل صفاتِهم العلم بالكتاب والسنة وعلومها ، مصحوباً بالعدالة والتيقظ ، كما قال الإمام مالك رحمه الله " : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً ، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال لكان أميناً لأنَّهم لَمْ يكونوا من أهل هذا الشأن ، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه . "
قلت : وما ذلك إلا لأن ابن شهاب من أهل العلم بالرجال وإتقان المتون والعدالة والتقيظ .
وقبل مقالة الإمام مالك قال مجاهد رحمه الله - " : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فعجل يشير يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس مالي أراك لا تسمع لحديثي ، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع . فقال بن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابترته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لَمْ نأخذ من الناس إلا ما نعرف. "
الأمر الثالث : وجوب العناية بتطبيق قاعدة التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية حسب فهمي : تميز الصحيح من الأحاديث من الضعيف وتميز الضعيف المنجبر عن الضعيف الذي لا ينجبر وتميز السنة من البدعة ، وتميز عقيدة السلف ومنهجهم العملي عن عقائد أهل البدع ومناهجهم من السابقين والمعاصرين ، وتميز العدول من الناس من المجروحين ، وتميز من ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم وتسند إليهم الفتوى وهم العلماء الربانيون السائرون على نهج السلف علماً وعملاً ممن ليسوا كذلك من كل مبتدع ضال يدعوا لترويج ضلالته وينصح للناس ليقبلوا على غوايته .
وأما التربية : فالمقصود منها تربية النفوس والعقول بنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رحمهم الله . إذ إن الناس إذا رُبًّو من قبل علمائهم على الالتزام بكتاب ربِّهم وصحيح سنة نبيهم فإنَّهم يفوزون بالحياة الطيبة المباركة ، وإن ربوا على أفكار المفكرين ممن قلت بصائرهم بالفقه في الدين ، وآراء المبتدعين التي لا تستمد من نصوص الشرع المبين ، فقد ظلموا أنفسهم وأوردوها موارد العطب فباءت بالإثم وسوء المنقلب .
وأما الجواب على نص السؤال فأقول مستمداً العون والسداد من الله ، الذي علمنا الاستعانة به في قوله الحق : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. }
إن قول القائل في شأن علم الجرح والتعديل :إنَّما وضع لفترة زمنية معينة قد مضت وانتهت ورفعت أقلامها وجفت صحفها ومات أساطينها.
خطأ محض وفيه مجازفة واضحة وتثبيط للهمم عن العناية بنصوص الكتاب والسنة وعلومها ، وصرف لطلاب العلم الشرعي عن النظر في رواة الأحاديث ومتونِها ، وذلك من الخطر بمكان لا يخفى على رجال العلم وأئمة الفقه في الدين .
والحق إن شاء الله أن علم الجرح والتعديل باقٍ وسيبقى مادام العلم والعلماء ، وذلك أن في كل زمان غالباً أئمة مؤهلين لتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : $ لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس وفي رواية لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. #
وقد قال جمع من أهل الأئمة : إن لَمْ تكن هذه الطائفة هم أهل الحديث فلا ندري من هم .
وأهل الحديث في الحقيقة هم العارفون بأسانيده ومتونه من حيث الصحة والضعف ، والمقبول والمردود ، وأسباب القبول وأسباب الرد ، إلى غير ذلك من مباحث علوم الحديث ال
مدونة في أسفارهم ، ثُمَّ أنه يوجد اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم علماء بأيديهم إجازات من أشياخهم الذين لهم أسانيد متصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراهم يروون الأمهات الست كل كتاب بسند متصل وهذا دليل قائم على وجود علم الجرح والتعديل في هذا الزمان وبعده .
ثم إنه قد يفتح الله لمتأخر من أهل العلم فيما يتعلق بموضوع الجرح والتعديل شيء قد خفى على من كان قبله ، ولو كانت المدة بينهم تعد بالقرون وهذا أمر مسلم به ولكنه لا يحط من قدر الأوائل شيئاً ولا يزري بِهم ، ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلاًّ من الجرح والتعديل يجري في نقل الأخبار عن قوم لآخرين والناقل حينئذ إما أن يكون عدلاً ، وإما أن يكون مجروحاً كما يجري ذلك في الشهادة فيما يتعلق بالأموال والأعراض والدماء . هذا ما ظهر لي ودونته على سبيل الاختصار . والله أعلم .
وخير ما يحمل عليه القائلون بأن الجرح والتعديل قد انتهى أمره ومات رجاله ومن قرون عديدة ، أنَّهم نظروا في المؤلفات التي عنيت بهذا الفن ومدى كثرتها وتنوع رتبها ، من حيث البسط والتوسط والاختصار فقرروا
عدم وجود ما يسمى بالجرح والتعديل في هذا الزمان ،وعدم وجود أهله ، كما قرروا عدم حاجة الناس إلى شيءٍ من ذلك أبدًا . والله أعلم ". اهــ من "من كتاب الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (6/242-246)
  وقال العلامة  العباد حفظه الله جوابا عن سؤال :
$هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟
" الجرح والتعديل فيما يتعلق بالنسبة للسابقين والذين يترتب على جرحهم وتعديلهم ثبوت الأحاديث أو عدم ثبوتها الموجودون والمتأخرون ليس عندهم شيء يأتون به إلا ما أتى به السابقون وإنما ينظرون في كلام السابقين قال فلان كذا وقال قال فلان كذا وقال فلان كذا ثم يخلصون إلى نتيجة .
أما بالنسبة لهذا الزمان فالتعديل والتجريح موجود في المحاكم عند الشهود عندما يشهدون على شخص بأن عليه كذا فإن المدعى عليه يجرح الشهود بما يعلمهم فيهم حتى يتخلص من شهادتهم إذا كانوا غير موثوقين وغير معتبرين.
وكذلك أيضا في الناس الذين يحصل منهم الإضلال ويحصل منهم الإفساد فكونه يبين حالهم حتى يحذروا يعني هذا يعني أمر مطلوب .
لكن التوسع في هذا والاشتغال فيه حتى يؤدي الأمر إلى أن يتكلم أهل السنة في أهل السنة وينفر بعضهم من بعض هذا لا يصلح ولا ينبغي". اهــ من "شرح علل الترمذي رقم الشريط 429 الدقيقة 62 والثانية 13"
وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري جوابا عن :
سؤال: نحن من أهل السنة والجماعة، وكثيرًا ما نتعرض إلى سؤالنا: ما هو الدليل على الجرح والكلام في أعراض المسلمين، فالرجاء الرد على هذا السؤال مع أدلة كافية؟
الإجابة: الأدلة على ذلك كثيرة؛ قال ربنا سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب:٦٠-٦١].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون:١].
وقال عز من قائل: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون:٢-٤].
وقال عز وجل: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ الله إلا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء:١٤٢-١٤٣].
وكم من الآيات البينات في كتاب الله عز وجل فضح الله بها المنافقين، حتى سُميت سورة التوبة بسورة الفاضحة.
وقال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [التوبة:٦٧].
وقد جرح الله الكفار فقال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ [المائدة:٧٨-٨٠].
وقد جرح الله عز وجل المشركين على العموم وعلى الخصوص: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد:١-٥].
وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:٧٤].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف:٥-٦].
جرح الله عز وجل الكاذبين، قال سبحانه: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران:٦١].
وقد جرح رسول الله شارب الخمر: «لعن الله شارب الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه» الحديث(٢)، وشارب الخمر مسلم، ما خرج من الملة ما دام من أهل التوحيد ولم يستحلها، فقد جيء برجل شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم به أن يُضرب، فمنهم الضارب بيده ومنهم الضارب بثوبه. قال رجل: لعنه الله! ما أكثر ما يؤتى به! قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تلعنوه، إنه يحب الله ورسوله، لا تعينوا على أخيكم الشيطان»(٣).
وقد جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آكل الربا قال عليه الصلاة والسلام: «لعن الله آكل الربا وموكلها وكاتبه وشاهديه».
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لرجل استأذن عليه: «ائذنوا له بئس أخو العشيرة» فخرج، قالوا: يا رسول الله! دخل عليك فألنتَ له القول، قال: «شر الناس من تركه الناس اتقاء فُحشه»(٤).
وسمى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم الخوارج كلابًا، ثبت عن جماعة من الصحابة يبلغ حد التواتر، منهم: أبو أمامة، وابن عباس، أنه جرحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أتى ذو الخويصرة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسم بعض الأموال بين أصحابه فقال: اعدل يا رسول الله، والله! إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن يعدل إذا لم أعدل؟! خبتَ وخسرتَ إن لم أعدل!» وفي رواية: «خبتُ وخسرتُ» بعضهم يرويها بضم التاء أي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في حق نفسه: أنه رسول فكيف لا يعدل؟! والرواية التي بفتح التاء: «خبتَ» أنتَ، كيف لا أعدل؟! إن لم أعدل فأنت الخائب! «خبتَ وخسرتَ إن لم أعدل! يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر»، ثم قال عمر: يا رسول الله! أضرب عنقه؟ قال: «دعه يا عمر.. يخرج من ضئضئ هذا أناس تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»(٥).
ومر أبو أمامة على أناس من الخوارج فبكى أبو أمامة رضي الله عنه، بكى وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كلاب النار.. كلاب النار.. شر قتلى تحت أديم السماء، وخير قتلى من قتلوا»(٦). والخوارج مسلمون إلا بعضهم كالذين أنكروا سورة يوسف.
أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها لما دعاها الحجاج بعد أن قتل عبد الله بن الزبير، وكان يشمت به، ويقول لأمه: كيف رأيتِني فعلتُ بعدو الله؟ قالت: ماذا صنعتَ؟! أفسدتَ عليه دنياه وأفسدَ عليك آخرتَك، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يخرج من ثقيف كذاب ومبير، أما الكذاب فقد رأيناه -تعني: المختار بن أبي عبيد-، وأما المبير فلا أخاله إلا أنت»(٧)، انظروا على جرح! (كذاب ومبير).
وأنس بن مالك قيل له: (يا أنس! إن بعض الأمراء ينكرون الحوض)، فقال: (ما هذا؟! إننا أدركنا العجائز على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت إحداهن إذا سألت الله تقول: اللهم أوردنا حوض نبيك) (٨).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ويوشك أن تعرفوا شراركم من خياركم»، قالوا: بماذا؟، قال: «بالثناء الحسن، والثناء السيئ».
وفي الصحيحين من حديث أنس(٩)، وجاء عن عمر(١٠) أن جنازة مُرَّ بها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأثنوا عليها خيرًا قال: «وجبت» ومُرَّ بأخرى فأثنوا عليها شرًا قال: «وجبت»، قالوا: ما وجبت؟ قال: «أثنيتم على هذه خيرًا فوجبت لها الجنة، وأثنيتم على هذه شرًا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه».
وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مستريحٌ ومُستراحٌ منه»، قيل: ما مستريحٌ وما مُستراحٌ منه؟ قال: «أما المستريح: فالمؤمن يستريح من نصب الدنيا، وأما المُستراح منه: فالفاجر يموت يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب»(١١).
هذا القدر يكفي في بيان شرعية الجرح للمجروحين، وبضوابطه الشرعية والإجماع قائم على ذلك .. والحمد لله.
________________
(١) الأجوبة السلفية على ما بقي من الأسئلة التي عرضت على محدث الجزيرة العربية، بتاريخ: ليلة السبت ٢٥ رجب ١٤٢٢ه‍.. دماج - دار الحديث.
(٢) رواه الترمذي (ج٤ص٥١٦)، وهو في الصحيح المسند رقم (٦١).
(٣) رواه البخاري رقم (٦٧٨٠).
(٤) رواه البخاري رقم (٦٠٥٤)، ومسلم رقم (٢٥٩١).
(٥) رواه البخاري رقم (٣٦١٠)، ومسلم رقم (١٠٦٣).
(٦) رواه الترمذي رقم (٣٠٠٠)، وابن ماجة رقم (١٧٣).
(٧) رواه الترمذي رقم (٢٢٢٠)، وعبد الرزاق في المصنف رقم (٢٠٧٥٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (١٣٦١).
(٨) قال الحافظ في إتحاف المهرة (ج٨ص٣٥) رواه مسدد ورواته ثقات، وله شاهد من حديث أبي برزة الأسلمي رواه أبو داود في سننه، قلت: وهو في السنن (٤٧٥١) باب في الحوض.
(٩) البخاري رقم (١٣٦٧)، ومسلم رقم (٩٤٩).
(١٠) رواه البخاري رقم (١٣٥٨).
(١١) رواه البخاري رقم (٦٥١٢)، ومسلم رقم (٩٥٠).# اهـ


أخيرا:
تبين مما تقدم أن منهج الجرح والتعديل قائم ولا يزال بحمد الله ، وأنه لا فرق في جرح الرواة وجرح أهل الأهواء، وأن كلا بحسبه ووقته وزمانه وحاجته، وأن من فرق لا يملك دليلا واحدا على هذا التفريق، وهذه الدندنة والشنشنة، وأن المفرقين في ذلك معروف قصدهم وما يريدون من المحاماة عن أهل الأهواء وعن أنفسهم لأنهم مجروحون عند أهل الحق.
ونوصي إخواننا السلفيين بالإكثار من قراءة كتب السلف الصالح، ومعرفة منهج السلف، وأن لا يغترون بكلام أهل الباطل، وشبههم وأقوالهم فهي كسراب بقيعة.
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو حمزة محمد بن حسن السوري
غفر الله له ولوالديه
الاثنين 2 من صفر 1441هجرية

حمل الرسالة من هنا 
بصيغة بي دي اف



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى