الأربعاء

حزب البرامكة والثأر من العلامة الحجوري

 

حزب البرامكة والثأر من العلامة الحجوري

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد:

فقد جاءت الأدلة المتكاثرة في النهي الشديد، عن البغي والعدوان، ومنها:

قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يونس: 23].

وقول الله تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33]

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (3 / 409). "وَحَاصِلُ مَا فُسّر بِهِ الْإِثْمُ أَنَّهُ الْخَطَايَا الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْفَاعِلِ نَفْسِهِ، وَالْبَغْيُ هُوَ التَّعَدِّي إِلَى النَّاسِ، فَحَرَّمَ الله هَذَا وَهَذَا.

وقول الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (4 / 354): "وَنَهَى عَنِ الطُّغْيَانِ، وَهُوَ الْبَغْيُ، فَإِنَّهُ مَصرَعة حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَلَى مُشْرِكٍ. وَأَعْلَمَ تَعَالَى أَنَّهُ بَصِيرٌ بِأَعْمَالِ الْعِبَادِ، لَا يَغْفُلُ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْ" اهـ.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" رواه البخاري

وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ الله تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» رواه أبو داود (4902) وغيره وصححه الألباني رحمه الله

أقول: في هذه الأدلة التحذير الشديد من البغي والعدوان، وأن عاقبته وخيمة على فاعله في الدنيا والآخرة.

وإذا كان البغي والعدوان على مؤمن عادي جريمة عظيمة، فكيف بالبغي والعدوان إذا كان على حملة الدين الحنيف، حملة الدعوة السلفية من طلاب العلم والدعاة والمشايخ والعلماء، فهنا يزداد الإثم على صاحبه، وتكون العقوبة أشد وأنكى كما في حديث

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" رواه البخاري

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما "مجموع الفتاوى" (11/ 160): "وَهَذَا أَصَحُّ حَدِيثٍ يُرْوَى فِي الْأَوْلِيَاءِ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَنْ عَادَى وَلِيًّا لِلَّهِ فَقَدْ بَارَزَ الله بِالْمُحَارَبَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ {وَإِنِّي لَأَثْأَرُ لِأَوْلِيَائِي كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ} أَيْ آخُذُ ثَأْرَهُمْ مِمَّنْ عَادَاهُمْ كَمَا يَأْخُذُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ ثَأْرَهُ" اهـ

وحملة الدين هم سادات أولياء الله:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ الله وَخَاصَّتُهُ» رواه أحمد (11870) وابن ماجه (215) وصحح الألباني رحمه الله

قال ابن الأثير رحمه الله في "النهاية" (1/ 83): " «أَهْل الْقُرْآنِ هُمْ أَهْل الله وخاصَّتُه» أَيْ حَفَظة الْقُرْآنِ الْعَامِلُونَ بِهِ هُمْ أَوْلِيَاءُ الله والمختَصُّون بِهِ اختصاصَ أهلِ الْإِنْسَانِ بِهِ" اهــ

وثبت عن الْحَسَنِ البصري رحمه الله أنه تَلَا {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] قَالَ: " هَذَا حَبِيبُ الله، هَذَا وَلِيُّ الله، هَذَا صَفْوَةُ الله، هَذَا خِيرَةُ الله، هَذَا أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى الله، أَجَابَ الله فِي دَعْوَتِهِ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى مَا أَجَابَ الله فِيهِ مِنْ دَعْوَتِهِ، وَعَمِلَ صَالِحًا فِي إِجَابَتِهِ، وَقَالَ: إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِرَبِّهِ، هَذَا خَلِيفَةُ الله" اهـ  رواه عبد الرزاق الصنعاني في "تفسيره" برقم( 2710)، قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ: قَالَ تَلَا الْحَسَنُ، ورواه ابن المبارك في الزهد(1446)عن معمر به

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْفُقَهَاءُ أَوْلِيَاءَ الله فِي الْآخِرَةِ فَمَا لِلَّهِ وَلِيُّ» من "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (1/ 150).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في: "مفتاح دار السعادة" (1/ 179): "وورثةُ الأنبياء ساداتُ أولياء الله عزَّ وجل" اهــ.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» رواه أحمد (21715) وأبو داود (3641).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما "مجموع الفتاوى" (11/ 160): "وَهَذَا لِأَنَّ أَوْلِيَاءَ الله هُمْ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَوَالَوْهُ فَأَحَبُّوا مَا يُحِبُّ وَأَبْغَضُوا مَا يُبْغِضُ وَرَضُوا بِمَا يَرْضَى وَسَخِطُوا بِمَا يَسْخَطُ وَأَمَرُوا بِمَا يَأْمُرُ وَنَهَوْا عَمَّا نَهَى وَأَعْطَوْا لِمَنْ يُحِبُّ أَنْ يُعْطَى وَمَنَعُوا مَنْ يُحِبُّ أَنْ يُمْنَعَ" اهـ

أقول:

وإن حملة الدعوة السلفية في اليمن بحمد الله وفضله هم من سادات الأولياء في هذا الزمان، وهم العالمون العاملون بشريعة الله تعالى، والداعون إليها ليلا ونهارا، والمتمسكون بها في زمن الغربة والبعد عن دين الله، الصابرون على الأذى، السائرون على خطى السلف الصالح من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.

وهذه الدعوة المباركة العظيمة تتعرض وتلاقي كثيرًا من البغي والعدوان من شتى أهل الكفر والإلحاد والبدع والضلال والحاقدين والحاسدين، وقد بينت شيئًا من هذا البغي والعدوان في كتابي (لطف الرحمن بالدعوة السلفية في بلاد الإيمان" اليمن") على هذا الرابط

https://alsuwari.blogspot.com/2015/01/blog-post_27.html

ومن هؤلاء البغاة المعتدين المحاربين للحق وأهله؛ حزب العدني ومن ناصرهم وأيدهم وأعانهم على فجورهم من أصحاب الإبانة ومن البرامكة عموما.

فقد قاموا بفتنة عريضة كبيرة طار شرارها في كل مكان، وبدأت بالبغي والعدوان على دار الحديث بدماج وعلى شيخها الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري وطلاب العلم والدعاة والمشايخ، وقد عُلمت فتنتهم وشرهم بفضل الله تعالى، وكتب أهل السنة الكتب والمقالات الكثيرة في بيان فتنتهم، وكيف بدأت وبزغت، وكيف رُوج لها بقوة، وصرف عليها الأموال الطائلة من كل مكان، ومما كتب في ذلك مبرهن بالأدلة والبراهين رسالة {مختصر البيان الموضح لحزبية العدني عبد الرحمن ومن تبعه على الفتنة والعدوان} لمجموعة من طلبة العلم بإشراف الشيخ يحيى الحجوري على هذا الرابط:

https://alilmia.com/sub_book41_387.html

ولما قامت هذه العصابة بهذه الفتنة، تفطن لها شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري كما تفطن من قبل ذلك وبعده لكثير من الفتن والمؤامرات على الدعوة السلفية في العالم عموما وعلى دعوة الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي في اليمن خصوصا، وهذا من فضل الله تعال، فانبرى لها حفظه الله، ومن بعده طلابه وإخوانه أهل السنة في دماج وغير دماج، وهذا حقٌ شرعيٌ لهم:

فالله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: 39].

ويقول الله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 41، 42].

وقال الله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]

فقاموا عليهم قومة رجل واحد بالحق، والصدق، والانصاف، حتى خمدت فتنتهم بفضل الله تعالى، وانهارت وفشلت، واضمحلت وذهبت أدراج الرياح، وسلم الله تعالى الدعوة السلفية وأهلها في اليمن وغير اليمن من شرها وخطرها، وفُضحت، وتعرت، وذهب روادها ومفتعلوها شذر مذر، وأصبحوا في كل بلاد أقساما وفرقا بعد أن تآمروا جميعا على أهل السنة في اليمن، ولم يعد منهم ضرر على دعوتنا في اليمن وغير اليمن بحمد الله.

وأما أهل السنة في اليمن، فأقبلوا إقبالا كليا بفضل الله تعالى على العلم والتعليم والدعوة والخطابة والتأليف والكتابة، والرد على أهل الكفر والإلحاد والعلمنة والحداثة والبدع والأهواء وغيرهم.

ولم يعد أهل السنة بحمد الله مشغولين بالبرامكة وأصحاب الإبانة بعد أن بينوا فتنتهم، كما حصل مع من سبقهم ممن ثار على الدعوة السلفية، مما كان في أوساط أهل السنة من انحرف وزاغ كأصحاب الجمعيات وأبي الحسن والبكري وغيرهم، وقد يحتاجون بعض الأوقات أن يعملوا لهم لطمة على الطريقة.

بينما حزب العدني وشلة الإبانة والبرامكة عموما ما زالت قلوبهم مليئة تجيش بالحقد والمرض، وأصبح الشيخ يحيى وأهل السنة في اليمن هو شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد، وديدنهم ليلا ونهارا، ولا يقر لهم قرار، ولا يسكن لهم بال؛ إلا وهم يتكلمون في الحجوري وطلابه والدعوة السلفية في اليمن، ويحاولون أن يجدوا أي شيء على الدعوة السلفية يطيرون به شرقا وغربا، وتناسوا الانشغال بأهل الأهواء والبدع من الفرق والمعتقدات الباطلة والمنحرفة سواء الكفرية أو البدعية وقليلا ما تجد لها كلاما حول ذلك؛ ولا يؤتمنون في ذلك:

قال الإمام الوادعي رحمه الله في نشر "الصحيفة": "ولله در مروان بن محمد الطاطري الذي يقول: «ثلاثة لا يؤتمنون على الدين: الصوفي، والمبتدع يرد على المبتدعة، والقصاص» - ذكر هذا القاضي عياض في «ترتيب المدارك» في ترجمة مروان بن محمد الطاطري رحمه الله" اهــ.

فدل فعلهم هذا على مدى الوجع والألم والصراخ، مما تلقوه من الضربات القاضية من رجال السنة في اليمن وغير اليمن، كيف لا وهم قد أصبحوا لا علم ولا حلم ولا خلفية ولا روية، ولا دعوة حقيقية، وليس ما يقومون به من بعض النشاطات أو المحاضرات أو الخطب تدل على دعوة حقيقة وثمرة علمية سلفية، فأبو الحسن وأصحاب الجمعيات والإخوان عندهم جامعات ومساجد وخطب ومحاضرات وكلمات ورحلات؛ لكنها ليست دعوة حقيقة مثمرة ناجحة سلفية لها القبول وعليها الإقبال من المجتمع ومن الصالحين، لا، بل العكس من ذلك.

أما أهل السنة بحمد الله ازدادت وتوسعت دعوتهم، وكثر حملتها ودعاتها وطلابها، واكتظت مراكزهم بأبناء المسلمين من اليمن وخارجه، وانتشر خيرها في البلدان، وأصبحت محل ثقة الناس، وأثمرت دعوتهم جدا؛ فكم ترى لهم من التأليفات، والبحوث، والكتب، والشروحات، والدروس القوية في جميع الفنون العلمية، وازاد حفاظ القرآن بأعداد عائلة، وحفاظ الأحاديث من الصحيحين وغيرها من المتون العلمية، ونبغ الكثير من طلاب العلم والدعاة، وأصبحت لهم مكنة علمية قوية بفضل الله تعالى.

الخلاصة:

أن ما يقوم به هؤلاء من تحذير وكذب وتشويه وكلام وتحريش لا ينتهي إلا أن يشاء الله، إنما هو عبارة عن انتقام وثأر فحسب ضد العلامة الحجوري وأهل السنة في اليمن وغير اليمن، وتعرفون الثأر كيف يعمل بصاحبه، لا يجعله ينام ولا يرتاح، وقلبه كالجمر، ومثل داء الكلب لا ينتهي بصاحبه إلا بموته إلا أن يشاء الله.

ومن كان هذا حاله لا سبيل إلى اقناعه وتفهيمه؛ فلهم سنوات طويلة قد أعمى الثأر أعينهم، وجعل عليها غشاوة، وأقفل على قلوبهم، ومالنا إلا أن ندعو الله لهم بالهداية والرجوع إلى الحق، فهو سبحانه الذي بيده إزالة هذا الحقد الدفين من قلوبهم، وإنارة أبصارهم، وإرشادهم إلى الطريق المستقيم، أما أهل السنة فقد عملوا كل ما في وسعهم في ذلك، ولكن هؤلاء أبصارهم عميت عن الحق، وقلوبهم غافلة عن الهدى بسبب بدعتهم ومعاصيهم وحربهم للدعوة السلفية وأهلها، وتوبة من هذا حاله محجوبة بسبب بدعهم وعاندهم وفجورهم حتى يتركون ذلك، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الله حَجَزَ - أَوْ قَالَ: حَجَبَ - التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ "

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (4/ 154): "قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن موسى وهو الفروي، قال النسائي وتبعه الحافظ في " التقريب " " لا بأس به "...وتابعه محمد بن عبد الرحمن القشيري عن حميد به...

فهذا يدل على أن صاحب البدعة لا تقبل توبته من بدعته حتى يتركها، ومعلوم أن من شروط قبول التوبة الإقلاع عن المعصية" اهــ

تنبيه:

يتواصل بنا الكثير يقولون لماذا الشيخ يحيى لا يتكلم الآن فيهم؟

الجواب:

أولا: الشيخ يحيى بحمد الله مقبلٌ على العلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى، ويعطي كل وقته وجهده لذلك.

ثانيا: من هو متابع لدروس وفتوى وتوجيهات ونصائح شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري يعرف تماما أن الشيخ مازالت جهوده مستمرة في التحذير من أهل الباطل جميعا، كلما دعت الحاجة إلى ذلك؛ ورأى أن هناك ما يدعو إلى التنبيه والتحذير من أهل الأهواء؛ فتراه يتكلم ويرد ويبين، وكما كان الشيخ مقبل رحمه الله يقول: لطمة على الطريق.

ثالثا: المعروف من شيخنا يحيى حفظه الله أنه من قد بين حاله، ورد عليه، لا يشغل نفسه به مرة أخرى، فالبرامكة قد بين حالهم شيخنا يحيى بيانا واضحا كثيرا جدًا، منذ سنوات عديدة، فهم عنده الآن في عداد المفروغ منهم، ولا يشغل نفسه بهم مرة أخرى، كما هو الحال أيضا مع أبي الحسن والمصري والبكري وأصحاب الجمعيات وغيرهم، ولا يتكلم فيهم إلا إذا طرأ شيء جديد، يستحق الرد والبيان.

رابعا: الشيخ يحيى يرى ويشاهد أن طلابه وإخوانه دعاة السنة؛ قد كفوه مؤونة الانشغال بهؤلاء، ويقومون بالرد عليهم، بردود علمية سلفية وقوية، وهذا مما ميز الله الدعوة السلفية، أن لها رجالا كُثر أقويا عندهم علم وبصيرة، ومعرفة بالدعوة السلفية، ومعرفة بالردود على أهل الأهواء والبدع، فما يقوم من مبطل إلا وقام عليه الكثير بالرد والبيان، وهذا من فضل الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السِّوِرَي

الأربعاء 20 من جمادى الأول1444هجرية


حمل الرسالة بصيغة 

بي دي اف


من هنـــــــا



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى