هل تاب الشاعر
الحداثي عبد العزيز المقالح
بسم الله
الرحمن الرحيم
أما بعد:
فإن
عبد العزيز المقالح رجل حداثي ورأس من رؤوسهم، عُرف بفكره الخبيث، الذي سطره فيما
كتبه وألفه ونظمه ونشره ودرسه، والذي وصل في بعض أشعاره السيئة للإساءة لله رب
العالمين عزوجل بعبارات سيئة خبيثة كقوله:
1_
(يكاد النهار على أفقهم أن يموت ويحتضر الله والعقل خلف معابدهم في البيوت) اهـ من
"ديوان المقالح" (ص 339).
2_ ويقول: (تحت جلدي تعيشين نبكي معاً ونصلي نجوع ونعري، نجدف في الله
والشعب يضبطنا عسس الليل) اهــ من "ديوان المقالح" (ص 535).
3- ويقول عبد العزيز المقالح: (صار الله رماداً، صمتاً رعباً في كف
الجلادين. حقلاً ينبت سبحات وعمائم بين الرب الأغنية الثروة والرب القادم من هوليوود،
كان الله قديماً حباً، وكان نهاراً في الليل أغنية تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض)
ومن تتبع كتبه وأشعاره وفكره سوف يخرج بأمثال هذا وأشد وأطم.
وقد
أدانه كبار العلماء ممن عرفوه غاية المعرفة، وأطلعوا على فكره وشعره السيء، وعلى
رأسهم الإمام المجدد المحدث علامة اليمن ومفتيها الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله،
فقد وصفه بالنفاق، وأنه يظهر الكفر البواح، ويجب عليه التوبة النصوح، وطالبه
بتجديد إسلامه، وغير ذلك كما تراه مجموعا في كتاب" إعلام الأجيال
بكلام الشيخ مقبل في الفرق والكتب والرجال" (صـــ308-309)
على هذا الرابط:
https://archive.org/details/tbcf7
وأيضا
الإمام ابن باز رحمه الله له نصح جميل ورد على المقالح في مقال جميل جدا بعنوان (حكم
الاختلاط في التعليم) تراه في "مجلة البحوث الإسلامية العدد
(15) (ص 6 إلى 11) ربيع الأول عام 1406هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/
248) وهو على هذا الرابط
وياليت هذا الرجل عمل بنصح هذا الإمامين، وتاب
إلى الله قبل أن تأتيه المنية توبة صحيحة، فلم يُعلم عنه توبة صحيحة من أقواله
وكتاباته وشعره السيء، ولا بيان ولا إصلاح كما هو المشروط من رب العالمين في
التوبة الصحيحة النصوح، فقد قال ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
[البقرة: 160]
فاشترط ربنا سبحانه وتعالى للتوبة الصحيحة:
أن يعلن الإنسان التوبة، وخاصة إذا كان ما عمله
من جرم منشور وذاع وانتشر ودُوِن في كتب وغيرها كحال المقالح، وأيضا إصلاح ما أفسده
نشره لفكر الحداثة بين المجتمعات المسلمين، ويبين أقواله وأفعاله المخالفة للكتاب
والسنة، وحذفها والبراءة منها.
وهذه
الثلاث لم يعمل المقالح شيئا منها صحيحا، فلا يعلم له توبة ولا إصلاح ولا بيان
باطله وشره وأفكاره الحداثية، والتراجع عنها، ولا حذفها من كتبه وغيرها، فمن يدعي
أنه تاب؛ فنقول كما قال ربنا سبحانه: {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
[البقرة: 111].
فما سمع أحد أن المقالح قال: أستغفر الله، وأتوب إليه، وأنا متراجع عن
فكري السيء، وعن كل ما قلته وكتبته ونشرته ولا أسمح بنشره، وأنا متبرئ منه حيا
وميتا، لأن الذي قاله المقالح ليس بالأمر الهين ولا السهل، فقد تطاول على رب
العالمين، ودمر أفكار الكثير من أبناء المسلمين.
وما
زالت عباراته وفكره الحداثي مدون في كتبه وغيرها إلى الآن، وهو من رؤوس الحداثيين
في الوطن العربي والعالم، ولا يُعلم أنه حذف شيئا منها إلى يوم موته، فأي توبة
يدعيها بعض الكتاب والمفسبكين، فالتوبة لها شروط تصح بوجودها التوبة، وتنعدم
بانعدامها، ولا يجوز الدفاع عن المبطلين أبدا والله، كما
قال تعالى: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، قال
الإمام البغوي رحمه الله في "تفسيره" (2 / 284): "{خَصِيمًا} مُعِينًا مُدَافِعًا
عَنْهُ" اهــ.
وقال ربنا سبحانه وتعالى: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ
يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ الله لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}
[النساء: 107]
وقال تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ الله عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ
يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} [النساء: 109]
ونقول في الأخير:
كما قال ربنا سبحانه وتعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:
28]
والحمد
لله رب العالمين
كتبه أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الثلاثاء
5 من جماد الأول 1444هجرية
حمل المقال
بصيغة بي دي اف
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.