الاثنين

▪هكذا فليكن أهل السنة في كل زمان ومكان ▪

▪هكذا فليكن أهل السنة في كل زمان ومكان ▪
بسم الله الرحمن الرحيم 

أما بعد :
فقد رأيت كلاما جميلا جدا للإمام ابن القيم رحمه الله يحكي فيه واقع سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم  تجاه أهل الشر والفتنة، وتعاونهم وتكاتفهم ضد الباطل وأهله ، وأنهم يقومون عليه قومة رجل واحد. 

🔘‏قال ابن القيم رحمه الله في
" الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (3 / 1070) وهو يحكي تصدى السلف لأهل الأهواء :" فصاح بهم من أدركهم من الصحابة وكبار التابعين من كل قطر ورموهم بالعظائم وتبرأوا منهم وحذروا من سبيلهم أشد التحذير ولا يرون السلام عليهم ولا مجالستهم وكلامهم فيهم معروف في كتب السنة وهو أكثر من أن يذكر هاهنا"

✍أقول :
 ما أحسن هذا الكلام، وهذا الحال الجميل، الذي يدل على أهمية التعاون العظيم الكبير في التحذير من الشر ومن أهل الشر والفتن. 

👈وهذا مأخوذ من قول الله تعالى:{ وَالْمُؤْمِنُونَ
{ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[ 71 التوبة ]

👈قال الإمام ابن كثير رحمه تعالى عند هذه الآية :
"لما ذكر تعالى صفات المنافقين الذميمة عطف بذكر صفات المؤمنين المحمودة، فقال: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} أي يتناصرون ويتعاضدون، كما جاء في الصحيح: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وشبك بين أصابعه. وفي الصحيح أيضاً: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) وقوله: { يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} ، كقوله تعالى: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} الآية، وقوله: { ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} أي يطيعون اللّه ويحسنون إلى خلقه، { ويطيعون اللّه ورسوله} أي فيما أمر وترك ما عنه زجر، { أولئك سيرحمهم اللّه} أي سيرحم اللّه من اتصف بهذه الصفات، { إن اللّه عزيز} أي يعز من أطاعه، فإن العزة للّه ولرسوله وللمؤمنين، { حكيم} في قسمته هذه الصفات لهؤلاء، وتخصيصه 
المنافقين بصفاتهم المتقدمة فإن له الحكمة في جميع ما يفعله تبارك وتعالى" اهـ 

👈وهذا مأخوذ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .

▪فإذا رأى أهل الباطل من أهل الحق مثل هذه المواقف العظيمة، فلن يتجرءوا على مصادمة أهل الحق والوقوف في وجوههم وإظهار شرهم وباطلهم، لكن لما أن يرى أهل الفتن وأهل الشر تقاعس أهل الحق في مثل هذه الموقف يتمادون في شرهم وباطلهم، ويتكثرون ببعض أهل الحق على البعض الأخر كما نشاهده وكما نعلمه، و نسمعهم يقولون فلان عنده شدة وعجلة وفلان عنده حكمة!!، ولا يفهم من كلامنا عدم السعي في النصح وبذله فهو أمر مطلوب، والوقوف في وجه الباطل بحزم هو من الإصلاح للناس والمجتمعات وتنبيه لهم بعدم الاغترار بالباطل وحزبه، فلا يقعوا في شباكه 

🔘فالله الله بطريقة السلف الصالح، فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف 

والحمد لله رب العالمين 

✍كتبه: 
أبو حمزة محمد بن حسن السوري 

فجر الثلاثاء 3 من شوال 1438

مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم 

https://telegram.me/alsuwari



نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى