الثلاثاء

[سقط الإخوان يوجهون سهامهم القذرة نحو هيئة كبار العلماء]

 [سقط الإخوان يوجهون سهامهم القذرة نحو هيئة كبار العلماء]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فمعلوم للجميع كلام علماء السنة في فرقة الإخوان المسلمين وتحذيراتهم المتكررة منهم ومن منهجهم ومن أخطاءهم وطوامهم، وقد بينوا ذلك بالأدلة والبراهين، فليس هذا بغريب أو جديد، ومن هؤلاء العلماء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
وقد نشر موقع هيئة كبار العلماء في تويتر يوم الاثنين 24 من رمضان 1438هجرية  تغريدات فيها كلام بعض علماء السنة في التحذير من الإخوان المسلمين منها:

*«الإخوان ليسوا من أهل المناهج الصحيحة». اللحيدان حفظه الله».
 *«الإخوان حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم، ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة. الفوزان حفظه الله» اهـ
*«جماعة الإخوان ليس لهم عناية بالعقيدة، ولا بالسنة، ومنهجهم قائم على الخروج على الدولة؛ إن لم يكن في البدايات، ففي النهايات». الأمين العام» اهـ
*«كل جماعة تضع لها نظاما، ورئيسا، وتأخذ له بيعة، ويريدون الولاء لهم؛ هؤلاء يفرقون الناس.» الغديان رحمه الله»

فلما رأى  بعض سقط الإخوان المسلمين هذا الكلام ثارت ثائرتهم وجن جنونهم وتكلم بعض سقطهم بكلام سيء خالي عن الأدب والعلم والحلم  كالمدعو المحامي الأنسي فقال :

‏«حتى قريش كان لديها هيئة كبار بلداء تحلل و تحرم وفق هوى سادات و كبراء قريش، و تمنح صكوك الشرف و العظمة لمن يعجبهم و تنزعها ممن لا يعجبهم.!» اهـ

وقال هذا السفيه أيضا:« اكتشفت هيئة كبار البلداء أن الإخوان المسلمين حزب يسعى الى السلطة و أن برشلونة نادي رياضي يسعى للوصول الى كأس الدوري الإسباني .!»اهـ
صحيح أن هذا المحامي محامي عن الباطل وأهل الباطل وليس محاميًا عن الحق وأهل الحق!!.

وقبل أيام تكلم سفيه أخر من سفهاء الإخوان المسلمين أحد ناشطي الإخوان المسلمين في بلاد الغرب  يقال له أسعد الشرعي  وطالب من علماء المملكة لماذا لا يتكلمون في قضية قطر ولماذا هم ساكتون ولا يتكلمون في قضايا مصيريه للأمة ووصفهم أنهم علماء حيض ونفاس ولا يتكلمون في إلا عن الحيض والنفاس في فتاويهم ولا يفقهون إلا ذلك، وأين نصحهم للأمة الإسلامية؟!.

وكم كم من سفهاء الإخوان المسلمين يتكلمون هذه الأيام ويطعنون في علماء التوحيد والسنة علماء الدعوة السلفية.

فيا سبحان الله تتكلمون في العلماء وتصفونهم بالبلادة وعلماء الحيض والنفاس وغير ذلك من الأوصاف الشنيعة!!.

و يا سبحان الله تطالبون العلماء أن يتكلموا  ويبينوا، وكأن العلماء صم بكم عمي ما قد تكلموا بشيء في القضايا والنوازل؟!، مع أن العلماء قد تكلموا في القضايا والنوازل التي تنزل بالأمة الإسلامية، ولم نر منكم استجابة لنصح العلماء ولا لتوجيهاتهم أبدًا.

وأضرب لكم مثالا واحدًا جاءت ثوراتكم وثورتم الشعوب، وأفسدتم فسادًا عريضا، وتكلم العلماء ونصح العلماء ووجه العلماء بالابتعاد عن هذه الثورات وهذه الانقلابات، وأصدروا الفتاوى بعد الفتاوى، والنصح بعد النصح، والتوجيه بعد التوجيه، فماذا كان منكم؟، هل أخذتم بتوجيهاتهم ونصحهم السديد؟ ، لا وألف لا، بل استمريتم في غيكم وفسادكم وشركم حتى وصلتم ووصلت البلاد الإسلامية والعربية إلى هذا الحال المزري، فكم سُفكت من دماء بسببكم، وكم يُتم من أطفال أيضا بسببكم، وكم رملت من نساء بسببكم، وكم شرد من أناس أيضا بسببكم، وبسبب ربيعكم الخبيث الذي والله وبالله وتالله لم يستفد منه الإسلام والمسلمون شيئا، وقد حذرتكم في رسالة لي في بداية الربيع العربي من هذا كله ونصحت لكم أيضا وبينت لكم بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الإسلام فساد ثوراتكم وأسميتها:« الثوار والثورة في ميزان القرآن والسنـة ومنهـــــج ســــــلـف الأمــــــة» على هذا الرابط


ومن حماقاتهم أيضا: أنهم دفعوا بالشعوب إلى الثورات والانقلابات والفتن بدون الرجوع إلى العلماء وعدم أخذ مشورتهم ونصحهم في ذلك، فلما وقعت الفتن والقتل والقتال والتشريد وانتهاك الأعراض وتدمير البلدان ، هنا عرفوا العلماء وبدأوا يصيحون أين العلماء أين الدعاة أين نصرة المظلم، وسمعناهم يا علماء الإسلام لماذا لا تتكلمون لماذا لا تنصرون المظلومين، وبدأوا في الطعن في العلماء من أجل تغطية أفعالهم وجرائمهم القبيحة وثوراتهم المشؤمة وأن سبب فشلها هم العلماء!!!

وانظروا الآن لما تكلم العلماء كيف تكلم سقطكم على العلماء وكيف وصفوهم بالبلادة وغيرها من الأوصاف القبيحة!! .

وهذه الطريقة من سفهاء الإخوان المسلمين ليست غريبة ولا جديدة؛ بل هذا حالهم تجاه علماء السنة، فهم يحاربون علماء السنة والدعوة السلفية أشد المحاربة، وعندهم حقد كبير جدا على الدعوة السلفية وأهلها، ولو تمكنوا لبدأوا بالدعوة السلفية وأهلها كما قد صرح به بعضهم، وقد كتبت قبل أيام ملخصًا مفيدًا بينت فيه عداء وبغض الإخوان المفلسين للدعوة السلفية، وذكرت من كلام العلماء ما يقرر ذلك ، وختمته بكلام علماء السنة في فرقة الإخوان المسلمين وأسميته« الإخوان المسلمون لا يحبون الدعوة السلفية وأهلها» تراه على هذا الرابط

ونذكر هؤلاء بما روى الإمام البخاري رحمه الله برقم(6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ» .

وبقول الإمام ابن عساكر رحمه الله في «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري» (ص: 29):« وَاعْلَم يَا أخي وفقنَا الله وَإِيَّاك لمرضاته مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته إِن لُحُوم الْعلمَاء رَحْمَة الله عَلَيْهِم مَسْمُومَة وَعَادَة الله فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة لِأَن الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم والتنَاول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اخْتَارَهُ الله مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم والاقتداء بِمَا مدح الله بِهِ قَول المتبعين من الاسْتِغْفَار لمن سبقهمْ وصف كريم إِذْ قَالَ مثنيا عَلَيْهِم فِي كِتَابه وَهُوَ بمكارم الْأَخْلَاق وصدها عليم {وَالَّذين جاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم} والارتكاب لنهي النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لاغتياب وَسَب الْأَمْوَات جسيم:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وقال (ص: 425):« وكل من أطلق لِسَانه فِي الْعلمَاء بالثلب بلاه الله عَزَّ وَجَلَّ قبل مَوته بِمَوْت الْقلب» اهـ

وبقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في « شرح رياض الصالحين» (2/ 122):« غيبة العلماء تقلل من شأن العلم الذي في صدورهم، والذي يعلمونه الناس، فلا يقبل الناس ما يأتون به من العلم، وهذا ضرر على الدين، وغيبة الأمراء تقلل من هيبة الناس لهم؛ فيتمردون عليهم وإذا تمرد الناس على الأمراء فلا تسأل عن الفوضى:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم****ولا سراة إذا جهالهم سادوا
فنسأل الله أن يحمينا وإياكم مما يغضبه، إنه جواد كريم» اهـ.

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في «شرح رياض الصالحين» (3/ 231):«وبتوقير العلماء توقر الشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تهان الشريعة؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس؛ ذلت الشريعة التي يحملونها، ولم يبق لها قيمة عند الناس، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة.
كما أن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم تعظيمهم وطاعتهم، حسب ما جاءت به الشريعة؛ لأنهم إذا احتقروا أمام الناس، وأذلوا، وهون أمرهم؛ ضاع الأمن وصارت البلاد فوضى، ولم يكن للسلطان قوة ولا نفوذ.
فهذان الصنفان من الناس: العلماء والأمراء، إذا احتقروا أمام أعين الناس فسدت الشريعة، وفسدت الأمن، وضاعت الأمور، وصار كل إنسان يرى أنه هو العالم، وكل إنسان يرى لأنه هو الأمير، فضاعت الشريعة وضاعت البلاد، ولهذا أمر الله تعالى بطاعة ولاة الأمور من العلماء والأمراء فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]» اهـ

وعندما نقول لحموم العلماء مسمومة فالمقصود بهم علماء أهل السنة؛ أهل الحق  أهل الصراط المستقيم، المتمسكون بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة ، أما أهل الباطل وأهل البدع وأهل التحزب والفتنة والشر؛ فمن ديننا أن ننصح لهم ونبين أخطاءهم ونبين عوارهم وتلبيساتهم ومكرهم ولعبهم في دين الله، ونَحذر ونُحذر  الأمة من شرهم ومن معتقداتهم وباطلهم وهذا قام الإجماع عليه

قال الله تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام: 68]

قال الإمام الشوكاني رحمه الله في «فتح القدير » (2/ 146):« وَالْمَعْنَى: إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا بِالتَّكْذِيبِ وَالرَّدِّ وَالِاسْتِهْزَاءِ فَدَعْهُمْ، وَلَا تَقْعُدْ مَعَهُمْ لِسَمَاعِ مِثْلِ هَذَا الْمُنْكَرِ الْعَظِيمِ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ مُغَايِرٍ لَهُ، أَمَرَهُ الله سُبْحَانَهُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْ أَهْلِ الْمَجَالِسِ الَّتِي يُسْتَهَانُ فِيهَا بِآيَاتِ الله إِلَى غَايَةٍ هِيَ الْخَوْضُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مَوْعِظَةٌ عَظِيمَةٌ لِمَنْ يَتَسَمَّحُ بِمُجَالَسَةِ الْمُبْتَدِعَةِ الَّذِينَ يُحَرِّفُونَ كَلَامَ الله وَيَتَلَاعَبُونَ بِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَيَرُدُّونَ ذَلِكَ إِلَى أَهْوَائِهِمُ الْمُضِلَّةِ وَبِدَعِهِمُ الْفَاسِدَةِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ وَيُغَيِّرْ مَا هُمْ فِيهِ فَأَقَلُّ الْأَحْوَالِ أَنْ يَتْرُكَ مُجَالَسَتَهُمْ، وَذَلِكَ يَسِيرٌ عَلَيْهِ غَيْرُ عَسِيرٍ. وَقَدْ يَجْعَلُونَ حُضُورَهُ مَعَهُمْ مَعَ تَنَزُّهِهِ عَمَّا يَتَلَبَّسُونَ بِهِ شُبْهَةً يُشَبِّهُونَ بِهَا عَلَى الْعَامَّةِ، فَيَكُونُ فِي حُضُورِهِ مَفْسَدَةٌ زَائِدَةٌ عَلَى مُجَرَّدِ سَمَاعِ الْمُنْكَرِ.
وَقَدْ شَاهَدْنَا مِنْ هَذِهِ الْمَجَالِسِ الْمَلْعُونَةِ مَا لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الْحَصْرُ، وَقُمْنَا فِي نُصْرَةِ الْحَقِّ وَدَفْعِ الْبَاطِلِ بِمَا قَدَرْنَا عَلَيْهِ، وَبَلَغَتْ إِلَيْهِ طَاقَتُنَا، وَمَنْ عَرَفَ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ الْمُطَهَّرَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا عَلِمَ أَنْ مُجَالَسَةَ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُضِلَّةِ فِيهَا مِنَ الْمَفْسَدَةِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا فِي مُجَالَسَةِ مَنْ يَعْصِي الله بِفِعْلِ شَيْءٍ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَلَا سِيَّمَا لِمَنْ كَانَ غَيْرَ رَاسِخِ الْقَدَمِ فِي عِلْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. فَإِنَّهُ رُبَّمَا يَتَّفِقُ عَلَيْهِ مِنْ كَذِبَاتِهِمْ وَهَذَيَانِهِمْ مَا هُوَ مِنَ الْبُطْلَانِ بِأَوْضَحِ مَكَانٍ، فَيَنْقَدِحُ فِي قَلْبِهِ، مَا يَصْعُبُ عِلَاجُهُ وَيَعْسُرُ دَفْعُهُ فَيَعْمَلُ بِذَلِكَ مُدَّةَ عُمْرِهِ وَيَلْقَى الله بِهِ مُعْتَقِدًا أَنَّهُ من الحق وهو الْبَاطِلِ وَأَنْكَرِ الْمُنْكَرِ» اهـ

وقال الله تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (} [آل عمران: 7]

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: تَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ، وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ، وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله، وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ» متفق عليه.

وهذا الصنف قد خافهم النبي صلى الله عليه وسلم على أمته

فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ» رواه أحمد في «مسنده» و أبو داود (4252) والترمذي(2229) وصححه الإمام الألباني رحمه الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في «مجموع الفتاوى» (28/ 231):«  وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ الله وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ الله لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً» اهـ

أخيرًا:

 أنصح هؤلاء أن يحترموا أهل العلم ويسألوهم ويستفيدوا من نصحهم وتوجيهاتهم السديدة فهذا قد حث الله عليه

قال الله تعالى : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } [النساء: 83].
وقال الله تعالى :{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]
وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43].

فالعلماء ميزهم الله بإدراك الأمور ومعرفة الفتن إذا أقبلت على الناس

قال أحمد بن مروان الدينوري رحمه الله  في «المجالسة وجواهر العلم »(6/ 86) برقم (2407) :«حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَبُو هِلالٍ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ؛ قَال: كَانَ الْحَسَنُ يَبْصُرُ مِنَ الْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ كَمَا نَبْصُرُ نَحْنُ مِنْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ» وسنده حسن
وقال الإمام ابن سعد رحمه الله  في «الطبقات» (7/ 122) :« أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أبي زُرَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهل».
هذا أثر صحيح، وزريك بن أبي زريك ثقة، وثقه ابن معين وابن الجنيد
قال ابن أبي حاتم « الجرح والتعديل » (3/ 624) :« سمعت علي بن الحسين بن الجنيد المالكي يقول: زريك بن أبي زريك ثقة» اهـ
وقال الضياء المقدسي في «المختارة » (9/ 457):«زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ»
 وقال الذهبي رحمه الله في «تاريخ الإسلام » (4/ 366):«وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ».
قال الألباني رحمه الله  في «الصحيحة» (4/ 454):«قلت: هو معروف وثقة، فانظر الحديث المقدم (1698)» اهـ


والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الثلاثاء 25 من رمضان1438 هجرية






نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى