الخميس

[الغرباني يحمل لواء الحزب الجديد]

[الغرباني يحمل لواء الحزب الجديد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فقد ثبت عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حينما قال له أبو مسعود الأنصاري:« أوصني، قال: اعْلَمْ أَنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ، فَإِنَّ دِينَ الله تَعَالَى وَاحِدٌ» »
أخرجه البيهقي في « الكبرى »(10/74)، وأبو نعيم في « الفتن»(1/69)، وابن بطة في «الإبانة»(1 / 189 190)،و اللالكائي في « اعتقاد أهل السنة » (1/ 90) من طرق عن أبي مسعود به

وقال  الإمام محمد بن سيرين رحمه الله  قال عدي بن حاتم رضي الله عنه:« إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون، وتنكروا ما كنتم تعرفون، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غيرَ خائف» اهـ  « الإبانة» (1 / 190 191)

وقال  الإمام إبراهيم النخعي رحمه الله :« كانوا يرون التلون في الدين من شك القلوب في الله» اهـ « الإبانة»( 2 /505).

إخواني السلفيين حفظكم الله قد يستغرب البعض ويندهش من العنوان، وكيف أصبح الغرباني يحمل لواء الحزب الجديد، وأصبح بوقا لهم وينطق بكلامهم، ويحارب بأساليبهم الدعوةَ السلفية؟!، وسوف يتضح لكم إن شاء الله تعالى-حقيقة هذا العنوان من خلال ما يأتـي من النقاط:

أولا: معلوم للجميع ممن كان يتابع شبكة العلوم؛ أن الغرباني كانت له تحذيرات قوية من الحزب الجديد ومن رأسهم العدني، ولكن لما قتل العدني رحمه الله إذ بالغرباني أصلحه الله يثني عليه ثناء عجيبًا، وأن العدني مات على خاتمة طيبة، متناسيا ومتجاهلًا الفتنة العريضة التي قام بها العدني والتي فعلت في الدعوة ما فعلت، وكذلك الامتعاض من تبديع العدني ولماذا يُبدع العدني ولا يبدع فلان وفلان، وكأن العدني لا يستحق التبديع والتحذير والتنكيل، وكأن العدني لم يقم بالفتنة العريضة، وكأن العدني لم يكن سلما  ومصعدًا لكل من دخل في الفتنة بشر وفتنة، وكأن العدني لم يكن بابا دخل منه كل متربص ومغرض على الدعوة السلفية، وكأن العدني لم يتحرك ويؤلب الناس ويجمع الفتنة من هنا وهناك، ويفتن الطلاب ويأخذهم، وكأن العدني بريء من هذا كله!! .

وأضف إلى ذلك: أن هذا الموال: لماذا تبدعون فلانًا ولا تبدعون فلانًا ولا فلانًا لم يلتزمه من تطلب ودهم ومحبتهم أخيرًا، فما علمنا لهم تحذيرا و تبديعًا لمحمد الإمام إلا مؤخرًا بعد أن اتضح حال محمد الإمام للعجائز!!،  فمحمد الإمام من قبل ومن بعد على هذا المذهب من أول فتنته على الدعوة السلفية، ولم يبدعوا الوصابي ولا فلان ولا فلان ممن أنت تطالب لماذا يبدعون العدني( المسكين) ولا يبدعون فلان ولا فلان.
و على طلبك ومذهبك وتلبيسك : لماذا لا تبدع أصل هذا الفتنة  والمؤجج والمروج لها والعقل المدبر والمقرظ لكتاب الإبانة، والذي كان سببا عظيما للدفع بهم في وجه الدعوة السلفية على مدار السنين الماضية سواء أكانوا مجهولين أو معلومين، وما هؤلاء إلا تبع له ويمشون بأمره ورأيه ويستدلون بأقواله وأفعاله وفتاويه قبل أن يصل الأمر بينهم إلى ما وصل إليه مؤخرا، ولعلك قد نسيت أو تناسيت ذلك، وهذا الذي يظهر من صنيعك وأفعالك الآن .
ونحن لا نبدعه ولا نعلم من إخواننا من يبدعه، وإنما هي زجلة القصد منها التثوير على الشيخ يحيى وطلابه أنهم يبدعون الدكتور، ثبت عرشك ثم انقش.

ثانيا: الثناء المتكرر على الدكتور ربيع المدخلي والتهوين الشديد من فتنته على الدعوة السلفية، وأن الذي فعله ربيع المدخلي في الدعوة السلفية و في الشيخ يحيى وطلابه لا ينقصه ولا ينزله من مكانته العظيمة!!، وأن الدكتور مع ذلك واقع بين الأجر والأجرين، منهج أفيح يا غرباني!!
 فبعد الذي فعله الدكتور في الدعوة السلفية وفي أهلها أصبح عندك صائر أمره بين الأجر والأجرين، وليس هذا بمؤثر فيه ولا بمنقص من قدره وقادح فيه؟!، هذه أشبه ما تكون بموازنة.
و مما ذكره الغرباني أصلحه الله مستدلا على ثناءه على الشيخ ربيع أن الشيخ يحيى لم يبدع الشيخ ربيع!!.
 يا غرباني يقول الله تعالى: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران: 71]
فمعلوم للجميع أن الشيخ يحيى لم يبدع  الدكتور ربيعًا ، لكن الشيخ يحيى بين أتم البيان الفتنة العظيمة التي عملها الدكتور في الدعوة السلفية، وأنه ظلمنا واعتدى علينا وبدعنا ورمانا بالحدادية وبطش بطلاب العلم ومزق الدعوة السلفية في كثير من الأماكن واتهمنا بالطعن في الصحابة ودفع بالبرمكي وأصحاب الوحيين وغيرهم ممن طعن فينا ورمانا بأننا نطعن في الصحابة والأنبياء وأن عندنا معتقدات أهل البدع!!، وحذر من دار الحديث السلفية بدماج ومن الحضور عند أهل السنة والدراسة عندهم، وأن ما حصل لأهل دماج من الإخراج والتهجير هو بسبب ذنوبهم!! وكم و كم وكم من الذنوب  والطوام العظيمة التي عملها وارتكبها الدكتور في حق الدعوة السلفية، ومع هذا كله وغيره لا ينقصه هذا من قدره ولا من مكانته وهو بين الأجر والأجرين؟! هذه موازنة قوية يا غرباني!!

لـقـد هـزلـت حـتــَّـى بدا من هـزالـهـا *** كـلاها وحـتــَّـى سـامـهـا كـلُّ مـفـلـس
ولو كان الدكتور في زمن الشيخ مقبل رحمه الله لقشر له الوادعي رحمه الله العصا ولأوجعه كلام وتحذيرًا، وكم من أناس حذر منهم الإمام الوادعي وعملهم وطعنهم في الدعوة السلفية لا يعد شيئا بالقرب مما عمله الدكتور في الدعوة السلفية.
وقد كُتب في حال الدكتور في هذه الفتنة كثيرا، و أيضا بينه الشيخ يحيى حفظه الله في «النصح الرفيع» وبين حال الدكتور من أول الفتنة، فلو تذكر الغرباني ردود الشيخ يحيى حفظه الله وكلامه في بيان فتنة الدكتور كــ" النصح الرفيع» وغيره لعرف أنه يهذي هذيان المجانين، وأنه الآن في خط جديد، وأن هذا كله من التغير الذي ينكره الغرباني وأنه ما تغير ولا تبدل!!.
وزد على ذلك التفاخر بزيارة ربيع المدخلي وقال والغرباني :« ما هذا الرعب والخوف من زيارة!! والله أنني أتشرف بزيارته......»، يا غرباني لا تنسى أن تزور عبيد الجابري وعرفات البرمكي وعبد الله البخاري -الذي طعن في الإمام الوادعي- وتذهب معهم رحلة سياحية  إلى البر وتشرب معهم لبن الإبل وتدخر لك منه شيئا ينفعك في السفر!!.
وخذ معك علي بن ناصر العدني رفيقك الذي لم تتكلم فيه ببطن شفة مع  كثرة طعوناته الكبيرة التي  لا تصدر إلا عن حاقد كذاب بلغ به الحقد ووصل إلى مشاشة رأسه، بل رأينا لك المدح له والثناء عليه وأنه وأنه.

ثالثا: قام الغرباني بذكر العلماء الثقات في هذا العصر ، ولم يذكر شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله من ضمن العلماء الثقات في هذا العصر، فأنكر عليه بعض المعلقين وشنع عليه؛ لماذا لم يذكر الشيخ يحيى من ضمن العلماء الثقات في هذا العصر، فقام الغرباني بحركة بهلوانية ظاهرها الرحمة وباطنها السم الزعاف!!، فقام بنقل كلام قديم لشيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فيه الثناء على سليم الهلالي والحلبي والشيخ يحيى ، وذكرهم في تعليق واحد مع أنه كان باستطاعته أن يأتي بكلام شيخنا مقبل منفردًا في الشيخ يحيى حفظه الله وهو كثير ومتوفر، لكن لما كان هؤلاء الثلاثة ينتقدهم الشيخ ربيع والحزب الجديد؛  اختاره الغرباني لأنه جمعهم في تعليق واحد، فقام أحد المعلقين وقال:« الحلبي تمادى في ضلاله وغيه» فقال الغرباني:« والفضل لله ثم للشيخ ربيع في بيان أخطاء الشيخ علي الحلبي»، فعلق أحد المعلقين:« بأن الشيخ يحيى من أوائل من تكلم في الحلبي»، فقام الغرباني يشكك في أن الشيخ يحيى له كلام في ذلك وطالب الغربانيُ بكلام مسموع ومادة صوتية للشيخ يحيى في الحلبي!! وكرر المطالبة وقال هات بانتظارك!!، فقام أحد المعلقين ونشر كلام الشيخ يحيى حفظه الله الذي هو منشور في موقع الشيخ يحيى وهو كلام قوي في علي الحلبي ومنشور أيضا في العلوم أيضا بالصوت فكيف تغافل عنه الغرباني؟!، فقام الغرباني يشكك في موقف الشيخ يحيى بعد أن أفحمه الأخ بنقل كلام الشيخ يحيى في الحلبي ، فقال الغرباني في تعليق آخر: «ولا أدري هل مازال الشيخ يحيى عليها بعد لقائه بالشيخ وصي الله عباس وكذا الحلبي فلو تفيدنا ذلك؟»
وهذا الذي يدندن به الحزب الجديد وكم شنعوا على الشيخ يحيى وتكلموا عليه بسبب هذا السلام العابر، مع أن كلام الشيخ يحيى في الحلبي جرح مفسر قوي مدلل لا يسقطه سلام عابر عند كل عاقل فطن، وأيضا مازال كلام الشيخ يحيى في موقعه إلى الآن، ولم يتراجع الشيخ يحيى عنه أبدًا، فلماذا هذه الثورة يا غرباني أصلحك الله .

رابعًا: أصبح الغرباني حاله كحال الحزب الجديد؛ عندما ينتقد السلفيون الشيخ ربيع ويبينون أخطاءه وما ينتقد عليه وما عمله في الدعوة السلفية بعلم وحلم وأدلة وبراهين، يقومون كما قام الغرباني بنشر فضائل العلماء وعدم الكلام في العلماء واحترام العلماء وتقديرهم وتقديمهم على غيرهم، متجاهلا فضائل الدعوة السلفية والسلفيين في اليمن وغير اليمن  علماء ومشايخ ودعاة وطلاب علم  الذين طعن فيهم الشيخ ربيع وحذر منهم ورماهم بالحدادية والطعن في الصحابة، تماما كما كان يعمل أعضاء الحزب الجديد، وكأن العلماء ربيع المدخلي فقط، أما الدعوة السلفية والسلفيين المعتدى عليهم في اليمن وغير اليمن علماء ومشايخ ودعاة ومراكز سنة   يذهبون في مهب الريح!!

خامسًا: ما أكثر ما يدندن به الحزب الجديد: أن الشيخ يحيى وطلابه يمشون على طريقة أبي الحسن وغيره وهذا كذب ومحض افتراء، والغرباني أخرج  كلامًا عدة مرات ،يتهم المشايخ والدعاة السلفيين الأفاضل الذين أخرجوا بيانات يطالبون بنشر علومهم وجهودهم العلمية في الشبكة العلمية الجديدة، ويطلبون من الغرباني أن لا ينشر لهم في شبكة العلوم بعد أن استولى عليها الغرباني، وعلى رأس هؤلاء الشيخ يحيى حفظه الله، فقام الغرباني ظلما وعدوانًا بتشبيههم بالحزبيين أصحاب أبي الحسن وأنهم مثل أصحاب براءة الذمة، بل وصفهم  بأنهم براءة  ذمة جديدة!!،  وتارة  يشبههم بمشايخ الإبانة ، يا سبحان الله تشبه دعاة السنة بالحزبيين!!، وأنهم على طريقة الحزبيين والمفتونين؟!، ولا مقارنة بين الفريقين؛ بين أهل الحق وأهل الباطل، فإخواننا طالبوا بحقهم وعلمهم وجهودهم العلمية وخافوا من ضياعها، ولم يطعنوا في العلماء ولا في الدعوة السلفية ولا في رجالها ولا تكتلوا عليها، بل هم من حملتها والذابين عنها، بخلاف أصحاب براءة الذمة الذين تحزبوا وتكتلوا ضد الدعوة السلفية وضد علماءها ومشايخها، وكأني بك تشبه نفسك بعلماء ومشايخ الدعوة السلفية!!، وأن من انتقدك وحذر من فعلك كمن حذر من الدعوة السلفية ومن أهلها!!، رويدًا رويدًا يا غرباني أربع على نفسك، وأيضا ليس كل من أخرج بيانا في قضية بحق يكون مثل الحزبيين، فالعلماء الكبار لهم بيانات وفتاوى جماعية مذيلة بأسمائهم، وكم من قضية ونازلة تمر بالمسلمين فيقوم كبار العلماء بإخراج بيانات ويذكرون أسماءهم في آخرها وهي بيانات تنصر الإسلام وتؤيده، بخلاف بيانات الحزبيين مثل أصحاب براءة الذمة الذين أخرجوا بياناتهم للطعن في السنة وأهلها، ونصرة وتأييد للحزبيين، فهذا هو المعاب والمذموم، ففرق أصلحك الله، وأيضا إخواننا  المشايخ كل واحد أخرج بيانه منفردًا- ما عدا بيان المشرفين فهو كالشهادة والنصيحة- ولم يتقصدوا إخراج بيانًا جماعيًا، والقصد الأول والأخير هو حفظ العلم والمؤلفات العلمية النافعة -التي هي أحب إلى العالم وطالب العلم من ولده وأهله- وعدم ضياعها فهي جهود علمية كبيرة خدمت الإسلام والمسلمين، وثمرة دار الحديث بدماج خلال عقود من الزمن، وقد نفع الله بها البلاد والعباد، فالحفاظ عليه ورعايتها أمر مطلوب ومهم، والتفريط فيها تفريط في الخير والعلم.
سادسا : الناظر والمتابع للغرباني يرى أنه موجه سلاطة لسانه وقلمه على الشيخ يحيى وعلى طلابه وعلى أهل السنة تارة بالغمز واللمز وتارة بالتصريح وتارة بالتهديد والوعيد، في حين أنك ترى الهدوء والسكينة مع الحزب الجديد ومع الحملات المتتالية من الحزب الجديد على أهل السنة، والغرباني مسلط لسانه وقلم وأعماله مؤخرًا ضد أهل السنة، وقد كتب إخواننا السلفيون كتابات نافعة في بيان طعونات الغرباني في السلفيين بما لا يحتاج إلى تكراره هنا، وكأن هذه الأفعال تمهيد ووساطة للزيارات المكوكية التي بشر بها!!.

أخيرًا:
إخواني السلفيين ترقبوا من خالد الغرباني في القريب ما يفرح الحزبيين أكثر  ويسعدهم ويشرح صدورهم، فهم يرتاحون جدًا لمن يأخذ الدور عنهم، ويكفيهم المؤنة، وهم يتفرجون ويضحكون ويستبشرون.
وأيضا لا يشغلنكم الغرباني فليس معه شيء جديد، وإنما هو يقوم بالأدوار الأولى بتمثيل وأساليب جديدة، وستسمعون منه ماكنتم تسمعون من الأولين، فلا تستغربوا إذا سمعتم أن الغرباني يقول للشيخ ربيع صدقت يا شيخ في كلامك في الحجوري، أو أن الحجوري عنده غلو، أو سمعتم الغرباني يلقي شبه الحزب الجديد واحدة بعد أخرى، كل ذلك غير مستبعد على الغرباني بعد الطور الجديد.

والحمد لله رب العالمين

كتبه أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الأربعاء 19من رمضان 1438 هجرية





نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى