الاثنين

[الثوار يعترفون بأن دول الغرب كانت وراءهم في ربيعهم المشؤوم]

الثوار يعترفون بأن دول الغرب كانت وراءهم في ربيعهم المشؤوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيقول الله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113].

قال الإمام القرطبي رحمه الله في «تفسيره» (9/ 108):« (وَلا تَرْكَنُوا) الرُّكُونُ حَقِيقَةٌ الِاسْتِنَادُ وَالِاعْتِمَادُ وَالسُّكُونُ إِلَى، الشَّيْءِ وَالرِّضَا بِهِ، قَالَ قَتَادَةُ: مَعْنَاهُ لَا تَوَدُّوهُمْ وَلَا تُطِيعُوهُمْ. ابْنُ جُرَيْجٍ: لَا تَمِيلُوا إِلَيْهِمْ. أَبُو الْعَالِيَةِ: لَا تَرْضَوْا أَعْمَالَهُمْ، وَكُلُّهُ مُتَقَارِبٌ ».اهـ

ويقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِالله رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة: 1].

ويقول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [المجادلة: 22].

ويقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].

أقول: في هذه الآيات العظيمات الذم والتحذير من  الركون إلى الظالمين من الكافرين من اليهود والنصارى والمحلدين وغيرهم من أهل الظلم والطغيان، ومن اتخاذهم أولياء ونصراء ومُعينين، وأن اليهود والنصارى لن يرضوا عن المسلمين حتى يتركوا دين الإسلام ويرتدوا عنه إلى اليهودية والنصرانية والوثنية، فهذا شيء مغروس في نفوس الكافرين قديما وحديثا.

قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109]

وقال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران: 100]

وقال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران: 118]

فالخسارة كل الخسارة باتباعهم والركون إليهم والتعاون معهم ضد الإسلام وأهله، والتسبب في قلقلة بلاد الإسلام وزرع الفتن فيها.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } [آل عمران: 149].

وإن مما حذر منه أهل السنة كثيرا واجتهدوا في التحذير منه:

 الثورات والانقلابات، وأنها من طُرق الكافرين والضالين والمنحرفين، وبيّن أهل السنة أن هذا الثورات المسماة بالربيع العربي أن خلفها والمبرمج لها والمدبر لها والمخطط لها، أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وأنها أُقيمت من أول يوم من أجل دمار بلاد الإسلام، والنيل من أهله.
وقد دفع اليهود والنصارى بأناس مغفلين من أبناء المسلمين ومن أوساطهم ومن جلدتهم للقيام بهذا الربيع وهذه الثورات، ووعدوهم بأن يقفوا معهم ويدعموهم وينصرونهم ويقفوا إلى جانبهم، ولن يتركوهم حتى يضعوهم مكان تلك الدول والحكومات.
فلما قام هؤلاء المغفلون وظنوا التمكين لهم أنهم قد فازوا؛ تخلت عنهم هذه الدول الغربية، وتركتهم يتحاربون من حكوماتهم ويلقون مصيرا سيئا، بين قتيل وسجين وترحيل وهروب وتهجير ....إلخ.

والآن عرف هؤلاء الثوار أن دول الغرب تركتهم، وتخلت عنهم، وتركت تلك الوعودات والتطمينات وغيرهما.

وقد طالعتنا القيادية الإخوانية الثورية «توكل كرمان» قائلة في صفحتها في الفيس:
«........ في ذكرى رابعة نتذكر أن حكومات الغرب الديمقراطي التي راهنا!! عليها لمساندة!! ديمقراطيتنا الناشئة خذلتنا!! وتآمرت على ربيعنا مع القتلة والمستبدين ».اهــ

أقول: يا سبحان الله تراهنون وتركنون على أهل الكفر والإلحاد والشرك بالله لمساندتكم وإعانتكم والوقوف مع ثوراتكم الناشئة، وكيف تتوقعون منهم النصر والتمكين والتأييد؟!، فهذا من العجب العجاب أن يُتوقع النصر والتمكين من الظالم والمبغض والمتآمر.

يا هؤلاء لو كانت ثقتكم بالله حسنة واستقمتم على كتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لما ركنتم إلى أعدائكم، ولما وصلتم إلى هذا الحال المزري والمهانة بين الناس ، فالنصر والتمكين من الله وليس من دول الغرب:

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
وقال الله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ الله فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160].

لكن لما كنتم على باطل وعلى هوى وانحراف وعمالة!! طلبتم النصر والتمكين والاعانة من دول الغرب، فكان الجزاء من جنس العمل، ولا يظلم ربك أحدا.
فيكفي يا قوم ركونًا إلى الكافرين وتعلقا بهم وبهرجةً بباطلهم وحضارتهم وديمقراطيتهم وحداثتهم الزائفة ، وراجعوا دينكم فهو خير لكم.

ونقول لكم في الأخير سؤالاً:
هل سلمت الدول العربية والإسلامية التي وقعت فيها ثوراتكم من الفتن والقتل والقتال والتهجير، هاتوا لي دولة واحدة سلمت من ذلك واستقرت أمنها وحالها؟!! .
وهل الدول التي سلمت من الربيع العربي هل حصل فيها القتل والقتال والتهجير أم مازال الأمن والأمان والاستقرار؟!!.

وأذكركم بما كتبته سابقا في حكم الثورات والانقلابات
[الثوار والثورة في ميزان القرآن والسنة ومنهج سلف الأمة]
http://aloloom.net/show_book.php?id=546
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري
مكة المكرمة

الأحد 11 من ذي القعدة 1437هجرية


نبذة عن الكاتب

المساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئينالمساعد العربي موقع عربي يهدف إلى نشر تصاميم مجانية لمساعدة المدونين المبتدئين


يمكنك متابعتي على : الفيسبوك

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

^ إلى الأعلى