[وأخيرا نطق بها الخبيث حسن
نصر الشيطان]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
يقول الله تعالى : { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
} [آل عمران: 118].
قال الإمام القرطبي رحمه الله في «تفسيره» (4/ 180):«قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ
مِنْ أَفْواهِهِمْ} يَعْنِي ظَهَرَتِ الْعَدَاوَةُ وَالتَّكْذِيبُ لَكُمْ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ.
وَالْبَغْضَاءُ: الْبُغْضُ، وَهُوَ ضِدُّ الْحُبِّ. وَالْبَغْضَاءُ مَصْدَرٌ مُؤَنَّثٌ.
وَخَصَّ تَعَالَى الْأَفْوَاهَ بِالذِّكْرِ دُونَ الْأَلْسِنَةِ إِشَارَةً إِلَى تَشَدُّقِهِمْ
وَثَرْثَرَتِهِمْ فِي أَقْوَالِهِمْ هَذِهِ، فَهُمْ فَوْقَ الْمُتَسَتِّرِ الَّذِي
تَبْدُو الْبَغْضَاءُ فِي عَيْنَيْهِ» اهـ
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في
«تفسيره» (2/ 108):«أَيْ: قَدْ لَاحَ
عَلَى صَفَحات وُجُوهِهِمْ، وَفَلَتَاتِ أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ، مَعَ مَا
هُمْ مُشْتَمِلُونَ عَلَيْهِ فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْبَغْضَاءِ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ،
مَا لَا يَخْفَى مِثْلُهُ عَلَى لَبِيبٍ عَاقِلٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {قَدْ بَيَّنَّا
لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} »اهــ.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في «فتح القدير » (1/ 431):« قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ هِيَ شِدَّةُ الْبُغْضِ، كَالضَّرَّاءِ: لِشِدَّةِ
الضُّرِّ. وَالْأَفْوَاهُ: جَمْعُ فَمٍ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهَا قَدْ ظَهَرَتِ الْبَغْضَاءُ
فِي كَلَامِهِمْ، لِأَنَّهُمْ لَمَّا خَامَرَهُمْ مِنْ شِدَّةِ الْبُغْضِ وَالْحَسَدِ
أَظْهَرَتْ أَلْسِنَتُهُمْ مَا فِي صُدُورِهِمْ، فَتَرَكُوا التَّقِيَّةَ، وَصَرَّحُوا
بِالتَّكْذِيبِ» اهـ
أقول : لطالما حذر أهل السنة من الرافضة المجرمين، وأنهم يسعون لهدم الدين،
وحرب الإسلام والمسلمين في كل مكان، وكان أهل السنة في دماج يعلنونها صراحة وهم
يتصدون للحرب الإجرامية الحوثية و يقولون:«
إن المقصود من عدوان الحركة الحوثية الرافضة على دماج وعلى أهل السنة ليس المقصود
به دماج وأهل السنة في اليمن فحسب، بل المقصود به هو بلاد الحرمين ونجد والجزيرة والإسلام والمسلمين، وهي توطئة لحرب
المسلمين في كل مكان، والسعي لتكوين الامبراطورية الفارسية التي يسعون لتأسيسها
منذ عقود من الزمن، وأن المقصود من « الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود» هم أهل السنة في كل مكان سواء في اليمن أو بلاد الحرمين أو غيرها،
وأنه لا توجد عداوة حقيقية بين الرافضة وبين اليهود أبدا، وما يقال ويخترع من
عداوة إنما هو من باب ذر الرماد في عيون
الغافلين»!!.
والآن يصرح الخبيث المخبث الأعمى حسن نصر الشيطان« أن الذي يعمله اليوم ويقوله ضد بلاد
الحرمين أهم وأرقى من مواجهتهم -المزعومة المكذوبة- ضد اسرائيل في حرب تموز وأنه من أعظم الجهاد في سبيل الله».
وبحمد الله أن الذي كان يقوله أهل السنة في دماج وعلى رأسهم شيخنا
الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وخليفته من بعده على دعوته الشيخ العلامة
يحيى بن علي الحجوري يتضح يومًا بعد يوم
وصدق ربنا سبحانه وتعالى {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا
الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
قال الإمام أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِي رحمه الله:« كَانَ الْحَسَنُ يَبْصُرُ مِنَ الْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ كَمَا
نَبْصُرُ نَحْنُ مِنْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ» «المجالسة وجواهر العلم» (6 / 86) وحسن سنده المحقق.
وقال ابن سعد في «الطبقات »(7 / 122) :«أخْبَرَنَا عَفَّانُ
بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أبي زُرَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ
يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ وَإِذَا
أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهل» واسناده صحيح.
وقال الإمام نعيم بن حماد رحمه الله في «كتاب الفتن»(1 / 141) :حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قَالَ: «إِنَّ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ
أَسْفَرَتْ» واسناده صحيح.
والحمد لله يُفشل الله عز وجل مكر هؤلاء يوما بعد يوم، وأصبحوا إلى
زوال بإذن الله، وبدأ المسلمون في فرج بعد كربٍ، وشدة بعد ضيقٍ، وصدق رينا سبحانه
وتعالى إذ يقول كما في الحديث القدسي الذي جاء في عند البخاري من حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الله قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ».
ويقول الله تعالى : {يُرِيدُونَ
لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
[الصف: 8].
ويقول الله تعالى : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا
نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ } [التوبة: 32].
ويقول الله تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ
بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ
وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
ويقول الله تعالى : {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ
السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10].
وبهذا التصريح الخطير من هذا
الخبيث يتضح
أولا: أن الرافضة هم من قاموا بالفتنة في اليمن، ودعموها وسعوا إليها من
قبل ومن بعد بكل ما يستطيعون، وهذه ثمارها.
ثانيا: أن قتال الرافضة
للمسلمين أحب إليهم وأرقى وأهم من قتال الكافرين من اليهود والنصارى والملحدين، وهذا
يشهده التاريخ ومدون على الرافضة وعلى الخوارج سواء بسواء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» (6/ 421) وهو يتكلم على الرافضة:
«.... ويرون أن كفرهم أغلظ من كفر اليهود والنصارى . لأن أولئك عندهم
كفار أصليون وهؤلاء مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي . ولهذا السبب
يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين فيعاونون التتار على الجمهور . وهم كانوا من
أعظم الأسباب في خروج جنكيزخان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد
العراق ؛ وفي أخذ حلب ونهب الصالحية وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ؛ لما دخل فيه من توزر
منهم للمسلمين وغير من توزر منهم . وبهذا السبب نهبوا عسكر المسلمين لما مر عليهم وقت
انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى . وبهذا السبب يقطعون الطرقات على المسلمين . وبهذا
السبب ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام
ما ظهر وكذلك لما فتح المسلمون الساحل - عكة وغيرها - ظهر فيهم من الانتصار للنصارى
وتقديمهم على المسلمين ما قد سمعه الناس منهم . وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم وإلا
فالأمر أعظم من ذلك . وقد اتفق أهل العلم بالأحوال ؛ أن أعظم السيوف التي سلت على أهل
القبلة ممن ينتسب إليها وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين ممن ينتسب إلى أهل القبلة
: إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم . فهم أشد ضررا على الدين وأهله وأبعد عن شرائع
الإسلام من الخوارج الحرورية ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة . فليس في الطوائف المنتسبة
إلى القبلة أكثر كذبا ولا أكثر تصديقا للكذب وتكذيبا للصدق منهم وسيما النفاق فيهم
أظهر منه في سائر الناس ؛ وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم { آية المنافق
ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان } وفي رواية : { أربع من كن فيه كان
منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر } . وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه
الخصال ؛ ولهذا يستعملون التقية التي هي سيما المنافقين واليهود ويستعملونها مع المسلمين
{ يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ويحلفون ما قالوا وقد قالوا ويحلفون بالله ليرضوا
المؤمنين والله ورسوله أحق أن يرضوه . وقد أشبهوا اليهود في أمور كثيرة لا سيما السامرة
من اليهود ......وهم يوالون اليهود والنصارى والمشركين على المسلمين وهذه شيم المنافقين
. قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } وقال تعالى : { ترى كثيرا منهم يتولون الذين
كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون } { ولو كانوا
يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون } . وليس
لهم عقل ولا نقل ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة وهم لا يصلون جمعة ولا جماعة - والخوارج
كانوا يصلون جمعة وجماعة - وهم لا يرون جهاد الكفار مع أئمة المسلمين ولا الصلاة خلفهم
ولا طاعتهم في طاعة الله ولا تنفيذ شيء من أحكامهم ؛ لاعتقادهم [ أن ذلك ] لا يسوغ
إلا خلف إمام معصوم ......»اهــ.
أخيرا:
أين الذين كانوا يهتفون باسم حسن نصر الشيطان!! ويجعلونه العالم
المجاهد النحرير وأنه البطل الذي تصدى لليهود!!، وأين الذين وضعوا أيديهم في أيدي
الرافضة وشاركوهم في الساحات وعلى المنصات، وأفتوا لهم بالخُمُس!! وسكتوا وصمتوا
وتفرجوا على عدوان الرافضة على أهل السنة في دماج.
هل اتضحت لكم الصورة والقضية وعرفتم ماذا يعني: «رافضي اثنا عشري
خميني» ومن هي إيران؟ وما هي أهدافها؟، أم مازالت إيران هي الثورة الإسلامية العظمى القدوة الذي ينبغي للدول الإسلامية أن
تسير بسيرها وتقتفي آثارها؟!، وأنها نموذجًا رائعًا للحرية ؟!، وأين مفكريكم
ودعاتكم الذين مازالت ترنماتهم بالخميني
موجوده إلى الآن، وأنه الإمام البطل؟!.
نحمد الله سبحانه وتعالى أن ما كان يقوله أهل السنة ويحذرون منه، يتضح
يوما بعد يوم، وتزول الغمة والغشاوة عن أعين الكثير من عباد الله ممن أراد الله
هدايتهم وتبصيرهم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله
وأصحابه أجمعين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري
ليلة الخميس 23 من جمادى الأولى 1437
هجرية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.