الأحد

تذكير الشيخ ابن حزام ببدايات فتنة العدني

 

تذكير الشيخ ابن حزام ببدايات فتنة العدني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن البعض حديث عهد بالسلفية، والبعض الآخر تناسى ما سبق من فتنة عبد الرحمن العدني وغيرها، وكيف حصلت، وكيف بدأت وكيف انتهت، فوقع في شباك أمثالها شعر أو لم يشعر، فأحببت التذكير ببدايات فتنة العدني؛ لعل ذلك ينفع بإذن الله في استدراك الفتنة الحاصلة في مدينة إب.

 فأقول مستعينا بالله:

1-بدأت الفتنة بنفخ العدني وسحبه، والثناء عليه من هنا وهناك، ووصفه بأنه معتدل، وعنده حكمة ورفق، وأنه فقيه اليمن، وأنه صاحب وسطية واعتدال، وأن به يصلح سير الدعوة، ويتدارك ما قد عمله الحجوري في الدعوة -زعموا.

2-التكتيل والتعصيب تحت مسمى مركز جديد، والتسجيل في حجز الأراضي في الفيوش، وتجميع أكبر قدر ممكن من طلاب العلم، وأن الجنوب يحتاج مركز يلم أهل السنة في الجنوب، فحصل التكتيل والتعصيب.

3-عدم قبول نصح الناصحين، وعلى رأسهم شيخنا يحيى الذي نصحه سرا وكتب له رسائل، وأرسل له عدة من المشايخ والدعاة لنصحه والرجوع عما هو قادم عليه من شق الدعوة والتكتيل والتعصيب والفرقة.

4-الركون إلى الفرضويين ومثيري الفتن أمثال هاني بن بريك، ومحمد غالب، وعرفات البرمكي وغيرهم ممن دفعوا به وشجعوه، وسار حسب هواهم وفتنتهم، وترك الانحياز إلى الشيخ يحيى وإخوانه السلفيين، وقدم جانب تلك الشلة التي قادته إلى الفتنة والانحراف، فقدمهم على إخوانه والناصحين له.

5-السكوت تارة والرضى تارة بما يعمله أصحابه وأتباعه من الفتن والطعونات في الشيخ يحيى وفي السلفيين  والدعوة السلفية، والسكوت عن المجاهيل الذين ناصروه، وطعنوا في أهل السنة من أجله.

6-الثناء والمدح لأناس ليسوا أهلا لذلك وصرف الثناءات والمشيخة لمن لا يستحقها، وسبب ذلك التكتيل حوله ولمناصرته والوقوف بجانبه، وكان يأخذ هذه الأصناف معه، ويقدمهم أمامه في المحاضرات والكلمات ويشيخهم.

7-ثار العدني وبدأ يتكلم في أمور لا يحسنها بعد أن كان همه الفقه والدروس الأخرى، وكان صاحب سمت وورع، فتغير حاله؛ وبدأت تخرج منها ألفاظ يتنزه عنها صغار طلاب العلم، وبدأ يتحرك هنا وهناك، ورحلات كأنما نشط من عقال بعد أن كان لا يخرج إلا المسجد في المزرعة بحجة المرض، وبعد أن كان لا يتكلم إلا الفقه والدروس الأخرى فقط!

8-استمالة أهل الأهواء والفتن له، والثناء عليه، والتظلم له، والتبشير بقدومه، وخروجه عن أهل السنة، وأنه معتدى عليه، وأنه سوف يحصل له ما حصل عليهم، وأن الدور قادم عليه.

9-عدم الرجوع عن الأخطاء والأمور التي انتقدت عليه، وكلما نُصح زاد عتوا ونفورا وفتنة وتلاعبا ومراوغة.

10-تصويره وغيره أن القضية هي قضية حسد للعدني ولمركزه ودعوته، وعدم إرادة الخير له، وأنها مسألة إسقاط، وعدم إرادة إقامة مركز يأوي أهل السنة في الجنوب.

11-عدم مبالاته بالفرقة والاختلاف، وتمزيق السلفيين، والفتنة التي حصلت، والبغضاء والشحناء وكل ما حصل، والاصرار على ما هو عليه ولو حصل ما حصل.

12-محاولة الاستيلاء على مساجد أهل السنة، وتسليط السفهاء على دعاة أهل السنة، فحاولوا جاهدين إسقاط أكبر عدد من المساجد والاستعانة بأهل الشر في ذلك.

13-التكتم على أمور تضر بالدعوة، ظهرت بعد أيام وأخرجها من انحرف أو من تاب وتراجع، وفضح البقية، وذكر ما كانت تدور في المجالس الخاصة والأقوال والطعونات.

14-التراجع عن أمور كانت معلومة، واستقرت عند الجميع، وإثارتها، وإثارة الشبه عليها من جديد.

15-التنكر لمنهج الجرح والتعديل، وانتقاد الأخطاء والمخالفات، واتهام الناصحين بالغلو والشدة، وإثارة القواعد الخلفية التي قد بينها أهل السنة وردوا عليها من قبل.

16-عدم القناعة بسير الدعوة السلفية في اليمن والتنكر لها، والتهوين من شأنها، وحملتها ورجالها، والتمجيد للعلماء الآخرين بحجة الأكابر، والرجوع إلى كبار العلماء، وكل هذا على حساب استنقاص الشيخ يحيى والمشايخ في اليمن.

17-السعي الحثيث للانفصال عن الدعوة السلفية في اليمن، وأنهم يستطيعون الانفراد والسير لوحدهم، وقد سول لهم هذا من دفع بهم، وأملى لهم، وزين لهم أفعالهم، وزكاهم ودافع عنهم.

18-إدعاء أنهم يسيرون بسير الإمام مقبل الوادعي رحمه الله بوسطية واعتدال، وأن الشيخ يحيى غير وبدل، وأنه لا يسير بسير الشيخ مقبل، والتنكر لجهود الشيخ يحيى وحافظه على الدعوة السلفية، وإذا ذكروا الدعوة السلفية في اليمن، يذكرون الشيخ مقبل فقط، ويهمشون الشيخ يحيى وطلابه وجهودهم.

19-أن الدعوة فيها غلو يضر بها، ولا بد من محاربته والوقوف في وجهه.

20-العناد فقد ابتلوا بالعناد والمكابرة، وعدم النظر في عواقب الأمور، فكم عاند العدني وأتباعه ورفضوا الاعتذار، والتوقف، والكف عن فتنتهم وما حصل منهم.

وكل هذه الأمور والأشياء وغيرها قد سطرها أهل السنة، ودونوها تاريخا للفتنة التي قام بها العدني وأتبعه، ومن ذلك المدون رسالة $مختصر البيان الموضح لحزبية العدني عبد الرحمن ومن تبعه على الفتنة والعدوان# لمجموعة من طلبة العلم بإشراف الشيخ يحيى الحجوري موقع الشبكة العلمية السلفية

https://alilmia.com/show_book387.html

أخيرا:

إن الفتنة الحاصلة الآن في مدينة إب منذ أن قام بها المشوري إلى يومنا هذا، يرى بوضوح وبصيرة أنها توافق بدايات فتنة العدني وتسير بسيرها وعلى منوالها وطريقتها، وأن روادها لم يستفيدوا من تلك الفتنة التي داهمت أهل السنة، وأفسدت كثيرا، بل يسيرون بسيرها، ويقتفون أثارها تماما، وسوف تعصف بهم كما عصفت بمن قبلهم، وسوف يكون وبالها وشرها عليهم، وسوف يحملون أوزراها، وأوزار من ضل وانحرف بسببهم.

وقد رأى الجميع الحال الذي وصل إليه المشوري وبعده الأحمدي وغيرهم، وكيف انحرفوا وكيف خرجت كل الأمور التي كانوا يعملونها ويعتقدونها ويخفونها، وكيف جاهروا بها جهارا نهارا، فينبغي للشيخ محمد بن حزام وفقه الله أن يتقي الله في هذه الدعوة المباركة، ولا يكون سببًا في ضياع الكثير من طلاب العلم في مركزه، وأن يقدم مصلحة الدعوة على هواه وجلسائه، ويستمع لنصح الناصحين وعلى رأسهم شيخه العلامة يحيى بن علي الحجوري، فوالله إنه أحرص عليه من نفسه، وناصح له، ومشفق عليه، ويريد له ولمركزه الخير، فقد أعطاه مركزه الذي هو مسجل باسمه، وجعله فيها معلما ومدرسا، وحث عليه ونصح به، فلا يستهوينك الشيطان يا شيخ محمد، ولا تصدق من يطبل لك ويزين لك الأمور من جلساء السوء، فسوف يضرونك كما ضروا من قبلك، ويبعدونك كما أبعدوا من قبلك، ويوغرون صدرك كما أوغروا صدر من قبلك، وهم سبب الفتنة، وأفعالهم معلومة مشهورا.

فوالله إن انحيازك لشيخك العلامة يحيى وإخوانك المشايخ أحب وأفضل وأسلم وأوجب من الانحياز إلى أهل الفتن وجلساء السوء، فراجع نفسك، وانظر في عاقبة الأمور، وتذكر الفتن السابقة؛ كيف بدأت وكيف انتهت، وأين وصل الحال بروادها، ضاعوا وضيعوا الخير الذي كانوا عليه.

والله الموفق

كتبه

أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله

24 من ذي القعدة 1442 هجرية

 

حمل المقال من هنا 

بصيغة بي دي اف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.