مثال على إنصاف العالم من نفسه
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد علق الإمام البخاري
رحمه الله في صحيحه عن عَمَّارٌ رضي الله عنه قال : "ثَلاَثٌ مَنْ
جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ
السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ"
ووصله الإمام ابن أبي شيبة في $مصنفه#
(6 / 172) :(30440) فقال - حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ صِلَةَ , عَنْ عَمَّارٍ
قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ جَمَعَ الْإِيمَانَ: الْإِنْصَافُ مِنْ
نَفْسِكَ , وَالْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ , وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالِمِ
".
وعبد الرزاق كما في $جامع
معمر بن راشد (10 / 386) :فقَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ
فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ،
وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالِمِ"
أقول: صِلَةُ بنُ زُفَرَ العَبْسِيُّ الكُوْفِيُّ ثقة
قال الإمام الذهبي رحمه الله في
"سير أعلام النبلاء"(8/
397):" أَخْبَرَنَا
أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ بنُ
مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بنُ طَاهِرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ
الكَنْجَرُوْذِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ،
حَدَّثَنَا سَحَّامَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسُ بنُ
مَالِكٍ وَاسِطَ، فَحَدَّثَنَا: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ مِن أَمْرِهِ حَاجَةً وَفَقْراً،
فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
لِيَدخُلَ فِيْهَا فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى
حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ.
هَذَا
حَدِيْثٌ حَسَنٌ عَالٍ جِدّاً، وَسَحَّامَةُ مَذْكُوْرٌ فِي كِتَابِ الثِّقَات
لابْنِ حِبَّانَ. وَقَدْ أَخرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ هَذَا الحَدِيْثَ فِي كِتَابِ
الأَدَبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ
عَنْهُ.
أَنْبَأَنَا
عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ البَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ
الجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ
بنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ
فَضَالَةَ، عَنِ الحَسَنِ سَمِعْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جُمَعاً
مُتَوَالِيَاتٍ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الكِلاَبِ، وَذَبْحِ الحَمَامِ.
فِي الإِسْنَادَيْنِ ضَعفٌ مِنْ جِهَةِ زَاهِرٍ، وَعُمَرَ
لإِخْلاَلِهِمَا بِالصَّلاَةِ فَلَو كَانَ فِيَّ وَرَعٌ لَمَا رَوَيتُ لِمَنْ هذا
نعته" اهــ.
قلت: الإمام
الذهبي إمام في الورع والعلم والخير والسنة، ولكن هذا من إنصافه من نفسه، وتأديبه
لنفسه، وترويضها على الحق والإنصاف، فلله در علمائنا الأخيار، ولهذا كانوا في هذه
المرتبة العالية في الخير والسنة والعلم والله المستعان.
والحمد لله رب العالمين
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوري
11من صفر 1441هجرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.