◾الرد على كل ناعق باب لا نهاية له◾
بسم الله الرحمن الرحيم
✍️أما بعد :
◾قال الشيخ الألباني - رحمه الله -في [سلسلة الهدى والنور ، شريط رقم 676 ، بعد الدقيقة : 50 ] :
« أنا أنصحك أنت وغيرك أن لا تهتموا بالرد على كل ناعق ، هذا باب واسع لا نهاية له ، اليوم أصبح العلم فوضى ، كل من شعر أنه يحسن أن يكتب عبارة ولو كانت مكسرة - من الناحية العربية - تكسيرا ، فهو يكتب ولا يبالي ؛ لأنه لا رقيب ولا حسيب ، ولذلك فليس من العلم ولا من الحكمة في شيء أن الناس يهتموا بكتابة أي كاتب ، وهو ليس له قدم لا أقول : راسخة ، ليس له قدم في العلم فضلاً عن أقول : ليس له قدم راسخة في العلم » اهـ
✍️قال أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله تعالى :
هذا نصح عظيم من هذا الإمام السلفي المجرب، والذي له باع طويل في العلم والسنة، والرد على المخالفين والمبطلين.
🔘وهو رحمه الله يوجه نصحه للسلفيين أن لا ينشغلوا بالرد على كل ناعق، فهذا باب واسع وساحل لا نهاية له، فما أكثر الذين ينعقون، وما أكثر أصنافهم وطرقهم لا كثرهم الله.
🔘وما كل من تكلم رد عليه، وشغل بكلامه وهذيانه، لأن هذا من ضياع الأوقات فيما لا ينفع ولا يفيد، وفيه رفع شأن وقدر كل من نعق وتكلم.
🔘والدعاة وطلاب العلم والمشايخ الأفاضل يعرفون متى يردون وعلى من يردون، وما هو الكلام الذي يستحق الرد عليه.
🔘وأذكر شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى وهو ينصح طلابه بمثل نصح الإمام الألباني رحمه الله بعدم الإنشغال الزائد بأهل الباطل وتضييع الأوقات في الرد عليهم، وكان يقولون نحن نعطيهم لطمة على الطريق :
◾ قال الإمام الوادعي رحمه الله تعالى فقد قال :"
فالذي أنصح به الإخوة أن يقبلوا على تحصيل العلم النافع ، وترهات الحزبيين ليس لها نهاية ورحم الله الإمام مالك إذ يقول وقد إذا جاءه مبتدع و قال : يا مالك أريد أن أناظرك ، قال : فإن غلبتني ، قال : اتبعتني ، قال : فإذا جاء شخص آخر وغلبني ، قال: اتبعته ، -أي تترك إتباعي و تتبعه - ، قال : إذن يصير ديننا عرضة للتنقل اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني .
فالذي انصح به إخواننا أهل السُنة في اليمن وفي غير اليمن أن يعرضوا عن هؤلاء " {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سلاما} " (الفرقان : 63 )
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} " ( الأعراف:199)،
{ وَإِذَا سَمِعُوا اللغْوَ أَعْرَضُوا عَنْه وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} " ( القصص : 55)
لو كل كلباً عوى القمته حجراً********* كان الحصى كل مثقال بدينار
أو كلما طن الذبابُ زجرته ***** إن الذباب إذن عليّ كريم .
فماذا يا إخوان مال لهؤلاء إلا الإعراض ، وما أقلقهم إلا الإعراض ، نبتغي نناظركم ، عبد القادر الشيباني الجويهل ، السارق يتتبعونا مسجداً مسجداً نريد أن نناظركم ، من أنت يا مسكين حتى تتقدم لمناظرة أهل العلم .
فيا إخواننا بارك الله فيكم لا تشغلوا أوقاتكم . قالوا: نبتغي نناظر أبي عبد الرحمن ، قلت : لستم أهلا لأن تناظروا ، يا إخوان اعرضوا عنهم ، بعض سلفنا الصالح يقول : ليس لهم -أي المبتدعة- علاج إلا السكوت عنهم ، هم يموتون كمداً ، إذا سكتم عنهم واعملوا ما هو سكوت ونوم ، وهكذا سكوت و ضياع ، وسكوت و ألاعيب ، لا ، لا بد سكوت وعمل ، المدرس للغة العربية يدرس ، والمدرس في العقيدة كذلك ، والمدرس في تحفيظ القرآن في تحفيظ القرآن ، و المدرس في الفقه يدرس ، والمدرس في التفسير ، في الرجال في الرجال، فالباحث في البحث ، حتى يبارك الله في عمل أهل السُنة في وقت قصير ، و لقد فعل فله الحمد والمنة والفضل له سبحانه وتعالى "اهـ من شريط : ( التبيان في أجوبة أسئلة أهل كردستان ) .
https://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=1835
◾وقال الإمام الوادعي رحمه الله تعالى :"«المبتدعة لا تهتموا بهم ويشغلوكم عن طلب العلم، تكفيهم لطمة على الطريق، إذا سجلت شريطًا أو في درس أو في غيرها وإلا ركضة أو نطحة أو غير ذلك. ولا تشغل نفسك بهم جزاك الله خيرًا، نحن نُعِدُّك إلى أن تكون مرجعًا للمسلمين، إلى أن تكون مؤلفًا، إلى أن تكون داعيًا إلى الله، فهذه هي وظيفة الأنبياء، ما نُعِدُّك فقط للرد على الإخوان المسلمين وأصحاب جمعية الحكمة، ومَنْ أصحاب جمعية الحكمة؟! حتى أننا نتشاغل بهم!». اهـ من ”تحفة المجيب“ (ص 332).
◾وقال الإمام الوادعي رحمه الله تعالى :" هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين في طلب العلم، ومفرطين في شأن النقد، فعلماؤنا.. أخرجوا المؤلفات النافعة في التفسير وفي علم الحديث.. وأخرجوا لنا الكتب النافعة في الجرح والتعديل،
فلا بد من الجمع بين هذا وهذا، وإلا كان الشخص ناقصا مفرطا." اهـ من" نصائح وفضائح"( 111)
◾ وكان رحمه الله يحب الردود العلمية الرصينة المضبوطة المتينة ويقدم لها ويحث الطلاب عليها وينصح بها، ويثني على كاتبيها .
🔘قال الإمام الوادعي رحمه الله تعالى :
" والمبتدعة إن تكلم فيهم أهل السنة يبقون حيارى، فهم إن ردوا صاروا مدافعين عن فضائحهم ! وعَلِم الناس أن هذه الفضائح موجودة عندهم - حتى الحزبيون - وإن سكتوا علم الناس أنهم عاجزون مبطلون ، فأنتم على خير يا أهل السنة ، حتى ردودكم تعتبر نصراً ورفعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ". اهـ" تحفة المجيب"(34).
🔘وكم من أناس يتواصلون بنا ، ويقولون فلان قال، وفلان قال، وما ردكم على فلان، ويريدون منا أن نتكلم في كل قضية، ونرد على كل كلام، وعلى كل من صدر منه هذيان وجهالة، ونحن نقول لهم ليس كل من تكلم يرد عليه .
🔘وبين الألباني رحمه الله الواقع المرير المشاهد في حال الكثير من الكُتاب حيث قال :" اليوم أصبح العلم فوضى ، كل من شعر أنه يحسن أن يكتب عبارة ولو كانت مكسرة - من الناحية العربية - تكسيرا ، فهو يكتب ولا يبالي" اهـ
◾نعم والله فوضى عارمة شديدة، وفي أيامنا أشد وأفضع، ولو نظرتم إلى صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والنت، لرأيتم ما تشيب منه الرؤوس، وتقسوا منه القلوب، من الجرأة العظيمة على الكتابة والنشر، ومن عمل له صفحة أو موقعا، ظن نفسه الكاتب النحرير الذي لا يشق له غبار، وهو في الحقيقة لا يحسن الكتابة كما قال الإمام الألباني رحمه الله، فظهر كُتاب لا يبالون بما يكتبون وما ينشرون،ويسيئون ولا يحسنون .
🔘وبين الألباني رحمه الله :"أنه لا رقيب ولا حسيب" اهـ
◾صدق رحمه الله لا رقيب ولا حسيب، يحاسب هؤلاء الذين يكتبون على هواهم وأذواقهم، وأذكر أننا لما كنا في دار الحديث بدماج، كان الواحد منا لا ينشر كلاما إلا بعد أن يعرضه على الشيخ يحيى، أو على إخوانه المشايخ والدعاة، وكانت الكتابات تخرج مضبوطة وموزونة وقوية، أما الأن فرأينا العجب والجرأة الشديدة على النشر بدون رقيب ولا حسيب.
◾ومن باب الفائدة كانت هناك كتابات وردود تعطى للشيخ يحيى من طلاب العلم، ليطلع عليها الشيخ ويراجعها، ولم تخرج من عند الشيخ ولا أذن بنشرها.
◾ومرة كتبت رسالة، فقال لي الشيخ يحيى : الرسالة طيبة يا أبا حمزة ، لكن أرى وقتها غير مناسب للنشر فلا تنشرها، وعلل حفظه الله سبب ذلك، وكان الحق معه.
◾ومرة كتبت رسالة وتأخرت عند الشيخ، فلما تأخرت سألته عنها وهو خارج من المسجد ، فمسك بيدي ومشيت معه إلى بيته، وقال لي: رسائلك طيبة يا أبا حمزة لكن هذه ما أعجبتني، فتحدثت معه حولها، ورأيت أن كلام الشيخ صواب في عدم نشرها فلم أنشرها.
🔘ثم عقب الإمام الألباني رحمه الله وغفر له بقوله :"ولذلك فليس من العلم ولا من الحكمة في شيء أن الناس يهتموا بكتابة أي كاتب ، وهو ليس له قدم لا أقول : راسخة ، ليس له قدم في العلم فضلاً عن أقول : ليس له قدم راسخة في العلم" اهـ
◾نعم ليس من الحكمة ولا من العلم ولا من الفقه الإهتمام بمن هذا حاله، وصفته، والأخذ عنه، وقراءة ما يكتب وينشر، وإنما العبرة بمن هو قوي في العلم ويعرف ما يكتب ويدلل على كتاباته، وأقواله من الكتاب والسنة ويزن أقواله وأفعاله وكتاباته.
◾وانظروا يارعاكم الله أكثر الخلافات بين السلفيين الآن تأتي من هذه الكتابات الغير منضبطة وغير الموزونة، والتي لا تعرض على الدعاة وطلاب العلم والمشايخ لمراجعتها وضبطها وصيانتها لتكون قوية سالمة من الخلل والزلل، ولا تكون سببا للتفرقة والنزاعات والخلافات.
🔘قال الإمام الوادعي رحمه الله تعالى :"بعض طلبة العلم رضِيَ بما عنده من العلم وأصبح يُجادل به كل من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف، روى الترمذي في جامعه عن أبي أمامه قال: قال رسول الله ﷺ: ماضر قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: {ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} .اهـ من "الترجمة" (163-164) .
◾فأنصح نفسي وإخواني أن نستفد من توجيهات ونصائح علمائنا ومشايخنا وإخواننا الدعاة السلفيين الأفاضل، فإن ذلك سبيل بإذن الله إلى صيانة الدعوة من الخلل والزلل.
والله الموفق
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
السبت ١٦ من ذي الحجة ١٤٤٠هـ
https://telegram.me/alsuwari
✅✅✅✅✅
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.