الاثنين

▪الغلط في مفهوم التميز▪

▪الغلط في مفهوم التميز▪

بسم الله الرحمن الرحيم

✍أما بعد:

فإن التميز منهج سلفي عظيم، يظهر من خلاله الحق من الباطل، والهدى من الضلال، و الخبيث من الطيب، والجميل من السيئ، وقد كان شيخنا الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله يقول "ماظهرت دعوتنا إلا بالتميز"

▪فالتميز قد نفع الله به نفعا عظيما مشاهدا ملموسا. 

▪لكن هناك مفهوم مغلوط خاطئ للتميز وهو:  حصر التميز في قضية واحدة وهي البعد عن الحزبيين وأهل الأهواء وعدم مجالستهم ،

👈نعم هذا من التميز العظيم لكن حصر التميز في هذه القضية فقط غلط وإخراج للتميز عن مفهومه الحقيقي. 

▪فالتميز عام يشمل نواحي الدين، والدعوة السلفية كلها دعوة تتميز في معتقداتها، وأخلاقها وسلوكها، وتصرفاتها ومعاملاتها. 

▪فمثلا الرفق بالسلفي والصبر عليه ودعوته بالتي هي أحسن يعتبر من التميز بخلاف الغلاة والحدادية الذين وجد عندهم الخلل في هذه القضية، فقد ابتلاهم الله بعدم إحسان ذلك فتجرؤوا على كبار العلماء السلفيين المتقدمين والمتأخرين، وسول لهم الشيطان أنهم ناصحين متميزين . 

▪والإمام الوداعي نبراس التميز في هذا العصر كان من أشد من دعى إلى الصبر والرفق بالسلفيين الصالحين ، ومعاملاتهم بالتي هي أحسن، وقد كان الغلاة يتهمونه أنه يأووي الحزبيين وفي حلقته حزبيين. 

▪وأيضا الإهتمام بالعلم الشرعي، والتفرغ له، والاجتهاد فيه، يعتبر من أهم وأعظم التميز في هذا الزمان.

▪وأيضا الدعوة إلى الله بجد واجتهاد والخوف على المجتمعات من الهلاك، والضياع، والانفلات، في الشرك والبدع والخرفات والمعاصي هذا من أعظم التميز الذي صارت عليه الدعوة السلفية. 

▪وأيضا التربية على المنهج السلفي والتربية على الأخلاق الفاضلة، والجميلة من أعظم التميز، فتربية أولادك وزوجتك وإخوانك وطلابك ومجتمعك على ذلك، هذا من أعظم التميز.

▪والإقبال على العبادة الصحيحة إقبالا كليا هذا يعتبر من التميز في زمن ضاع الناس فيه عن العبادة الصحيحة، فلا بد أن يكون السلفي متميزا في الإقبال على العبادة.

▪ومن التميز الإهتمام بالأخوة السلفية والمحبة الصادقة والألفة والتراحم والتناصر، فهذا مما يمتاز به السلفيون في كل عصر ومصر وهذا من الركائز للسلفية، فلا تقوم سلفية إلا بهذا. 

▪ومن التميز إحترام وتقدير وتوقير علماء ودعاة ومشايخ وطلاب الدعوة السلفية، فهذا الذي يميزك عن غيرك ممن لا يرفعون قدرا لأهل السنة. 

▪ومن التميز مراعاة مصلحة الدعوة السلفية، والسير بسير علمائها السلفيين الناصحين في العسر واليسر والسلم والحرب ، فالذي يخالف نهج وسير الدعوة السلفية و علمائها، هذا لم يتميز، فمالفرق بينه وبين غيره من العوام والمضادين للدعوة السلفية. 

▪والإسلام الصحيح هو السلفية التي هي أخذ الدين من جميع جوانبه قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208)} [سورة البقرة]. 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" :"والصحيح الأول ، وهو أنهم أمروا [ كلهم ] أن يعملوا بجميع شعب الإيمان وشرائع الإسلام ، وهي كثيرة جدا ما استطاعوا منها" اهـ

👈فالتميز أن تكون سلفيا حقيقيا آخذ بمجامع السلفية 

▪فينبغي للسلفي حتى يكون متميزا تميزا حقيقيا، أن يعمل ويدخل في السلفية كافة من جميع جوانبها ، أما أن يأخذ شيئا ويترك شيئا فهذا لم يكن من أهل التميز الصحيح. 
والله تعالى أعلى واعلم

✍كتبه:
 أبو حمزة محمد بن حسن السوري
ليلة ٢٥ من ذي القعدة ١٤٤٠هـ

https://telegram.me/alsuwari

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.