« العلامة الحجوري لا يعرف كم
المليونير»
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله
وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
يقول الله
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119].
عَنْ عَبْدِ
الله بن مسعود رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ،
وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ
صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى
النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا»
متفق عليه
وعَنْ سَمُرَةَ
بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي،
قَالاَ: الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ، يَكْذِبُ بِالكَذْبَةِ تُحْمَلُ
عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ »
رواه الإمام البخاري رحمه الله.
وعن ابن عمر
رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: « وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ
فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»
رواه أبو داود وابن ماجه
في هذه
الأدلة وغيرها ذم الكذب وعاقبة فاعليه، وأنه جرم عظيم، يؤدي بصاحبه للإهانة
والخزي في الدنيا والأخرى، ويشتد العقاب أكثر في الكذب على المؤمنين وعباد الله
المتقين، وتشويههم بالكذب والدجل، ومن عجيب ما رأيت وسمعت اتهام شيخنا يحيى حفظه
الله هذه الأيام أنه مليونير وصاحب قصور وأموال طائلة.
وقد جمعنا
مجلس طيب مع شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه وسدد على درب الخير خطاه، ودار الحديث عن
مكر أهل الباطل بهذه الدعوة السلفية المباركة العظيمة ذات الشأن الرفيع.
وكان مما
قاله شيخنا يحيى حفظه الله وهو يذكر ما يُكذّبُ به هذه الأيام عليه أنه مليونير
وصاحب قصور وأموال طائلة، فقال الشيخ« يا إخوة كم المليونير»؟
وحق له أن
لا يعرف هذه القدر الكبير من المال، لأنه إنسان مقبل على العلم والدعوة والتأليف
والخير، منذ أن عُرف إلى الآن، ولم يعرف عنه لا من قبل ولا من بعد أنه إنسان يلهث
وراء الدينا، وقد قال لنا قبل أيام:« والله لو أردت الدنيا لذهبت
إليها».
وهذا هو درب
العلماء الصادقين عدم الاهتمام بالدنيا وزخارفها، وقد ذُكر في بعض تراجم العلماء:
أنه كان لا يميز بين العملات بعضها عن بعض.
ونقول هذا
من الكذب المفضوح والدجل الشنيع والتشويه الحقير، لشيخنا المبارك ولدعوتنا
السلفية، ونحن من أقرب الناس إلى الشيخ ولا نعرف هذا عنه، ولم نلمسه ولم
نره يوما من الدهر أنه صاحب أموال طائلة وأن عنده قصور ودور أو يتطلع إلى ذلك، فهذا
كذب والله، استحيوا على أنفسكم واحفظوا ماء وجوهكم.
وشيخنا ما
يأتيه من مال يصرفه على طلابه وأبنائه دعاة الخير والسنة ولا يُبقي منه شيئا إلا
ووضعه في محله، وقد باع شيخنا بعض السيارات التي تأتي للدعوة من أجل أن يصرف ثمنها
على طلاب العلم وعلى إيجارات مساكنهم، وكلما ضاق به الحال باع شيئا منها لأجل
طلابه كما كان الشيخ مقبل رحمه الله يصنع هذا.
ونتحداكم والله
جميعا أن تثبتوا لنا هذا بالأدلة والبراهين على ما تقولون وتدعون وتصفون، وأنى لكم
ذلك.
ونقول أيضا: هاتوا
براهينكم وأدلتكم ونحن سوف نطالب شيخنا بهذه الأموال الطائلة وهذه القصور الشامخة
التي تدعونها زورا وكذبًا، سوف نطالبه بها قبلكم.
وإذا لم تثبتوا
هذا فأنتم كذبة خونة فجرة، وتحبون اشاعة الكذب بين الناس وتشويه العلماء الناصحين
الأخيار.
وهذه
الطريقة التي تسلكونها الآن، ما أنتم فيها إلا مقلدة للحزبيين من الإخوان المسلمين
والسروريين وغيرهم.
فكم وكم كنا
نسمع يقولون عن هذه الدعوة أنتم عملاء
لدولة كذا وكذا وتأتيكم أموال من دولة كذا وكذا وهو والله عار عن الصحة.
والشيخ يحيى
بعدما هجر من دماج هو وإخوانه تحسر على وضع إخوانه، وهم مشردين، وحاول أن يجد لهم
مركزًا ومأوىً لهم، وهو يخاف من تفلتهم وراء الدنيا ووراء الشهوات وضياع الخير
الذي حصلوه عدد سنين، فعمل جاهدا على إيجار سكن للعزاب في صنعاء في مسجد الفتح وأخذ
سكنا وقفا لله تعالى للدعوة، يسكن هو وأولاده فيه، وأخذ مبنى للجرحى والضيوف
ومكتبة لطلاب العلماء.
فلما رأى أهل الباطل -وخاصة الحزب الجديد ومن
يدفع به من هنا وهناك -أن الدعوة بدأت تستقر شيئا ما بعد هذا الجهد الكبير المبارك
الذي قام به الشيخ يحيى حفظه الله؛ تألموا جدا وهم من الساعين في إخراجنا من دماج،
فاشتاصوا غيظا وحنقا، وبدأوا بمثل هذا الكذب الفاضح، المعروف المقصود منه، وهو صرف
الناس عن هذا الخير وتشويه حملته ودعاته الناصحين.
ولما دخل بعض
طلاب العلم هنا إلى مكة، حاول الشيخ يحيى
حفظه الله جاهدا أن يجد لهم سكنا فلم يستطع- لأنه متحمل عبأ دعوة كبيرة في اليمن-،
فقام بتسكين بعض الطلاب في جزء في إحدى الفنادق هنا في مكة، الأسرة في غرفة أو
غرفتين، وبعضها غرف من غير مطابخ، وما زال الكثير من إخواننا يبحثون عن سكن إلى
الآن.
وما درينا
إلا وبعض الإخوان المسلمون من حزب الإصلاح
من المهجرين هنا في مكة يتناقش مع أحد إخواننا السلفيين ويقول لهم:«
أنتم الحجوري آخذ لكم عمارات وسكنات ، وأموال وووو!!!!
سبحان الله
تشابهت قلوبهم -ما أشبه الليلة بالبارحة- اتفقوا في الكذب على الدعوة السلفية
وتشويهها والدجل الفاضح، ولو كان هذا صحيحا لما ضرنا هذا، ولما أخفينا الخير
الحلال سواء عندنا أموال طائلة أو قصور أو تركات وغيرها ، سنقول عندنا وهذا من
فضل الله علينا، ولن نخفي نعمة الله علينا
التي من الله بها علينا، لكن الكذب ريبة وكارثة.
أخيرا
لماذا
هذه الادعاءات والكذبات.
الجواب واضح
ونلخصه في أمرين:
أولا: تشويه
أهل الحق تبعا للسلسلة المتواصلة التي يقودونها جيلا بعد جيل وكابرا عن كابر.
ثانيا: صرف
أهل الخير والاحسان الذين يحبون إكرام طلاب العلم والدعوة السلفية، والإحسان إليها،
والوقوف إلى جانبهم في السراء والضراء، وكم وكم تعرفون من قبل ومن بعد كم حاولوا
بتجارٍ كانوا يكرمون طلاب العلم ويحسنون إليهم، حتى صرفوهم عن هذا الطريق الخيّر،
بعد أن بغضوا أهل السنة إلى نفوسهم بالكذب والدجل.
ونقول لهم الله
الموعد، ولن يضر الدعوة السلفية هذا المكر وهذا الدجل الخبيث الذي لا يصدر عن
إنسان يراقب الله تعالى ويخاف من عقاب الله، وهذا من المجازفات التي تضاف إلى رصيد
قائلها ومدعيها، وتسقط عدالة قائلها.
والحمد لله رب
العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد
بن حسن السوري
غفر الله له
مكة المكرمة 17
من ربيع الأول 1437 هجرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.