الجمعة

[عبرة وعظة] الدعوة السلفية في اليمن مستمرة مع كثرة المؤامرات

 

[عبرة وعظة]

 الدعوة السلفية في اليمن مستمرة مع كثرة المؤامرات

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد:

يقول الله تعالى: +كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَالله لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ_ [المائدة: 64]

وقال تعالى: +يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ_ [التوبة: 32]

وقال تعالى: + لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ _ [الأنفال: 8]

وقال تعالى: + وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا_ [الإسراء: 81]

وقال تعالى: +بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ_ [الأنبياء: 18]

وقال تعالى: +قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ_ [سبأ: 49]

وقال تعالى: +وَيَمْحُ الله الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ_ [الشورى: 24]

وعن الْمُغِيرَةِ بن شعبة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: $لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ ظَاهِرُونَ# رواه البخاري (3640)، ومسلم (1921).

وعن معاوية رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: $لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ#. رواه البخاري (3641) ومسلم (1037).

أقول: في هذه الأدلة المتقدمة بيان أن الحق باق ومنصور ومرتفع وظاهر؛ مهما حاول المبطلون والمرجفون والمخذلون والمحاربون والأعداء كسر وإضعاف وإسقاط وإهانة الحق وأهله وأعوانه وأنصاره.

وهنا مثال حيٌ شاهدناه وعشناه وعرفناه ورأيناه رأي العين على مدار السنوات التي عرفنا فيها الدعوة السلفية.

 وهو أن محاربة أهل الكفر والبدع والأهواء والنفاق والفتن للعلامة يحيى الحجوري حفظه الله ورعاه وإخوانه وطلابه ودعوته السلفية التي خلفه عليها الإمامُ الوادعي رحمه الله الذي ناله من قبل حروب كبيرة جدًا؛ ذهبت كلها أدراج الرياح، وسلم الله القوي العزيز هذه الدعوة وحفظها ورعاها، وما نال أهل السنة منهم إلا كما قال تعالى: +لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى_ [آل عمران: 111].  

 فقد حاربوه بكل قوتهم، وبذلوا في ذلك الجهود والأموال والطرق والوسائل الممكنة من أجل أن يسقط العلامة الحجوري وطلابه، وتتفكك الدعوة السلفية في اليمن، وتنهار كما انهارت بعض الدعوات هنا وهناك، وسكت من سكت، وتخاذل من تخاذل أمام هجوم الرافضة على العلامة الحجوري وطلابه وأهل السنة في دماج، وشمت من شمت حين خرجوا وهجروا من دماج، بسبب الحقد والغيظ الفظيع والشر والفتنة لهذه الدعوة المباركة وأهلها ودعاتها.

وكلما قامت فتنة وأخمدها الله؛ قاموا بغيرها، وسعوا فيها بأكثر مما سعى إليه الأولون قبلهم، بأبشع وأقذر الطرق والوسائل، وظنوا أن بخروج العلامة الحجوري وطلابه من دماج؛ لن تقوم لهم قائمة، وسوف يذهبون شذر مذر، ويذوبون، ويضيعون، وتضيع دعوتهم وطلابهم، وسوف ينفر الناس عنهم، ولن يجدوا من يأويهم، وينصرهم، ويفتح لهم المساجد، ومن يدعوهم إلى المدن والقرى والبوادي والشعاب، وإلى الدول الأخرى، ولكن حصل عكس ذلك تماما.

فتن متتالية لو وجهت على دول لسقطت وانهارت وتزعزعت، فأربعون سنة حرب شعواء على الإمام الوادعي رحمه الله وخليفته من بعده العلامة الحجوري والدعوة السلفية، والدعوة قائمة مستمرة بفضل الله تعالى، بينما دعوات ودول سقطت وانهارت خلال شهور كما شاهد ذلك الجميع.

وقد كنت كتب كتابا بعنوان $لطف الرحمن بالدعوة السلفية في بلاد الإيمان# تطرق لكثير من ذلك على هذا الرابط

 https://alsuwari.blogspot.com/2015/01/blog-post_27.html?m=1

وحفظ الله هذه الدعوة وزادها قوة وصلابة وكثر طلابها ومحبوها وناصروها، وازدادوا قوة وثباتا وبصيرة بالمنهج السلفي أكثر من ذي قبل، وعرف الناس صدق الإمام الوادعي وتلميذه البار العلامة الحجوري وطلابهم ودعوتهم، وأصبحوا محل ثقة الناس، وأصبح كلامهم يؤخذ بعين الاعتبار، ونصائحهم ترفع على الرؤوس.

ومن حارب هذه الدعوة المباركة سرعان ما يفضحه الله ويهتك ستره، ويظهر عواره، وتعرف فتنته ومكره وكيده وخبثه، ويشغله الله بالدنيا وشهواتها والمناصب والكراسي والملهيات والحزبية، ويفرق الله جمعهم ويشوهه حالهم، ويأتي الله بغيرهم وأحسن منهم، وصدق ربنا القائل: +وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ _ [محمد: 38].

وهذا والله مما يزيدنا والله يقينا وبصيرة أننا على الحق، والصراط المستقيم، والمنهج القويم، وأن هذه الدعوة المباركة يحفظها الله ويسيرها ويرعاها، ويختار لها من شاء من خلقه وعباده، ويصرف عنها من لا نفع منه من أهل الفتن والهوى.

وقد روى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ الله يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ» حسنه الإمام الألباني رحمه الله

ونسأل الله أن يزيد هذه الدعوة المباركة خيرا، وحفظًا وتمكينا ونصرا وقوة وثباتا، وأن يبارك في حملتها ودعاتها، وأن يؤلف بين قلوبهم، ويصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلها لها القبول أكثر وأكثر.

كتبه: أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَرِي

20/ذي الحجة/1442هجرية/ المدينة النبوية

حمل المقال من هنا

بي دي اف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.