الأربعاء

[برآءة الشيخ يحيى وطلابه من الحدادية والخوارج والقطبية والتكفير ]


برآءة الشيخ  يحيى  وطلابه من الحدادية  والخوارج والقطبية والتكفير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
يقول الله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
ويقول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} [المطففين: 29 - 32].
وقال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } [الأحزاب: 58].
وعن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ  رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله، فَقَدْ ضَادَّ الله، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ الله حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ». رواه أبو داود وصححه الألباني رحمه الله.
 قال ابن الأثير في "النهاية " (2/ 215)":
"(رَدَغَ)
فِيهِ «مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ حَبَسه الله فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ» جَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ «أَنَّهَا عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» والرَّدَغَةُ بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا: طِينٌ وَوَحْلٌ كَثِيرٌ، وَتُجْمَعُ عَلَى رَدَغٍ ورِدَاغٍ. اهــ
 أقول : في هذه الأدلة وغيرها كثير، ذم الطعن والاستهزاء والنبز والكلام في المؤمنين بغير حق ، وأن هذا ظلم وبهتان  وجُرم عظيم ، وأن الله يسكن فاعل ذلك ردغة الخبال .
وطريقة أهل الباطل في كل زمان ومكان تشويه أهل الحق، ووصفهم بألقاب شنيعة وذميمة، وأهل الحق في ذم لها و في بُعدٍ عنها غاية البعد  بحمد الله تعالى ، وقد بين هذه الطريقة عدد من أئمة السنة:
قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في"عقيدة السلف"( 1/138) :
" أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنهم اقتسموا القول فيه : فسماه بعضهم ساحرًا ، وبعضهم كاهنًا ، وبعضهم شاعرًا ، وبعضهم مجنونًا ، وبعضهم مفتونًا ، وبعضهم مفتريًا مختلفًا كذابًا ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من تلك المعائب بعيدًا بريئًا ، ولم يكن إلاّ رسولاً مصطفى نبيًا ، قال الله عز وجل : ﴿ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ﴾ . [ الإسراء : 48 ] .
وكذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره ، ونقلة آثاره ، ورواة أحاديثه ، المقتدين بسنته ، فسماهم بعضهم حشوية ، وبعضهم مشبهة ، وبعضهم نابتة ، وبعضهم ناصبة ، وبعضهم جبرية .
وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعائب برية ، نقية ، زكية ، تقية ، وليسوا إلاّ أهل السنة المضية ، والسيرة المرضية ، والسبل السوية ، والحجج البالغة القوية ، قد وفقهم الله - جل جلاله - لاتباع كتابه ، ووحيه وخطابه ، والاقتداء برسوله - صلى الله عليه وسلم - في أخباره ، التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل ، وزجرهم فيها عن المنكر منها ، وأعانهم على التمسك بسيرته ، والاهتداء بملازمة سنته ، وشرح صدورهم لمحبته ، ومحبة أئمة شريعته ، وعلماء أمته .
) اهـ .
 وقال رحمه الله أيضا في "شرح عقيدة السلف" (ص: 1/136-137):
"وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم : شدة معاداتهم مجملة أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واحتقارهم لهم ، وتسميتهم إياهم حشوية ، وجهلة ، وظاهرية ، ومشبهه . اعتقادا منهم في أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها بمعزل عن العلم ، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدورهم المظلمة ، وهو أجس قلوبهم الخالية عن الخير ، العاطلة ، وحججهم بل شبههم الرافضة الباطلة { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }،{ وَمَن يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء } .
... سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا على الحسين بن علي الحافظ يقول ، سمعت جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي يقول ، سمعت أحمد بن سنان القطان يقول : ( ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث ، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه ) .
........ سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله حمشاد العالم الزاهد يقول ، سمعت أبا القاسم جعفر بن أحمد المقرئ الرازي يقول : قرئ على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأنا أسمع : سمعت أبي يقول - عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي - يقول : ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
وعلامة الزنادقة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار .
وعلامة القدرية : تسميتهم أهل السنة مجبرة .
وعلامة الجهمية : تسميتهم أهل السنة مشبهة .
وعلامة الرافضة : تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة .
قلت : وكل ذلك عصبية ، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ؛ وهو أصحاب الحديث. اهـــ
وقال  الإمام أحمد  رحمه الله  كما في "طبقات الحنابلة " (1/ 33) " :
"وقد رأيت لأهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والإزراء بهم عند السفهاء والجهال.
فأما المرجئة فإنهم يسمون أهل السنة شكاكا وكذبت المرجئة بل هم بالشك أولى بالتكذيب أشبه.
وأما القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والإثبات مجبرة وكذبت القدرية بل هم أولى بالكذب والخلاف ألغوا قدر الله عز وجل عن خلقه وقالوا ليس له بأهل تبارك وتعالى.
وأما الجهمية فإنهم يسمون أهل السنة المشبهة وكذبت الجهمية أعداء الله بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب افتروا على الله عز وجل الكذب وقالوا الإفك والزور وكفروا بقولهم.
وأما الرافضة فإنهم يسمون أهل السنة الناصبة وكذبت الرافضة بل هم أولى بهذا لانتصابهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب الشتم وقالوا فيهم بغير الحق ونسبوهم إلى غير العدل كفارا وظلما وجرأة على الله عز وجل واستخفافا بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أولى بالتعبير والانتقام منهم.
وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر.
وأما أصحاب الرأي فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة وحشوية وكذب أصحاب الرأي أعداء الله بل هم النابتة والحشوية تركوا آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحديثه وقالوا بالرأي وقاسوا الدين بالاستحسان وحكموا بخلاف الكتاب والسنة وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال وطاب دنيا بالكذب والبهتان.
رحم الله عبداً قال بالحق واتبع الأثر وتمسك بالسنة واقتدى بالصالحين وبالله التوفيق. اهـ
و قال الإمام ابن القيم رحمه الله في" إعلام الموقعين ": (4/192):
"وتارة تُورَدُ عليه المسألة الباطلة في دين الله في قالب مزخرف ، ولفظ حسن ، فيبادر إلى تسويغها ، وهي من أبطل الباطل ، وتارة بالعكس ، فلا إله إلا الله ، كم هَهُنَا من مزلة أقدام ، ومحل أوهام ، وما دَعَى  محقٌّ إلى حَقٍّ ، إلاَّ أخرجه الشيطان على لسان أخيه ، ووليِّهِ مِنَ الإنس في قالب تنفر عنه خفافيش البصائر ، وضعفاء العقول ، وهم أكثر الناس ، وما حذر أحد من باطل ، إلا أخرجه الشيطان على لسان وليِّه من الإنس في قالب مزخرف يستخف به عقول ذلك الضرب من الناس ، فيستجيبون له ، وأكثر الناس نظرهم قاصر على الصور ، لا يتجاوزونها إلى الحقائق ، فهم محبوسون في سجن الألفاظ ، مقيدون بقيود العبارات ، كما قال تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ . [ الأنعام : 112 - 113] اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في "الصواعق المرسلة (2/441):
"..كَشَفُوا زَيْفَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ وَبَيَّنُوا زُخْرُفَهَا وَزَغَلَهَا، وَأَنَّهَا أَلْفَاظٌ مُمَوَّهَةٌ بِمَنْزِلَةِ طَعَامٍ طَيِّبِ الرَّائِحَةِ فِي إِنَاءٍ حَسَنِ اللَّوْنِ وَالشَّكْلِ، وَلَكِنَّ الطَّعَامَ مَسْمُومٌ، فَقَالُوا مَا قَالَهُ إِمَامُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ الله: " لَا نُزِيلُ عَنِ الله صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ لِأَجْلِ شَنَاعَةِ الْمُشَنِّعِينَ ".
وَلَمَّا أَرَادَ الْمُتَأَوِّلُونَ الْمُعَطِّلُونَ تَمَامَ هَذَا الْغَرَضِ اخْتَرَعُوا لِأَهْلِ السُّنَّةِ أَلْقَابًا قَبِيحَةً، وَسَمَّوْهُمْ حَشَوِيَّةً، وَمُحَيِّزَةً، وَمُجَسِّمَةً، وَمُشَبِّهَةً، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَتَوَلَّدَ مِنْ تَسْمِيَتِهِمْ لِصِفَاتِ الرَّبِّ ; وَأَفْعَالِهِ، وَوَجْهِهِ، وَيَدَيْهِ بِتِلْكَ الْأَسْمَاءِ، وَتَلْقِيبِ مَنْ أَثْبَتَهَا لَهُ بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ، وَلَعْنِ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَتَبْدِيعِهِمْ، وَتَضْلِيلِهِمْ، وَتَكْفِيرِهِمْ، وَعُقُولِهِمْ، وَلَقُوا مِنْهُمْ مَا لَقِيَ الْأَنْبِيَاءُ وَأَتْبَاعُهُمْ، وَهَذَا الْأَمْرُ لَا يَزَالُ حَتَّى يَرِثَ الله الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. اهـــ
وقال العلامة أبو الفضل عباس بن منصور السكسكي في "البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان" (ص 95-96):
 "وقد سمتها كل فرقة من فرق الضلال باسم غير موافق للحق حسدًا منهم لها، وافتراء عليها، ونسبوها إلى غير ما تعتقده، فسمتها القدرية مجبرة، وسمتها المرجئة الشكاكية، وتسميها الرافضة ناصبة، وتسميها الجهمية مشبهة، وتسميها الأشعرية مجسمة، وتسميها الغالية الحشوية، وتسميها الباطنية مسودة، وتسميها المنصورية مرجئة؛ لقولها: إن تارك الصلاة إذا لم يكن جاحدًا لوجوبها، مسلم على صحيح المذهب. ويقولون: هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل!
وجميع ذلك غير صحيح في حقها، بل هي الفرقة الناجية المهدية، واعتقادها هو الاعتقاد الصحيح، والإيمان صحيح، الذي نزل به القرآن، ووردت به السنة، وأجمع عليه سلف الأمة من أهل السنة والجماعة" .اهـ
وقال الإمام الوادعي رحمه الله في "نصيحة لشباب مصر"
"وهذه الحزبيات التي تمسخ الشباب يجب على المسلم أن يفر منها فراره من الأسد ، فربما تنتهي بأصحابها إلى محاربة الإسلام ، فهاهم الإخوان المفلسون يحاربون دعوة أهل السنة وينفرون عنها ويلقبونهم بالألقاب المنفرة أعظم مما كان المعتزلة يلقبون أهل الحديث .
فقد كان المعتزلة يلقبون أهل الحديث بالحشوية وبالنابتة وبألقاب أخرى ، وهؤلاء لا يتركون لقباً ينفر ويستطيعون أن يفوهوا به إلا رموا به أهل السنة ، فقاتل الله الحزبية اهـــ
أقول: تبين مما سبق طريقة أهل الباطل في تشويه أهل الحق دائما وأبدا، وأن هذه طريقة واحدة من طرقهم الخبيثة التي يحاربون بها أهل الحق، والمقصد من ذلك هو تنفير الناس عن الحق الذي يقوله أهل السنة، ويدعون إليه ليلا ونهارا، ويبرزون عليه الحجج والبراهين الساطعات، وهذه طريقتهم لما أن يفشلوا في مقارعة الحجة بالحجة، والقول بالقول، يلجؤون إلى هذا التنفير والتشويه، ولو تذكر الواحد منا ماذا كان يعمل أهل الباطل مع رسولنا صلى الله عليهم وسلم لعرف هذا، فقد رموه بكل أنواع التهم والألقاب الشنيعة لينفر الناس عنه وعن دعوته المباركة، فالناس لما أن يسمعوا مثل هذه الألقاب ينفرون ويشمئزون ويبتعدون.
ألا وإن مما يُشنشِن به المشنشنون، ويزوبع به المزوبعون على دعوتنا المباركة، وعلى أهلها السلفيين، ويحاولون جاهدين الصاق ذلك بهم، لهي تهمة الحدادية، وهذه ليست جديدة الآن، بل هي متلقاة، تلقاها أهل الباطل عن بعضهم البعض، وهذا يعرف من خلال:
أولا: أبو الحسن المصري وأفراخة.
إن أول من اتهم أهل السنة في اليمن -الشيخ يحيى وطلابه- لهو أبو الحسن المصري عامله الله بما يستحق، فروج لهذه الكلمة وهذه التهمة القبيحة، وتكلم أن الشيخ يحيى وطلابه حدادية، يسيرون على خطى الحداد ومن إليه، وأخذها عنه بعض أتباعه كنعمان الوتر وأشباهه، ولقد باءت هذه التهمة بالفشل الذريع بفضل الله تعالى، وتنكر لها المتنكرون في كل مكان، وذهبت أدراج الرياح.
ثانيا:  حزب العدني وأفراخه .
لما قام الحزب الجديد، حزب العدني ومن إليه بفتنتهم الشمطاء العرجاء، كان من أسلحتهم هذه التهمة الخبيثة؛ أن الشيخ يحيى وطلابه حدادية، وصرخوا بها صراخا، ونادوا بأعلى أصواتهم في كل مكان يستطيعون الصراخ فيه، وقاموا ببعض الكذب من أجل  إلصاق أن الشيخ يحيى وطلابه حدادية، أن الشيخ يحيى وطلابه يطعنون في العلماء ويطعنون في الصحابة ويسيرون على خطى فالح ومن إليه، ولقد بينت بحمد الله أنهم هم الحدادية في رسالتي ( البراهين القوية على أن العدني وحزبه هم الحدادية).
ثالثا الشيخ ربيع وطلابه.
وفي الحقيقة أن الشيخ ربيع هو الممول الحقيقي، والداعم والدافع لهذه التهمة، بعد أن كان يدافع عن الشيخ يحيى وطلابه أنهم ليسوا حدادية، وكان من المنكرين بشدة على أبي الحسن المصري، فكان الشيخ ربيع ينشر هذا في جلساته ويقوله لمن زاره وناقشه أن الشيخ يحيى وطلابه حدادية، بل قال لي بالحرف الواحد أنتم أشد من الحدادية!!، ولما جلس مع أبي حاتم الأشموري ومهيب الضالعي وسُجل المجلس من أتباعه وهو لا يدري، وخرج الكلام للعالم ، واتضح أن الشيخ ربيع هو المبرمج لهذه التهم الخبيثة السيئة، وقد سمع الناس كلام البخاري في ذلك واتهامه أيضا  للشيخ مقبل وطلابه أنهم على فكر الخوارج وغير ذلك، وقد قام بعض طلاب الشيخ ربيع كأحمد بازمول والعتيبي وغيرهم، يكتبون في ذلك ويحاولون إثباتها، وأن من تكلم في أبي حنيفة، وفي أذان الأول في الجمعة، فهو حدادي، ومن ينتقد الشيخ ربيع فهو حدادي، وهذيان كثير كله معروف ومردود عليه من قبل بما لا مزيد عليه.
 رابعا : الوصابي ومن تأثر به.
وهذه التهمة استفادها الوصابي من هؤلاء، فإنما هو مقلد لهم ، ولقد زاد عليه أشنع منها، وكم صرخ الوصابي من صراخ، وطعن طعونات كثيرة، أكثر ممن قبله بأشد وأقبح وبجرأة عظيمة جدا، وسلط لسانه بالطعن والتحذير في أهل السنة وفاق غيره.
هذه التهمة فشلت
بحمد الله وفضله ومنه وكرمه فشل القوم في إلصاق هذه التهمة بأهل السنة بدماج وعرف الناس باطلها وزيفها، وذلك من عدة أمور:
1-أن أهل السنة بحمد الله هم من أوائل من حذر من محمود الحداد والحدادية وأتباعهم ، وكان لهم يد طولى بفضل الله في بيان شرهم والتحذير منهم، فشيخنا مقبل رحمه الله كان من أوائل ممن حذر من محمود الحداد وفكره ، وكذلك شيخنا يحيى كان من أوائل ممن حذر من فالح الحربي وأتباعه  وحذر من غلوه في وقت كان الشيخ ربيع وغيره يمجده ويرفعه في السماء.
2-أن أهل هذه التهمة لم يستطيعوا إبراز حجة واحدة على أننا حدادية، أو نقول بقولهم، أو ندعوا إلى فكرهم، وكل ما قالوه فقد تم الرد عليهم بالحجة والبرهان الساطع والفضل لله تعالى وحده.
نابتة جديدة:
فقد نبتت نابتة جديدة سالكة  ذلك المنوال والطريق وأشد، ولكن من طرف خفي، وتحت مسميات، وهم سائرون في الحقيقة  على ذلك الطريق، وذلك المنوال المعوج، لكنهم لم يتجرؤوا على الشيخ يحيى إلى الآن، ولكنهم تجرؤوا على طلابه([1])، ويطعنون في بعض طلابه وتلامذته الذين يعرفهم الشيخ ويزكيهم ، فأصبحوا يتهمون بعض طلاب الشيخ يحيى بالحدادية والتكفير والقطبية وفكر الخوارج، فزادوا على اتهام السابقين تهما جديدة، حدادية قطبية تكفريين خوارج، وهذا  والله منكر من القول وزورا وذلك:
1-أن هذا طعن في الدعوة السلفية أنها تحمل في خلالها هذه الأفكار الخبيثة التي طالما سعت الدعوة السلفية في اليمن لمحاربتها والتحذير منها عشرات السنين.
2-أن هذا طعن في الشيخ يحيى حفظه الله وعدم احترام له، وأنه ساكت على بعض طلابه الحدادية الخوارج القطبية، ولا يتكلم ولا ينصح، وهذا الذي يريده ربيع المدخلي وغيره ويسعون إليه كثيرا، ويدندن حوله، وهذا طعن في تربية الشيخ يحيى لطلابه أنه فشل في تربيتهم فخرج من تحت يده الحدادية والقطبية والخوارج.
وشيخنا يحيى بحمد الله من أحرص المشايخ على الصفا والنقاء، وتهذيب الطلاب والتصفية والتربية، والاهتمام بطلابه أكثر من أولاده وأسرته.
3-أن هذا تبديع لطلاب الشيخ يحيى وإخراجهم من السلفية، التي تربوا فيهم، وقدموا للحفاظ عليه الغالي والرخيص، وهجروا من أجلها.
4-من كان يدعي العلم في قضية من القضايا، فليبرز علمه وخيره للناس، وليبرهن بالدليل والبرهان على قوله، بأدب واحترام، لأن التقول ليس طريق العالمين وإنما  هو طريق الجاهلين.
 أخيرا:
هذا شيخنا يحيى، فابرزوا من تقولونه وما تدعونه على  طلابه، إذا كنتم حقيقة تدعون حب الشيخ وتحترمونه، ولا تتطاولوا على طلاب الشيخ يحيى أبدا، فإنا لكم ناصحون.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
كان الانتهاء منه غروب يوم الثلاثاء11جماد الأول 1436هجرية
أبو حمزة محمد بن حسن السِّوَرِي

حمل المقال بصيغة بي دي اف




[1]))  وهذه الطريقة قد عملها من تقدم، في بداية الأمر لا يتعرضون للشيخ يحيى بشيء، وإنما يطعنون في طلابه ومن حوله بأنهم حدادية، ثم بعد ذلك يتوصلون من خلاله أن الحجوري متستر على الحدادية فهو راض بفكرهم فهو منهم، ثم بعد ذلك الحجوري حدادي، فالشيخ ربيع كان يقول الحدادية في دماج ثلاثة ، وحول الشيخ يحيى حدادية ،ثم تطور  الأمر إلى أن وصل إلى الكل,  وهذه طريقة المبطلين ووسيلة من وسائلهم للطعن في علماء السنة قال الإمام السجزي في "رسالته إلى أهل زبيد" وقد ذكر بعض الأشاعرة (ص:232-233): ((وكلما ذُكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيل لكنه بُلي بمن يكذب. وهذا مكر منه لا يحيق إلا به، ولو جاز أن يقال: إن أصحاب أحمد كذبوا عليه في الظاهر من مذهبه، والمنصوص له لساغ أن يقال إن أصحاب مالك والشافعي وغيرهما كذبوا عليهم فيما نقلوا عنهم، وهذا لا يقوله إلا جاهل رقيق الدين قليل الحياء".اهــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.