الخميس

[الوضع يحتاج التأني والتريث وعدم الاستعجال في نشر الأخبار]

الوضع يحتاج التأني والتريث وعدم الاستعجال في نشر الأخبار
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فمما نشاهده ونسمعه من بعض إخواننا التعجل والتسرع في نشر الأخبار وكل ما يقال وينشر ويحصل
وعدم النظر في عاقبة النشر وأضراره
فما إن يحصل شيء إلا وترى بعض الإخوة وفقنا الله وإياهم تطير أقلامهم وخاصة في الوتساب وغيره
بأنه حصل كذا ووقع كذا ويهولون من الأمور وربما تعود بالضرر على إخواننا وعلى دعوتنا
وكذلك تضخيم القضايا وعند أن تتابع الأمر ترى أن الأمر أهون مما نشر وتناقله بعض الإخوة
بل بعض الإخوة ما إن يصل إليه شيء خاصة في الوتساب إلا ونشره دون أن يتأكد من صحته وهل هو ثابت فكم من خبر بعد المحاققة لا يثبت ولا يعرف قائله
وهل نشره يعود بالنفع والفائدة أم يعود بالضرر والإرتباك
وربما احتاج الأخ بعد النشر إلى الاعتذار عن النشر وغيره
خاصة ونحن في أيام لا يعلم بحالها إلا الله سبحانه وتعالى وليس لها من دون الله كاشف.
فانبه نفسي وإخواني إلى التريث وعدم الاستعجال في نشر الأخبار
ونحن في دعوة عظيمة كبيرة نحب أن نمشي نحن ومشائخنا ودعاتنا سويا
وأذكر نفسي وإخواني
بقول الله تعالى:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 83]
وبقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [سورة الحجرات : 6]
وبحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» رواه مسلم
وقال الإمام مسلم
وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: «اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»
فأوصي نفسي وإخواني بالإقبال على الله وكثرة التضرع والدعاء لله سبحانه وتعالى أن يكشف عنا وعن بلادنا هذه الغمة وأن يلطف بنا وبدعوتنا وببلادنا
والحمد لله  رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
ليلة الجمعة 7من شهر الله المحرم 1436هجرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.