[ ليست بأول فراسة العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ]
بسم الله الرحمن الرحيم
✍أما بعد :
تداول كثير من الناس كلام الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله على دولة إيران وقطر على نطاق واسع ونشر كلامه في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعه، وكل واحد يقول انظروا فراسة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
▪فأقول : ليست هذه بأول فراسة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، بل له نظائر وأمثالها في مواطن كثيرة
▪فكم قد حذر من قضايا، وأحزاب، وجمعيات وأناس مفتنين قاموا بفتن على الأمة الإسلامية عموما وعلى الدعوة السلفية خصوصا
▪ولعل الجميع يذكر تحذير الشيخ يحيى حفظه الله من سقوط دماج وتهجير أهلها، وأنها إذا سقطت فسوف ينتشر القتل والقتال وسفك الدماء في ربوع اليمن، وكان يضرب لهم مثلا بناقة صالح وما حصل لها من الاعتداء والبغي
قال تعالى { فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}[سورة هود 65]
وقال تعالى { فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا}
[سورة الشمس 14]
ولما سقطت دماج رأينا ورأى العالم ماذا حصل بالبلاد اليمنية من الشر والفتنة
▪ وكان يقول الحوثي لا يريد دماج ولا اليمن فقط، بل يريد البلاد المجاورة والحرمين الشريفين وقد رأى الناس ذلك حقيقة
▪وهكذا في الربيع العربي والثورات والانقلابات فقد كان شيخنا يحيى من أوائل من حذر من هذا الربيع الغربي وكان يقول هذا الربيع سوف يدمر بلاد الإسلام ويسلط اليهود والنصارى على بلاد الإسلام وسوف تظهر الفتن والقتل والقتال، وقد رأى العالم ما حل بالبلاد العربية من الشر والقتل والقتال والفتن
▪وكذلك كان أول المحذرين للإصلاح والمؤتمر من التعاون مع الحوثيين، ونصحهم بنصيحة ثمينة، وبين لهم فساد التعاون مع الحوثيين وأنه سوف يقود البلاد إلى الهاوية، وكان يقول لهما لا تكونوا كالشاة العاهرة للحوثي ، وقد رأى اليمنيون الهاوية التي حلت بالبلاد اليمنية بسبب تعاون الإصلاح والمؤتمر مع الحوثي وتقاسم الأدوار في ذلك
▪ وهكذا كان أول العلماء الذين حذروا من فتنة أبي الحسن المصري وحزبه، وأنه ساع لتمزيق الدعوة وإخراجها عن مسارها الصحيح، وقد رأى السلفيون ما وصل إليه حال أبي الحسن من حرب الدعوة السلفية وأهلها
▪وكان أول من حذر من فتنة فالح الحربي وأنه صاحب غلو وشدة في حين كان يقول بعضهم فالح مدفع الدعوة السلفية، ولا يتكلم في فالح إلا مبتدع، وقد عرف السلفيون ما وصل إليه حال فالح الحربي حتى من كان يدافع عنه أصبح يقول بعد ذلك فالح أضر على الإسلام والمسلمين من فرقة كذا وكذا
▪وكان أول من حذر من العدني وشلته وحزبه وأنه صاحب فتنة هو وأتباعه وقد ظهر للمدافعين عنه مؤخرا بعض فتنته، وما زالوا يدافعون عن القسم الثاني بعد أن انقسم الحزب الجديد إلى قسمين
▪وكذلك كان أول المحذرين من كتاب الإبانة في حين كان بعضهم قد قرظ للكتاب، وكان الشيخ يحيى حفظه الله ورعاه يقول لنا:( هذا الكتاب ضرره على الدعوة السلفية وعلى الأجيال التي تأتي من بعدنا)
▪ وهكذا كان أول العلماء المحذرين من محمد الإمام وأبان شره وفتنته في حين كان البعض يقرظ له ويدفع به في وجه الدعوة السلفية، وقد رأى الجميع الحال السيء الذي وصل إليه محمد الإمام من مؤاخاة الرافضة والدفاع عنهم والوثيقة الخبيثة.
▪وهكذا حذر شيخنا يحيى حفظه الله من هاني بن بريك قبل ثمان سنين، وأنه صاحب فتنة وقلاقل وشر ، وقد ظهر للناس حال هاني بن بريك الخارجي الثوري الانقلابي
▪والآن نسمع شيخنا يحيى حفظه الله يحذر طلابه وأبناءه من الضياع وراء الدنيا ومن ترك العلم والتعليم والدعوة السلفية، والإنشغال بالمناصب عما قد فرغوا أنفسهم له سنوات كثيرة، وصبروا على الجوع والعطش والتشرد من أجل الحفاظ عليه والاستمرار فيه، ويحذر من استقطاب طلاب العلم والتأكل بهم بإسم الدعوة السلفية .
👈 وهذا هو نصح شيخنا ووالدنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي لطلابه بعدم تضييع العلم والتعليم والدعوة وعدم اللهث وراء الدنيا، والمناصب وكلماته معروفه مشهورة
👈وقد رأينا وسمعنا بعض من رجع له عقله يصدر البيانات ويتكلم في المجالس والجلسات أن الشيخ يحيى أصاب في نصحه لطلابه وأبناءه، وأن كل ما قاله الشيخ رأوه رأي العين واضحاً كالشمس في رائعة النهار
👈وكم وكم من الأمثلة على فراسة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله، وأن الله تعالى رزقه فطنة وفراسة وإدراك الأمور، وهذا مما يكرم الله تعالى به أهل العلم والصلاح والهدى
▪قال الله تعالى : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } [النساء: 83].
وقال الله تعالى :{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]
▪وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت: 43].
▪وقال تعالى : { قال الذين يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}[ سورة القصص79_ 82]
👈فالعلماء ميزهم الله بإدراك الأمور ومعرفة الفتن إذا أقبلت على الناس
▪قال أحمد بن مروان الدينوري رحمه الله في «المجالسة وجواهر العلم »(6/ 86) برقم (2407) :«حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا أَبُو هِلالٍ، نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ؛ قَال: كَانَ الْحَسَنُ يَبْصُرُ مِنَ الْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ كَمَا نَبْصُرُ نَحْنُ مِنْهَا إِذَا أَدْبَرَتْ» وسنده حسن
▪وقال الإمام ابن سعد رحمه الله في «الطبقات» (7/ 122) :« أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أبي زُرَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهل».
وهو أثر صحيح تقدم بيانه في مقال سابق
▪فانصح نفسي وإخواني السلفيين والمسلمين عموما بالاستفادة من نصح وتوجيهات علماء السنة في كل مكان، وعدم العجلة في رد نصحهم وتوجيهاتهم السديدة، وأخذها بعين الاعتبار.
▪ ولسنا ندعي العصمة للشيخ يحيى حفظه الله، فهو بشر يصيب ويخطئ ويعلم ويجهل، ولكن الله رزقه فراسة كبيرة شأنه شأن العلماء السلفيين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والحمد لله رب العالمين
✍كتبه :
أبو حمزة محمد بن حسن السوري
الثلاثاء 10 من شهر شوال 1438
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.